ولا علاقة له بالصدفة ومن ظن ان هذا يندرج تحت الصدفة فليعلم انها صدفة تخييلية مستحيلة الوقوع الامر الرابع ما يقع صدفة لا يكون دائما ولا اكثريا فالتكرار والصدفة ضدان اه الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان اما بعد فحديثنا عن هذا الموضوع من الاهمية بمكان تعظيم الصدفة يا استاذ عبد الله اساس من اسس الالحاد المعاصر وليس يخفى مدى تأثير هذا التيار على ناشئة المسلمين كما لا يخفى ان منهم من قد تنطلي عليه مغالطات الملاحدة في هذا الموضوع كقولهم الكون وجد من العدم عن طريق الصدفة فلا يلزم ان يكون له خالق هذه الجملة قد تشكل على من لم يكن عالما بخطاياها. هذا ما يدعونا لطرق هذا الموضوع. نعم. والنعم احسن الله اليكم ذكرت كلمة الصدفة يمكن الكثير منا يعني الصدفة اللي تمر عليه في الحياة العادية يعني هل هي نفس الصدفة ما هي صدفة وكيف نفهمها يعني احسنتم آآ المراد بالصدفة حفظكم الله في مجاري كلام الناس وصف لما يحدث من وقائع عربا وارتجالا بدون ارادة او سبب معروف او بدون اتفاق او توقع او احيانا بدون قدرة او مهارة ولفهمها بعيدا عن تلبيس الظالين اذكر بعون الله ضوابط عشرة نعم. اولا نحن نفسر بالصدفة حدثا من جهة كونه لا ترتيب او لا قصد لنا في حصوله. وليس اننا نقر بان هذا الحدث بلا سبب. بمعنى ربما نستخدم كلمة صدفة للتعبير عن جهلنا بالاسباب المباشرة للوقائع او قصدها وليس لان شيئا يقع وبلا سبب نعم. ثانيا الصدفة مجرد وصف سلبي عدمي لا وجود له في الحقيقة ولا يتصف باي صفة وجودية وعليه فنسبة احداث او تأثير له ضرب من العبث العدم لا يثبت وجودا اذا حين ينسب احد الى الصدفة الايجاد من العدم فاننا نقول قد اغرقت اغرقت في الوهم او التضليل ثالثا. نعم. وجود شيء بلا سبب مستحيل عقلا فمسلا ربما يقول قائل التقيت فلانا اليوم في السوق صدفة اي بلا ترتيب مسبق. لكن من غير المقبول ان يقابله كل يوم ويقول حدث هذا صدفة. الامر الخامس لابد من التفريق بين ما في الذهن وما في الواقع قد يجوز في الذهن ما يمتنع خارج الذهن. قد يقدر الذهن اشياء. لكن في الواقع يستحيل وقوعها قد اتخيل انا وانت يا استاذ عبد الله مثلا وجود عدد لا نهائي من السيارات لكن في الواقع هل هذا الكلام صحيح مم لا وجود لعدد لا نهائي من السيارات اليس كذلك؟ فعلا صحيح. فهم هذا يكشف مغالطات الحادية سنحتاجها بعد قليل. الامر السادس العبرة في الاحكام الواقعية على الاستحالة او الامكان الواقعي لا على الاستحالة او الامكان العقلي مثلا لو انك يا استاذ عبد الله اخذت مني حبة رمل يعني لنقل ذات لون مميز وسافرت بها الى مكان لا اعلمه والقيتها هناك لا ادري ربما القيتها في الربع الخالي او في صحراء نيفادا او في القطب الجنوبي او في شاطئ جزيرة غير مأهولة في المحيط الهندي انا لست ادري لكن هذه الحبة يا شيخ عبد الله مهمة بالنسبة لي فاخذت طائرة وطرت عشوائيا في هذا العالم ابحث عن هذه الحبة ثم نزلت في مكان ما وما ان بحثت بطرف اصبعي في الرمال الا واجد حبة الرمل. من اول محاولة. سؤالي يا استاذ عبد الله. نعم. هذا ممكن واقعيا او مستحيل اقرب الى المستحيل بالتأكيد هو مستحيل. مم. ومن ادعى خلاف هذا اتهمناه اتهمناه اما بالكذب او بالجنود. مع انه عقلا ليس مستحيلا. فعلا. لكن في الاحكام التي نصبرها على الامكان الواقعي الامر السابع لا وجود للصدفة المحضة في عالم خلقه رب اليم قدير متى ما وجد القدر ارتفعت الصدفة لا شيء في العالم يقع عشوائيا بمعنى لا بأس ان نصف الشيء انه صدفة لجهلنا وقلة معرفتنا لكن الواقع ان له وسببا نجهله او او لم نرتب له لكن ان يقع شيء بالصدفة محضة هذا مستحيل فكل شيء مقدر والله تعالى خلق كل شيء فقدره تقديره. الامر الثامن الصدفة يمكن ان يجاب بها عن سؤالي كيف لكن لا يجاب بها عن سؤال من بمعنى اذا قلت لي يا استاذ عبد الله كيف وقع الحادث لسيارتك يمكن ان اقول حينها صدفة الكلام هنا مقبول اليس كذلك؟ فعلا لكن اذا سألتني من اصابك في الحادث لا وجه للقول ها هنا انها الصدفة مم الامر التاسع ما كان متوقعا او نتائج آآ او كان نتاج اسباب معروفة هذا شيء لا يوصف بانه صدفة. عاشرا واخيرا لا تطلق الصدفة على ما ظهرت فيه اثار القصد والعناية مثلا لو اخبرتك يا استاذ عبدالله اني رميت حجارة خلفي عشوائيا اخذت مجموعة من الحجارة وبدأت ارميها حجرا حجرا خلف ظهري ثم التفت واذا بها قد كونت حجرة جميلة مضبوطة الزوايا اظن يا استاذ عبد الله ان جوابك سيكون كلامك يا صالح برظو من الجنون اليس كذلك؟ فعلا شيء غير منطقي. لو رأيت استاذ عبد الله سيارتي وفيها كدمة فسألتني فقلت اصاب حجر ضخم سيارتي صدفة. الكلام هنا مقبول ليس كذلك. فعلا فعلا. لكن لو رأيتها غدا وقد اصلحت فسألتني فقلت لك الاصلاح حصل صدفة الكلام هنا مقبول؟ غير مقبول طبعا الكلام هنا بالطبع غير مقبول فالاصلاح يحتاج الى سبب وعناية يحتاج الى حرفة ومهارة يحتاج الى فعل مقصود اذا الصدفة هنا جواب غير مقبول. نعم. جميل احسن الله اليكم شيخ صالح يعني قبل ان ننجر الى الحديث عن الكلام عن استخدام الملاحدة للصدفة كما اسلفتم. يعني لو نتحدث عن الاتقان والاحكام في هذا الكون لعل المعنى ايضا آآ يتضح عن علاقة الصدفة بموضوع العلوم الطبيعية بارك الله فيكم ليس يمتلي عاقل في ان الكون متقن محكم والمراد ومراد بكونه متقنا ضبط نظامه وحصول كل كل شيء في مساره الصحيح وهذا دليل قطعي على وجود الخالق العظيم سبحانه وجود المخلوقات بعد عدمها دليل على وجود خالقها وكونها على قدر من الدقة في الخلقة وبراعة في الاتقان وابهار في الاحكام هذا دليل على وجوده سبحانه ايضا وهذا ما يسميه العلماء بدليل العناية او دليل التخصيص او دليل النظام او دليل التصميم كل شيء يا استاذ عبد الله في هذا الكون قد قد وضع على هيئة مبهرة موافقة لمصالح الانسان ومنافعه. كل شيء قد احكم بنظام دقيق يصير وفقه. والعاقل يستدل على الشيء باثاره. من وجد الة محكمة قد وضع وضع كل جزء فيها في موضعه لغاية محددة فسيعلم ضرورة ان وراء هذا الاحكام صانعا مبدعا اما العشوائية او ما لا قدرة له او ما لا علم له او ما لا حكمة له هذا لا يصدر عنه شيء فضلا عن ان يكون محكما متقنا له وظيفة محدثة محددة يقوم بها. من تأمل هذا العالم حق التأمل علم قطعا ان خالقه سبحانه قد اتقنه غاية الاتقان وهذا ما ارشدت اليه ايات الكتاب الذي احسن كل شيء خلقه. صنع الله الذي اتقن كل شيء. قال ربنا الذي اعطى كل شيء خلقه ثم هدى وخلق كل شيء فقدره تقديره والاكتشافات العلمية المعاصرة قد تجلى معها كثير من البراهين الكونية على هذا واضحت من اقوى الادلة الحسية على ضرورة وجود الخالق سبحانه بل زادتنا معرفة به وايمانا وتعظيما ويكفي لادراك هذا ادنى اطلالة على مخرجات علم الاحياء والفيزياء والكيمياء والجيولوجيا والتشريح او الفلك او غيرها من العلوم. عن اي شيء احدثك يا استاذ عبدالله عن النسب الدقيقة في ضغط الهواء والغازات المنتشرة في الكون مم. ام عن المسافة الدقيقة بيننا وبين الشمس والتي لو اختلفت بقدر يسير لك انت الارض ابرد من المريخ. هم. او اسخن من الزهرة ولتعقدت الحياة هل احدثك عن الغلاف الجوي هذا الغلاف الذي يحول بتوفيق الله دون وصول ملايين الشهب القاتلة الينا ام احدثك عن الماء؟ ماء البحار الذي يغطي ثلاثة ارباع الارض والذي لولا ان الله عز وجل من به لاستحالت الحياة ام احدثك عن الجاذبية الارضية التي يعني ادنى تغيير في نسبتها استحالة الحياة عليها ايضا هل احدثك عن الدماغ ام عن القلب ام عن العين ام ادعو هذا كله واحدثك عن شيء صغير جدا لم نره يقول علماء الفيزياء ان اي خاصية من خصائص الذرة لو اختلفت لكان من المرجح ان تكون الحياة مستحيلة. هم. نحن الان يا استاذ عبد الله نتحدث عن اشياء غاية غاية في الدقة. بل هذا شيء وقد تصور لك ان تعلم ودعني اضرب مثالا واحدا. نعم الثابت الكوني المتعلق بمعدل توسع الكون يقول العلماء ان فيه من الدقة ما لا يخطر على بال بحيث انه لو تغيرت دقة هذا الثابت سرعة او بطئا درجة واحدة فقط من درجات يبلغ عددها عشرة اس مئة وعشرين لامتنعت الحياة في الكون ارأيت هذه الدقة؟ واحد ها من عدد هائل يفوق التصور هو واحد وامامه مائة وعشرون صفرا هل يستطيع انسان ان ان ينطق نعم كم يبلغ هذا العدد يا استاذ عبد الله؟ الله اكبر واحد امامه مئة وعشرون صفرا. اكل هذا كان صدفة ام انه صنع الله الذي اتقن كل شيء؟ كل منصف يدرك الجواب الخلاصة الخلاصة حفظك الله. نعم. عندنا مقدمتان ونتيجة المقدمة الاولى الكون متقن محكم والدليل على هذا الواقع المحسوس الذي لا سبيل الى الشك فيه. المقدمة الثانية كل ما كان متقنا محكما لا يكون الا من فاعل عليم حكيم قدير النتيجة الكون له خالق عليم حكيم قدير جل في علاه. نعم. ننتقل الان يا شيخ صالح الى موضوع تعظيم الملاحدة موضوع الصدفة ما سبب ذلك التعظيم لا اجد جوابا احسن من قوله تعالى وكان الكافر على ربه ظهيرا. من اكبر مآزق الملاحدة تظاهرون قم بمحبة العلم التجريبي وتظاهرهم بمحبة العقلانية ما انكارهم وجود الخالق سبحانه ذلك ان العلم التجريبي يدل على ان الكون قد ظهر بعد ان لم يكن موجودا وفق قوانين فيزيائية دقيقة جدا كما انه يدل على التعقيد الشديد للحياة والمنطق السليم يقتضي انه لا يمكن ظهور المخلوقات المعقدة الا بخالقه ومن هنا يلجأ الملاحدة الى تعظيم الصدفة ليوهموا انفسهم او غيرهم بجواب آآ يحل هذه العقدة مستحيل يمكن ان يحدث صدفة الملاحدة يا استاذ عبد الله يجعلون الصدفة مسئولة عن عن ظهور جميع المخلوقات وقد بالغوا في قدراتها حتى كادوا ان يعبدوها احد علماء الملاحدة تخصص في الطب اسمه جاك مونو عالم فرنسي يقول الصدفة وحدها هي مصدر كل هذا الابتكار في جميع المخلوقات تخيل استاذ ودكتور في الطب يقول مثل هذه الترهات داعية الالحاد الجديد آآ ريتسارد دوكنز دكتور في علم الاحياء ومن اكثر من يعظم الصدفة ويتحدث عنها حتى اتى باشياء تضحك العقلاء على عقله لا سيما ما اودعه في كتاب اسمه صانع الساعات الاعمى. في هذا الكتاب قرر انه يمكن ان يحصل صدفة ركز معي يا استاذ عبد الله. نعم ماشي. يقول يمكن ان يحدث صدفة ان نجد تمثالا رخاميا يلوح بيده امامنا فجأة هذا ممكن يقوله ان كان على احتمال ضعيف لكن ليس مستحيلا. ثم ذكر انه بمثل هذا الاحتمال الظعيف من الممكن نظريا ان بقرة تقفز فتصل الى فوق القمر ممكن يحصل على صدفة ثم بنى على هذا ان الاحداث التي تبدو مستحيلة مثل ظهور الحياة على كوكب الارض بلا خالق قد تحدث مصادفة فلا تحتاج في وجودها الى خالق علينا يا استاذ عبدالله ان نلغي عقولنا تماما اذا ما اردنا ان نصدق الملاحدة. اي شيء آآ اكثر استحالة من ان يحتمل انسان مجرد احتمال ان تمثالا جامدا يحرك يده بل ان بقرة بل ان بقرة تقفز قفزة فلا تجد نفسها الا فوق سطح القمر اه اذا كان هذا عند هذا يعني مقبولا. اذا على العقول العفاء. نعم. نعم احسن الله اليكم يعني لو ندخل ايضا في مناقشة هذا الكلام بشكل ادق يعني لو نطرح السؤال نتنازل للقوم قليلا ونقول هل يمكن ان يوجد كون آآ او يكون هذا كان الموجود في هذا الكون ان يكون نتاج الصدفة كما آآ يزعم هؤلاء. هل يمكن ان نناقش هذا بطريقة اكثر عمقا بارك الله فيكم نعم باذن الله عز وجل والكلام في هذا حفظكم الله طويل جدا. وكتب فيه مؤلفات ومجلدات والوقت لا يسعنا ان نناقش هذا على وجه التفصيل لكني ساكتفي بسبعة اوجه مختصرة. نعم اول تلك الاوجه من تأمل كلام الملاحدة في الصدفة وجد كما سبق انهم يقدسونها ويلبسونها صفات الربوبية لما؟ لانهم يريدون ان تحل بديلا عن الرب سبحانه في تفسير اصل الحياة وانتظامها ولذا فقد وصفوها بصفات الرب القادر على كل شيء لكن العقلاء جميعا يدركون ان الصدفة ليست بكائن حتى تستطيع ان تخلق شيئا بل هي ليست بشيء في الحقيقة فضلا عن اتصافها بالحياة والقدرة والعلم والحكمة اذا كيف يعزى وجود الاشياء اليها الواقع ان الملاحدة يفضلون الايمان باي شيء سوى رب العالمين سبحانه. لا شك ان كلمة الصدفة استخدمت من قبلهم بمغالطة وخداع. وذلك لصرف الجهال عن الاعتقاد بوجود خالق للكون باحالتهم الى مألوف لديهم وهو الصدفة والذي يضطرهم الى هذا المسلك وانه من غير الممكن قبول وجود الكون من لا شيء هم لا يجرؤون على ان يصرحوا بهذا. بل يختبئون وراء ما يسمونه الصدفة لتكون بديلا عن الخلق. يرمون بهذه الكلمة ويمشون دون ان يعرفوا هذه الكلمة او يميطوا اللثام عن حقيقتها. والسؤال هل تسمح كلمة الصدفة بتوظيفها بالطريقة التي يريدون بالنظر في استعمال الناس لكلمة صدفة وهذا قد تقدم شيء منه قبل قليل نجد انهم يستخدمونها للتعبير عن واحد من ثلاثة امور. اولا للتعبير عن عدم القصد من وراء الفعل ان تلتقي يا استاذ عبدالله بصديق في سوق من غير موعد فتقول لقيته صدفة اي بغير قصد مني ان القاه نعم الامر الثاني يستعملونها للتعبير عن وجود القصد لاحداث الفعل مع عدم توفر القدرة او المهارة كان يرمي رجل اعمى كرة السلة فيصيب الهدف حينما نقول ان اصابته للهدف كانت من قبيل الصدفة. اي ليست عن استحقاق ومهارة لديه الامر الثالث تستعمل للتعبير عن عدم وجود رابط بين حدثين متزامنين او متلاحقين ان تمر السيارة بقرب عمارة تبنى فتسقط عليها حجرة تصيبها. فيقال اصاب الحجر السيارة صدفة اذا يتضح من استخدام كلمة الصدفة انه لا علاقة لها بما يحاول الملاحدة ايهام الناس به فالصدفة يقتصر التعبير بها على عدم القصد او القدرة او الارتباط لكنها لا تتناول ابدا عدم وجود فاعل. فلم يبقى الا ان استخدامها هنا تضليل للناس وايهام لهم بوجود بديل معقول مسألة الخلق خلاصة القول نعم. كلمة صدفة لا يصح استعمالها في ايجاد شيء من لا شيء لكن قد يقول قائل لننصف هؤلاء الملاحدة هم انما يريدون بمقولتهم ان الكون نشأ صدفة كونه تطور من حالة اولية تسودها الفوضى الى حالة منظمة كما نراها اليوم دون الحاجة الى منظم ولا يريدون خروج الكون من العدم الى الوجود والجواب عن ذلك انهم قل ما يشيرون الى هذا التفريق بل هم يتعمدون دمج المسألتين. الايجاد والتنظيم. وسبق ذكر بعض الكلام المتعلق بهذا. ثم هم ان ارادوا التنظيم لا الخلق نقول لهم هذا صرف للمسألة عن اصلها فان اخراج الوجود من العدم اعظم من اخراج وجود منظم من وجود غير منظم. اليس كذلك يا استاذ عبد الله؟ فعلا. فلماذا تركتم اصل المسألة واعظم وتعلقتم بالاخر بمعنى قبل ان تتحدثوا عن تنظيم الكون. اجيبونا بوضوح ما سبب وجود الكون؟ من اين اتى الكون وقد كان عدما ولا يخال اكثرهم الا سيعود مرغما للجواب الثابت للجواب السابق الساقط وهو وجد صدفة ثانيا لو غضبنا الطرف وانتقلنا للحديث عما بعد وجود الكون وما زعموه من ان الصدفة هي المسؤولة عن وجود الدقة والتناغم في هذا الكون فاننا نقول لهم يدرك العقلاء جميعا ان ما يحصل صدفة يكون عشوائيا لا منظما. فالتعقيد والنظام يتضادان مع الصدفة والعشوائية ثالثا يلبس الملاحدة على الناس حين يصفون المستحيل بالممكن الذي احتمال وقوعه ضئيل جدا. اود ان نتنبه الى هذه المغالطة نعم. وكل كل العقلاء يدركون ان قفزة بقرة توصل الى القمر او ان حركة يدي تمثال رخامي ممكنة او ان رمي مجموعة اوراق اثناء اعصار ينتج بيتا ورقيا ان هذه الاشياء مستحيلة الوقوع والتصديق بامكان وقوع هذه الاشياء ضرب من السخافة والامر اوضح من ان يطال في بيانه الامر الرابع يرضخ الملاحدة المعاصرون لحقيقة ان هذا الكون المعلوم لنا وكل ما فيه له بداية محددة ويتضمن هذا ان ظهور الحياة على هذه الارض له بداية ايضا وانه محدد بفترة زمنية معينة. اذا لا يمكن اعطاء وقت لا محدود لهذا الكون ولو سلمنا جدلا من ان الصدفة او لو سلمنا جدلا بان الصدفة شيء فاعل. هم. لكن الوقت قصير جدا لتكون الصدفة هي مسبب حقيقي لتكون الصدفة هي المسببة الحقيقي. خذ مثلا دوكنس الداعية الالحادي المشهور. هم. يقول فبمجرد اعطاء وقت او فرص غير محدودة فان اي شيء يمكن ان يحدث نقول هذه مغالطة مرفوضة ليس هناك شيء اسمه وقت غير محدود. ليس هناك شيء اسمه فرص غير محدودة في هذا الكون. الخلاصة استاذ عبد الله نعم كون ظهور الحياة على الارض له بداية زمنية يشكل معضلة كبرى لهم الامر الخامس حين يقرر الملاحدة امكانية ظهور الحياة على الارض صدفة فانهم يخالفون كلا من العلم التجريبي والمنطق السليم فعدا ان كل محدث لابد له من محدث وهذه بديهية مجمع عليها فالصدفة لا تحدث وبالتالي كلامهم ساقط ومع ذلك نقول تنزلا ادعاء امكانية ظهور الحياة على الارض مصادفة وبهذه البساطة كما يقولون ايضا باطل. لان هذا الظهور لا بد فيه من النظر الى جوانب معقدة مختلفة الجانب الاول لابد قبل ظهور الحياة على كوكب الارض ان يكون قابلا للحياة اصلا ولكي يكون قابلا للحياة فلا بد ان يكون فيه بعض المعايير الفيزيائية المعينة ومع عدم وجودها فالكون غير قابل للحياة ذكر علماء الفيزياء الفلكية انه لابد من وجود ستة وعشرين معيارا فيزيائيا مضبوطا بشكل دقيق جدا لكي يمكن ان تنشأ الحياة الحية في اي موضع من الكون. من الذي ضبط هذه المعايير؟ اهي الصدفة ايضا الجانب الثاني الاحياء يتكونون من الخلايا والخيالة الخلايا مكونة من البروتينات والبروتينات مكونة من الاحماض الامينية. البروتين يا استاذ عبد الله مبني بطريقة معقدة جدا يستحيل وجوده صدفة الجانب الثالث البروتينات ترتبط وتتفاعل مع الدي ان ايه وهو من اهم المكونات الخلية وتخزن المعلومات فيه وظهور الدي ان ايه صدفة ايضا من المستحيلات القطعية. الجانب الرابع ليست دي ان ايه هو المكون الوحيد في الخلية بل هناك مكونات اخرى لابد من بوجودها. الخلية يا استاذ عبدالله اقرب ما تكون الى مصنع مصغر يعمل فيه الاف القطع بطريقة منظمة سبحان الله! اذا ظهور هذه الجوانب الاربعة كل واحد منها على حدة صدفة مستحيل. واذا لاحظناها جميعا مع بعضها فاننا نعلم انه في غاية استحالة. هم. الامر السادس وقبل الاخير المسألة ليست في وجود الكون من العدم بل ولا في اتقانه فحسب بل ايضا في استمراره على هذا الاتقان وعدم اضمحلاله. بمعنى سلمنا جدلا ان الكون وجد بضربة حظ عشوائية. وهذا من ابعد المستحيلات. لكن من اين جاءه تماسك نظامه؟ لم لم يسرع اليه الخلل؟ ولم تنجم عنه فوضى صدفة ايضا. من الذي يمسكه من ان يزول؟ هل صدفة نفسها هي القادر الرحيم الذي يحنو على هذا الكون فيحافظ على نظامه هل تصالحت الصدفة مع عدوها اعني الاستمرار والتكرار لاجل برعايتنا؟ نعم. هل هناك عقول تقبل هذه الترهات سابعا واخيرا اخر من ينبغي ان يتكلم بهذه الهدايا الهذيانات هم الملاحدة الماديون. فقد صدعوا رؤوسنا بنفي كل شيء لم يثبت بالحس تجربة فنقول لهم من اين لكم ان الكون وجد صدفة؟ من اين لكم ان الابداع الذي فيه وجد صدفة؟ في اي مختبر جربتم هذا فوصلتم الى هذه النتيجة لن اشق عليكم اطالبكم ان تثبتوا لنا بالتجربة الحسية اي شيء وجد من العدم صدفة. اوجدوا لنا سيارة جوال اوجدوا لنا فنجان قهوة. اوجدوا لنا بالتجربة الحسية ان حبة رمل واحدة وجدت من العدم صدفة اعتقد يا استاذ عبد الله انه سيطول انتظارنا ولن نجد منهم جوابا. نعم. نعم احسن الله اليكم وتبارك الله احسن الخالقين وصلنا الى ختام هذه شيخ صالح وكالعادة ان كان هناك احالة او وصية نختم بها بارك الله فيكم اوصي بامرين حفظكم الله. آآ قراءة موضع مهم جدا من كتاب مفتاح دار السعادة. في بيان الاتقان في هذا الكون آآ في المجلد الثاني من صحيفة خمسمية وثمانية وثلاثين الى سبعمية واربعة وتسعين من طبعة عالم الفوائد. اتمنى ايضا الاطلاع على مقطع مدته خمس دقائق اه انتجته لجنة يقين تجدونه في يوتيوب بعنوان دليل الافعال هل الصدفة اوجدت الكون اتمنى الاطلاع عليه. نعم. نعم احسن الله اليكم وجزاكم خيرا فضيلة الشيخ الاستاذ الدكتور صالح بن عبد العزيز السندي استاذ العقيدة بالجامعة الاسلامية والمشرف على لجنة يقين شكر الله لك واياكم واستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته