القيم الإسلامية تتصل بالوسطية والتوازن. ورعاية متطلبات الواقع. قال جل وعلا في وصف الأمة وفي وصف تشريع الإسلام وكذلك جعلناكم امة وسطا. فامة الاسلام وسط لان الشريعة ربانية وهي وسط. وسط في ابواب العقيدة وسط في ابواب الحكم والتحاكم وايضا وسط في ابواب الاخلاق. فاذا نظرنا الى الاخلاق التي ينشدها آآ مثل بوذا ونحوه والاخلاق التي آآ يروج لها اليهود وجدنا ان الشريعة في هذا الامر وانها طب في الاخلاق ما بين الذي يغلو في تنزيه النفس حتى يفقدها المرونة والانطلاق في المجتمع وما بين الذي يجعل ان الاخلاق هي السيطرة والقوة دون رعاية جانب الخلق الكريم التي يحب الناس ان يتعاملوا مع بعضهم البعض فيها. قال القرطبي رحمه الله عند هذه الاية وسط الوادي خير موضع فيه. واكثر تره كلها وماء ولما كان الوسط مجانبا للغلو والتقصير كان محمودا فحينئذ اذ كانت الشريعة والقيم الإسلامية وسطية حين اذ نرى انها تعمل على تحقيق التوازن النفسي لدى الفرد وانها تشبع وتضبط الحاجات والمتطلبات الفسيولوجية الاولية والحاجات النفسية والوجدانية والحاجات الاجتماعية وعلاقة الانسان بمن حوله. وهذا اكثر ما ينظر فيه الى مرحلة الشباب لانها مرحلة التغير الحتمي بل التغير الشهري في المنطلقات والاهداف والهراء والرغبات