في الصحيح من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص يقول النبي صلى الله عليه وسلم ان الله تبارك وتعالى لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس او من صدور العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلما اتى اذا لم يبق عالما وفي رواية لم يبق عالم اتخذ الناس رؤساء جهالا فسئلوا فافتوا بغير علم فضلوا واضلوا وهذا هو الذي ظل به اهل الكتاب من اليهود والنصارى الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم. قل بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن والاه واهتدى بهداه. اما بعد ينبغي للانسان ان يعلم ان نعم الله عليه عظيمة وان الاء عليه جسيمة وانه يغفل صباحا ومساء في نعم الله عز وجل العامة ولكن هناك نعمة ينبغي للانسان ان يقف عندها طويلا وهي ان يوفقه الله عز وجل لسلوك طريق العلم الشرعي فاذا وفقك الله ايها العبد الضعيف وشرح صدرك لطلب العلم الشرعي وجعل فيك النهمة والرغبة والعزيمة لتحصيل العلم الشرعي فهذه نعمة خاصة اراد الله عز وجل بك الخير بتيسير سلوك طريقها ففي الصحيحين من حديث معاوية رضي الله تعالى عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين. هذا منطوق الحديث ومفهومه ان من لم يرد الله عز وجل به خيرا فانه لا يفقهه في الدين. فاذا وجد العبد في باطن نفسه وفي قرارة قلبه به وفي باطنه شيء يعني يبعثه شيئا يبعثه الى العلم ويبعثه الى التعقل والتدبر في ادلة الوحيين ومحبة الجلوس عند العلماء ورزقه الله عز وجل قريحة وحافظة يحفظ بها ذلك العلم فهذه نعمة عظيمة. هذه نعمة عظيمة لان احوج ما نحتاجه اليوم الى طلبة العلم الراسخين الامة فيها اطباء كثر وفيها مهندسون وفيها اقتصاديون وفيها رجالات الفكر لكننا نحتاج الى العلماء الراسخين فالعلماء الراسخون في الامة زمام امان من الضلال وزمام امان من التيه. بسبب كثرة الفتن والقلاقل قال الله عز وجل قل يا اهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا اهواء قوم قد ضلوا وهم الاحبار والرهبان. واضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل فماذا فما دامت الامة ولله الحمد والمنة تزخر بعلمائها وتزخر بطلبة العلم الصادقين الناصحين فيها فالامة لا تزال بخير ولا يخفى على الناظر في واقع الزمان في واقعنا المعاصر. كثرة الفتن والقلاقل التي تدع الحليم حيرانا. حتى حار فيها وفي احكامها كثير من طلبة العلم الذين لا ينقصهم رسوخ ولا ينقصهم فهم ولا حفظ اذلة. لكن ومع ذلك بسبب كثرة الاشتباه. وبسبب الخفاء كثير من الحق في في هذا الواقع صار بعض طلبة العلم يتخبط. يتخبط والجيد منهم من يقول لا ادري. ولكن تجد كثيرا منهم يفتي اليوم بفتيا يغيرها غدا ويزكي اليوم ويقدح غدا. لماذا؟ لانه لم يبني علمه آآ على على اصول راسخة او لكثرة الاشتباه او لشدة اشتباه الفتن فمثلها ففي مثل هذه الازمنة حزام امان الامة علماؤها فما دام في الامة عالم واحد يقول الحق ويهدي الناس الى سواء السبيل هداية دلالة وارشاد فالامة لا تزال بخير وان الانسان في طريقه للعلم يشكو من كثير من العقبات. ولكن يجب عليه ان يلج العلم من اعظم بواباته واعظم بوابة هي بوابة الالتجاء والانطراح بين يدي الله عز وجل بالدعاء بالتوفيق الانسان قد يحفظ كثيرا لكن لا يوفق. قد يحضر كثيرا لكن لا يوفق قد يستمع كثيرا لكن لا يوفق. قد يقرأ مجلدات كثيرة ولكن لا يوفق. فوراء جميع تلك الجهود المبذولة شيء عظيم وهو توفيق الله عز وجل فمن كان موفقا كفاه قليل القراءة. كفته قليلة القراءة القليلة. ومن كان موفقا كفاه ولو حضوره عند عند عالم واحد ومن كان موفقا كفاه حفظ متن واحد. واما من سحب الله عز وجل بساط التوفيق من تحت قدميه. فان هذا والله لو جلس عند العلماء ولو حفظ المتون ولو قرأ المطولات وجردها فانه لا لا ينتفع هو بنفسه فيما تعلم ولا تنتفع به الامة. لماذا؟ لانه لم يطرق العلم من اوسع ابوابه. فاذا كنا صادقين في الطلب فلا نعتمد على تلك الوسائل على الحافظة وقوة الذكاء وقوة الفهم وتيسر وصول الوصول للعلماء. لا نعتمد على ذلك ابدا وانما نجعلها وسائل ويكون معتمدنا هو توفيق الله عز وجل. فعلى طالب العلم ان يمرغ وجهه في التراب يطلب العلم من الله. فان مع عظم علم النبي صلى الله عليه وسلم ذلك العلم المؤصل المبني على الوحي ومع ذلك يأمره الله عز وجل يقول وقل رب زدني علما فلابد ان نكثر دعاء الله عز وجل بالعلم وبالحفظ وبالرسوخ وبالفهم. وان نجعل ذلك ديدننا في سجودنا دائما واعلم كثيرا من العلماء ينسب التوفيق الذي وصل له للدعاء لا ينسبه لا الى كثرة مشائخه ولا الى كثرة محفوظاته ولا الى كثرة قراءاته ومطالعاته وانما ينسبه الى الدعاء وقد علمني بعضهم ان ادعو بهذا الدعاء. اللهم اني اسألك علما نافعا وعملا صالحا وبعض اهل العلم كان يدعو بان يحفظه الله عز وجل ما يقرأ وبعض اهل العلم كان يدعو الله عز وجل بالرسوخ في العلم. بل بعضهم كان يتضلع من ماء زمزم كما ذكر في بعض سير العلماء ويدعو الله عز وجل بالعلم فهداهم الله عز وجل لطريقه ووفقه. لكن بعض طلبة العلم تمر عليه الايام والشهور وهو يفتح الكتب ويطالع مطولات ويجرد ويحفظ ولم يلهج لسانه يوما من الايام بدعاء الله عز وجل بالتوفيق ثم بعد زمان يرى انه لم يحصل شيء. يرى ان تلك القراءات لم تفيده شيئا. يرى ان ميزان العمل تجاه ذلك العلم الذي تعلمه ليس بشيء. اين الفائدة من هذا العلم؟ اين الانتفاع؟ اين ثمرة؟ اين الثمرة؟ لا يجد لها اثرا ولا يسمع لها خبرا. لماذا؟ لان انه سحب بساط التوفيق من تحت قدمه. فلذلك لا بد من دعاء الله ولابد من الانطراح بين يدي الله. ولابد من من اللهج الالحاح على الله عز وجل ان يفتح قلبك للعلم. وان ييسر لك الحفظ وان يسهل لك الفهم. وان يرزقك الصراع وان يرزقك الثبات على الصراط المستقيم. وليس العبرة بكثرة العلم وانما العبرة بالانتفاع والاستفادة من هذا العلم ولذلك القاعدة المتقررة عند العلماء رحمهم الله تعالى ان العبرة في العبادة بكيفها لا بكمها. واعظم العبادات العلم فلا تحرص على استجماع المسائل وكثرتها اذا كان ميزان العمل اذا كان ميزان العمل ظعيفا عنها ولما كان ابو سلمة بن عبدالرحمن رحمه الله تعالى يكثر سؤال ابن عباس وبعض الصحابة قالت له عائشة رضي الله تعالى عنها يا ابن اخي اتعمل بكل ما تعلم؟ فقال لا يا اماه. قالت اذا لم تستكثر من حجج الله عز وجل فاذا ينبغي لنا ان نطرق هذه البوابة. واني اجزم واقسم ان من طرقها واجتهد فيها وعلم الله عز وجل من قلبه الصدق. فسوف يحصل في قليل الزمان ما لم يحصله سابقا في مع طول الزمان وكثرة الاجتهاد في النظر والبحث فاجعل لك دعوة تكررها وتلهج بها في يومك وليلتك. اللهم اجعلني من العلماء الراسخين. اللهم زدني حفظا اللهم زدني علما اللهم وفقني لما تحبه وترضى من العلم اللهم ارزقني العلم النافع والعمل الصالح. تكررها تلهج بها دائما. في مجالسك في خلواتك وفي جلواتك في حال سجودك تكررها دائما حتى تصل الى الى البغية التي تريد لا تغفل عن الله عز وجل لا تغفل عن الله. فلا تغرك تلك الوسائل ويسر الوصول اليها اذا كان بساط التوفيق مسلوبا مسحوبا من تحت قدمك فمن اراد العلم النافع الصحيح فليطلبه من مصدره ولا يطلب من مصدره الا بكثرة دعاء الله عز وجل. فالله عز وجل هو مصدر العلم هو الذي علمنا وهو الذي فقهنا وهو الذي يسر لنا طريق التحصيل. فالله الله ايها الاخوان بطرق هذا الباب. فقد طرقناه ووجدنا فيه خيرا كثيرا وطرقه غيرنا ووجدنا لهم من الاثر في الامة ما تعجز الصفحات عن تحمل الكتابة فيه اللهم اجعلني من الحفاظ العاملين. اللهم اجعلني من كذا. اللهم اجعلني من العلماء العاملين. اللهم ارزقني حفظ العلم والرسوخ فيه والعمل به كل ذلك من الادعية التي التي لا بد ان يكثر منها الطالب حتى يصل الى البغية التي يريدها من العلم. مع ان العلم بحر لا ساحل له اذا ابحرت من اول شواطئه لن تجد شاطئا اخر ترسو سفينتك سفينة الطلب فيه فكن مع الله عز وجل دائما وابدا في في هذا الطريق واستخر الله عز وجل دائما وابدا. حتى اذا اردت ان تحفظ مثلا استخر الله فالانسان اذا اراد ان يحج او يسافر او يتزوج استخار الله. لانه مشروع حياة والعلم مشروع حياة ايضا. فيه التعلم وفيه معرفة الله وفيه كيف تتعبد لله. فلا فلا تحفظ كيفما اتفق لا بد ان تستخير الله عز وجل في المتون استخر الله عز وجل في المتون واذا اردت ان تجرد مطولة استخر الله عز وجل فكان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم الصحابة الاستخارة في كل شيء. لكن نحن لغفلتنا عن طرق عن هذه البوابة العظمى نقرأ اي كتاب يقع في ايدينا ولذلك لا ونحفظ اي مثل يقع في ايدينا. ونجلس عند اي عالم كيفما اتفق من غير استخارة ومن غير ابتداء ذلك دعاء اللهم ان كان في ذلك الامر خيرا فيسره لي اللهم ان كان هذا المتن انفع لي من غيره فحفظنيه وذلل لي صعابه من من يفعل ذلك؟ الا النوادر من العلماء ومن طلبة العلم والمسلمون فيهم خير لكن ينبغي لهم ان يتسلحوا باعظم سلاح وهو سلاح سلاح الدعاء فبالدعاء تتيسر لك الصعاب وتذلل لك السبل ويسهل لك الفهم ويجعل الله عز وجل لقولك حلاوة وتلاوة. الدعاء الدعاء يا اخوان الدعاء الدعاء بطلب العلم في طلب العلم باي جزئية سواء كانت في قراءة او في حضور شيخ او مجلس شيخ او في حفظ متن او في القاء محاضرة او في افتتاح درس استخر الله عز الحلة حتى في المتن الذي تشرحه للطلاب فيما بعد اذا امكنك الله عز وجل وبوأك منزلة عظيمة في العلم استخر الله في كل شيء ليرى الله عز وجل منك ايها الطالب انك لم انك لا تستغني عنه في اي صغيرة وكبيرة. هذا من اعظم ما يحبه الله عز وجل من العبد حتى وان كنت قادرا على الحفظ فاعلم ان العلماء يقولون ادع بما لا تقدر مرة واحدة وادعو بما تقدر عشر مرات. لماذا؟ لانك اذا دعوت الله عز وجل بالشيء الذي لا تقدر عليه. فان قلبك فيه سيكون فيه من الانطراح لجأوا صدق الافتقار الى الله ما الله به عليم. مما يجعل هذا سببا لاجابة دعوتك ولو قلت ولو واحد بعدجزك عن عن الاسباب لكن اذا كانت الاسباب عندك متوفرة وانت قادر. يكون الانسان يلح على الله عز وجل في الدعاء على الشيء الذي هو يقدر عليه حتى ولو بلا دعاء هذا من اعظم ما يحبه الله عز وجل لان فيه تسليم الحول والقوة لله عز وجل فكن مع الله في هذا الطريق العظيم. يكن الله عز وجل معك بمعيته الخاصة ادعوا الله عز وجل دائما وابدا يسر لك الطريق ويجعلك من العلماء الراسخين قبل ان تبدأ في المتن اجعل لك ثلاثة ايام تسميها ايام الدعاء او يوم او يومين او اكثر او اقل حتى لا ينكر علينا منكر نقول لماذا تخصصون لكن على كل حال ان ان قبل ان تبدأ في المتن تجعل هذه الأيام أيام استخارة وأيام وايام انطراح بين يدي الله عز وجل. لانك سوف تدخل في بحر خضم. ربما تنكسر بك السفينة وتغرق. فتطلب من يعينك وتطلب من يعلمك وتطلب من يسهل لك الامر. وتطلب من يكون معك ومن ينقذك اذا اهتزت الرياح بالرياح التي لا تستطيعها ولذلك في الحقيقة ترى كثيرا من طلبة العلم يتخبطون تجد ان الكتب في مكتباتك في مكتباتنا كثيرة لكن لو انك واخذت ورقة وقلم وورقة وقلما ثم كتبت الكتب التي انهيتها ما تجد انك انهيت ولا كتابا واحدا تجد ان المتون يدخل فيها الانسان وما ان يتجاوز صفحتين او ثلاث الا ويتركها ويعمد الى متن اخر تجد انه يحضر في هذا الدرس عند هذا الشيخ شهرا او شهرين او سنة او سنتين ثم ينتقل منه الى شيخ اخر لماذا؟ لانه لم يلتجأ الى الله عز وجل ولم يستخر ولم ينطرح بين يدي الله عز وجل. فهذه هذه بوابة العلم الكبرى دع انت كثرة الاطلاع دع انت جرد المطولات دع عنك الحفظ دع عنك حضور الحلقات اطرق هذه البوابة ليتيسر لك كل ذلك يتيسر لك كل ذلك ويبارك الله عز وجل في علمك ولو كان ولو كان قليلا. وهذا دأب العلماء ودأب الصالحين. انهم ينطرحون ويدعون الله عز وجل ويستخيرنا في امورهم العلمية ويروى عن ابي العباس ابن تيمية انه كان اذا عرضت له مسألة مرغ وجهه بالتراب يدعو الله عز وجل يا معلم داوود علمني يا مفهم سليمان فهمني يدعو الله عز وجل بان يعلمه وان يفهمه وان يفقهه بل يا رجل في دعاء الاستفتاح كما في صحيح الامام مسلم من حديث عائشة ان النبي عليه الصلاة والسلام وهو من وهو يوحى اليه كان يقول في دعاء الاستفتاح ماذا يقول؟ اللهم رب جبريل وميكائيل واسرافيل فاطر السماوات والارض عالم الغيب والشهادة انت بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني. اهدني لما اختلف فيه لم يعتمد على ما عنده من الوحي. لان الانسان لا يزال مفتقرا الى الله عز وجل في كل في لحظاته وسكناته استعن بالله عز وجل حتى فيفتح صفحة الكتاب استعن بالله عز وجل فيه استعن بالله عز وجل فان الله لو ما اقدرك على ان تفتح الصفحة لما استطعت المقصود ان الله عز وجل لا بد ان يرى ويعلم من قلب الانسان شدة الافتقار اليه في كل لحظاته وسكته حينئذ يوفقه يسدده ويسهل امره ويذلل له الصعاب لعل ما يأتي ان شاء الله من الاجوبة في بعض الاسئلة يكون مكملا لذلك لكن بوابة العلم الكبرى التي اوصيكم بها الدعاء اللجأ الى الله صدق الانطراح بين يديه عز وجل الالحاح على الله عز وجل بان ييسر لك ما تعسر عليك من العلم ولذلك نسمع من بعض طلبة العلم اسئلة كثيرة والعلماء يجيبون عليها اجوبة مختلفة لكن مبدأ هذه الاسئلة ومبدأ هذا الاضطراب في اختيار الكتاب ومبدأ هذا الاضطراب في اختيار الحلقة ومبدأ هو ايش الطالب نفسه لم يربى على الرجوع لمن لله عز وجل لم يربى على الرجوع لله عز وجل وهذا هو الذي ينبغي ان نربي عليه انفسنا ونربي عليه طلابنا والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد