الايمان الاول لان كلا الايميل داء الايمان الايمانين داخل في الايمان بالقضاء والقدر الله اعلم جميعا فامنوا بان كل شيء يكون في هذا الكون فلا يكون الا بقضاء الله عز وجل وقدره. ومع ذلك ان ايمانهم بهذا لا يحملهم على ترك الاسباب المشروعة بل يفعلون من الاسباب الدينية والدنيوية ما هو متاح لهم وداخل ما هو الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم من والصلاة والسلام على رسول الله الامين وعلى اله واصحابه الطيبين الطاهرين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد فلا نزال في شرح كلام الامام الطحاوي رحمه الله تعالى في شأن بشأن عدد من يدخل الجنة وعدد من يدخل النار اليس كذلك نعم واخذنا ثلاث مسائل منها ووقفنا عند المسألة الرابعة وهي الطوائف التي ظلت في هذا الباب مصيبة انا ولا مخطئ ها طيب المسألة الرابعة اعلم رحمك الله تعالى انه قد ظل في هذا الباب طائفتان الطائفة الاولى فريق امنوا بالقضاء والقدر وظنوا انهم بمجرد ايمانهم هذا قد قاموا بما يريده الله عز وجل منهم وقد اعرضوا عن الاسباب الشرعية فلا تجدهم يقومون بشيء من الاسباب مطلقا وهم مؤمنون بالقضاء والقدر وان الله عز وجل خلق كل شيء وانه هو الذي شاءه وقدره وكتبه في لوحه المحفوظ وعلمه ولكنهم مع هذا يعرضون عن الاسباب الشرعية والاعمال الصالحة. اتكالا على ما كتب لهم في قضاء الله عز وجل قدره وهؤلاء طائفة من الجبرية. وهؤلاء في الاعم الاغلب يؤول امرهم الى الكفر بالكتاب والرسول صلى الله الله عليه وسلم فهؤلاء اصابوا في جانب ولكن اخطأوا في جانب. فاما جانب ايمانهم بقضاء الله عز وجل وقدره فلا جرم انهم مصيبون في هذا ولكن ايمانهم هذا حملهم على تركهم على ترك الاسباب الشرعية المتاحة فتركهم للاسباب خطأ وغلط على الشريعة. وعلى مذهب اهل السنة والجماعة وعلى ادلة الكتاب والسنة. وايمانهم بالقضاء والقدر حق. فاذا هؤلاء قوم عندهم حق وباطل بينما قابلهم فريق اخر من القدرية. وهم الذين اعتمدوا بكليتهم على فعل الاسباب الشرعية وظنوا انهم بمجرد فعلها يتحقق لهم ما يريدون واعرضوا عن قضاء الله عز وجل وقدره فتراهم اذا فعلوا الفعل يطالبون الله عز وجل بثوابه ويطالبونه ما يطالب به الاجير من استأجره. وكأن الله عز وجل قد استأجرهم في هذه الدنيا للقيام ببعض الاعمال. فاذا قام فاذا هؤلاء الاجراء باعمالهم طالبوا ربهم بنتائج هذه الاعمال وهذا من المعلوم انه خطأ فهذا الفريق الثاني ايضا عندهم صواب وعندهم خطأ. اما اعراضهم اما اعراضهم عن الايمان بالقضاء والقدر فهذا فهذا لا جرم انه خطأ عظيم. واما اعتقادهم بان الاسباب مؤثرة لا جرم انه حق. ولكن الاعتماد على على الاسباب الاعتماد الكلي هذا هو الذي لا يرضاه الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم. فاذا تجد ان ان الاولين صار توكلهم على مجرد القضاء والقدر مع اهمال الاسباب. واما الاخرون فصار توكلهم على الاسباب واهملوا قضية الامام بالقضاء والقدر. وكلا طرفي قصد الامور ذميم. واما اهل السنة والجماعة فقد امنوا لهم وداخل تحت مقدورهم. فلا يجوز الاعتماد على القضاء معترك الاسباب ولا الاعتماد على الاسباب معترك القضاء بل الشريعة والدين جاءت بالجمع بينهما فيجب علينا ان نؤمن بقضاء الله عز وجل وقدره. وان الله عز وجل قد علم عدد من يدخل الجنة وعدد من يدخل النار ومع ذلك فلا يجوز لنا ان نعطل الاسباب الشرعية كايمان الواحد منا بانه اذا جاع فانه يذهب للاكل ليشبع. فلا يحمله قدر الجوع على الا يأكل. وكذلك لو اراد الانسان منا اي يولد له فانه يسعى في اسباب في اسباب ذلك. وذلك بالزواج والوطأ اذا ايماننا بالقضاء والقدر لا يجوز ان يحملنا على تعطيل الاسباب. وايماننا بتأثير الاسباب بقدر الله لا لا يحملنا على للقضاء على تعطيل القضاء والقدر هذا هو منهج اهل السنة والجماعة. فتجد ان اهل السنة جمعوا الحق الذي مع كلا الطائفتين. فالحق الذي مع الجبرية هو ايمانهم بالقضاء والقدر فنحن نؤمن بالقضاء والقدر. والحق الذي مع القدرية هو فعل الاسباب فنحن نفعل الاسباب فصار منهجنا في القضاء والقدر هو الايمان به مع فعل الاسباب. وانتم تعلمون في مناسبات كثيرة انني بينت ان الايمان بالاسباب وباثارها وفعلها هو داخل تحت دائرة القضاء والقدر. فاذا الاسباب داخلة في باب القضاء والقدر. فمن امن بالقضاء وانكر الاسباب فقد امن ببعض الباب وكفر ببعض. ومن امن بالاسباب وكفر بالقضاء قد امن ببعض الكتاب وكفر ببعض فلا يتم ايمان العبد بالقضاء والقدر الذي هو الركن السادس من اركان الايمان الا باستجماع الامرين جميعا فيؤمن بان ما كان وما يكون وما سيكون الى ان تقوم الساعة. بل وحتى ما يكون بعد قيامها حتى يدخل اهل الجنة الجنة اهل النار النار كل شيء لا يكون الا بقضاء الله عز وجل وقدره وهذا لا يحمله على تعطيل الاسباب بل يحمله على التنافس في فعل الاسباب المتاحة المشروعة المسألة الخامسة هنا جمل من القواعد هنا جمل من القواعد تعيننا على فهم هذه المسألة القدرية الخطيرة والتي زلت فيها اقدام وظلت فيها افهام القاعدة الاولى ان الاتكال على القضاء وتعطيل الاسباب قدح في الشرع والاعتماد على الاسباب وترك الايمان بالقضاء قدح في الدين والايمان بالقضاء مع فعل الاسباب هو حقيقة هو حقيقة الاسلام فلا يجوز لنا ان يحملنا ايماننا بالقضاء على تعطيل الاسباب كما فعله الجبرية. فلا نعتمد على فقط ونترك الاسباب. ولا يجوز ان يحملنا ايماننا باثار الاسباب على تعطيل الايمان بالقضاء والقدر. من العلم والمشيئة والكتابة. والخلق بل يجب علينا ان نستجمع بين الامرين جميعا. القاعدة الثانية احرص على ما ينفعك. واستعن بالله ولا تعجز وهذه اللفظة في الحديث النبوي جمعت بين الايمان بالاسباب والقضاء والقدر. فامرك النبي صلى الله عليه وسلم على ان ان تحرص على ما ينفعك وهذا يتضمن العمل بالشرع يعني القيام بالاسباب. ثم قال بعدها واستعن بالله وهو الايمان بالقضاء والقدر فهنا يكون قد امرك النبي صلى الله عليه وسلم بان تؤمن بالقضاء والقدر في قوله واستعن بالله ان تؤيد هذا الامام بفعل الاسباب المتاحة المشروعة في قوله احرص على ما ينفعك. فلا تتم مصالح العبد في دينه دينه ودنياه وفي اولاه واخراه الا اذا حرص على ما ينفعه اي عمل بالشرع واستعان بالله ولم يعجز اعطيني الاسباب. القاعدة الثالثة. الايمان بالقدر السابق لا يتنافى مع العمل اللاحق الايمان القدر السابق لا يتنافى مع العمل اللاحق اي العمل بالشرع فمن حمله ايمانه بقضاء الله وقدره على تعطيل الشرع فان ايمانه مدخول. وايمانه ليس على مراد الله عز وجل في هذه المسألة ومن حمله ايمانه بقضاء الله وقدره على الحرص على فعل الاسباب فذلك هو الايمان بالقضاء المحبوب لله عز وجل القاعدة الخامسة باختصار. القاعدة الخامسة العبد مأمور بالنظر فيما امر به وليس مأمورا بالنظر فيما قدر له العبد مأمور بالنظر الى ما امر به في الشرع وليس مأمورا بمطالعة ما كتب له في القدر وذلك لان القدر سر الله عز وجل كما سيأتينا في كلام الامام الطحاوي فانت متى ما طالعت قضاء الله عز وجل وقدره فسيحملك هذا على تعطيل الاسباب. وعلى العمل بالشرع فلا حق لك ان تنظر ما كتب لك فتقول ان كنت مكتوبا من اهل الجنة فلن ينفعني فلن يضرني معصية. وان مكتوبا من اهل النار فلن ينفعني طاعة فهنا انت نظرت الى ما كتب لك. وطالعت القضاء مطالعة تقتضي منك ان تترك ان تترك الشرع وهذا خطأ. فنحن مخلوقون لا لنطالع ما كتب لنا فانما كتب لنا امره الى الله عز وجل ولا نعلمه نحن وانما نحن مأمورون بتنفيذ مقتضى الشرع فنمتثل ما امرنا به شرعا وننتهي عما نهينا عنه شرعا. فاذا لا ينبغي لك ان تكثر المطالعة في القضاء والقدر لان هذه المطالعة سوف تحملك على ترك ما امرت به او نهيت عنه. فعلى العبد ان يحرص ففي يومه وليلته وفي سؤال العلماء على ان يستشف منهم ما امر به فقط. حتى يمتثله وما نهي عنه حتى حتى يتركه ولا ينبغي ان ان يكثر السؤال كيف كذا ولماذا كذا وان كنت من اهل الجنة فكيف ينفعني كذا؟ وان كنت من اهل النار فلماذا نفعل الطاعات وما ذنبي انا اذا كنت مكتوبا من اهل النار وقدر الله علي الذنوب والمعاصي فاذا متى ما اكثرت المطالعة في القضاء والقدر حملتك حملتك هذه المطالعة على تعطيل الشرع. ولا جرم في ذلك فاذا انت ايها العبد لست مأمورا بمطالعة ما كتب لك. فانما كتب لك امره الى الله عز وجل اولا واخرا تفوظ فيه امرك الى الله انما انت مأمور بمطالعة ما شرع لك. فان كان امرا حتى تاتمر به وان كان نهيا حتى زجر عنه فاذا العبد مأمور بمطالعة ما امر به وما نهي عنه فقط بما امرنا الله عز وجل وبما نهانا هذا هو هذه هي الاسئلة التي ينبغي ان نكثر منها ولن نحاسب يوم القيامة على ما قضاه الله عز وجل وقدره علينا. وانما سنحاسب على ما امرنا به هل امتثلناه؟ وما نهينا عنه هل اجتنبناه او لا؟ واما ما كتبه الله عز وجل عليك في قضائه وقدره فلا تحاسب ما لم. ما لم يكن منك ثمة عمل وهذا من رحمة الله عز وجل. ومن القواعد ايضا الاسباب قدر من قدر الله فلا يجوز تعطيلها الاسباب قدر من قدر الله. وهذا باتفاق المسلمين من اهل السنة والجماعة. على ان هذه الاقدار على ان هذه الاسباب التي امرنا بفعلها هي من قدر الله عز وجل. فالجوع من قدر الله والاكل من قدر الله. والظمأ من قدر الله والشرب من قدر الله. والزواج من قدر الله وانجاب الولد من قدر الله وكذلك الصلاة من قدر الله ودخول الجنة من قدر الله وفعل الزنا والشرك من قدر الله ودخول النار من قدر الله فاذا الاسباب من قدر الله فلا يجوز ان يحملك ايمانك باصل القضاء على ان تكفر ببعضه وهو فعل الاسباب المتاحة المشروعة فاذا حل عليك شيء من اقدار الله فانك تدفع هذا القدر الذي حل بالقدر الذي امرت به. فاذا حل عليك قدر المرض فانك مأمور ان تدافعه بقدر الاستشفاء والعلاج. فكلاهما قدران فلا يحملنك ايمانك بالقدر الاول على ان تعطل القدر الثاني واذا حل عليك قدر الفقر فعليك ان تدافعه بقدر السعي في تحصيل اسباب الرزق وطلب المعاش. فلا يحملن انك الايمانك بالقضاء الاول على ان تعطل القضاء او القدر الثاني. واذا كنت مؤمنا بان الله عز وجل هو الذي يهب الاولاد وان هبة الاولاد من قدر الله فكذلك الزواج والسعي في تحصين المرء في الزواج بالمرأة وتحصيل اسباب الولد ايضا هي من قدر الله عز عز وجل. واذا كنت مؤمنا بان الله هو الذي ينبت الزرع في مزرعتك فانت مأمور ايضا باتخاذ قدر اخر يعين على هذا على تحصيل الكليم قدر الاول وهو تلك الاسباب التي شرعها الله عز وجل من البذر والسقي الحصاد وغيرها. فاذا لا يجوز لك ان تعطل الاقدار الاولى بالاقدار الثانية ونعني بالاقدار الاولى ما كتبه الله عز وجل في قضائه السابق ونعني بالاقدار الثانية اي تلك الاسباب التي امرك الله عز وجل بتحصيلها شرعا وهي الاسباب الشرعية او كونا وقدرا وهي الاسباب الدنيوية القدرية بل ان البرد من قدر الله عز وجل اوليس كذلك؟ ولكن الاحتماء من اثر البرد ايضا من قدر الله. وشدة الحرارة من قدر الله والاحتماء من شدة الحرارة من قدر الله كما قال صلى الله عليه وسلم اذا اشتد الحر وهو القضاء والقدر فابردوا بالظهر وقدر الاسباب فان شدة الحر من فيح من فيح جهنم. فلا تتعارض هذه الامور الا في ذهن من لم يعرف حقيقة حقيقة الايمان بالقضاء والقدر وما هو وما يتضمنه ومن القواعد ايضا اذا وقع المقدور وكان نعمة فواجبها الشكر وان كان مصيبة او نقمة فواجبها الصبر فواجبها الصبر. فان اقدار الله عز وجل لا تخلو من حالتين على العبد. اما ان تكون اقدارا موافقة لمراداته فالواجب عليه اذا حل عليه شيء من اقدار الله الموافقة لمراداته ان يحمد الله عز وجل ويشكره عليها. فان بشكر هذه الاقدار ثبوتها فان بشكر الله عز وجل لهذه الاقدار ثبوتها. واذا كان من الاقدار المؤلمة مع مرادات النفوس فان الواجب على العبد ان يعاملها بالصبر واحتساب واحتساب الاجر وعدم التسخط. فانت متقلب بين فظل الله عز وجل وعدله. فاذا حل عليك شيء من اقدار الله المتوافق مع ما تريد من الصحة والغنى. وسلامة الحال وازدهار العيش وغيرها فاحمد الله عز وجل. واذا حل عليك شيء من الاقدار التي تتنافر مع مراداتك فقر وشدة الحاجة الى الناس والامراض وكثرة المشاكل والمصائب فعليك ان تعاملها بالصبر واحتساب الاجر هذا هو الواجب عليك هذا هو الواجب عليك ومن المسائل ايضا الاقدار التي هي مصائب يجب ان تقرن بالتوبة والاستغفار. الاقدار التي هي مصائب يجب ان تقرن بالتوبة والاستغفار كما قال الله عز وجل ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس وهذه مصائب عظيمة. من القحط ومن الهزيمة في الحروب ومن الامراض ومن الفقر ومن شدة الحاجة. ومن موت النبات وموت البهائم ومن الفيضانات والزلازل والبراكين والاعاصير المدمرة التي تهلك النفوس والحرث. هذه مصائب وهي من اقدار الله عز وجل ولكن نبهنا الدليل على الا نقف على كون كونها من قدر الله فقط. بل يجب علينا ان لنها بكمال التوبة والاستغفار لان المتقرر بالادلة انه ما نزل بلاء الا بذنب وما رفع الناس الا بتوبة. فعليك اذا حل عليك شيء من اقدار الله المؤلمة ان تبادر بالتوبة والاستغفار فان هذا من جملة ماء دلت الادلة على انه يكشف عن الناس مصيبتهم. قال الله عز وجل ولو ان اهل الكتاب امنوا واتقوا قال كفرنا عنهم سيئاتهم ولادخلناهم جنات النعيم. ولو انهم اقاموا التوراة والانجيل وما انزل اليهم من ربهم لاكلوا من فوقهم ومن تحت ارجلهم. اي بكفرهم بالله عز وجل وعدم ايمانهم بالكتاب اصيبوا بما اصيبوا به من المصائب والنقم وقال الله عز وجل وضرب الله مثلا قرية كانت امنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بانعم الله فاذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون. فاذا سلب الله عز وجل عنها قدر النعمة واحل عليها قدر البلاء والمصيبة بسبب كفرها بالله عز وجل وعدم استغفارها. وقال الله عز وجل لقد كان لسبأ في مسكنهم اية اتاني عن يميني وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له. بلدة طيبة ورب غفور فاعرضوا فارسلنا عليهم سيل العرب. فالنعمة التي كانت مغدقة عليهم هي من قدر الله. وسيل العرم والتدمير الذي حصل عليهم. ايضا هي هو من قدر الله وما ربك بظلام للعبيد اقدار الله عز وجل لا تنزل على العباد الا باسبابها. اذا نزل عليك شيء من الاقدار المؤلمة فعليك ان تعالج ذلك بالتوبة. والاستغفار الى الله عز وجل والرجوع الصادق اليه وبان تتفقد حالك وبان تتفقد حالك ومن القواعد ايضا العبد له مع المقدور حالان العبد له مع المقدور حالان او حالتان فاما قبل وقوع المقدور فعليه تكميل مراتب الاستعانة بالله عز وجل والتوكل عليه واما بعد وقوعه فالشكر ان كان نعمة والصبر ان كان نقمة. العبد له مع المقدور حالتان حالة قبل الوقوع وحالة بعد الوقوع فاما حالة العبد قبل وقوع المقدور عليه فهو كمال الاستعانة بالله عز وجل وكمال التوكل عليه وكمال دعائه اما في تحصيل مراده ان كان محبوبا او في الاستكفاء بقدرة الله عز وجل منه ان كان مرهوبا فان كنت تخاف وقوع شيء يضرك. ولم يقع الى الان. فحالتك قبل وقوع المقدور الضار كمال الاستعانة بالله والاعتصام به الاستعاذة والاستعاذة بالله عز وجل من وقوعه. وان كان المقدور الذي لم يقع امرا محبوبا لديك وعليك ايضا بالاستعانة بالله عز وجل والتوكل على الله وكثرة دعائه وسؤاله بان يعينك على تحصيله هذه حالة العبد قبل وقوع المقدور. انتم معي ولا لا؟ واما بعد وقوعه فايضا. حالتان وهي اذا كان المقدور محبوبا للنفوس فواجبه الشكر كما تقدم قبل قليل. واذا كان قد وقع عليك مقدور الله المؤلم فان واجبه حينئذ الصبر فان واجبه حينئذ الصبر هذه جمل من القواعد التي تعيننا على فهم هذا الباب. والخلاصة من مما قررته انه لا يتم ايمان العبد بالقضاء والقدر الا اذا امن بالركنين جميعا. بقضاء الله المشتمل على الايمان بعلمه وكتابته ومشيئته وخلقه. هذا الركن الاول. والركن الثاني ان ان يؤمن باثار الاسباب سوى ان يقوم بما اوجبه الله عز وجل عليه من هاء فلا يحملنه ايمانه الاول على تعطيل الايمان الثاني ولا ايمانه الثاني على تعطيل