فضل صيام رمضان انه ركن من اركان الاسلام التي بني الاسلام عليها فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت من استطاع اليه سبيلا فهذه شرائع وفرائض بني عليها الاسلام هي الدعائم والاركان التي يقوم عليها هذا الدين العظيم الصوم هو احدى الدعائم التي يقوم عليها الاسلام وهو احد الاركان التي بني عليها بناؤه ومن فضائله ان الله تعالى شرعه لامة الاسلام ولسائر الامم قبل امة الاسلام حيث قال تعالى كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون. وكل عمل او شريعة فرضها الله تعالى على هذه الامة وعلى سائر الامم فهو دال على عظيم مكانتها في تحقيق العبودية لله عز وجل. وان العبودية لله لا تتحقق الاتيان بذلك المشروع وذلك الفرض وذلك الركن ان كان من اركان الاسلام من فضائل الصوم ما جاء فيه من عظيم الاجر وجزيل العطاء والبر. ففي الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم من صام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه غفر له ما تقدم من ذنبه وهذا يبين ان الصوم سبب لحط الخطايا والسيئات فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم غفر له ما تقدم من ذنبه جمهور العلماء على ان المغفرة في هذا الحديث تختص الصغائر دون الكبائر لقول النبي صلى الله عليه وسلم في ما جاء في الصحيح من حديث ابي هريرة ورمضان الى رمضان مكفرات لما بينهن وذهب طائفة من اهل العلم الى ان المغفرة في هذا شاملة للصغير والكبير من الاعمال السيئة اللي يكون الحديث قد اطلق والفرق بينه وبين الحديث الاخر ان رمضان مكفر لما بينه وما بين ما قبله اذا صامه الانسان ولو اخل بالوصف المذكور فلم يحققه على الغاية وهو قوله من صام رمظان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه فان هذا مطلق شامل لكل ما تقدم من الذنب ما كان بينما ما كان بين رمظانين وما كان قبل ذلك لعموم قوله ما تقدم من ذنبه فتقيد هذا بذاك محل نظر عند هؤلاء وقالوا يبقى هذا الحديث على اطلاقه بشرط تحقيق الوصف الذي انيط به الحكم وهو ان يكون ايمانا واحتسابا ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم ايمانا اي ان يصومه مقرا بفرضه مؤمنا بتشريع وان الله تعالى فرضه على العباد وان يحتسب ما يلقاه من مشقة وعناء واجرى الامتثال في الاخرة وهذا معنى قوله ايمانا واحتسابا. فالايمان هو الاقرار والتصديق بالتشريع والفرظ والاحتساب هو رجاء الثواب والاجر على هذا العمل من الله عز وجل فلا يرجوه من غيره ولا يطلبه من سواه كما قال تعالى في محكم كتابه انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب وكما قال تعالى في نظير هذا من العمل الصالح ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما واسيرا. انما نطعمكم لوجه الله لا اريد منكم جزاء ولا شكورا ومن فضائل صوم رمضان انه لم يحدد في اجره قدر معين من الثواب والاجر بل استأثر الله تعالى باجره فلم يطلع عليه احد فقد قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم فيما رواه البخاري ومسلم من حديث ابي هريرة الصوم لي وانا اجزي به الصوم لي وانا اجزي به فبقدر ما تحقق من الاخلاص تنال من الاجر الصوم لي وانا اجزي به ولذلك لم يذكر في الصوم اجرا محددا وهو نحو على نحو ما ذكر الله في اجر الصابرين انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب هذه بعض الفضائل في صيام رمضان نسأل الله تعالى ان يرزقنا واياكم صيامه وقيامه ايمانا واحتسابا