اهي عشر عشر ام خمس خمس في كل رجعة بين موسى وربه عز وجل الجواب في ذلك اختلاف بين الروايات الا ان الروايات الصحيحة في ذلك هو ان التخفيف حصل عشرا الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الامين وعلى اله واصحابه الطيبين الطاهرين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد لا نزال في قيد المسائل على عقيدة اهل السنة والجماعة في الاسراء والمعراج وهذا هو الدرس الثالث فيها ولعلنا نستوفي هذا الدرس في ختام المسائل في الكلام عليها ان شاء الله اظن اخر مسألة وقفنا عندها هي قولنا هل الانبياء هل النبي صلى الله عليه وسلم يوم صلى بالانبياء هل صلى باجسادهم ام بارواحهم في بيت المقدس تذكرون الجواب عنها قلنا انه صلى بارواحهم متمثلة في صورة اجسادهم خلاء عيسى عليه الصلاة والسلام لانه رفع الى السماء بجسده وروحه نكمل المسائل ان شاء الله وقلت لكم في هذه العقيدة بخصوصها لا اقول المسألة الاولى والثانية وانما اقول فان قلت من باب التنويع في الشرح فنقول وبالله التوفيق ومنه نستمد العون والفضل واخلاص النية ونسأل الله ان يجعلني واياكم من المخلصين باطنا وظاهرا وممن لم يراقبوا في اعمالهم عيون الخلق فان قلت لقد ثبت في الصحيحين ان الانبياء اقروا بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم ليلة اسري به ليلة عرج به الى السماء فلما لقي ادم في السماء الاولى قال فسلم عليه واقر بنبوته وكذلك جميع الانبياء الى ابراهيم في السماء السابعة وهذا اقرار حصل منهم بعد الموت بعد الموت مع ان المتقرر في القواعد عند اهل السنة والجماعة ان الاقرار بعد موت الانسان لا لا ينفعه لقول الله عز وجل لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن امنت من قبل او كسبت في ايمانها خيرا فهل يوجد بين اقرارهم بنبوته ليلة عرج به وبين هذه الاية تناقض او شيء من التعارض الجواب ليس بينهما شيء من التناقض ولا من التعارض ولله الحمد لان الاقرار الذي ينتفع به الانبياء انما هو الاقرار بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم في حياتهم فقد اقر كل نبي بعثه الله عز وجل بنبوة محمد عليه الصلاة والسلام في حياته وبرهان هذا ما في كتاب الله عز وجل في قوله واذ اخذ الله ميثاقا النبيين لما اتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال اأقررتم واخذتم على ذلكم عصري؟ قالوا اقررنا فاذا ما بعث الله عز وجل نبيا من الانبياء ولا رسولا من الرسل الا واخذ عليه هذا الاقرار والميثاق والعهد انه ان بعث محمد صلى الله عليه وسلم وهو لا يزال حيا ان يقر به ويتبعه. فكل نبي من الانبياء قد اقر هذا في حياته فهذا هو الاقرار الذي ينفعهم عليهم الصلاة والسلام. فان قلت اذا وما الداعي من هذا الاقرار الذي حصل بعد مماتهم الجواب انما هو لاظهار شرف وفضل النبي صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم فاذا لا تعارض بين هذا ولله الحمد فالاقرار النافع انما هو اقرارهم بنبوته حال حياتهم واما الاقرار به بعد وفاتهم فانما هو لاظهار فضله. وعلو منزلته عليهم صلوات الله وسلامه فان قلت وهل تقول هذا الكلام في عيسى ايضا عليه الصلاة والسلام؟ لان عيسى لقيه النبي صلى الله عليه وسلم في السماء الثانية هو وابن خالته عيسى يحيى عليهما الصلاة والسلام فاقر بنبوته فهل تقول مثل هذا الكلام في عيسى ايضا الجواب لا نقول هذا الكلام في عيسى عليه الصلاة والسلام لان الله عز وجل قد رفع عيسى حيا بجسده وروحه الى السماء فاقراره بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم اقرار نافع لانه حاصل في حياته فيكون قد اقر بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم عدة مرات مرات اقر بها قبل رفعه الى السماء الثانية ومرة اقر بها بعد عروج النبي صلى الله عليه وسلم اليه في السماء الثانية فالكلام في عيسى يعتبر كلاما خاصا لانه قد لانه عرج به الى السماء بروحه وجسده عليه السلام فان قلت ماذا يستفاد من قوله تعالى في سورة النجم ما كذب الفؤاد ما رأى مع قوله ما زاغ البصر وما طغى ومرة نسب رؤية ما رآه في السماء ليلة عرج به الى الفؤاد. فقال ما كذب الفؤاد ما رأى فالذي رأى هو الفؤاد ثم نسب الرؤية مرة اخرى الى حاسة اخرى وهي البصر. فقال ما زاغ البصر وما طغى فلماذا نسب الله عز وجل الرؤية الى الفؤاد والبصر في موضع واحد الجواب حتى ينفي الله حتى يثبت الله عز وجل ان ما رآه النبي صلى الله عليه وسلم من تلك الايات العظيمة انه ليست رؤية فؤاد فقط وانما هي رؤية فؤاد مقرونة برؤية البصر او رؤية بصر مقرونة برؤية فؤاد عبر بايهما شئت وهذا فيه نفي قول من قال بان ما جرى للنبي صلى الله عليه وسلم انما هي رؤيا رآها بفؤاده رؤيا رآها بفؤاده وهذا ليس بصحيح بقول عامة اهل السنة والجماعة كما بينا لكم وانما القول الصحيح ان الرؤية التي حصلت للنبي صلى الله عليه وسلم لتلك الايات ليلة عرج به الى السماوات انها رؤية بصر عيانا حقيقة وكذلك رؤية فؤاد فلا يقال انه انه رآها بقلبه فقط ولا ببصره فقط بل رآها بكلتا بكلا الامرين فانتم تعرفون ان الرؤية القلبية بدون رؤية البصر هذه ربما تنسب الى رؤية منام ورؤية البصر بلا رؤية فؤاد لا تنفع صاحبها كم من اشياء تراها بعينيك ولكنك لا تبصرها بقلبك فيقال لك فتسأل عنها فيقال انها امامك فيقول لم انتبه مع انه قد حدق فيها بعينيه لكن لما انفردت رؤية القلب عن رؤية البصر لم تعد رؤية البصر نافعة. فالله عز وجل قارن الرؤية بالامرين جميعا حتى ينفي رؤية المنام التي ادعاها المشركون وقال بها بعض اهل السنة ايضا بس على خلاف طبعا قول المشركين لها اعتبار اخر كما بينت لكم في الدرس الاول وكذلك اثبت رؤية البصر عفوا واثبت رؤية الفؤاد مع البصر حتى يثبت انها رؤية انها رؤية قد وعاها النبي صلى الله عليه وسلم وادركها وعرف ابعادها حتى اذا حدثهم بها يكون في ذلك صادقا. فاذا لا بد من استجماع الرؤيا الرؤية في الامرين جميعا فان قلت لقد علمنا ان النبي صلى الله عليه وسلم فرضت عليه الصلاة اول ما فرضت خمسين اليس كذلك ثم خفف الله عز وجل هذه الصلوات الى خمس. فكيف كانت طريقة التخفيف عشرا الا في المرة الاخيرة فوقع التخفيف في خمس هذا هو الذي تدل عليه الروايات الصحيحة الصريحة الكثيرة فان قلت وهل يتعلق بمعرفة عين هذه الليلة وتكررها كل عام وتكررها كل عام شيء من الاحكام الشرعية هل يتعلق بمعرفة هذه الليلة او او تكررها كل عام شيء من الاحكام الشرعية. اقول اقول لا يتعلق بليلة الاسراء شيء من الاحكام الشرعية مطلقا فليس من السنة تخصيص هذه الليلة باي نوع من انواع التعبدات لا صياما ولا صلاة ولا صدقة ولا احتفالا ولا اتخاذها عيدا لا يجوز لنا ان نخصها باي نوع من انواع المخصصات التعبدية مطلقا لان المتقرر عند العلماء ان الاصل في التعبدات التوقيف على الادلة ولا نعلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قد خص هذه الليلة بشيء من التعبدات لا التعبدات القولية ولا التعبدات العملية ولان المتقرر عند العلماء ان كل تعبد لا يعرفه اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فليس بتعبد شرعي ولا نعلم عن عن احد من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم انه خص هذه الليلة بشيء من انواع التعبدات ايا كانت ولان المتقرر عند العلماء ان الاصل استواء اجزاء الزمان في فضل التعبد فمن خص زمانا دون زمان بفضل زائد لاي نوع من انواع التعبدات فهو مطالب بالدليل الدال على هذا التخصيص فمن خص هذه الليلة بزيادة باعتقاد زيادة فضل لصلاة او باعتقاد زيادة فضل لي عمرة او صدقة او ذكر او احتفال او عيد فانه مطالب بالدليل الدال على ذلك ولا نعلم دليلا في الدنيا ليس في الكتاب والسنة فقط لا نعلم دليلا في الدنيا كلها من اولها الى اخرها يدل على مشروعية تخصيص هذه الليلة بشيء من من التعبدات ولان المتقرر عند العلماء ان كل فعل توفر سببه على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولم يفعله اختيارا فان المشروع تركه ولو كان تخصيص هذه الليلة بشيء من التعبدات او الاحتفالات لو كان تخصيصها بشيء من ذلك مشروعا لبينه النبي صلى الله عليه وسلم لنا بقوله او بفعله او باقراره او باشارته مع توفر الاسباب فلما كانت الاسباب متوفرة ولم يفعل شيئا من ذلك دل على ان المشروع ترك فعل شيء من ذلك او تخصيص هذه الليلة بشيء من ذلك ولا حق لمن يحتفل بهذه الليلة او بهذه الليلة او يتخذها عيدا ان يستدل علينا بعظيم منزلة هذه الليلة عند النبي صلى الله عليه وسلم او بعظيم منزلة او بعظيم منزلة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلو شأنه عند ربه لان كل هذه انما تدل على الاصل وهو ان الاصل تعظيم رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقديره واحترامه واعلاء شأنه وتعظيم جنابه صلى الله عليه وسلم لكن كل هذه الادلة ما تنفعك ايها المبتدع لانها تصب في ميزان الاصل والخلاف ليس بيننا وبينك في الاصل وانما الخلاف بيننا في الوصف فالدليل الذي نطلبه انما هو دليل على مشروعية وصفك الذي تفعله في هذه الليلة والمتقرر عند العلماء ان مشروعية الشيء باصله لا تستلزم مشروعيته بوصفها. والمتقرر عند العلماء ان كل احداث في الدين فهو رد والمتقرر عند العلماء بالادلة الصحيحة الصريحة ان من عمل عملا ليس عليه امر النبي صلى الله عليه وسلم فهو رد والمتقرر عند العلماء ان كل بدعة في الدين فهي ضلالة والمتقرر عند العلماء ان الدين كامل في اصوله وفروعه وفي علمياته وعملياته وفي عقائده وشرائعه فلم يمت النبي صلى الله عليه وسلم الا بعد ان بلغ البلاغ المبين واتم الله عز وجل به النعمة والدين فلا يحتاج دين الله عز وجل الى تكميل زيد ولا الى تكميل عبيد ولا الى تكميل عبيد ولو كان الاحتفال بهذه الليلة مشروعا او اتخاذ او او اعتقاد فضيلة شيء من التعبدات فيها مشروعا لسبقنا اليه من هو من هم احرص منا على على العلم والبيان والهدى وهم اصحاب محمد عليه الصلاة والسلام فلو كان خيرا لسبقونا لسبقونا اليه لسبقونا اليه فاذا لا يجوز تخصيص هذه الليلة باي شيء من التعبدات ولا اتخاذها عيدا ولا اي ولا ان ولا ان تخص باي شيء من انواع الافعال حتى الفرح الزائد حتى اظهار الفرح الزائد في هذه الليلة ليس ليس بمشروع ولا بمسنون لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع كلام ربه مما يدل على ان كلام الله بحرف وصوت لا كما يقوله الاشاعرة ومنها اثبات عالم الملائكة وانه عالم حق موجود فان قلت واننا نراك في اكثر المسلمين اليوم يحتفلون بهذه الليلة ويجددون بها احياء ايمانهم بالنبي صلى الله عليه وسلم فنقول ان الكثرة والقلة ليست دليلا على الصواب والخطأ وانما الصواب والخطأ يعرف بموافقة الدليل من عدمه ولو نظرت الى هذه الليلة وما يفعل فيها لما وجدت منها منه شيئا يتفق مع شيء من الادلة بل تجد الادلة الكثيرة التي ترده وما اكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين وان تطع اكثر من في الارض يضلوك عن سبيل الله فليست العبرة بالكثرة ولا بالقلة وانما العبرة بموافقة الحق فالجماعة ما وافق الحق وان كنت وحدك فان قلت ومن الذي انكر هذه الحادثة حادثة الاسراء والمعراج فنقول لقد انكرها كفار قريش فقد انكروها ولذلك لما حدثهم النبي صلى الله عليه وسلم في صبيحتها بما حصل له قام بعض القوم ينظر لبعض ساخرا مستهزئا مكذبا لرسول الله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم وقد انكرها كذلك الجهمية فقد انكروا الاسراء والمعراج وانكرها كذلك حثالة البشرية وهم طائفة من المعتزلة فالذين انكروها ثلاث طوائف كفار قريش والجاهمية وطائفة من المعتزلة الا ان كفار قريش قد انكروها انكار تكذيب وجحود واما الجهمية والمعتزلة فانهم وان انكروها فانهم انكروها انكار تأويل وتحريف فان قلت وايهما افضل ليلة الاسراء ام ليلة القدر وايهما افضل ليلة الاسراء ام ليلة القدر الجواب في ذلك خلاف بين اهل العلم رحمهم الله تعالى والقول الصحيح هو التفصيل وهو ان ليلة القدر افضل باعتبار النبي صلى الله عليه وسلم فهي افضل في حقه واما ليلة القدر فهي افضل باعتبار النظر الى امته فان الفضائل التي تجري على الامة في ليلة القدر هذه اعظم والفضل الذي جرى لرسول الله صلى الله عليه وسلم بخصوصه في ليلة الاسراء اعظم فاذا الليلة الاسراء افضل باعتباره هو صلى الله عليه وسلم وليلة القدر افضل عفوا كذا وليلة القدر افضل باعتبار النظر الى امته واختار هذا القول ابو العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى فان قلت لقد عرفنا ان الاسراء مبتدأه من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى بتصريح القرآن بقول الله عز وجل سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى فاين كان مبتدأ المعراج؟ امن المسجد الاقصى؟ ام من المسجد الحرام الجواب عرفتم الاشكال؟ الجواب في ذلك اختلاف بين الروايات الصحيحة ولكن القول الصحيح منها هو ان مبتدأ المعراج الى السماء السابعة حصل من المسجد الاقصى والروايات الصحيحة التي تثبت انه من المسجد الحرام انما هي روايات مختصرة كما ذكرت لكم ان الروايات في الاسراء والمعراج وردت مطولة ووردت مختصرة ولذلك فالاسراء والمعراج حصلتا في ليلة واحدة فمبتدأ المعراج في اصح القولين كان من المسجد الاقصى بعد ان صلى النبي صلى الله عليه وسلم بالانبياء واما الروايات التي تصرح بانه من المسجد الحرام فانما هي روايات مختصرة والله اعلم فان قلت وهل هناك فوائد عقدية نستفيدها من هذه الحادثة للنبي صلى الله عليه وسلم فنقول نعم فيها فوائد عقدية كثيرة ولله الحمد منها اثبات علو الله عز وجل العلو المطلق فان من جملة ما يستدل به على علو الله عز وجل عروج الاشياء اليه وصعودها اليه كما نص عليه الامام ابن القيم رحمه الله تعالى في اجتماع الجيوش الاسلامية وغيره فبما ان النبي صلى الله عليه وسلم قد عرج به الى ربه والعروج هو الصعود والارتفاع والعلو علمنا ان الله في العلو وكذلك قول الله عز وجل تعرج الملائكة والروح اليه في يوم كان مقداره خمسين الف سنة ومنه قول الله عز وجل اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه وقال الله عز وجل عن عيسى عليه الصلاة والسلام بل رفعه الله اليه وكل دليل فيه ان الاشياء تعرج الى الله عز وجل فهو دليل على علوه تبارك وتعالى ومنها اثبات كلام الله عز وجل على الوجه اللائق به فان الله عز وجل كلم نبيه صلى الله عليه وسلم كفاحا بلا ترجمان من وراء حجاب لقوله حجابه النور فسمع النبي صلى الله عليه وسلم كلامه اي كلام الله فهذا فيه اثبات كلام الله تبارك وتعالى وفيه كذلك الرد على الاشاعرة في مسألة الكلام النفسي وهي الفائدة العقدية الثالث فلو ان كلام الله عز وجل كان كلاما نفسيا بلا حرف ولا صوت لما سمعه النبي صلى الله عليه وسلم على الصفة التي يريدها الله عز وجل وهو وان كان من العوالم الغيبية التي لا نطلع عليها ولا نراها الا ان الواجب علينا تصديق خبر الله عز وجل في اثبات وجود هذا العالم وهو عالم غيبي خلقه الله عز وجل من نور ويعتمد فيه قاعدة اهل السنة في العوالم الغيبية وهي ان ما كان من العوالم الغيبية فمبناه على التوقيف نعني بذلك انه اننا لا نثبت لعالم الملائكة الا ما اثبته النص ولا ننفي عن عالم الملائكة الا ما نفاه النص وما لم يرد النص في باثباته ولا نفيه فلا يحق لاحد ان يثبت ان يثبته ولا ان ينفيه فعالم الملائكة عالم حقيقي موجود لا كما تقوله الفلاسفة الكفرة من انه لا حقيقة لوجود الملائكة وانما هم عبارة عن قوى الخير في الانسان. فهذا باطل كل البطلان يتضمن تكذيب الاخبار الصحيحة الصريحة كتابا وسنة ومن الفوائد العقدية اثبات صدق النبوة ايضا فان ما جرى للنبي صلى الله عليه وسلم في هذه الليلة علم عظيم من اعلام نبوته وصدقها. وانه رسول الله حقا وصدقا ان عليه الصلاة والسلام ومنها كذلك اثبات ان الملائكة لا تعلم الغيب فلا يعلم الغيب المطلق الا الله عز وجل. وذلك لان كل نبي وذلك لان كل نبي وكل بي ابواب السماوات. اذا طرق جبريل الباب قال من فيقول جبريل فيقول ومن معك؟ فيقول محمد فلو كانت الملائكة تعلم الغيب لما كان للسؤال داع فهذا دليل على ان الملائكة لا تعلم الغيب ونحن نقر بذلك ونجزم به جزما عظيما وفوق ذلك قول الله عز وجل عنهم اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك. قال اني اعلم ما لا تعلمون. فلو كان عندهم شيء من علم الغيب قالوا ذلك فالله عز وجل نفى عن الملائكة بعض العلم واخبر ان عنده من العلم ما ليس عندهم وانه ما اوتوا من العلم الا القليل مقارنة بعلم الله عز وجل ولا يقارن بعلمه شيء من علم مخلوقاته سبحانه وتعالى فاذا الملائكة لا تعلم الغيب قال الله عز وجل قل لا يعلم من في السماوات والارض الغيب الا الله وقال الله عز وجل وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو فان قلت لقد علمنا شيئا من الفوائد العقدية فهل ثمة شيء من الفوائد السلوكية الادبية لهذه الحادثة العظيمة هل هناك فوائد مسلكية وادبية من هذه الحادثة الجواب نعم وهي كثيرة جدا واذكر لكم طرفا منها منها فضل التنظف والتزين في البدن والمركب عند الذهاب لاهل الفضل فان النبي صلى الله عليه وسلم قبل ان يعرج به الى السماء وقبل ان يسرى به شقا صدره واخرج قلبه وغسل في اناء من ذهب وحكمة انتم معي في هذا ولا لا فهذا من باب فضيلة التنظف والتزين لانه سيذهب الى ربه فيستحب للانسان اذا جاء الى اهل العلم والفضل ومجالس الخير ان يكون على اكمل احواله ما استطاع الى ذلك سبيلا لاسيما وان الملائكة تحف هذه المجالس العلمية فطلبة العلم جلسائهم ملائكة الله عز وجل السيارة فينبغي للانسان ان يأتي الى مثل هذه المجالس على اكمل على اكمل حال ومن جملة الفوائد ايضا ان فيها دليلا على ان اعظم الزينة هي زينة الباطن للظاهر فقط وان كانت زينة الظاهر مطلوبة شرعا الا انه لا ينبغي ان يقف الانسان عند كثيرا مع الاخلال بزينة الباطن ولذلك لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في تلك السفرتين الارضية والسماوية انه غير ثيابه وانما غسل باطنه فاذا الاهتمام بنظافة الباطن من قاذورات الشرك ونجاسات البدع ومستنقعات المعاصي هذا اعظم بكثير من الاهتمام بالظاهر مع اهمال الباطن وان اجتمعت النظافتان والطهارتان فنور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ومن فوائد هذه القصة ايضا ان فيها المبادرة والمسارعة الى فعل الخيرات المبادرة والمسارعة الى فعل الخيرات ولذلك كانت الالة التي ركبها رسول الله صلى الله عليه وسلم تسرع به كثيرا تقطع به المسافات الطويلة في زمن يسير لانه سيقدم على خير عظيم فاسرعت به في الاسراء لعظم ما ينتظره من الخير العظيم في المسجد الاقصى واسرعت به الى السماء الى ربه لعظم الخير العظيم الذي الذي ينتظره في السماء فينبغي للانسان الا يقصر في في المبادرة والمسارعة الى فعل الخيرات والاستباق اليها ومنها كذلك فضل الرفقة في السفر فان السفرة الارضية كانت باعظم رفيق ملكي وهو جبريل عليه الصلاة والسلام وكذلك رفقته الى السماء السابعة ايضا كانت برفقة جبريل عليه الصلاة والسلام فينبغي للانسان في سفراته ان يتخير خير اهل الارض ممن ممن يعرفهم لان الانسان بصحبة الصالحين في السفر لن يزداد الا كل خير وكل معرفة فيذكرونه اذا نسي ويعلمونه الى جهل ويعينونه على الطاعة ويكونون سببا في تجنيبه لما تدعوه اليه نفسه في هذا السفر من المعاصي والذنوب يستحي من اصحابه الطيبين ويتركوا هذه المعصية ولو حياء من الخلق فالصحبة الصالحة كلها خير كلها خير ومنها كذلك عظم شأن الاستئذان عظم شأن الاستئذان يا اخوان فهذا جبريل وهو خير الملائكة على الاطلاق لا يدخل ابواب سماء الا بعد ان يطرقها ويستأذن له ولمن معه فكيف ببيوت الخلق في هذه الارض ولذلك الله عز وجل عظم شأن الاستئذان وذكر تفاصيل هذه الشريعة في كتابه مع انه اجمد كثيرا من الشرائع كايتاء الزكاة واقامة الصلاة اجملها. الا شريعة الاستئذان بينها فتبيين القرآن لها دليل على عظمها يقول الله عز وجل لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا والايتين بعدها فهذه القصة فيها دليل على عظم شأن الاستئذان ومن الفوائد السلوكية كذلك ان فيها دليلا على تواضع جبريل لربه عز وجل ولا غرابة في ذلك فهم ملائكة مكرمون لا يسبقون الله بالقول بل يفعلون ما يؤمرون فان قلت ومن اين اخذنا هذا اقول من ذكر جبريل نفسه باسمه المجرد من غير اوصاف اخرى لما قال له الخازن من انت؟ قال جبريل لم يقل رح القدس مع ان مع انه روح القدس ولم يقل القوي الامين مع انه القوي الامين لكن تواضعا لربه قال جبريل قال جبريل ومن الفوائد المسلكية مشروعية الاستئذان لمن معك ان كان غير مدعو بخصوصه ولذلك الاستئذان من جبريل عليه الصلاة والسلام كان له ها وللنبي صلى الله عليه وسلم وهذا قد دل عليه ايضا دليل بخصوصه فقد ذهب النبي صلى الله عليه وسلم لاجابة دعوة احد الانصار فصحبهم رجل لم يدعى فاستأذن له النبي صلى الله عليه وسلم فاذن له ومن الفوائد ايضا انه ينبغي مع الاستئذان اذا سئل من انت ان تصرح باسمك وانه لا ينبغي ان تقول انا ولا ينبغي ان تصرح بحاجتك قبل بيان اسمك لان من الناس من اذا طرق الباب قال من في الدار من انت قال الوالد موجود هذا خطأ بل لابد ان تقول انا فلان الوالد موجود فتبدأ بذكر حاجتك بعد ذكر اسمك هذا من باب الادب وقد طرق على النبي صلى الله عليه وسلم الباب رجل فقال من قال انا ففتح الباب وهو يقول انا انا كالكاره لهذه الكلمة حتى لو جاء معك احد فلا بد ان تصرح باسمه ايضا. فتقول انا فلان ومعي فلان هذا من باب كمال الادب الذي يهمله كثير من الناس ومن الفوائد ايضا فضلوا السلام وانه تحية اهل السماء والارض فمن احب ما يسمعه الله عز وجل فيما بين المسلمين افشاء السلام فهو من اسباب دخول الجنة ومن اسباب انتشار المحبة والالفة بين المسلمين ولما خلق الله عز وجل ادم قال اذهب الى اولئك النفر من الملائكة فسلم عليهم وانظر ماذا يجيبونك فهي تحيتك وتحية ولدك او قال ذريتك من بعدك فقال السلام عليكم فقالوا وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته واخذنا هذا من ان النبي صلى الله عليه وسلم ما مر على نبي من الانبياء الا سلم عليه واقر بنبوته فالسلام هو تحية اهل السماء وتحية اهل الارض بل تحية اهل الجنة كما قال الله عز وجل تحيتهم تحيتهم يوم يلقونه سلام في دار السلام ومن فوائد هذا فلا ينبغي للانسان ان يهمل السلام بل هو من خير خصال الاسلام بقول النبي صلى الله عليه وسلم على من عرفت وعلى من لم تعرف ومنها كذلك انه يجوز للانسان ان يمدح ابنه بما فيه من خصال الخير ومن خصال الصلاح ففي هذا تثبيت لهذا الابن على هذه الاخلاق الطيبة الحميدة وفيها تشجيع له ايضا ولذلك لما سلم النبي صلى الله عليه وسلم على ادم وهو ابوه قال مرحبا بالابن الصالح والنبي الصالح فلا بأس ان يسمع منك ولدك شيئا من عبارات المدح والثناء على شيء من اخلاقه التي يحملها بلا افراط ولا تفريط ولا ولا غلو ومنها كذلك ان من اداب الزيارة ايها الاحباب تحية المزور بافضل صفاته الطيبة فاذا زارك احد من الناس فيستحب لك ان تسميه باحب اسمائه او تكنيه باحب كناه او تصفه باحب الصفات اليه مرحبا بالاخ الصالح مرحبا بالعالم. مرحبا بشيخنا مرحبا بوالدنا مرحبا بسماحتك هذا من اداب الزيارة والا تناديه باسمه المجرد من باب كمال الادب والاحترام والتقدير لمن زارك واستضفته وحل عليك ضيفا ولذلك كل نبي من الانبياء اذا سلم عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فانهم يردون السلام عليه ويقولون ويسمون ويصفونه باحسن الصفات فادم قال مرحبا بالنبي الصالح ولابني الصالح وسائر الانبياء قالوا مرحبا بالنبي الصالح والاخ الصالح لانهم اخوانه عليهم افضل الصلاة وازكى التسليم ومن ادابها كذلك طولت عليكم ها ومن ادابها كذلك جواز البكاء عند فوات الخيرات فلا بأس بدمع العين اذا فاتك شيء من الخير مع اني لا اظنها تدمع عند كثير من الناس الا على فوات حطام الدنيا والعياذ بالله فمن منا دمعت عينه يوما من الايام لما فاته شيء من الخير؟ فاستبق اليه غيره ولا يرى الا المسمرين في الاستباق في ميدان الخيرات وهو جالس لم لم يستبق لم يكن لم ليس من السابقين اليها فان قلت ومن اين اخذت هذا فاقول اخذناه من بكاء موسى عليه الصلاة والسلام لما خرج من عنده النبي صلى الله عليه وسلم بكى فقيل وما يبكيك يا نبي الله؟ قال يبكيني ان غلاما من بعدي بعث يدخل من امته الجنة اكثر مما يدخل من امتي هذا فوات خير فبكى نبي الله موسى عليه الصلاة والسلام بسبب فوات هذا الخير فاذا فاتك شيء من الخيرات ودمعت عينك فهذا دليل عظيم على صلاح القلب ولكن لا لا يخالوا تلك الاعين الجامدة ان تبكي على شيء من فوات الخيرات وكم بكينا على قصائد غزلية ومواقف دنيوية او مواقف عشق وغرام وتغنى بها الشعراء ولكن كم فاتتنا من صلوات حتى خرج وقتها وكم فاتتنا من رفقة صالحة وكم فاتنا من الخيرات والاذكار والليالي الفاضلة والتعبدات العظيمة ومع ذلك لم يتحرك لنا نبض قلب ولم تبكي لنا عين فهذا دليل على جفاء تلك القلوب وقسوتها وضعف وازع الدين فيها ومن فوائدها ايضا شرف منزلة الصلاة بين شرائع الملة لان جميع الشرائع شرعت بواسطة جبريل فكان الله عز وجل يأمر جبريل ان ينزل تلك الشريعة الشريعة على محمد صلى الله عليه وسلم الا الصلاة خاصة فان الله عز وجل لم يجعل في فرضيتها بينه وبين رسوله واسطة رسول ملكي بل عرج برسوله اليه ثم اخذ منه تلك الفريضة مباشرة سماعا من الله عز وجل بلا ترجمان فهذا دليل يحث النفوس على ان تحافظ على تلك الصلاة والا تهملها وقد اجمع العلماء على انها من اعظم شرائع الدين بعد الشهادتين. وانها ثاني اركان الاسلام وانه لا حظ للانسان في الاسلام اذا ترك الصلاة ومن فوائدها ايضا المسلكية انه ينبغي للانسان ان يحب لاخوانه ما يحب لنفسه فان موسى لما علم ان الله قد فرض على محمد وامته خمسين صلاة علم موسى عليه الصلاة والسلام ان امة محمد لا تطيق ذلك فمن باب انه يحب لاخيه ولامته ما يحب لنفسه قال له ارجعي الى ربك فاسأله التخفيف فان امتك لا تطيق ذلك. اي محبة يا موسى عليك الصلاة والسلام فينبغي للانسان ان يحب لاخوانه من الخير ما يحبه لنفسه والا يكون انانيا يجمع الخير لنفسه ويحرم منه اخوانه فان اعظم البخل ان تبخل بما تفضل به عليك غيرك. والعلم كله انما هو فضل من الله عز وجل. فلا ينبغي للانسان ان ان يبخل بنعم الله عز وجل التي فتحها الله عليه قال الله عز وجل ها انتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل ومن يبخل فانما يبخل عن نفسه والله الغني وانتم الفقراء. واعظم الصفات ان يوقى الانسان شح نفسه هذا اعظم الفلاح قال الله عز وجل ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون ومن فوائدها ايضا انه ينبغي للدعاة المتأخرين ان يستفيدوا من تجارب الدعاة المتقدمين ولا ينبغي ان يستقل الداعية بنفسه ونظره واجتهاده بخاصته مهملا المواقف والعبر والحكم التي حصلت للاولين من اخوانه الدعاة هذه الفائدة اطلبها منكم انتم من اين اخذناها احسنت وبتجربة موسى مع قومه احسنت اخذناها من قبول النبي صلى الله عليه وسلم قول اخيه موسى وقبول تجربته مع قومه بني اسرائيل. لان موسى قال فاني بلوت بني اسرائيل وخبرتهم فلم يطيقوا ولا خمس صلوات فارجع الى ربك واسأله التخفيف فقال قد استحييت من ربي فامضى الله فريضته خمسا في العدد وخمسين في الاجر والميزان ولله الحمد والمنة فينبغي للداعية ان ينظر في كتب الدعاة المتقدمين وان يقرأ في القواعد التي قررها الاوائل. وان يقرأ في سيائرهم لا سيما سيرة النبي صلى صلى الله عليه وسلم فهو اعظم الدعاة على الاطلاق وافضل نبي على الاطلاق وغالبا اعداؤه انما يؤزهم عدو واحد خطط هذا العدو واحدة منذ طرده الله الى ان تقوم الساعة. الا ان الاشخاص والاماكن تختلف فقط بل عدو واحد ولذلك لا تهتم ولذلك لم يهتم القرآن بذكر من حصل له الكيد الشيطاني لا زمانا ولا مكانا وانما حرص على بيان نوع الكيد لانه ينبئنا بانه كيد يتكرر بغض النظر عن قضية الاشخاص الذين وقعوا في حباله او الامكنة والازمنة التي كاد لهم فيها. فهذا لا يؤثر شيئا لان الكيد سيتكرر والاشخاص تهون فبانتهاء فلو ربطت تلك المواقف بالاشخاص لظن الانسان ان الكيد قد انقضى بانقضاء الشخص لكن القرآن لم يحرص على بيان الاشخاص ولم يحرص على بيان الازمنة ولم يحرص على بيان الامكنة وانما حرص على بيان نوع الكيد ولذلك بين ان من كيد الشيطان التغرير بالشهوات ومن كيد الشيطان التغرير بالدنيا وزينتها وزخرفها ومن كيد الشيطان التغرير بالقاء العداوات ومن تغرير الشيطان التغرير بتلك الاهواء المضلة فاذا ينبغي لك ان تعرف نوع الكيد لا من وقع عليه الكيد لان الكائد واحد وخططه واحدة لا يستطيع ان يجدد فيها ولكنه يجدد في الاشخاص وفي الازمنة وفي الامكنة ولذلك ابو العباس ابن تيمية على حسب اطلاع لكلامه دائما يوفق في وصف حالتنا هذا الزمان وكأنه في بعض العبارات والمقاطع والكلمات كانه يتكلم عن واقعنا في القرن العشرين. مع انه في القرن الثامن. لم؟ لان ابن تيمية يفرد كلامه عن الاشخاص والاماكن وانما يتكلم عن نوع الكيد عن نوع الكيد فالكيد الذي حصل في زمانه لم يحرص ابن تيمية على بيان من حصل له ولا زمان من حصل له. الزمان الذي حصل فيه ولا المكان الذي وقع فيه. وانما كان يبين الكيد وكشفه فالكيد اذا تكرر في زماننا وقرأنا كلام ابن تيمية فكأنه يتكلم عن ايش؟ عن زماننا وانما هو يتكلم عن الكيد الذي يتكرر في كل زمان ومكان افهمتم هذا ولذلك من وفق في التأليف من اهل العلم كان يحرص على بيان الشبهة الشيطانية والكيد لابليس مع بيان جوابه بغض النظر عن من قاله او الزمان الذي قيل فيه او المكان الذي وقع فيه. وانا اجزم ان الاجيال التي ستأتي بعدنا بمئتين سنة. اذا قرأت كتبك فستقول كانه يتكلم عن زماننا لم؟ لان الكيد احد والكائد واحد والمصدر هذا كله من الشيطان فينبغي لنا معاشر الدعاة ان نعرف نوع الخطة ونوع الكيد ونحذر المسلمين منها منفردة عن اي اعتبار واقعي اذا ينبغي للداعية ان يستفيد من اخوانه الدعاة المتقدمين حتى لا يقع فيما وقعوا فيه وحتى يبدأ من حيث وقفوا وكانت لي همة في السابق ان اجمع الحكم التي قالها اهل الزمان السابق لانها تعطيك خبرات وتجارب امم في عبارات بسيطة وقد جمعت منها طرفا كثيرا قرابة الخمسمائة حكمة وكنت انوي نظمها في قصيدة شعرية ولكن ندت مني واشتغلت بغيرها ولكن اعدكم باذن الله بعد هذا الدرس ان شاء الله اني اقلبها وابحث عنها اظنها بالكمبيوتر موجودة وابدأ في نظمها لانها تجارب امم تجارب امم امة كاملة عاشت مئة قرن يلخص حياتها سطرا واحدا سطرا واحدا فاحرصوا على مثل هذه التجارب لانها تظفي على فكرك وفهمك وعقلك اشياء كثيرة وتجعلك تعيش اعمارا مديدة وانت عمرك فمن عرف ما عاشه القوم فكأنه عاش حياتهم من عرف ما عاشه القوم بالحكمة فكأنه عاش حياتهم خبرات تجد الانسان صغيرا في السن لكن عنده خبرات امم وكأنه عاش الاف السنين وهو لم يعش الا ثلاثين سنة ولكن تجد عنده خبرات اكتسبها بهذه المعارف القليلة المسماة بحكم بالحكم والامثال انتهى الوقت مضى خمسون لعلنا نكتفي بهذا القدر مع ان كان للنية ان ننتهي من الاسراء والمعراج لكن لعلنا نكملها الدرس القادم والله اعلى واعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا