نور على الدرب برنامج يومي يجيب فيه اصحاب الفضيلة العلماء عن اسئلة المستمعين البرنامج من تقديم خالد بن محمد الرميح تنفيذ فهد ابن ابراهيم السنيدي بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اخوة الايمان اخوة الاسلام عليكم ورحمة الله وبركاته نحييكم في مستهل حلقة هذا اليوم من برنامج نور على الدرب ويسرنا في حلقة هذا اليوم ان نعرض اسئلتكم على ضيفنا الكريم معالي الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشترى عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للافتاء. السلام عليكم يا شيخ سعد. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. اهلا وسهلا ارحب بك وارحب بالمستمعين الكرام واسأل الله جل وعلا ان يجعل هذا اللقاء لقاء نافعا وان يرزق المستمعين التوفيق لكل خير. احسن الله اليكم تابكم الله نستأذنكم بان نستهل هذه الحلقة بهذا السؤال الذي ورد من المستمع سلطان العتيبي يقول ارجو من الشيخ ذكر بعض الفوائد تفسير قوله تعالى في سورة الطلاق ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فان هذه الاية تضمن وعدا كريما من رب العزة والجلال القادر على كل شيء والذي لا يعجزه شيء والصادق في وعده حيث لا يخلف الميعاد فيقول تعالى من يتق الله اي من يكون من خصاله ان يكون مستمرا على التقوى والتقوى معان قلبية كما قال صلى الله عليه وسلم التقوى ها هنا يظهر اثرها على اعمال الجوارح والتقوى تتضمن معاني متعددة منها الخوف من الله سبحانه وتعالى والرجاء له جل وعلا والتوكل عليه ومحبته سبحانه وتعالى فمن كان مراقبا لله مستشعرا ان الله يراقبه كان عنده شيء من التقوى ثم قال تعالى من يتق الله يجعل له مخرجا اي عند وجود المظائق التي تحيط بالانسان يجعل الله للمتقي سبيلا لتجاوز تلك المظائق وهذه الاية وردت في سورة الطلاق فهذه الاية تتحدث اصالة عن مسائل المشاكل الزوجية. فمن كان متقيا الله عز وجل في امور الزواج وفي امور التعامل مع الزوجة فان الله عز وجل سيجعل له طريقا يتمكن به من تجاوز ما قد يعرض له من المشاكل ومن الاختلافات التي تكون عادة بين الزوجين ولما كان كثير من مشاكل الزوجين يتعلق بامور النفقات ويتعلق بتحقيق ما تطلبه الزوجات من حوائج متعلقة بالمال. قال تعالى يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ولكن هذه الاية وان كان سببها خاصا في امور الزواج والطلاق. الا ان لفظها عام والقاعدة ان العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ولذلك فان من كان من اهل التقوى ييسر الله عز وجل له اموره. ويجعله يتجاوز للمضائق التي تمر عليه سواء كان في معاملاته المالية او كان ذلك في تعامله واخلاقه مع الاخرين. او كان في ما يتعلق بالواجبات الوظيفية او الواجبات التي تفرضها الدولة على الانسان او في غير ذلك مما كونوا من حياة الانسان ثم قال تعالى ومن يتوكل على الله فهو حسبه اي ان من فوض الامور الى الله واعتمد عليه سبحانه وتعالى. فان الله عز وجل سيكفيه جميعا. اموره احسن الله اليكم واثابكم الله المتواصلين معكم اخوة الايمان في برنامج نور على الدرب. هذا يسأل حفظكم الله عن حديث ابي هريرة رضي الله طبعا قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر وفر من المجذوم كما تفر من السد رواه البخاري يسأل عن معنى هذا الحديث هذا الحديث من الاحاديث الصحيحة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم ومعنى قوله لا عدوى اي ان الامراظ لا تنتقل بنفسها من انسان الى اخر وانما تنتقل بتقدير رب العزة والجلال ولذلك لا يظن ان المرظ هو المؤثر بنفسه في الناس وانما هذا بقدر من رب العزة والجلال واما قوله سبحانه ولا صفر هذا نفي لما كان عليه اهل الجاهلية من التشاؤم بشهر صفر وهو الشهر الثاني من السنة القمرية وذلك ان شهر محرم شهر حرام وشهر السفر شهر حلال وكانوا يمتنعون عن القتال في شهر محرم فاذا جاء شهر صفر اقتتلوا وانفذوا ما في نفوسهم من غل تجاه بعظهم بهذا الاقتتال ولذا كانوا يتشائمون بهذا الشهر لكثرة من يقتل فيه بسبب ذلك فاخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان الشؤم ليس لذات الشهر وانما هو بسبب افعالهم. ولذا قال ولا صفرا واما قوله ولا هامة فهذا ايضا من الامور التي كان عند الناس في الجاهلية توهم بتأثيرها على حياة الناس بدون ان يكون لها حقيقة وهذا قطع لما يكون في النفوس من التشاؤم واما قول النبي صلى الله عليه وسلم فر من المجذوم فرارك من الاسد الفرار من الاسد هذا امر طبيعي يكون عند الناس. وذلك انه من الاسباب التي يخاف من تسليط الله لها على العبد ولذا فالخوف هنا من الله والفرار من السبب الذي هو الاسد فهكذا فيما يتعلق الامراض والامراض على ثلاثة انواع النوع الاول امراض الاوبئة التي تنتشر في الناس. فهذه يجب على الانسان ان يثبت في مكانه. وان لا ينتقل من بلده الى بلد اخر بان لا يكون ذلك من اسباب انتشار هذه الامراض. في ذلك قال صلى الله عليه وسلم اذا سمعتم بالطاعون في بلد فلا تذهبوا اليها. واذا جاءكم وانتم في بلد فلا تخرجوا منها واما النوع الثاني من انواع الامراض فهو الامراض غير المعدية وغير ما يكون وباء عاما فمثل هذا لا يشرع التحرز منه لانه ليس من طبيعته التي جعلها الله فيه ان ينتقل بين الناس واما النوع الثالث من الامراض فهي الامراض المعدية لكنها ليست وباء عاما وهذا النوع هو المقصود بهذا اللفظ الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم فان الجذام هو مرض يصيب الانسان في بدنه مرض معد ينتقل من شخص الى اخر. لكنه ليس من الاوبئة العامة ولذلك امر العبد ببذل السبب المؤدي الى سلامته من هذا المرض بفراره من المجذوم احسن الله اليكم واثابكم الله متواصلين معكم ايها الاخوة في برنامج نور على الدرب احسن الله اليكم شيخ سعد هذا يقول حفظكم الله الانسان يحب الانفاق في سبيل الله عز وجل ولكن هناك من يخالف هذه العادة بالاسراف او شيء من ما هو الضابط الشرعي في ذلك باب النفقات له ظابط شرعي زخره الله تعالى بقوله والذين اذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما في هذه الاية التحذير من البخل كما ان فيها تحذيرا من الاسراف والتقطير يكون بعدم بذل المال في الوجه المعتبر شرعا واما الاسراف فهو بالزيادة في النفقة في سبل الخير بحيث تكون تلك الزيادة غير محتاج اليها. ومن ثم لابد من مراعاة هذا الضابط الشرعي فيما يتعلق النفقات وقد ذكر الله جل وعلا في مواطن من كتابه العزيز صفتا الانفاق للمؤمنين كما في قوله تعالى مثل الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله كمثل حبة انبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة و الله يضاعف لمن يشاء. والله واسع عليم وهكذا ذكر الله جل وعلا في كتابه العزيز بايات متعددة النهي عن الاسراف كما في قوله تعالى يا بني ادم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين ومن هنا على العبد ان يراعي هذه القاعدة الشرعية في نفقاته بحيث لا يكون مقترا ولا يكون مسرفا. وانما يكون متوسطا في نفقاته قال تعالى ولا تجعل يدك مغلولة الى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعدا ملوما محسورا اثابكم الله وبارك الله فيكم. اه هذا السائل يقول بارك الله فيكم. الاعلان عن الصدقة من اجل الاقتداء بالمتصدق. هل يدخل في ذلك الرياء معنى قلبي يقصد الانسان بنفقته ان يكون له مكانة عند الناس او يكون هناك مدح وثناء عليه من قبل الناس بسبب فعله للخير ومن هنا فان الرياء امر مذموم لان الانسان لم يقصد بعمله وجه الله والدار الاخرة راه فالمرائي لا يريد ان يرضي الله ولا ان ترتفع درجته في الجنة. وانما اراد امرا دنيا وهي بثناء الناس عليه ولذا جاء في الحديث ان اول من تسعر بهم النار يوم القيامة ثلاثة ذكر منهم الجواد الذي انفق ما انه فيؤتى به يوم القيامة. ويعرف بنعم الله عليه. ثم يقال له ماذا فعلت في نعم الله عليك فيقول ما تركت من سبيل خير الا انفقت فيه فيك يا ربي. فيقول الله عز وجل اكذبت انما انفقت ليقال جواد فقد قيل ثم يؤمر به فيطرح في نار جهنم ام ومن هنا على العبد ان يحذر من هذه الصفة الذميمة. الا وهي ارادة الدنيا باعمال الاخرة فان ذلك مما يبطل العمل ويذهب اجره وثوابه ويكون من اسباب خذلان العبد وخسارته في يوم القيامة وهناك فرق بين ان ينفق الانسان من اجل ان يقتدى به. ينفق الانسان امام اعين الاخرين. من اجل ان احسن للاخرين ليقتدوا به فيكون له مثل اجرهم من جهة ويكون لهم اجور كثيرة بسبب انفاقهم الذي اقتدوا فيه به فمثل هذا بين حاله والانسان يعلم من نفسه ما اشتمل قلبه عليه. هل اشتمل قلبه على ارادة الثناء والسمعة او اشتمل على ارادة ان يقتدي الاخرون به في الخير احسن الله اليكم انتقل الى سائل اخر يسأل عن الحديث الوارد في صياح الديك والدعاء المشهور عند سماعه هل ما ورد صحيح؟ نعم ما ورد في ذلك صحيح العبد عندما يسمع صياح الديك يكون ذلك مشعرا بمرور ملك من الملائكة وبالتالي يشرع له ان يقول الذكر الواردة في ذلك بارك الله فيكم. هذا السائل يقول والدي رجل كبير في السن واصبح لا يعرف الاولاد ولا البنات ولا الجهات الاصلية ماذا عليه من جهة الصلاة والصوم وزكاة المال اما من جهة الصلاة والصوم فلم يعد مكلفا بشيء منهما وذلك لانه لم يعد يميز بين الامور المتعلقة به وبالتالي فلا تجب عليه الصلاة ولا يجب عليه الصيام ونبشركم بان اجره في الصيام والصلاة مستمر وهكذا لا يجب على اولاده ان يتصدقوا عنه. او ان يقدموا فدية او ان يقوموا بالصيام قضاء عنه وانما يؤمل ان يكون له الاجر بدون ان يطالب بصوم ولا صلاة واما الزكاة فانها واجب ما لي متعلق بملك النصاب وبالتالي يجب على وليه الذي يوكل او يفوض من قبل القاضي بان يخرج زكاة ما له لقوله تعالى خذ من اموالهم صدقة ادل هذا على انه لا يشترط في وجوب الزكاة على المكلف على الشخص ان يكون من العقلاء او من البالغين ولذلك فان الزكاة تجب على الصغير وعلى المجنون وعلى الخرف لانها متعلقة بالمال والتفريق بين هذين الامرين بين امر الصلاة والصوم وبين امر الزكاة لان الزكاة من خطاب بالوضع فهي خطاب متعلق بكون ملك النصاب سببا من اسباب وجوب الزكاة بخلاف الصلاة والصوم فانها خطاب تكليفي بايجاب هذه الافعال على العبد المكلف ومن لم يكن مكلفا فان الخطاب لا يتوجه اليه بذلك احسن الله اليكم نختم هذه الحلقة بهذا السؤال. السائل يقول قال لصاحبه هل لديك صرف خمسين ريال وقال له صاحبه الدراهم التي معي لا تصل الى خمسين ريال يمكن تصل الى اربعة واربعين ريالا قال هاتها ويبقى ستة ريالات فتدخل احدهم وقال انها مشبوهة وفيها شيء من الحرام اما ان يعطيك الاربع والاربعين ريالا جميعا وانت لاحقا تدفع له هذا المبلغ او يعطيك الخمسين بخمسين ولكن لا تؤجل المبلغ فهذا لا يجوز هذا الكلام الذي ذكره هذا الشخص كلام خاطئ ولا يصح ان ينسب للشرع فان الصرف وهو تبديل المال بالمال على نوعين النوع الاول اذا كان المالان من جنس واحد فحينئذ يشترط التساوي ولا يشترط التقابظ واما اذا كان المالان من جنسين مختلفين فانه حينئذ يشترط التقابظ ولا يشترط تساوي فان النبي صلى الله عليه وسلم قال الذهب بالذهب ربا الا مثلا بمثل والفظة بالفظة ربا الا مثلا بمثل فاذا اختلفت الاصناف فبيعوا كيف شئتم اذا كان يدا بيد. فدل هذا على انه اذا كان المالان من جنس واحد اشترط التماثل ولم يشترط التقابض واما اذا كان المالان من جنسين مختلفين فحينئذ يشترط التقابض ولا يشترط التماثل وساضرب لذلك مثلا اذا اعطيته مئة ريال سعودي من اجل ان يعطيك سبعين جنيها مصريا فحينئذ الاصناف مختلفة فيجب التقابض في مجلس العقد ولا يشترط التساوي. لان المالين او النقدين من جنسين مختلفين اما عند كون المالين من جنس واحد فحينئذ يشترط التماثل ولا يشترط التقابظ تعطيه مئة ويعطيك بعد اسبوع مئة او تعطيه مئة اليوم ويعطيك في نفس اليوم خمسين وبعد اسبوع الخمسين الاخرى هذا جائز لا حرج فيه. لان من شرط التصارف عند اتحاد الجنس في النقدين ان يكون هناك تماثل ولا يشترط التقابظ بارك الله فيك احسن الله اليكم واثابكم الله وجعل ذلك في موازين حسناتكم ايها الاخوة والاخوات الى هنا ونأتي الى ختام حلقة هذا اليوم من برنامج نور على الدرب وقد اجاب عن اسئلتكم معالي الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشثري عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للافتاء. نلقاكم باذن الله تعالى في لقاء مقبل وهذه التحية من الزميل عثمان ابن عبد الكريم الجويبر الذي سجل لكم هذا اللقاء نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة والله وبركاته نور على الدرب برنامج يومي يجيب فيه اصحاب الفضيلة العلماء عن اسئلة المستمعين البرنامج من تقديم خالد بن محمد الرميح تنفيز فهد ابن ابراهيم السنيدي