وعاد اثني عشر طريقا كل طريق كل واحد منها كالطود العظيم اي كالجبل الاشم انفلق البحر الى اثني عشر طريقا. بحر كانت سنن الله تعالى فيه ان يكون مائعا متموجا. واذا يزداد بالاحسان. الله جمله. كما يا رمضان عقد من الايمان يزداد بالاحسان. الله جمله بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله سلم وبارك على عبده ونبيه محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فهذا هو المجلس الخامس من سلسلة مجالس تدبر سورة طه. وكان قد انتهى بنا المطاف الى ذلك المشهد العجيب. لقد تقشع ميدان المعركة عن هزيمة من كرة لفرعون قصر مبين لموسى عليه السلام. ورأى الناس بام اعينهم كيف انه اذا جاء نهر الله بطل نهر معقل وكيف ان موسى عليه السلام لما القى العصا ابتلعت والتهمت جميع ما السحرة. ثم اعقب ذلك البطش والتنكيل من فرعون. والتهديد والوعيد الذي انفذه في هؤلاء المؤمنين من السحرة. فصلبهم فقطع ايديهم وارجلهم من خلاف. وصلبهم في جذوع النخل زعما منه بان عذابه اشد وابقى. ثم اعقب ذلك سجالات طويلة بين موسى وفرعون على مدى على مدى الله اعلم بطوله. وابتلى الله تعالى ال فرعون بانواع البلايا ارسل عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم. واخذهم بالسنين ونقص من الاموال والانفس والثمرات. كما قال الله تعالى ولقد اتينا موسى تسع ايات بينات. اضف ما ذكرنا الى الحي والعصر الى العصا واليد. فتلك تسع ايات بينات ابتلى الله بها ال فرعون. لكن كفره كان غليظا وكان فرعون يؤججهم ويؤلبهم ويثيرهم بالدعاوى العريضة تارة يقول اليس لي ملك مصر وهذه الانهار تجري من تحتي. افلا تبصرون؟ ام انا خير من هذا الذي هو مهين ولا يكاد يبين. وتارة يزعم ان موسى عليه السلام يريد ان يخرجهم من ارضهم ويذهب بطريقتهم المثلى ابان ذلك كان يسوم بني اسرائيل سوء العذاب. وعاد اليهم بسياسة القتل والبطش والتنكيل تقتل ابناءهم ونستحيي نساءهم وانا فوقهم قاهرون. وهذه حملة سوى الحملة السابقة التي كان يريد بها القضاء على موسى حين كان وليدا. هذه حملة جديدة من التنكيل والبطش. وحينما اذن الله تعالى فرج واراد سبحانه وتعالى ان يمن على الذين استضعفوا في الارض ويجعلهم ائمة ويجعلهم الوارثين يقول تعالى ولقد اوحينا الى موسى ان اسري بعبادي فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا. لا تخافوا دركا ولا تخشى اوحى الله الى عبده موسى وما كان لموسى ان يفعل امرا الا بامر الله تعالى. ان اسري بعباده والسري هو الذهاب في الليل. وربما في اول الليل ليتسع لهم الوقت اخبر موسى بني اسرائيل وكانت بيوتهم قبلة وكانوا مستمعين بان يتهيأوا للرحيل. وصل الخبر بين بتكتم شديد لم يطلع عليه ال فرعون. وفعلا ما انحل الظلام حتى خرج بنو اسرائيل من وغادروا المدينة. تخرج اسأل اسرة باكملها. خرجوا شيوخا ورجالا ونساء واطفالا يحثون الخطى تحت جنح الظلام متجهين صوب المشرق الى ارض الشام. فلم يراع ال فرعون حين انبلج الصباح الا وبيوت بني اسرائيل خاوية وطرقاتهم خالية لا داع ولا مجيب. فجن جنون فرعون وارسلت المدائن حاشرين. ان هؤلاء لشرذمة قليلون. وانهم لنا لغائضون وقد كان يسعه ان يدعهم يفارقون ارض مصر ويذهبون حيث وجههم الله. لكن الطغيان يأبى على صاحبه الا ان يجره الى حتفه. فحفز الناس وآآ حثهم على اللحاق بهم. فتوافى الناس من جميع الاصقاع ممن اراد الله بهم سوءا حتى كونوا جيشا عرمرما واخذوا يحثون الخطى خلف بني اسرائيل لا ندري كم المدة التي آآ قطعها بنو اسرائيل من ضفاف النيل الى ان وصلوا الى سيف البحر ولعل البحر الذي وصلوه كان ما يسمى الان بخليج السويس او غير ذلك لانهم كانوا يريدون ان يقطعوا الدرب الى بالطول الايمن ادركهم فرعون معا بلاج او مع شروق الشمس كما قال رب عز وجل فاتبعوهم مشرقين. فلما تراءى الجمعان قال اصحاب موسى انا لمدركون يا له من موقف عصيب لكم ايها الكرام ان تتخيلوا هذه الامة المستضعفة التي فرت بجلدها شيوخها وعجائزها ورجالها ونسائها واطفالها يحثون الخطى وينظرون الى الوراء يرقبون هل في الافق شيء هل خلفهم من يتعقبهم الى ان وقفوا على حافة البحر. فاذا بغبار جيش فرعون من يقبل من ورائهم فشعروا باحباط ويأس شديد وقالوا شاكين لموسى ان ما لمدركون اي البحر امامنا وفرعون خلفنا. فاين المفر؟ لكن رسول الله الذي يتلقى الوحي من الله يمتلئ قلبه ثقة بالله يقولها بثقة ويقين كلا مع انه في تلك اللحظة لا يدري ما الله صانع به. لكنه الايمان والثقة والاعتداد بوعد الله عز وجل. قال كلا ان معي ربي سيهديك. وهكذا المؤمن ايها الاخوة لا يتزلزل ولا يتلجلج ولا يداخله ريب في صدق بوعد الله تعالى. قال كلا ان معي ربي سيهدين. فما الذي جرى؟ امر الله تعالى موسى ان يضرب هذا البحر الخضم بعصاه. وما عسى ان تصنع عصا اقتلعت من جذع شجرة ببحر متلاطم الامواج لكن وقعت الاية العظيمة الرهيبة المهيبة. فما ان ضرب العصر بعصاه حتى انفلق ذلك البحر المائج فبه يستحيل الى اطواد قائمة كأنها الجبال وبينها طرقات ومسارب بعدد اصوات بني اسرائيل وكانوا اثني عشر سبقا كما تعلمون. وفوق ذلك بعث الله الريح حتى جعلت ارض البحر يبسا ولقد اوحينا الى موسى ان اسري بعبادي فاضرب لهم طريقا في البحر. لا يبس لا تخافوا دركا ولا تخشى اي لا تخاف دركا من فرعون ان يدركك. ولا تخشى اي ولا تخشى من البحر ان يغرقك. هذا وعد الله فما ان وقع ذلك امام ناظري امام ناظر بني اسرائيل حتى هبطوا. وتخيلوا هذا المشهد الذي يعجز الخيال عن تصوره. امة باكملها تنقسم اثني عشر سبطا وتهبط على هذه صخيرات حتى تصل الى قاع البحر. الذي كان قبل قليل مضمخا بالمياه. وتثير التراب في مشيها عليه الغبار لا اله الا الله ويقال انه كان يرى بعضهم بعضا من خلال هذه الاطواد المائية ليأنس بعضهم ببعض فيدخلون ويمظون ليرتقوا في الجانب الاخر من البحر. ويقف فرعون امام هذا المشهد المذهل وخلو ووراءه قومه يأتمرون بامره ويفعلون ما يأمرهم به دون وعي كانوا مسلوبي الارادة كما قال الله عز وجل فاستخف قومه فاطاعوه انهم كانوا قوما فاسقين. فحينئذ يغرى باتباع وتحمله روحه الخبيثة ونفسه الطاغية ان يتعقبه. وانما يسير لحتفه فسار ورائهم فلما تكاملوا بنو اسرائيل خارجين وتكامل اهل فرعون داخلين امر الله البحر فانطبق عليه. ويا له من مشهد شيء عجيب واذا بهذه الجبال المائية تعود لطبيعتها الاولى وسيرتها الاولى. واذا بال فرعون بعرباتهم وخيولهم اسلحتهم يعلو بهم الماء ويهبط واذا به يتقذفهم يمنة ويسرة في مشهد لا تصفه العبارات. وعلى الجانب اخر كان بنو اسرائيل يرقبون المشهد. وهذا من حكمة الله عز وجل كما قال الله عز وجل وانتم تنظرون واذ فرقنا بكم بكم البحر فانجيناكم واغرقنا ال فرعون وانتم تنظرون فنظرهم ذلك كان يذهب غيظ قلوبهم. لانهم يرون الملأ الذين تسلطوا عليهم وساموهم سوء العذاب. لسنين طويلة ويرون فرعون الذي فعل بهم الافاعيل يتلاعب بهم الموج ويحاولون النجاة ثم لا يستطيعون ان البحر القى فرعون في الجانب الاخر. وقام عليه بنو اسرائيل ينظرون اليه. اهذا هو فرعون؟ الذي كان يقول انا ربكم الاعلى؟ اهذا فرعون الذي كان يقول ما علمت لكم من اله غيري؟ اهذا فرعون الذي قال لموسى لان اتخذت كإله غيري لأجعلنك من المسجونين فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك اية لا تخافوا دركا ولا تخشى. فاتبعهم فرعون بجنوده. فغشيهم من اليم ما غشيهم. وهذا التعبير فيه من التفخيم والتعظيم ما لا يخفى. كما قال الله عز وجل والمؤتفكة اهوى فغشاها ما غشى. يعني كأن الامر لا تتسع له العبارات ولا تحيط به الخيالات. فهذا التعبير يحمل في ثناياه عظيم والتضخيم لهذا الحدث. فغشيهم من اليم ما غشيهم. واضل فرعون قومه وما هدى. اي والله لقد ما زال يفتن لهم في الذروة والغارب يستذلهم بانواع الكلام والحيل والمؤامرات والمكائد والعبارات حتى اوردهم هذا المورد. ويوم القيامة يقدم قومه يوم القيامة فاوردهم النار وبئس الورد المورود. فكما الى الغرق في الدنيا يقودهم الى الحرق في الاخرة. فيقدم قومه وهؤلاء القوم والاتباع الذين الغوا عقولهم يمشون خلفه فيهون في جهنم من وراءه. فغشيهم من من اليم ما غشيهم واضل فرعون قومه وما هدى انتهى اسدل الستار على هذا على هذا الامر واحق الله الحق وابطل الباطل وشفى صدور قوم مؤمنين. وامتن الله على بني اسرائيل فقال لهم يا بني اسرائيل قد انجيناكم من عدوكم وعدناكم جانب الطور الايمن. ونزلنا عليكم المن والسلوى. كلوا من طيبات ما رزقناكم. ولا تطغوا فيه في حل عليكم ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى. يمتن الله تعالى على بني اسرائيل ان نجاهم. اي والله يا لها من منة عظيمة لا يمكن ان ينساها عاقل مؤمن حصيص. ثم وجههم الله تعالى الى ذلك المكان الشريف هو جانب الطور الايمن الذي كلم الله تعالى فيه موسى واعطاه فيه التوراة فكان موضعا شريفا في خروجهم وفوق ذلك لم يدعهم الله تعالى دون مؤونة بل انزل عليهم المن وما المن يجدونها على اوراق الشجر يقتاتون عليها وتعطيهم الطاقة والغذاء. والسلوى السلوى هي عبارة عن طير في السماء تسقط عليهم. فيأكلون منها حاجتهم. فكانوا يجدون بغيتهم وحاجتهم. اما السقيا لما استسقاه كلما استسقاه قومه ضرب بعصاه الحجر فانبجست منه اثنتا عشرة عينا على اسباب بني اسرائيل. كلوا من طيبات ما رزقناكم ولا تطغوا فيه. وفي هذا تنبيه ايها الكرام ايتها الكريمات الى حل الطيبات. وان الاصل فيما خلق الله تعالى الحل. وان كل طيب فهو مباح لنا لكن ايضا يحمل معنى مهما تحذيرا مبطنا. وهو ان التوسع في المباحات قد يحمل الناس على الطغيان. وهذا مشاهد موجود مرصود تاريخيا. ضرب الله وضرب الله مثلا قرية كانت امنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان. فكفرت بانعم الله فاذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كان يصنعون فليحذر الناس من مغبة الطغيان. وليحذروا من ان التوسعة في الرزق ربما كانت استدراجا ها نحن في هذه الازمنة نرى من امثلة الطغيان في الارزاق ما نخشى عقوبته. نرى قوما لا يبالون بالنعم ينصبون الموائد مد البصر. ثم بعد ذلك ينثرونها يسرفون فيها وكأن اه هذا الطعام يندفونه من جبل. قوم لا لا يبالون بالنعم. ولا يشكرون الله تعالى عليها وانما يريدون المباهاة والخيلاء والذكر والصيت وغير ذلك. فهذا من انواع الطغيان ومن انواع ان يتخذ الناس الامن والشبع مدعاة لمعصية الله تعالى. والوقوع فيما حرم الله تعالى عليهم من انواع المحرمات من المعازف ومن اختلاط الرجال بالنساء ومن الوقوع في الاختلاط والمنكرات والمحرمات فكل هذه علامات توجب الحذر والخوف من مغبتها. لهذا قال كلوا من من طيبات ما رزقناكم ولا تطغوا في فيحل عليكم غضبي. ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى. اي والله من حل عليه غضب الله عز وجل فقد هوى وتردى ومن ذا الذي ينجيه من الله تعالى ثم اتبع ذلك بباب فرج يمكن لكل من اسرف على نفسه ان يلجه وان يجد فيه نسائم الرحمة. فقال واني لغفار لمن تاب وامن وعمل صالحا ثم اهتدى. هذه الثلاثية المتلازمة ايها الكرام تتكرر في ربما وردت في اربعة مواضع ثلاثة امور مقترنة هي سبب النجاة والغفران التوبة والايمان والعمل الصالح. كما قال الله تعالى في سورة الفرقان الا من تاب وامن وعمل عملا صالحا فاولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات. وقال ها هنا واني لغفار لمن تاب وامن وعمل صالحا ثم اهتدى والغفر هو الستر والتجاوز. الغفر هو الستر والتجاوز. ومنه المغفر الذي يجعل على وقاية الله هو سترا له. فمن اسماء الله تعالى الغفار والغفور. ولهذا اذا خلا بعبده المؤمن يوم القيامة وقرره ذنوبه بعد ان يضع عليه كنفه وستره يقول اني قد سترتها عليك في الدنيا وانا اغفرها لك اليوم. لكن لابد لنا ان نجمع بين هذه الثلاث التوبة ومعنى التوبة الاوبة والاقلاع عن الذنب والندم عليه والعزم وعلى عدم العود هذه حقيقة التوبة. التوبة ايها الكرام ليست كلمة باللسان. كما ربما يقولها بعض الناس استغفر الله توبوا اليه وهو لا لا يتوب في الواقع وانما يقول كلاما على لسانه. حقيقة التوبة ان يقع ندم في القلب على ما فرط منه. ثم اه اقلاع عن المعصية التي يباشرها. فلا يتوب وهو مقيم عليها. اي اي شيء هذا؟ ان يدعي التوبة وهو مقيم على المعصية. ثم عزم على الا يعود في المستقبل فاذا اجتمعت هذه الشروط مع النية الخالصة لله تعالى وان تكون في زمنها المحدد شرعا بمعنى قبل ان تغرغر الروح فان الله تعالى لا يزال يقبل التوبة مالا تبلغ الروح وليست التوبة للذين يعملون السيئات. حتى اذا جاء احدهم الموت قال اني تبت الان. ولا الذين يموتون وهم كفار كما ان التوبة ايضا لا تقبل بعد طلوع الشمس من مغربها. يوم يأتي بعض ايات ربك لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن امنت من قبل او كسبت في ايمانها خيرا. فاذا وجدت هذه الشروط فان الله يقبل التوبة حتى ولو ان العبد عاود مرة اخرى فان توبته الاولى ماضية ولكن يجب عليه ان يجدد التوبة. ولهذا جاء في حديث ان عبدا من عباد الله اذنب فقال اي ربي اصبت ذنبا فاغفره لي. فقال الله تعالى علم عبدي ان له ربا يأخذ بالذنب ويعفو عنه الدم قد غفرت لعبدي فعاد فاذنب الثانية فقال مثلما قال فقال الله مثل ما قال ثم عاد فاذنب الثالثة ذنبه الاول فقال مثلما قال ربي اصبت ذنبا فاغفره لي. فقال الله علم عبدي ان له ربا يأخذ بالذنب ويعفو عن الذنب قد غفرت لعبدي فليعمل بما شاء. معنى فليعمل عبدي ما شاء. اي ان اي انه ما دام يستغفرني مستجمعا لشروط التوبة فاني لا ازال اغفر له. ان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين. كل بني ادم خطاء وخير الخطائين التوابون فاياك يا عبد الله ان تمل من التوبة كن اواها توابا اوابا ولا يبلغ بك الشيطان ان يقول لا فائدة من التوبة ها انت تعاود الذنب. كلما عاودت الذنب فافزع الى التوبة فان التوبة تمحو الذنوب والسيئات كما ان الحسنات يذهبن السيئات. لهذا نبه الله تعالى بني اسرائيل وسائر المؤمنين على هذا. واني لغفار من تاب فهذه هي التوبة. وامن الايمان ايها الكرام ان يحيي التائب قلبه بالخوف والرجاء والمحبة وسائر الاعمال القلبية هذه حقيقة الايمان. فاذا اردت ان تعلم هل توبتك نصوح ام لا؟ فانظر في قلبك هل يقوم في قلبك بعد الذنب هذه المعاني الايمانية من الحب والخوف والرجاء ام لا؟ ثم الثالثة العمل الصالح. فان علامة التوبة النصوح ان يجد الانسان في نفسه خفة لعمل الصالحات. واقبالا عليه اما اذا لم يجد ذلك ووجد استثقالا فهذا دليل على ان التوبة مشوبة. وكم من تائب صار حاله بعد التوبة افضل من حاله قبلها بكثير. فكان ذلك سبب خير له. فلهذا ايها الكرام ويا ايتها الكريمات يجب ان استجمع هذه المقومات الثلاث التي يذكرها الله مقترنة وهي التوبة والايمان والعمل الصالح حتى تحصل للعبد المغفرة التامة. وبهذا ايها الكرام تم الحديث على فصول من قصة موسى عليه السلام مع فرعون هناك فصول اخرى لم تذكر في سورة طه وذكرت في سور اخرى وفي هذا القدر بحمد الله تعالى كفاية وتنبيه للاذهان على تدبر كتاب الله تعالى. فان من امعن النظر في كتاب الله لم يشبع منه. ورأى انه كل يوم يعيد النظر فيه ينقدح له معنى جديد. فنسأل الله تعالى ان ينفعنا بالقرآن العظيم وبهدي سيد المرسلين الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات