يزداد بالاحسان. الله جمله. كما يا رمضان عقد من الايمان يزداد بالاحسان. الله جمله بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه محمد. وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فهذا هو المجلس الرابع من سلسلة مجالس تدبر سورة طه وهو يوافق انتصاف هذا الشهر الكريم ويؤذن بانصرام هذه الليالي الملاح والايام السباح. فنسأل الله سبحانه وتعالى ان يتقبل منا ومنكم ما مضى وان يبارك لنا فيما بقي فمن كان احسن فيما مضى فليزدد. ومن كان قصر فليستعتب انفض اللقاء السابق والمقابلة الاولى بين موسى عليه السلام وهارون وبين فرعون عن موعد مضروب ومنازلة قادمة اقترحها فرعون بنفسه وكأنما يسوق نفسه الى حتفه قال فاجعل بيننا وبينك موعدا لا نخلفه نحن ولا انت مكانا سوى فاهتبل موسى عليه السلام الفرصة قال موعدكم يوم الزينة. وان يحشر الناس ضحى فاختار المكان المناسب والزمان المناسب هذا اللقاء الذي يتيح له ان يسمع دعوة الله تعالى من شاء ما الذي جرى بعد ذلك؟ يقول الله تعالى فتولى فرعون فجمع كيده ثم اتى. اي ان فرعون استنفذ جهده واستفرغ طاقته في حشد الاتباع وخاصة السحرة. فانه قال ائتوني بكل عليم فجمع السحرة لميقات يوم معلوم هذا شأن فرعون الذي بيده المكنة الاعلامية والبشرية اما موسى وهارون فلن يصنعا شيئا. ولم يكن بايديهما الا الترقب والانتظار. ودوام ذكر الله الذي امر فهما به بقوله ولا تنيا في ذكري وحل ذلك الموعد ولكم ان تتخيلوا ايها الكرام ويا ايتها الكريمات مكانا فسيحا قد اعد للقاء ونصب لفرعون المجلس العلي ويحيط به الملأ من اتباعه ويصطف الناس كما تصطف الجماهير في المدرجات ويقف السحرة الذين ذكر لهم اعداد كبيرة حشدهم من كل في مكان واغراهم وقالوا اان لنا لاجرا ان كنا نحن الغالبين قال نعم وانكم اذا لمن المقربين فاغراهم بما يشتهون من لعاعة الدنيا هكذا يبدو المشهد. مشهد فئتين متقابلتين. فئة كثيرة تملك السلاح والعتاد والعدة والبهرج والهيئة واما الفئة الاخرى فهما رجلان اثنان فقط. موسى وهارون وكأني بموسى عليه السلام يقبل متوكأ على عصاه التي ذكرها الله في كتابه والى جواره اخاه هارون يا لها من مقابلة غير متكافئة فيما يبدو للناظرين. فلما رآهم موسى عليه السلام لم يرع كان رابط الجأش كان قوي القلب كان ممتلئا بالثقة بالله والاعتداد بوعده سبحانه. فلما رأى جمعهم لم تهتز منه شعرة وقال لهم صائحا بهم ويلكم لا تفتروا على الله كذبا فيسحتكم بعذاب وقد خاب من افترى يا لها من كلمات قوية تصدر من قلب واثق موصول بالله عز وجل. يقول مخاطبا هذه الجموع عالية هذه الجموع المستكبرة ويلكم يخوفهم ويتهددهم يعظهم الى اللحظة الاخيرة ابراء للذمة اقامة للحجة لا تبتروا على الله كذبا. اي فتدعوا ان فرعون رب العالمين وانه اله يعبد فيسحتكم بعذاب. وفي هذا دلالة ايها الكرام على ان من افترى على الله الكذب فان عقوبته وشيكة وعاجلة وشديدة حيث عبر بهذا التعبير فيسحتكم بعذاب اي انه يستأصلكم من اصلكم وقد خاب من افترى اي والله من كانت بضاعته الكذب والافتراء فهو محل للخيبة ما الذي احدثته تلك الكلمة القوية الثقيلة في تلك الجموع المتباهية؟ قال الله عز وجل فتنازعوا امرهم الله اكبر. هكذا اذا نزلت كلمة الحق بين المبطلين تحدث لهم زلزلة وارباكا لانهم لا يأوون الى ركن شديد ولا يعتمدون على اساس متين وانما جمعتهم الشهوات والشبهات والغفلات وغير ذلك. فلما قذف عليهم هذه الكلمة القوية تنازعوا امرهم بينهم ثم اضطربوا وكأن السحرة لاول مرة يقرع سمعهم كلام موسى عليه السلام. فاحدث لهم هذه الهزة حتى قيل انهم هموا بالتراجع لولا ان فرعون حزم عليهم وعزم واغراهم بل واكرههم. بدليل ان الله تعالى قال بعد ذلك قالوا ولن نؤثرك على ما جاءنا من وعلى ما اكرهتنا عليه من السحر. فدل على وجود حلقة من الاكراه. فقد كانوا والله اعلم في مبدأ امرهم اه راغبين ومتشوقين وطامعين فلما سمعوا هذه الكلمة من موسى عليه السلام احدث لهم ذلك اه ردة فعل وتراجعا لولا ان فرعون اكرههم. ولعل ذلك كان سببا لرحمة الله بهم لاحقا قال الله تعالى فتنازعوا امرهم بينهم. واسروا النجوى اي ان الملأ منهم تشاوروا فيما يعرف بلغة العصر بصناعة الاعلام والاكاذيب والترويج. وصاغوا عبارات لتسليكها بين الناس قالوا ماذا؟ قالوا ان هذاني لساحران يريدان ان يخرجاكم من ارضكم بسحرهما ويذهبا بطريقتكم المثلى اي لابد ان نشيع في هذه الجموع فكرة معينة تحملهم على التغيظ والنفرة من هذين الرجلين مهما كان منطقه مقنعا ومؤثرا. ان لهم مآرب ان لهم مقاصد. انهم يريدون ان يخرجوكم من ارضكم التي تألفون وتطمئنون بها. والظرب على هذا الوتر يؤثر في حياة الناس. حينما يقال للناس ستفقدون مساكنكم وستطردون من ارضكم وتخرجون من اه بلادكم فان هذا لا ريب يحدث لهم اه صدمة. لهذا اه اشاعوا بينهم هذه الدعوة وهذه التهمة قالوا ان هذاني لساحران يريد ان يخرجاكم من ارضكم بسحرهما ويذهبا بطريقته المثلى اي يذهب بملككم وبنمط عيشكم وباسلوبكم في الحياة الذي عبر عنه فرعون بقوله اليس ملك مصر وهذه الانهار تجري من تحتي فخوفوهم بزوال هذه المتع وذهاب هذه البلاد وسموها الطريقة المثلى. وهكذا ادعياء الحضارة المعاصرة يصفون حياتهم انها نهاية التاريخ وانها قمة العالم وانها غاية ما وصلت اليه البشرية ويثربون على من سواهم ومن يدعوهم الى سبيل الله تعالى ثم حظ بعظهم بعظا وتواصوا وعقدوا الخناصر على امر فقالوا فاجمعوا كيف ثم اتوا صفا وقد افلح اليوم من استعذى. صار يشجع بعضهم بعضا. ويحفز بعضهم بعضا. وقالوا لتكون كونوا يدا واحدة ولتأتوا قصارى جهدكم دفعة واحدة حتى يحصل بذلك النصر وفي الاية دليل على ان الاصطفاف والتعاون والتكاتف من اسباب النصر والتمكين. لهذا قال الله تعالى ان الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كانهم بنيان مرصوص. فهذا امر يدل عليه العقل ويدل عليه لهذا قالوا فاجمعوا كيدكم اي مكركم. ثم اتوا صفا وقد افلح اليوم من استعلى. اي ان هذا اليوم يوم له ما بعده. فمن فاز وانتصر وظفر وغني في هذا اليوم فهو المنتصر حقا حينئذ قالوا لموسى واخيه هارون يا موسى اما ان تلقي واما ان نكون اول من القى. وهذا من الغرور الذي يداخلهم كانما يقولون الامر سيان كل الاحتمالات مفتوحة جميع الخيارات متاحة. نحن واثقون من النصر وان الدائرة لنا. وهكذا المغرور جروا بلسانه الى حتفه تخيروا فما كان من موسى عليه السلام الا ان اجاب جوابا صارما حاضرا قال بل القوا لننظر ماذا لديكم؟ قال بل القوا فاذا حبالهم وعصيهم يخيل اليهم يخيل اليهم من سحرهم انها تسعى قام هؤلاء السحرة اه لعل اعدل الاقوال التي قيلت في عدتهم انهم سبعون بالقاء ما في ايديهم من حبال وعصي. واذا بمشهد عجيب مشهد زعيم مثير واذا بهذه الحبال والعصي تتراقص امام موسى وهارون عليهما السلام كأنها حيات تسعى وتتجه اتهامهما ورأى ذلك بعينيه لكنه تخييل. وهذا هو الفرق بين السحر والحقيقة فان هذا مجرد تخييل ولا محوج لما ادعاه وذكره بعض المفسرين وهي نزعة اعتزالية من انهم حشوا هذه العصي وهذه قظبان بالزئبق وسخنوا الارض التي تحتها لكي تتراقص من جراء وهج الحرارة. هذا مبني على اعتقاد المعتزلة بانكار السحر. لا الواقع ان السحر له حقيقة لكن حقيقته مجرد تخييل يا يا يا يخيل للناظر ويسمع السامع ويفكر المفكر بطريقة خاطئة من جراء هذا التأثير الشيطاني بخلاف الواقع. لهذا خيل اليه من سحرهم انها تسعى يعني انها حية تسعى. والامر له ليس كذلك فاوج في نفسه خيفة موسى وهذا خوف طبيعي يلحق بني ادم جميعا. فهذا الخوف خوف طبيعي وهذا هو الاولى في تفسير هذه الاية وقال بعضهم فاوجس في نفسه خيفة موسى اي ان يغتر الناس بهذا الامر قبل ان يلقي عصاه لكن الاقرب والذي يدل عليه قوله فاوجس في نفسه ان هذا الخوف خوف داخل موسى عليه السلام بحكم بشريته لكن الله تعالى طمأن. فقال الله سبحانه وتعالى قلنا لا تخف انك انت الاعلى. وهكذا المؤمن دوما له العلو. علو الايمان ولا يجوز ان يفارق المؤمن هذا الشعور هذا الشعور بالاستعلاء الايماني. الم يقل الله للمؤمنين اثر غزوة احد وقد اصابتهم هزيمة مادية ولا ولا تحزنوا وانتم الاعلون. ان كنتم مؤمنين. فلا ريب ان العلو لا يتخلف عن المؤمن حتى وان لحقه شيء من الخسارة المادية. لهذا قال الله له مطمئنا قلنا لا تخف انك انت الاعلى. والقى في يمينك تلقف ما صنعوا. انما صنعوا. كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث اتى وتخيلوا مرة اخرى ايها الكرام ويا ايتها الكريمات ومن بلغ المشهد الناس فاغر افواههم يحدقون في هذا مشهد حياة تسعى واذا بهذا العصا الذي لا يعدو ان يكون جذلا من شجرة يلقيه موسى عليه السلام فيستحيل ثعبانا عظيما وحية تسعى تلتهم جميع هذه العصي وهذه الحبال بمشهد عجيب واية كبرى من ايات الله تعالى. فيعجب الناس اشد العجب لهذا الحدث. ويجن جنون فرعون لكن هناك طرف اخر كان يرقب المشهد السحرة الذين صنعوا هذا الصنيع وفعلوا هذه الفعلة. ادركوا بان هذا الذي جاء به موسى ليس من جنس صنعتهم ولا من بضاعتهم وانما هو شيء اخر. شيء فوق السحر شيء عظيم لا يطاق لا يمكن ان يأتي به بشر لهذا قال الله عز وجل قال والق ما في يمينك تلقف ما صنعوا انما صنعوا كيد ساحر. ولا يفلح الساحر حيث اتى. فالقي هي السحرة سجدا. الله اكبر. هؤلاء السحرة الذين كانوا منتصبين لحرب ويطمعون بالدنيا على ظهره ويتمنون هلكته ليصلوا الى بعض مبتغاهم اذا ها هم يخرون سجدا لله عز وجل معظمين له لانهم ادركوا سر القضية قالوا امنا برب هارون وموسى. وانما قدموا هارون على موسى قدم عليه في السياق مراعاة للسجعة فقالوا امنا برب هارون وموسى اعلنوا ايمانهم فورا فجن جنون فرعون الذي حشدهم واغراهم ووعدهم ومناهم. قال امنتم له قبل ان اذن لكم هذا من غباء الطاغية. يظن الطاغية ان الايمان يحتاج الى استئذان. وانه يحتاج الى رخصة منه. ما علم المسكين بان الايمان نور يقع في القلب. يتصل بالله عز وجل. لا يحتاج الى اذن بشر حتى يوقع له او يوافق على ان يقبل او لا يقبل. لهذا قال الله عز وجل حاكيا رد فعل فرعون امنتم له قبل ان اذن لكم انه لكبيركم الذي علمكم السحر هكذا يفعل الطاغية يريد ان ان يفسر لهذه الجموع من الدهماء ما الذي جرى؟ ويسلك بينهم دعوة عريضة زائفة لاجل ان يستبقيهم على طاعته. كما قال الله تعالى فاستخف قومه فاطاعوه. انهم كانوا قوما فاسقين فزعم زعمين. قال انه لكبيركم الذي علمكم السحر. اي انه جرى بينكم وبينه مواطأة واتفاق بحيث تفعلون هذه الفعلة وتظهرون له الموافقة فانتم متآمرون علي. كيف؟ وموسى عليه السلام جاء من ارض واوى الى امه واخيه ثم ذهب الى فرعون مباشرة ولم يلقى ساحرا. وكان حديثه مباشرا مع فرعون لم يلقى السحر فكيف يظن بانه قد تآمر معهم كما ادعى فرعون. ومرة اخرى فان فرعون يطرق على وتر الاخراج انه لكبيركم الذي علمكم السحر وقال ان هذا الا لمكر مكرتموه في المدينة لتخرجوا منها اهلها يأتي الى هذه النواحي العاطفية ليثير الدهماء ويحرك العامة ضد الحق. يقول الله عز وجل حاكيا كيف استخدم اسلوب الوعيد والتهديد والترهيب فلا اقطعن ايديكم وارجلكم من خلاف ولاصلبنكم في جذوع النخل ولا تعلمن اينا اشد عذابا وابقى. هكذا اسلوب الطغاة. تنقطع الحجج بين ايديهم. لا يملكون دليلا ولا برهانا فيلجأون الى البطش تتهدد السحرة بانه سيقطع ايديهم وارجلهم من خلاف. يعني يقطع اليد اليمنى والقدم اليسرى. او العكس نكاية بهم. ثم يصلبهم في جذوع النخل ليراهم كل احد فيختزون. هكذا اراد فرعون مهددا اياهم لكن انى له ذلك؟ قال ذلك كله وهددهم بذلك وزعم بانه سيتبين من اشد وابقى فما كان منهم رحمهم الله الا ان قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا. فاقض ما انت انما تقضي هذه الحياة الدنيا انا امنا بربنا ليغفر لنا خطايانا وما اكرهتنا عليه من السحر. والله خير وعتقى لله درهم. لله درهم رحمهم الله في اول النهار كانوا سحرة اشقياء وفي اخر النهار صاروا بررة شهداء لقد فعل بهم فرعون فيما يظهر والله اعلم وعيده. ونفذ فيهم تهديده. وقطع ايديهم وارجلهم من خلاف وصلبهم على جذوع النخل فباتوا شهداء نعم القرآن العظيم لم يذكر انه فعل ذلك. لكن سكوت الله تعالى عن هذا الامر دليل عليه. ولو كان وقع لهم خلاف ذلك لذكره الله تعالى ولورد لهم ذكر في بقية قصة موسى في خروجه من ارض مصر. فالذي يظهر انهم قضوا بالشهادة العظمى وان يكفر الله عنهم ما مضى وما سلف وفي قولهم وما اكرهتنا عليه من السحر دليل على انهم تراجعوا في وقت من الاوقات فاضطرهم الى ان يمضوا فيما جمعهم لاجره لهذا آآ قالوا هذه الكلمات النيرات التي تدل ايها الكرام على نصاعة الايمان وبشاشته واثره في النفوس وان الايمان اذا حل في القلب لم يبالي الانسان باي امر يفوته من الدنيا. لن نؤثرك على ما جاء من البينات والذي فطرنا يعني ولن نؤثرك على الذي فطرنا وهو ربنا سبحانه وتعالى. وقيل ان قولهم والذي فطرنا يمين وقسم. يعني والذي فطرنا فاقض ما انت قار يعني افعل ما شئت افعل ما شئت من صنوف التهديد والوعيد. اقضي ما انت قاض وصارى ما يمكن ان تفعله ان تقضي على ارواحنا واجسادنا المادية فقط. انما تقضي هذه الحياة الدنيا. اما ارواحنا فستنعتق وتأوي الى ربها وبارئها انا امنا بربنا ليغفر لنا خطايانا. وما اكرهتنا عليه من السحر. ولا ريب ان الشهادة في سبيل الله تكفر كل شيء الا الدين كما قال النبي صلى الله عليه وسلم والله خير وابقى. وكأن هذه الجملة منهم رحمهم الله والله خير وابقى. في مقابل كلمته ولتعلمن يا اينا اشد عذابا وابقى. فقالوا هم والله خير وابقى. فان ما عند الله خير وابقى ثم ولعل هذا من بقية موعظتهم لفرعون. وربما كان هذا كلاما مستأنفا من عند الله تعالى. انه من يأتي ربه مجرم فان له جهنم لا يموت فيها ولا يحيى. اي لا يموت فيستريح ولا يحيا فيسلم حياة طيبة بل يكون كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب. هكذا من اتى ربه مجرما واعظم هو الشرك بالله. واما من دخل النار بسبب كبيرة فانه يعذب ما شاء الله ومآله الى الجنة. ولهذا جاء في بعض حديث ان عصاة الموحدين اذا ادخلوا في النار احترقوا وتفحموا ثم لم يشعروا بشيء حتى يأذن الله فيخرجون ظبائر ظبائر فيلقون في نهر في الجنة يقال له نهر الحياة فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل يبدل الله جلودهم جلودا غيرها. اما هؤلاء اعني اهل النار الذين هم اهلها كما قال الله عز وجل وسيجنبها العشق ويتجنبها الاشقى اه الذي يصلى النار الكبرى ثم لا يموت فيها ولا يحيى. قال الله عز عز وجل ومن يأتيه مؤمنا قد عمل الصالحات فاولئك لهم الدرجات العلى. اي والله. الايمان والعمل الصالح. قرينان. وفي هذا رد على المرجئة. الذين يخرجون العمل عن مسمى الايمان لا ايمان بلا عمل. الايمان قول وعمل. من ادعى ايمانا بلا عمل فقد كذب في دعواه. انه من يأتي ومن يأتيه مؤمنا قد عمل الصالحات فاولئك لهم الدرجات العلى. وقد جاء في الحديث ان الجنة مئة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والارض واخبر النبي صلى الله عليه وسلم بان اهل الجنة يتراءون اصحاب الغرف كما تتراءون الكوكب الدري الغابر في الافق الله اكبر ان اهل الجنة ليتراءون اصحاب الغرف كما نتراءى الكوكب الدري الغابر في الافق. فقال بعض الصحابة يا الله تلك منازل النبيين لا يبلغها الا هم. قال بل هم قوم امنوا بالله وصدقوا المرسلين. فاعلى الجنة هو الفردوس ومنه تفجر انهار الجنة وسقفه عرش الرحمن. نسأل الله تعالى من واسع فضله. قال الله تعالى مبينا العلا جنة عدن تجري من تحتها الانهار خالدين فيها. وذلك جزاء من تزكى. اي والله الله تعالى حكم عدل مقسط. لا يظلم مثقال ذرة يجزي المحسن باحسانه. والمسيء باساءته وهكذا ايها الكرام يسدل الستار على هذا الموقف العظيم وهذه الاية الباهرة التي نصر الله تعالى بها عبده موسى اخاه هارون امام هذه الجموع الكثيرة. واظهر الله صدقهما. ولكم ان ان تتصوروا آآ قدر من امن من جراء ذلك هذه الاية اه علم كذب فرعون وزيت دعواه في الربوبية والالوهية والى حديث اخر وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. تفضل شيخ علي. شيخ اه وبعضهم يقول سحر موسى. ايه هذا كلام باطل. يجري على السنة بعض الجهال. ربما رسم خطا في الارض او فعل حركة اه قال سحر موسى او نحو هذا هذا باطل والعياذ بالله فان هذه دعوة فرعونية. فان فرعون هو الذي زعم هذا الزعم وقال هذان لساحرات وما هما بساحرين بل هما نبيان كريمان ايدهما الله تعالى بالايات والمعجزات