طلب ترك اذا لا عقوبة في تركه. فثمرة المباح انه لا ثواب ولا عقاب فيه تركا وفعلا. لكن لو انك نظرت الى اغلب ما نقضي فيه يومنا لوجدت اننا نقضيها في ما بين اكل وشرب وجلوس مع الاهل ونزهة في برية ونوم واستجمام واستراحة. فاغلب اوقات يومنا تذهب في مباحات. وبما ان العبد لن تزول قدمه يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما افناه. وعن شبابه فيما ابلاه فهذا يحمل العاقل ومن المسائل ايضا ان قلت وما فائدة النية في باب المباحات؟ الجواب المتقرر في القواعد ان المباحات تنقلب عبادات بالنيات الصالحات ذلك لان المباح حسب تعريف الاصوليين له هو ما لا يتعلق به طلب فعل ولا طلب ترك فلم يقل الشارع في المباح افعله وجوبا او ندبا ولم يقل اتركه تحريما او طه وبما انه لا يتعلق به طلب فعل اذا لا ثواب في فعله. وبما انه لا يتعلق به الحكيم الحصيف ان يجير هذه الاوقات الواسعة لميزان حسناته. فكيف ينقلب المباح الى حسنة؟ الجواب بتحقيق مقتضى هذه القاعدة. وهي ان ينوي قبل الفعل النية الحسنة