في رحلة تطوي الدروب من بكر يحتفى ازكى البشائر للقلوب مع الحبيب المصطفى تضفي لنا ازكى بيان مهما يدور بنا الزمان والروح في لو نام تهفوا الى ارض الجنان الى رحب الحبيب فالوعد للبشرى عن ابن عباس رضي الله عنهما قال مر النبي صلى الله عليه وسلم بحائط من حيطان المدينة او مكة فسمع صوت انسانين يعذبان في قبورهما فقال النبي صلى الله عليه وسلم انهما ليعذبان وما يعذبان في كبير. ثم قال بلى انه لكبير. كان احدهما لا يستتر من بوله. وكان الاخر يمشي بالنميمة ثم دعا بجريدة فكسرها كسرتين فوضع على كل قبر كسرى. فقيل له يا رسول الله لم فعلت هذا قال لعله ان يخفف عنهما ما لم تيبسا ومع الحبيب المصطفى. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فاسأل الله جل وعلا ان يوفقني واياكم لخيري الدنيا والاخرة ما اعظم هذا الحديث الذي استمعنا اليه فان القبور مواطننا عما قريب سننتقل اليها وبالتالي فاما ان تكون رياظا من رياظ الجنة واما ان تكون حفرا من حفر نار جهنم مر النبي صلى الله عليه وسلم بقبرين فقال انهما ليعذبان يعني انهم يعذبون في قبورهم ثم قال وما يعذبان في كبير اي بحسب اعتقادهم وظنهم ثم قال بلى انه لكبير. اي هو عند الله عظيمة من العظائم. وكبيرة من كبائر الذنوب ما هو ذنب هذين الاثنين؟ قال اما احدهما فكان لا يستتر من بوله. وفي لفظ كان لا يتنزه من بوله استتار الانسان عند قضاء حاجته امر مطلوب فالستر الانسان على نفسه وعدم كشفه لاعضاء بدنه مما امر الله جل وعلا بستره من الواجبات وخصوصا حال قضاء الحاجات ولهزا عذب هذا الشخص بكونه كان لا يتنزه من اثار البول والنجاسة. وبكونه لا يستتر حال قضاء حاجته واما الاخر فكان يمشي بالنميمة ان ينقلوا الحديث على جهة الافساد بين الناس فيقول لهذا فلان تكلم فيك بكذا وفلان سبك في المجلس الفلاني وفلان ذكر عيوبك في الموطن الفلاني فحينئذ تحدث الخصومات والنزاعات بين الناس والشريعة جاءت لربط القلوب بعضها ببعض بجعل الناس متآلفين متوادين متحابين. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عظو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى وكما قال تعالى انما المؤمنون اخوة وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا ومن هنا فان هذا النمام يخالف مقاصد الشريعة فانه يزرع البغضاء بين الناس تريد ان تزرع المحبة بين الناس وان يتعاون الناس فيما بينهم وان يثق بعظهم في بعظهم الاخر فيكون هذا من اسباب نماء العلاقات فيما بينهم. ان النميمة داء عظيم شنيع عواقبه سيئة في الدنيا والاخرة. ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة نمام ثم ان النبي صلى الله عليه وسلم دعا بجريدتين اي سعف من سعف النخيل دعا بجريدة فكسرها كسرتين ثم وظع على كل قبر كسرة. فقالوا يا رسول الله لم فهذا قال لعله ان يخفف عنهما ما لم تيبسا. فانظر الى رأفة النبي صلى الله عليه وسلم بهؤلاء الجانيين بهؤلاء الذين اقدما على معصية من معاصي الله جل وعلا ان وظع جريد النخل على القبور هذا خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم اذ لم يفعله صحابته بعده ونحن لا نعلم هل صاحب القبر معذب حتى نضع عليه الجريدة ولم يكن من شأن النبي صلى الله عليه وسلم ان يضع جريد النخل على جميع القبور. بارك الله فيكم. ووفقكم لكل خير. وجعلني الله واياكم من الهداة المهتدين. هذا والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين في رحلة تطوي الدروب من بيكر ان يحتفى ازكى البشائر للقلوب مع الحبيب المصطفى تضفي لنا ازكى بيان مهما يدور بنا الزمان والروح في فوق الى ارض الجنان الى رحب الحبيب فالوعد بالبشرى ويمضي ومع الحبيب المصطفى