الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم ويقسمون ارادة الله الى قسمين ارادة كونية خلقية وارادة شرعية دينية امرية. فالكونية لازمة الوقوع ولا تستلزم المحبة ومرادها لغيرها ومرادة لغيرها. نعم. والاخرى تستلزم المحبة للوقوع ومرادة لذاتها. فالاولى بمعنى المشيئة والثانية بمعنى المحبة. هذه واضحة ان ايراد القاعدة تقول ارادة الله عز وجل شرعية كونية. ارادة الله عز وجل شرعية كونية. فان قيل فما دليلها؟ فقل دليلها الاستقراء القرآني والنبوي. لما استقرأنا الارادة المضافة الى الله عز وجل وجدناها تنقسم الى قسمين اشياء اخبر الله بانه يريدها بارادته الكونية واشياء اخبر الله عز وجل انه يريدها بارادته الشرعية وهذا التقسيم من اعظم ما وقى الله عز وجل به اهل السنة في باب القضاء والقدر من الزيغ الذي وقعت فيه القدرية والجبرية فالقدرية انما يؤمنون بالشرعية. والجبرية انما يؤمنون الكونية. اما اهل السنة والجماعة فهم يؤمنون بالارادتين جميعا. وهذا من توفيق الله عز وجل لاهل السنة. فان قلت وما في الفرق بين الارادتين. نقول هنا ثلاث ضوابط ذكرها المصنف عندكم. نأخذها واحدة واحدة وبالتطبيق عليها يتضح ان شاء الله. مع انها واضحة لديكم مما مضى ولكن من باب المذاكرة. اول فرق في الوقوع. الفرق الفرق بينهما في الوقوع. فما اراده الله كونا لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه لابد ان يقع يقع. فالارادة الكونية واقعة لا محالة. واما الارادة الشرعية فقد يريد الله اشياء شرعا لكنها لا تقع في كونه. فالله يريد من الناس ان يؤمنوا لكن هل وقع؟ الجواب لا امن بعضهم وكفر بعضهم. الله يريد من الناس كلهم ان يعبدوه. لكن هل يقع هذا؟ لم يقع. الله يريد من الناس جميعا ان يصلوا لكن لم يقع فكل مراد لله اذا لم يقع فهو شرعي. فهو شرعي. هذه كبار الوقوع وهناك فرق اخر باعتبار المحبة والرضا. فالارادة الشرعية لا تكون الا فيما يحبه الله ويرضاه فقط. واما الارادة الكونية فلا تستلزم محبة الله قد يحبها وقد لا يحبها. الكفر وجد في كون الله بارادته. اهو يحبه ويرضاه؟ الجواب لا. كما قال الله عز وجل ان تكفروا فان الله غني عنكم ولا ارضاء لعباده الكفر. الزنا السرقة العقوق اليمين الغموس سائر الكبائر والمعاصي والذنوب والاثام موجودة في كون الله بارادته الكونية لكن لا يحبها ولا يرضاها. الصلاة موجودة في كونه وهي يحبها ويرضاها. الزكاة الصدق البر الاحسان العدل كلها اشياء موجودة في كون الله. اذا قل الشيء الذي يوجد امامنا في كون الله ان كان مما لا يحبه ولا يرضاه فهو مراد بارادته الكونية. وان كان مما يحبه الله ويرضاه فهو مراد بارادته الشرعية. الشرعية. ولذلك هنا سؤال عقد اهل البدع اجابته وهي هل الله يريد المعاصي؟ ان قلت يريدها وسكت فقد اخطأت وان قلت لا يريدها وسكت فقد اخطأت. اذا ما الجواب الصحيح؟ يريدها كونا لا شرعا. يريدها كونا لا شرعا. لا شرعا. اذا الفرق بينه الاول باعتبار الوقوع. والفرق الثاني باعتبار ها؟ المحبة. الفرق الثالث باعتبار المقصود والمراد. ما المراد من ارادة الله الكون؟ وما المقصود من ارادة الله الشرعية؟ اما الارادة الشرعية فالله يريدها لذاتها لانه يحبها ويرضاها فهو يريدها لذاتها. فالصلاة شرعية. لانه يريدها لذاتها. الزكاة شرعية لانه يريدها لذاتها. بر الوالدين شرعي لانه يريده لذاته. واما الارادة الكونية فلا يريدها الله لذاتها لانه يبغضها ولا يرضاها. ولكن يريدها باعتبار اثارها المترتبة عليها. فالكفر لا يريده الله لذاته ولكن لما يترتب عليه من الحكم والمصالح الربانية. الزنا لا يريده الله لذاته ولكن لما يترتب عليه من الحكم والمصالح الربانية خلق ابليس لا يريده الله لذاته وانما لما يترتب عليه من الحكم والمصالح الربانية. المعاصي والذنوب والاثام على وجه العموم والإجمال لا يريدها الله لذاتها وانما يريدها لما يترتب عليها من الحكم والمصالح الشرعية. اضرب لكم مثالا بسيطا قد يصيب ابنك الغرغرينة. وهو من احب ابنائك اليك. بل هو ابنك الوحيد. فقال الطبيب لابد من قطعه ولكن ليس عندنا سكين ولا منشار يقطع. فيجب عليك ايها الاب ان تذهب الى المحلات لتشتري سكين تينا ومنشارا ستذهب ولا لا؟ انت تريد الذهاب؟ الجواب نعم. الا اريد الذهاب. لكن باي ارادة بارادتي التي لا احبها ولا ارضاها. طيب ستقدم ابنك لهؤلاء الاطباء ليقطعوا قدمه؟ انت تعرف انهم سيقطعون قدمه. هل انت تريد الاشياء لذاتها ولا لما يترتب عليها من حياته وسلامته وصحة باقي جسده. اذا انت تريد شيئا لا ترضاه ذاتا لكنك تريد لما يترتب عليه من الحكم والمصالح. فاذا نحن مراداتنا اشياء نريدها لذاتها واشياء نريدها لغيرها الله عز وجل يريد الارادة الكونية لا لا لذاتها وانما لغيرها ولما يترتب عليها ويريد الارادة الشرعية لذاتها انتم فهمتم هذا؟ نعم. فهذه الفرقان فهذه الانواع الثلاثة من الفروق تميز لك الارادة الكونية من الارادة الشرعية. طيب الان ساضرب امثلة وقولوا هل هي ارادة كونية ولا شرعية؟ ايمان ابي بكر شرعيكم. شرعي وكوني. فهو كوني لانه وقع لانه وقع ويحبه الله ويرضاه. طيب ايمان ابي لهب كونية يا هيثم؟ كونية. كفر وابو لهب. ايمان ابي لهب ما وقع اذا هو؟ كوني شرعي. فهو انفردت فيه الارادة الشرعية. اذا مراداة اجتمعت فيها الارادتان الشرعية والكونية ومرادات انفردت بها طيب كفر ابي لهب الذي وقع كوني كوني فقط كونيون فقط. طيب هذا السؤال الاخير. كفر ابي بكر. لا كوني ولا شرعي لا كوني ولا شرعي. لم لم يكن كونيا؟ لم يحدث. ولم لا يكون شرعيا؟ الله لا يحبه. نعم تفضل