فقال يا رسول الله ان فلانا يصلي من الليل فاذا اصبح سرق ان فلانا يصلي من الليل. فاذا اصبح سرق. فبماذا اجابه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال ان بالله ان الجوارح ستكون في اتم الخشوع والخضوع. فتجده يحرك ساعة فتار. ويعدل شخصية غترته تارة ثم ينقضها اخرى. وقد رأيت رجلا في الصلاة يقول كذا. بغترته بهذه الصورة ثم الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الامين وعلى اله واصحابه الطيبين الطاهرين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين لا ادري اخر قاعدة او ظابط وقفنا عليه في كتاب الصلاة ما هو ايش ايش اي نعم فرض كل ركن استقرار الاعضاء فيه. هذي قاعدة عظيمة طيب ومن القواعد ايضا التخفيف المأمور به نسبيا مرده السنة. التخفيف المأمور به نسبي مرده السنة. وهو ضابط طيب يبين لك المقصود من قول النبي صلى الله عليه وسلم في احاديث كثيرة كحديث ابي هريرة في الصحيحين يقول صلى الله عليه وسلم اذا صلى احدكم بالناس فليخفف. فان من ورائه الكبير والصغير وذا الحاجب وكحديث قيس ابن ابي حازم عن ابي مسعود الانصاري البدري رضي الله عنه قال جاء رجل الى النبي صلى الله عليه عليه وسلم فقال يا رسول الله اني لاتأخر عن صلاة الغداة اي الصبح. من اجل فلان مما يطيل بنا فيها قال فما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم غضب في موعظة قط اشد من غضبه يومئذ. ثم قال ايها الناس ان منكم منفرين فايكم امن الناس فليوجز. فان من ورائه الضعيف والكبير وذا الحاجة. وكحديث عثمان ابن ابي العاص في صحيح مسلم قال اخر ما عهد الي النبي صلى الله عليه وسلم اذا اممت قوما فاخف بهم ونحو تلك الاحاديث التي يأمر فيها النبي صلى الله عليه وسلم بالتخفيف فلا ينبغي ان يفهم على فهم اصحاب الشهوات والفاترين والكسالى وانما يفهم على وفق السنة. كما فهمه انس رضي الله تعالى عنه وكما فهمه ابن عمر رضي الله عنهما ففي سنن النسائي باسناد صحيح من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمرنا بالتخفيف ويؤمنا بالصافات اي في صلاة المغرب فهذا دليل على ان القراءة بالصافات من التخفيف المأمور به شرعا وفي الصحيحين من حديث انس رضي الله عنه قال ما صليت وراء امام قط اخف صلاة ولا اتم صلاة انتبه كيف جمع بين التخفيف اتمام. ما صليت وراء امام قط اخف صلاة ولا اتم صلاة من رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا دليل على ان التخفيف انما مرد فهمه الى السنة. فما قرأ به النبي صلى الله عليه وسلم في الصلوات على اختلاف لا في اجناسها وانواعها وهو المعتبر في تفسير التخفيف المأمور به شرعا. فلا ينبغي ان يفسر قوله فليخفف على مرادات الفاترين وعلى شهوات الكسالى. الذين لو قرأت بهم والتين والزيتون في ركعة لقالوا اطلت بنا هداك الله الا فرقتها في الركعتين؟ بل لو قرأت بهم قل اعوذ برب الفلق في ركعة لسلمت وقد اطاروا بعيونهم فيك. قال لانك اطلت عليهم. فمثل هؤلاء لا اعتداد بهم وانما العبرة ومرد التخفيف ليعرف المشروع منه والممنوع والسني وما وافق السنة وما خالفها انما مرده الى السنة. فاذا هي قاعدة صحيحة. التخفيف المأمور به نسبي مرده السنة. ومن القواعد ايضا كل صلاة لا تترتب عليها اثارها فهي كالمعدومة. كل صلاة لا تترتب عليها اثارها فهي كالمعدومة. ومعنى ذلك ان كل عبادة انما فرضها الله لتحصيل اثار وتحقيق مصالح. فاذا كان العبد يتعبد بهذه العبادة الزمان الطويل ولم يرى على نفسه شيئا من هذه المصالح والمقاصد الشرعية ولا الاثار. فحقيقة تعبده هذا فحقيقة وجوده كعدمه. لا اعني بان تعبده باطل ويلزمه اعادته. الجواب لا نقصد ذلك مطلقا. وانما نعني انه فوت المقصود الاعظم من تشريعه ولذلك يقول الله عز وجل في الصلاة ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله اكبر هذا دليل على ان من لا يزال يصلي الى الان الازمنة الطويلة والدهور المتتابعة ولا يزال مصرا على التقحم في الذنوب والمعاصي من رأسه الى اخمص قدمه فحينئذ صلاته لابد وان يكون فيها خلل. لانه لو صلى الصلاة الشرعية المتفقة مع مراد الشارع ظاهرا في المتابعة وباطنا في اخلاص القصد لله عز وجل. لا كانت تلك الصلاة حاملة له على الانتهاء عن الاثم عدوان قد لا تكون حاملة له على الترك المطلق في الان لكن على مطلق الترك المتتابع في مستقبل الزمان. لكن من الناس من لا يزال المصلي وهو في ذنوبه ومعاصيه لا يزال يزداد على مستقبل الزمن. اذا وجود صلاته كعدمها. اذ ما فات اثره فلا ينفع وجوده كانسان مريظ بمرض ثم صرف له الطبيب دواء فانتهت العلبة الاولى واشترى الدواء الثاني والثالث ولا يزال مرضه في ازدياد. فيصح لنا ان نقول وجود الدواء كعدمه. لان المقصود من الدواء ليس هو مجرد تعاطيه وانما اثاره ومصالحه ومقاصده. فاذا لم يوجد مع طول الاستعمال شيء من اثاره ولا من مقاصده ولا من مصالحه استعمالك للدواء كعدم استعماله وهكذا الصلاة. وهكذا الصلاة ايضا اضف الى هذا اضف الى هذا ان المقصود من الصلاة ليست مجرد افعالها. وانما حقيقتها ومقصودها فاذا كان الانسان يجد حقيقة التعبد ومقصوده فحين اذ تكون صلاته سائرة على الجادة والا في نفسه عن تلك الثغرة هو الخلل الذي حرمه من وجود تلك الاثار. ان كان عبدا ناصحا لنفسه وعاقلا يعلم انه يحاسب عليها يوم القيامة وكلنا ذاك الرجل الذي يحس بذلك ولذلك في سنن ابي داود باسناد صحيح من حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم انه سينهاه ما تقول وانتهى الجواب انه سينهاه ما تقول. ما معنى هذا الكلام؟ يعني اذا داوم على فعل الصلاة فان من طبيعته وشأنها زجر القلب وحمايته عن التوغل والاستمرار في مثل هذه المعصية. فسيأتي عليه اليوم الذي يتوقف ما دام مستمرا على امر الصلاة. فالصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر. حالا ومآلا ومالا فاذا اي تعبد تتعبده له مصالح ومقاصد واثار. لابد من باب محاسبة النفس بعد طول الزمان في فعله ان تقف مع نفسك وقفة محاسبة هل اجد شيئا من اثار هذه التعبد او لا فان كنت تجد فيحملك ذلك على التمسك والازدياد. وان كنت لا تجد فيحملك هذا على المحاسبة والنظر في خبايا الزوايا لعل ثمة شهوة افسدت عليك عبادته لعل ثمة شبهة سدت عليك باب هذه المصالح والاثار. فتفقد نفسك ايها الموفق وحاسب نفسك اشد من محاسبة الشريك الشحيح لشريكه حتى تنظر ما الذي عطلك عنها ومن القواعد ايضا كل من خشع قلبه خشعت جوارحه وهي قاعدة عظيمة. وتروى مرفوعة للنبي صلى الله عليه وسلم في قوله لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه ولكن الحديث ضعيف الا انه يدل عليها قول النبي صلى الله عليه وسلم الا وان في جسدي مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله. واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب. فمتى ما كان القلب صالحا صارت الجوارح صالحة. وكما قال العلماء او ان القلب ملك والاعضاء جنوده. فاذا طاب الملك طابت الجنود. واذا خبث الملك الجنود فاي حركة تراها تصدر من جوارحك في صلاتك تدل على عدم خشوعك فاعلم ان انها نتيجة واثر لعدم خشوع القلب. اذ لو اقبل القلب على كما على الصلاة بكمال خشوع وخضوع فاقسم يعيدها مرة اخرى ثم يشخص مرة اخرى طيب هذا لو اجتمع عقلاء الدنيا لقالوا هذا الرجل ليس في صلاتي لم لم تخشع جوارحه؟ لان القلب لم يخشى. فقلبه منصرف في في شهوات الدنيا وصوارفها واشغالها يفكر في لعبته يفكر في زوجته يفكر في مصيبته. كفاكم الله شر المصائب. يفكر في امواله نفكر في تجارته يفكر في ذهابه اين سيذهب بعد الصلاة بل بعضهم بلغ به قلة الادب ان يخطط لفعل المعصية وهو ساجد بين يدي الله عز وجل لانه مثلا كيف سيشتري هذه المعصية؟ كيف سيحضر هذا الحفل؟ كيف سيقيم مأدبة زواجه؟ وهو يفكر في بعض المعاصي التي تكون صاحبة لهذه الوليمة افرون شخصا قلبه منصرف عن مقصود صلاته. وتريدون من جوارحه ان تخشع وتهدأ؟ الجواب هذا تناقض. ولذلك ينبغي ان نعلم ان خشوع الجوارح انما هو خشوع وسائل. واما خشوع القلب فخشوع مقاصد كما سيأتينا في القاعدة التي سنختم بها درسنا ان شاء الله. فاذا لو خشع قلب المصلي لخشعت جوارحه وهذا اصل وقاعدة تؤكد لنا ان المتصرف الحقيقي في الجوارح انما هو القلب. فلا يمكن ان تشتغل الجوارح الا بما امتلأ به القلب وهو الذي يدبرها ويتصرف فيها بامر الله تبارك وتعالى. فليكن اقبالك على قلبك اشد من اقبال الشريك الشحيح كما قالوا لشريكه. فحاسب هذا القلب ونقه وصفه حتى تدخل في الصلاة بخشوع تام وخضوع كامل يوضح هذا القاعدة التي بعدها. خشوع الوسائل يثمر خشوع المقاصد خشوع الوسائل يثمر خشوع المقاصد فان قلت وماذا تعني بهذا؟ اقول ان ان الصلاة لها وسائل ومقاصد. فاذا يسر الله لك الخشوع في اليها فانك ستكون من الخاشعين في مقاصدها. واظرب لكم ادلة تدل على ذلك. فمثلا من سائل الصلاة وضوئها. فمن احسن وضوءها واتمه على السنة وخشع فيه حال فعله فان خشوعك الوضوء يثمر خشوعك في الصلاة بل اول مراتب الخشوع في الصلاة ان تخشع في هذا الامر ومن وسائلها المجيء اليها. ماذا امر بماذا امرنا النبي صلى الله عليه وسلم في حال المجيء اليها؟ انتبه امرنا بان لا نسرع في الخطى. كما في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه. قال قال النبي صلى الله عليه وسلم اذا سمعتم الاقامة فلا تأتوها وانتم تسعون. واتوها وانتم تمشون. وعليكم السكينة والوقار فما ادركتم فصلوا وما فاتكم فاتموا. او قال فاقضوا. لم نهانا عن الاسراع؟ لان الاسراع اخلال بالخشوع في الوسيلة وسيفظي بكذلك الى ان لا تخشع في اصل مقصود الصلاة ولم امرني بان امشي بسكينة ووقار. ومن مقتضيات السكينة والوقار قلة المخالطة وقلة فضول الكلام وقلة الالتفات في المشي. وعدم الاسراع في الخطى. كل ذلك من باب الخشوع في الوسائل حتى يكون مرقاة وسلم تصعدوا به للخشوع في ماذا؟ في المقاصد. اليس كذلك؟ اسمع ايضا. في في سنن ابي داوود باسناد لغيره من حديث كعب بن عجرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم اذا توضأ احدكم في بيته ثم خرج عامدا الى المسجد فلا يشبكن بين اصابعه فانه في صلاة كيف تكون في صلاته لم يكبر تكبيرة الاحرام الجواب اي الان شرع في ماذا؟ شرع في مقصود الصلاة شرع في الوسيلة التي ستؤثر على صلاته. فمن خشع في صلاته وهي الوسائل خشع في صلاته الكبرى التي ستكون بتكبيرة الاحرام. فاياك ان تطلب انسانا ان يخشع في مقصود وهو يعبث في الوسائل. اولم يأمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بالتبكير الى المسجد؟ لم؟ لان ان خشوع صلاة من بكر ليس كخشوع صلاة من تأخر ولم يأت الا مع تكبيرة الاحرام. وهذا امر مفروغ منه ولذلك في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لو يعلم الناس ما في النداء والصف الاول ثم لم ثم لم يجدوا الا ان يستهموا عليه لاستهموا. انتبهوا. ولو يعلمون ما في التهجير اي التبكير الى الصلاة ما فيه. التاجر لاستبقوا اليه ما فائدة التهجير؟ انك تتمكن من اداء السنة القبلية. التي تؤهل قلبك للخشوع فيما بعده وتؤهلك ان تقرأ شيئا من كتاب الله يا رجل عز وجل ليؤهل قلبك ولسانك للخشوع في الصلاة. ويؤهلك الى ان تجعل فاصلا بين صوارفك التي كانت خارجا وبين صلاتك التي ستقام فان بين شغلك مع زوجتك اذا جئت مبكرا الى اقامة الصلاة ربع ساعة. هذه الربع ساعة كفيلة بان تمحو شيئا من تلك الصواريخ. لكن من من مشكلة اهله ومباشرة دخل في تكبيرة الاحرام فان المشاكل لا تزال تدور ولذلك التهجير واي التبكير في الصلاة له فضله العظيم يثمر عدة ثمار. ولذلك والله لو قارنت بين خشوع رجلين. احدهما جاء مبكرا مع الاذان او بعده بقليل. فادى السنة القبلية وجلس يذكر الله او يدعوه او يقرأ شيئا من القرآن ثم اقيمت الصلاة فصلى. بينما رجل جاء يحفزه النفس يريد ان يدرك الركعة. فانظر بين القلبين وقارن بين الخشوعين تجد البون الشاسع فاذا امرنا بالمشي بالسكينة. امرنا بالوقار. امرنا بالا نسبك بين اصابعنا. انتبه امرنا بان نجعل الطهور في بيتنا من تطهر في بيته. ثم جاء الى المسجد. هذا كله من باب خشوع الوسائل. وامرنا ايضا بغير ذلك من الوسائل كل ذلك يثمر لنا هذه القائل ان الخشوع في الوسائل يثمر الخشوع في المقاصد افهمتم معناها يا ليت واحد يخطب يجعلها خطبة لان الناس من احوج ما يحتاجونه خشوعهم في الصلاة والناس اذا تكلموا عن اسباب الخشوع طولوا فيها مع ان حقيقتها هذه القاعدة تفريغ القلب من الشواغل والصوارف يثمر تثمر الخشوع في الوسائل الخشوع في الوضوء الخشوع في التبكير الخشوع في الوقار الخشوع في قراءة شيء من كتاب الله الخشوع في تفريغ القلب من الصوارف كل ذلك مما يثمر الخشوع في المقصود الاعظم الذي سيكون بعد تكبيرة الاحرام. لعلنا نكتفي بهذا القدر ونكمل ان شاء الله الدرس القادم والله اعلى واعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد