ولكن ما يزال الامر شديدا من قريش يؤذونه فكان صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه على القبائل في الحج ويتبع منازل الحجاج يعرض دعوته على القادمين لعله يجد من يقبل ويحميه عليه الصلاة والسلام ومعه عمه ابو لهب يتابعه ويقول لا تصدقوه فانه كذاب فيقول فهي تقول العرب لو كان صادقا ما قال عمه هذه المقالة فينصرفون عنه صلى الله عليه وسلم ثمان الله يسر له ان يلتقى بجماعة من اهل المدينة من الانصار كانوا لا يقال لهم الانصار في ذاك الوقت الاوس والخزرج من اهل المدينة فعرظ عليهم دعوته وقرأ عليهم القرآن عند ذلك تأثروا بالقرآن وقالوا ان هذا لهو الذي تهددكم به اليهود وكان اليهود جيران الانصار في المدينة وكان بينهم قتال بين الانصار وبين اليهود فكانوا اليهود يقولون سيبعث نبي ونكون معه ونقاتلكم معه ويتوعدونهم ببعثة النبي فلما سمعوا القرآن ورأوا الرسول صلى الله عليه وسلم قالوا هذا هو الذي تهددكم به يهود فلا يسبقوكم اليه فقبلوا الاسلام وكانوا نفرا قليلا وبايعوا النبي صلى الله عليه وسلم بيعة العقبة الاولى ثم ذهبوا بعد الحج الى المدينة ودعوا قومهم فاسلم عدد كبير منهم وفي السنة القادمة جاء وفد اكثر من الوفد الاول سبعين واكثر بايعوا الرسول صلى الله عليه وسلم البيعة الثانية عند العقبة على ان يهاجر اليهم وان يحموه مما يحمون منه انفسهم واولادهم وازواجهم فبايعوه على ذلك على نصرته صلى الله عليه وسلم وحمايته ممن اراده بسوء فكان هذا هو الفرج الذي انتظره رسول الله صلى الله عليه وسلم