الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فحيا وهلا ومرحبا بكم ايها المشاهدون الكرام في لقاءات نتدارس فيها ايات من كتاب الله تبين اسباب مغفرة الله عز وجل للعباد وفي هذا اليوم نتدارس ايات من اول سورة الحجرات يقول الله جل وعلا فيها يا ايها الذين امنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله اي لا يكن من شأنكم ان تتقدم بمعنى ان تعارض ايات القرآن واحاديث النبي صلى الله عليه وسلم فان الخير فيما جاء في الكتاب والسنة وان الحكمة والعقل فيما جاء في الكتاب والسنة وان مصلحة الدنيا والاخرة هي في بما جاء في الكتاب والسنة وحينئذ لا تظنن ايها العاقل ان ما طرأ في ذهنك من افكار يدلك على ان ذلك الفكر خير مما نزل في كتاب الله وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم. فالمصلحة كل المصلحة فيما ورد في هذين الكتابين القرآن العظيم والسنة المطهرة يا ايها الذين امنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله ان الله سميع عليم. يا ايها الذين امنوا لا ترفعوا ادعوا اصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض ان تحبط اعمالكم وانتم لا تشعرون. عندما تظن ان ما به من الفكر خير من ما في الكتاب والسنة وترفع صوتك بذلك حينئذ يخشى عليك ان يحبط عملك ان تحبط اعمالكم وانتم لا تشعرون. ثم قال تعالى ان الذين يغضون اصواتهم عند رسول الله اولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة واجر عظيم. نعم ان ذلك الشخص الذي سلم لما جاء في الكتاب والسنة. ويزعن لما فيهما فيصدق اخبارهما ويطيع اوامرهما فانه حينئذ يكون له المغفرة ويكون له ايضا الاجر الكريم على ما في هذه الايات كما قال جل وعلا مذكرا بصفتي اهل الايمان وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قظى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم وكما قال تعالى فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا من ما قضيت ويسلم تسليما ولو انا كتبنا عليهم ان اقتلوا انفسكم او اخرجوا من دياركم ما فعلوه الا قليل منهم. ولو انهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم واشد تثبيتا واذا لاتيناهم من لدن اجرا عظيما ولهديناهم صراطا مستقيما وحينئذ عليك يا اخي العزيز ان تقدم ما في الكتاب والسنة على مقترحاتك واراءك وعلى ما تظن انه الخير وانه المصلحة فان الخير كل الخير في شرع رب العزة والجلال فلا تقدم بين يدي الله ورسوله ولا ترفع صوتك عليهما وان يحبط عملك وانت لا تشعر اللهم اجعلنا من المسلمين لما في الكتاب والسنة بفضلك واحسانك يا ارحم الراحمين. اللهم اغفر لنا زلاتنا وتجاوز لنا عن خطايانا بفضلك واحسانك يا ارحم الراحمين. هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين