وحَوالَيْ ثُلُثَيْها بَعدَ الأسبوعِ السّادسِ؛ أيْ: بعدَ نفخِ الرُّوحِ؛ أيْ: قتلُ نفسٍ وحسبَ (مركزِ التَّحكُّمِ بالأمراضِ الأمريكيِّ) "Center of Disease Control" فإنَّ الغالبيّةَ العُظمَى مِنَ الإناثِ المجهِضاتِ غيرُ متزوِّجاتٍ؛ أيْ: شهوةٌ هابطةٌ تنتهي بقتلٍ هَلْ تتصوَّرونَ -إِخوانِي- ما مَعنى الإجهاض بجنينٍ ذي روحٍ، بنفسٍ إنسانيَّةٍ؟ لَنْ أضعَ لكُم صُوَرًا هُنا لأنَّها بَشِعةٌ جِدًّا، لكنْ بِإمكانِكَ كتابةُ بعضِ المُصطلحاتِ التِي سَأذكُرُها والبحثُ عن صُوَرٍ حقيقيَّةٍ إنْ كانَ قلبُكَ يَتحمَّلُ مِنْ أشهرِ الطُّرقِ ما يُعرَفُ بـِ: (بالإنجليزيّة) بِتَوسيعِ وتَفريغِ الرَّحِمِ "Dilation and evacuation abortion" أي يَستعملُ الطّبيبُ عُدَّةً خَاصَّةً: مِقصَّاتٍ ومَلاقطَ وشَفَّاطاتٍ، فَيقُصُّ الطَّبيبُ الجنينَ -وهوَ في رحِمِ أُمِّهِ- قِطعةً قِطعةً، ويُخرجُهُ قِطعةً قِطعةً؛ اليدَيْنِ، الرِّجلَيْنِ، الرّأسَ، البطنَ... هذَا الإجراءُ يَتمُّ يوميًّا بِأعدادٍ ضخمةٍ عبرَ العالمِ وهناكَ أشكالٌ أُخرَى مِنَ الإجهاضِ بَشِعةٌ أيضًا وإذَا وَلدَتِ المرأةُ ولَمْ تَرغَبْ في الاحتفاظِ بمولودِهَا، فَهَاهِيَ ظاهرةُ الصَّناديقِ الدَّافئةِ تَنتشرُ في أُوروبَّا وأَمِرِيكَا، حيثُ تُوفَّرُ في الشّوارعِ صناديقُ تَضعُ فيهِ المرأةُ المولودَ بَدلًا مِنْ أَنْ تَرميَهُ في القمامة كَما يَفعلُ بَعضُ النِّساءِ الحُرَّاتِ المُستقِلَّاتِ! بَلْ وَوصَلْنَا إلى مرحلةِ تبريرِ قتلِ الأولادِ حَديثِي الولادة إذا كانَت الأمُّ لا ترغبُ في بقائِهِمْ، كَما بَيَّنَا بالتَّوثيقِ في كلمةِ: (عندمَا يلبسُ أبو جهلٍ (بالإنجليزية) مِعطفَ المُختبَرِ) "Labcoat" ﴿وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (8) بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ (9)﴾ [القرآن 81: 8-9] لَمْ يَتوقَّفِ الوأدُ، بَلْ ها هوَ يُقترَفُ على يدِ أطبَّاءَ يلبسونَ مَعاطف المُختبَرِ البيضاءَ وبشكلٍ مقنَّنٍ، وها هِيَ الجنينُ الأُنثَى تُحرَمُ مِنْ حقِّ الحياةِ؛ لتكتمل قِصَّةُ الإهانةِ وانتهاكِ الحقوقِ محطَّةً محطَّةً هذا هوَ الجانبُ المجهولُ لكثيرٍ مِنَّا عنِ المرأةِ الغربيَّةِ الحُرَّةِ، التي تحرَّرَتْ مِن مسئوليَّةِ أَبيهَا وأَخيهَا وزَوجِها عَلَيْها، والَّذينَ تخلَّوْا أَصلًا عَن هذِهِ المسؤوليَّةِ فَأصبحَ الكثيرُ مِنَ النِّساءِ والفَتياتِ (بالإنجليزية) سِلعةً جنسيَّةً "Sexual Object" أُلعوبةً بِيَدِ الثَّريِّ الَّذِي يَستأجِرُها لِيُعطِيَها قِسْطَ الجامعةِ، وبِيَدِ تُجَّارِ الرَّقيقِ الأبيضِ وأصحابِ المجلَّاتِ الهابطةِ، والمُتحرِّشِينَ بِها في وسائلِ المواصلاتِ، وفي الجامعةِ، وفي مكاتبِ العملِ، وفي عياداتِ العلاجِ... وأصبحَتْ ملطِمَةً لعشيقِهَا وللقريبِ والغريبِ أتعرفونَ -إِخوانِي وأَخواتِي- وأنا أُحضِّرُ المادَّةَ لهذِه الكلمةِ وأجمعُ خيوطَها الكثيرةِ، غَلبَ عَليَّ شعورٌ بالإشفاقِ على المرأةِ الغربيَّةِ "أنتَ تعرِضُ الجانبَ المظلمَ مِن وضعِ المرأةِ الغربيَّةِ، اعرِضِ الجانبَ المُشرقَ!" الجانبُ المُشرقُ؟! أيُّ إشراقٍ للمرأةِ في هذَا الوضعِ البائسِ الّذي تَتعالى فيهِ أصواتُ النّساءِ مؤخَّرًا مطالباتٍ بحمايَتِهِنَّ، بَعدمَا أصبحَ الوضعُ لا يُتحمَّلُ، ولا يُمكِنُ تَخبِئَتُهُ، ولا السُّكوتُ عَنْهُ؟ أيُّ جانبٍ مُشرقٍ؟ الاكتشافاتُ العلميَّةُ الَّتي اكتشفتْها بعضُ النّساءِ؟ الشّهاداتُ العليَا؟ ما الفائدةُ إذا كانَتْ هذِه المُكتشِفةُ أوِ الدُّكتورَةُ لَمْ تنجَحْ في تربيةِ جيلٍ يُوقِفُ حالةَ الاحتقارِ للمرأةِ والسُّعارِ الجنسيِّ في المجتمعِ؟ ما الفائدةُ مِن أُمٍّ مشغولةٍ بأبحاثِهَا وابنُهَا يَتعرَّضُ لِبناتِ جِنسِهَا بالتحرُّشِ والاغتصابِ أوِ الضَّربِ والإهانةِ؟ ماذا نَستفيدُ إذا وَصلْنَا إلى المِرِّيخِ، وَسَفُلَتِ الأخلاقُ إلى الحضيضِ الأدنَى؟! (صدى) إلى الحضيضِ الأدنَى... ثمَّ هَلْ نماذجُ النَّجاحِ المادِّيِّ لدَى النِّساءِ كانَتْ مشروطةً بالنِّدِّيَّةِ والاستقلاليَّةِ عنِ الرَّجلِ؟ هَلْ النَّزعةُ النَّسويَّةُ هيَ التِي حقَّقَتْ هذِهِ الإِنجازاتِ؟ أَمَا كانَ يُمكنُ تَحقيقُها، بَلْ وَأكثرَ مِنهَا بالتَّكامُلِ والتَّعاوُنِ ومعرفَةِ كُلٍّ لحقوقِهِ وواجباتِهِ، وتَنشئةِ جيلٍ سويٍّ نفسيًّا في أحضانِ أُسْرةٍ مستقرَّةٍ؟ في مقالِ (الجَاردِيانِ) -والَّذي ذَكرناهُ في البدايةِ- تقولُ (نَانْسِي فريزَر) كلمةً تلُخِّصُ الكثيرَ مِنَ الصَّيحاتِ الَّتي صَدرَتْ مِنْ بعضِ النَّسويَّاتِ الغربيَّاتِ مُؤخَّرًا تقول: "كواحدةٍ مِنَ النَّسويَّاتِ كُنْتُ أَفترضُ دائمًا أَنّنِي -بنضالِي لتحريرِ المرأةِ- كنتُ أقومُ ببناءِ عالمٍ أفضلٍ، أكثرَ مساواةً وعدلًا وحرّيّةً، لكنْ في الآونةِ الأخيرةِ بدأتُ أشعرُ بالقلقِ مِنْ كَونِ المُثُلِ العُليَا الّتي تُمثِّلُهَا النّسويّاتُ أصبحَتْ تَخدِمُ غَاياتٍ مختلفةً تمامًا، أخشَى -على وجهِ التَّحديدِ- أنَّ نقدَنَا للجنسانيَّةِ (التمييزِ الجنسيِّ) أصبحَ مُسوِّغًا لأشكالٍ جديدةٍ مِن عدمِ المساواةِ والاستغلالِ" هذِهِ هيَ النّتيجةُ لتحريرِ المرأةِ الذِي انطلقَ بِبوصلةٍ مُنحرفةٍ تمامًا فتَلقَّفَها تُجَّارُ المآسِي، فاستخدَمُوهَا لأغراضِهِم، ولا هيَ حصّلَتْ لِنفسِها بعدَ ذلكَ حقًّا، ولا عدلًا، ولا حرِّيَّةً، ولا مساواةً...! اقرأْ واقرَئِي بعدَ هذَا كلِّهِ قولَ ربِّكَ -عَزَّ وجَلَّ-: ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ﴾ [القرآن 4: 34] اقرأْ قولَهُ تعالَى: ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ اقرأْ وأنتَ ترَى (بالإنجليزيّة) "متلازمةَ المرأةِ المضروبةِ ضربًا مُبَرِّحًا" اقرأْ قولَ ربِّكَ: ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ [القرآن 4: 19] واقرأ: ﴿وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ [القرآن 2: 228] واقرأْ قولَ نبيِّكَ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-: «خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي» (صحَّحهُ الألبانيُّ) وأنتَ ترَى (بالإنجليزيّة) التَّسليعَ الجنسيَّ "Sexual Objectification" للمرأةِ الغربيَّةِ اقرأْ قولَه تعالَى: ﴿وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ...﴾ [القرآن 66: 11] هيَ ليسَتْ شيئًا ولا سِلْعَةً ولا إنسانًا عادِيًّا، بَلْ مثالٌ يُحتذَى لِلَّذينَ آمنُوا ﴿وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ﴾ [القرآن 66: 11] امرأةٌ مؤمنةٌ، ثارَتْ على فرعونَ الَّذي استعبدَ النَّاسَ، هيَ قدوةٌ للنِّساءِ أنْ يَثُرْنَ على فراعنةِ اليومِ الَّذينَ يُريدونَ استعبادَ البشريَّةِ أيضًا "امرأةَ فرعونَ"، وفي الآيةِ الَّتي بعدَها: "وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ" إذَنْ، نساءٌ أصبَحْنَ مثالًا يُحتذَى لإيمانِهِنَّ، لا لنَتاجِهِنَّ المادِّيِّ، ولا لجاذبِيَّتهِنَّ الشَّكلِيَّةِ وأنتَ ترَى الَّذينَ يتَّخذونَ المرأةَ سِلْعَةً جنسيَّةً، اقرأْ غضبَ ربِّكَ -عزَّ وجلَّ- لعِرضِ المؤمناتِ، غضَبَهُ على مَنْ يَمسُّونَ سُمعةَ عِرضِهَا، فيقولُ ربِّي سبحانَهُ: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ [القرآن 24: 23] اقرأْ واقرئِي: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا﴾ [القرآن 33: 59] اِقرأْ قولَ نبيِّكَ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-: «فَاظْفَرْ بِذاتِ الدِّينِ، تَرِبَتْ يَدَاكَ» (مُتَّفقٌ عليهِ) "ذاتِ الدِّينِ"؛ لأنَّها ليسَتْ سلعةً جنسيَّةً، ولا تُقيَّم بجاذبيَّتِهَا الجسميَّةِ، بَلْ أهمُّ ما فيها دينُها وأخلاقُها وأنتَ ترَى الإجهاضَ ورميَ البناتِ في الصَّناديقِ الدَّافئةِ أو تشرُّدَهُنَّ في الشَّوارعِ، اقرأْ قولَ نبيِّكَ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-: «مَنْ كُنَّ لَهُ ثَلَاثُ بَنَاتٍ يُؤْوِيهِنَّ وَيَرْحَمُهُنَّ وَيَكْفُلُهُنَّ وَجَبَتْ لَهُ الجَنَّةُ البَتَّةَ قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ؟ قَالَ وَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ» (حسَّنَهُ الألبانيُّ) وأنتَ ترَى السُّعارَ المُنفلتَ، اقرأْ قولَ حبيبِكَ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-: «إِنَّمَا النِّسَاءُ شَقَائِقُ الرِّجَالِ» (صحَّحهُ الألبانِيُّ) هؤُلاءِ الأَولادُ والبَناتُ -بِلَا مَأوى- يَتفشَّى فِيهِم بِشكلٍ كَبيرٍ المخَدِّراتُ والأَمراضُ النَّفسيَّةُ، والتَّعرُّضُ لِلإهَانةِ، والاستغلالُ الجنسيُّ، حيْثُ يَبِيعُ بَعضُهم نَفسَهُ للمُمَارساتِ الجِنسيَّةِ مُقابِلَ المَأوَى، والأَرقامُ فِي تَصاعُدٍ مُستَمِرٍّ ماذا عن المرأة؟ والتي استُخدِمَت كأداةٍ للسَّاسة وأصحابِ رؤوسِ الأموال في تحقيق هذا كلِّه هل حصَّلتْ لنفسها حقًّا أو عدلًا كما كان ينبغي أن تكون مطالباتُها؟ بل هل حقَّقت حُرِّيَّةً ومساواةً كما كانت تتمنَّى؟ تعالوا الآن نرى قصَّتها بحقائقَ وإحصائياتٍ من كبار المواقعِ الغربيةِ وأظنكُّم -إخواني وأخواتي- ستُصدمُون بما ستسمعون اليومَ لكن، قبل أن نُتابِع بعضُ مَن يسمعُ هذا الكلامَ يتأهَّب ويستعدُّ ليقولَ: "نعم، لكنَّ المسلمين عندَهم ظُلم للمرأة أيضًا، هل تنكرُ أنَّ مجتمعاتنا فيها قصصٌ كثيرةٌ من الظُّلم للمرأة؟!" أقولُ لك: وما علاقةُ سؤالِك بموضوعِنا؟ ما الفائدةُ مِن هذه المقارنةِ؟ فالتقديرُ مرهونٌ بالجاذبيَّةِ الجسميَّةِ بالدَّرجةِ الأولى -كما يذكرُ البحثُ نفسُه- فهي إذن مُّعادلةٌ صعبةٌ، نحنُ الآنَ فِي القَرنِ الـ(19) الميلادِيِّ في أورُوبَّا، تحديدًا في بريطانيَا، نَحضُرُ هذا المَزادَ العَلَنيَّ حتى تُحسِّي بالتقديرِ والتعاملِ معكِ باهتمامٍ لّا بُدَّ أن تكوني جذّابةً، ما البِضَاعةِ التِّي يَعْرِضُها البَائِعُ يَا تُرَى؟ إنَّها زَوْجَتُه! زَوْجَتهُ؟! وعندما تُصبحينَ أنتِ وغيرُكِ من النِّساءِ جذَّاباتٍ، نَعم، كَانَ بَعضُ الرِّجالِ يَبِيعُونَ زَوجَاتِهم اكتب: بيعُ الزَّوجَاتِ "Wife Selling" يُّصاب المجتمعُ بالانفلاتِ الجنسيِّ، ويعتدي عليكِ أحدُهم، وتفقدينَ تقديرَكِ واحترامَكِ أنتِ لنفسكِ المهمُّ جدًّا -إخواني وأخواتي- أنْ تعلموا في مَوْقعِ هستوري "History" مَثلًا لِترَى تَوثيقًا لهذِهِ العَادةِ أنَّ هذا التعاملَ مع المرأةِ حينَ تخرجُ لدراستِها، لعَملِها، لعلاجِها، فإذا بذكر ٍيَّمدُّ يدَهُ إليها ليعبثَ بها، ويهينُها كأنَّها لعبةٌ لانفلاتِه الجنسيّ فَبَيعُ الزَّوجةِ كان أَوفرَ مِن تَكاليفِ طَلاقِها، وكان يُسَاعدُ الرَّجُلَ في سَدادِ بَعضِ دُيُونه، وهُناكَ رُسوماتٌ في الأرشِيفِ التَّاريخِيِّ الغَربِيِّ لهَذهِ الظَّاهِرَةِ المَرأةُ المُزعجَةُ لِزوجِهَا -التي تنِقُّ- أنَّ هذا ليس ناتجًا عن نَّزواتٍ جنسيَّةٍ عابرةٍ، وبالمنَاسبةِ نفسُ الكَلمةِ بالإِنْجليزيَّة المرأة التي (تنِقُّ) "Nagging Woman" كَانت إِحدَى العُقُوباتِ المُستَخدَمَةِ معهَا لِجَامُ التَّأنِيبِ "Scold's Bridle" بل نظرةُ الذُّكورِ لها مُشوَّهةٌ أصلًا واحتقاريَّةٌ ومن الصِّغَرِ ودعْكَ من دعاوى المساواةِ، والاحترامِ المتبادلِ، وهذا الكلامِ الدِّعائيِّ الذي لا نصيبَ له من الواقعِ، ففي إحصائيَّةٍ نَّشرَها (مكتبُ ضحايا الجرائمِ الأميركيِّ) قَفصٌ حَدِيديٌّ لِلرَّأسِ، تَبرزُ مِنهُ للدَّاخِلِ قِطعَةٌ لِتُوضعَ تحتَ اللِّسانِ، بحيثُ لا تَستطيعُ المَرأةُ التَّكلُّمَ، وتبقَى مُعاقَبةً بهِ لسَاعاتٍ وبإمكَانِكَ مشاهدة هذَا الفِيلم عن لِجامِ التَّأنِيبِ؛ تمَّ سؤالُ المراهقينَ إن كانت ممارسةُ الجنسِ مع فتاةٍ بالإجبارِ مَقبولةً؟ لترَى كيفَ كانُوا يَصِفُونَ صوتَ المَرأةِ -إذا أزعَجت- بِالنُّباحِ فأجابَ (36%) منهم أن: نعم، إذا كان هائجًا بحيث لا يستطيعُ أن يَّكبحَ جماحَ نفسِهِ ويستَخدِمُونَ معها هذا اللِّجامَ وأجاب (39%) منهم أن: نعم، مُبَّررٌ إذا كانَ قد أنفقَ عليها الكثيرَ من المالِ الذِي استُخدِم أيضًا لِعقَابِ المرأةِ التِي تَنشُرُ الإشاعاتِ أو تَنُمُّ بينَ النَّاسِ أيْ: يرى أنَّه إذا صرفَ عليها مالًا -كهدايا أو شطائر- أشكالٌ مُتنوِّعةٌ من الظُّلمِ وَقعت على المرأةِ فمن حقِّه أن يَّعبثَ بها جنسيًّا، وأن يُّرغمَها على الجنسِ بتعبيرهم: "Forced sex was acceptable" - لكن لحظةً! وبِشكلٍ أَكبرَ في نِساءِ الطَّبقاتِ الدُّنيَا اجتِماعِيًّا أنت تعرضُ جانبَ الاعتداءِ الجنسيِّ على المرأةِ، لِمن تَلجأُ هَذهِ المَرأةُ؟ هناكَ في المقابلِ نساءٌ وفتياتٌ راضياتٌ بالعلاقاتِ الغراميَّةِ، كانَ يُمكنُ أَنْ تَبحثَ المَرأةُ عنِ العَدلِ بَينَها وبينَ الرَّجُلِ، وعن تَحصِيلِ حقِّهَا بِإحقاقِ الحقِّ وإبطالِ الباطلِ، لكن هذهِ المَعَانِي -الحقُّ والعدْلُ- تحتَاجُ وَحيًا ربَّانيًّا، مَرجِعًا يتَّفِقُ عليهِ الرَّجُلُ والمرأَةُ معًا صحيحٌ أنَّ هذا غيرُ شرعيٍّ وحرامٌ، لكنَّهنَّ سعيداتٌ بهذه العلاقاتِ؛ لأنَّها بالتراضي - نعم، سعيداتٌ! نَظرَتِ المرأَةُ الغَربيَّةُ في النُّصوصِ الدِّينيَّةِ لَديهَا فِي دِينِها، فَوَجَدَت أنَّ المرأَةَ عليهَا أنْ تَتعلَّمَ بِسُكوتٍ وَبِكلِّ خُضوعٍ هكذا أفهموكَ بالأفلامِ الأجنبيَّةِ التّي كلُّها خيالٌ تمامًا كما هي الخيالاتُ عن سكانِ الفضاءِ وأنَّهُ لا يُؤذَنُ لها أنْ تُعلِّمَ ولَا تَتسلَّطَ على الرَّجلِ تعالوا نبتعدُ قليلًا عن (هوليوود) - لماذَا؟ - لأَنَّها حَوَّاءُ؛ حَوَّاءُ هيَ التِي أُغوِيَت وتَعدَّت وندخلُ إلى المواقعِ الرسميَّةِ الحكوميَّةِ الأمريكيَّةِ والأوروبيَّةِ، فَأغوَت آدمَ فَهيَ أصلُ الخَطيئَةِ، لنرى -بعيدًا عن التحرُّش والاغتصاب- وهيَ تَسبَّبَت فِي شَقاءِ الجِنسِ البَشرِيِّ؛ لذَا فإنَّ الرَّبَّ -حَسبَ نُصوصِ دِينِهَا- يُعاقِبُهَا بِأتعَابِ الحَملِ والوِلادَةِ، وجَعْلِ الرَّجُلِ سَيِّدًا عليهَا كيفَ تُعامَلُ المرأةُ من قِبَل ما يسمّونَهُ: "Intimate partner" أي الشريك الحميم، هل الهدفُ مِن كلمتي هذه هو إجراءُ مقارَنةٍ إحصائيَّة بين مجتمعاتِنا ومجتمعاتِهم؟ والذي قد يكونُ زوجًا أو عشيقًا ادخلْ -مثلًا- على موقعِ (وزارةِ العدلِ الأمريكيَّةِ) فإن ذلك يُعتبر إطراءً لك أنت كرجلٍ، إنَّه مثْلُ أن تَحضُر بسيَّارةٍ فارهةٍ، أو شيءٍ من هذا القَبِيل..] وتصفَّح الإحصائياتِ المختصَّةَ بالعُنفِ ضدَّ النساءِ "Violence Against Women" إذن يقول هذا المستأجِر أنَّ الاستمتاعَ بعددٍ من الفتيات بهذه الطَّريقة أرخصُ من الزَّواج، واقرأْ عن ظاهرةِ "Battered Woman Syndrome" ما معنى هذا المصطلح؟ قَرأَتِ المَرأةُ الغَربيَّةُ فِي نُصوصِ دِينِهَا أَنَّهَا خُلِقَت مِن أَجلِ الرَّجُلِ، ولَمْ يُخلَقِ الرَّجلُ مِن أَجلِهَا وأنَّهُ يُمكِنُ لِلرَّجلِ أنْ يَبِيعَ ابنتَهُ، -وَمَرَاجعُ هَذهِ النُّصُوصِ تَجِدُونَها في التَّعلِيقَاتِ- (Battered) يعني: "يضربُ بقوَّةٍ واستمرارٍ، يسحقُ، يقصفُ بالقنابلِ" فـ(Battered woman syndrome) هي ظاهرةُ المرأةِ المضروبةِ بهذا الشكلِ [صورة] وأنَّ الدخول على مكانٍ برفقة فتاةٍ جميلةٍ هو مثل الظهور بسيَّارةٍ جميلةٍ مثلَ هذه المرأةِ التي برَّرتْ قتْلَ الـ(Boy friend) لِذَا فإنَّ كثِيرًا منَ النِّساءِ الغَربِيَّاتِ لمْ يَرينَ في دِينِهِنَّ مُنقِذًا لَهُنَّ مِن حالةِ الظُّلمِ لأنَّها تعرَّضَتْ للـ: (Battered woman syndrome) هذه قيمةُ المرأة عنده! ومثلَ عددٍ كبيرٍ مِّن النِّساءِ، وبعضُهنَّ ينشرْنَ صورهنَّ. أصبحَ هناك عددٌ من المواقع الإلكترونيَّة مرَّةً أخرى، هل هذه الحالاتُ من العنفِ البشعِ حالاتٌ شاذَّةٌ؟ لإتمام هذا النَّوع من (الخدمة) حسنًا، إِذَا لمْ يَكُنِ المَرجِعُ للمَرأةِ وَحيًا رَبَّانيًّا يُرَسِّمُ الحُدُودَ وَيُبيِّنُ حُقوقَ المَرأةِ وَوَاجِبَاتِها عَلى أَساسِ الحَقِّ والعَدلِ، فَعَلَى أَيِّ أَسَاسٍ تُنصَفُ المَرأةُ؟ لَم تَبْقَ إلَّا القِيَمُ التِي يُعلنُ الغَربُ أنَّهُ يَحتكِمُ إليها، قِيَمُ الحُرِّيَّةِ والمُسَاواةِ إِذَن، لا بُدَّ أنْ تُحقِّقَ المرأةُ الحُرِّيَّةَ، وأنْ تُحَقِّقَ المُسَاواةَ مَع الرَّجُلِ حسبَ المواقعِ الرَّسميَّةِ الأمريكيَّةِ مثلَ موقعِ (التحالف القوميُّ ضدَّ العنف المنزليِّ) - حسنًا، مَاذا إذَا كَانت بعضُ أشكالِ هذهِ الحُرِّيَّةِ والمُساواةِ تُعَارِضُ الحَقَّ والعَدلَ؟ فإنَّ واحدةً من كلِّ أربعِ نساءٍ يتعرضْنَ للعنفِ الشَّديدِ من قِبَلِ الشريكِ الحميم، وهذه النِّسَبُ لا تشملُ ما تتعرَّضُ له المرأةُ على يدِ غُرباءَ عنها (Strangers) مَنِ الذِي يُفتَرضُ أنْ يُحَدِّدَ الحَقَّ والعَدلَ؟ - الدِّينُ - قُلنَا لَكَ: الدِّينُ بِالنِّسبَةِ لنَا خَصمٌ، لَا حَكَمٌ! ولا تشملُ العنفَ والضربَ غيرَ الشديدِ الذي تتعرَّضُ له وَهكذَا انطَلَقَت ثَورَةُ تَحريرِ المرأةِ الغَربِيَّةِ "Woman Liberation" بِبوصلةٍ بَشريَّةٍ لا رَبَّانيَّةٍ وإحصائيَّاتٌ تفصيليَّةٌ عن دَخْلِ الفتيات من هذا التأجير للأَعْرَاضِ، وعن أعمارِ وطبيعة أعمال الذُّكور المشترين للأعراض، وكيف أنَّ نسبةً كبيرةً من مُشتري الأعراضِ هؤلاء إلى درجةِ أنَّ ربعَ إلى ثلثِ زياراتِ النِّساءِ لغرفةِ الطَّوارئِ في أمريكا ناتجةٌ عن ضربهنَّ، وكالعَادةِ فإنَّ كُلَّ جُنوحٍ في اتِّجَاهٍ يَكُونُ سَببًا للجُنوحِ في الطَّرفِ الآخَرِ، هم من القيادييِّن في شركات كُبرى ومن رجال الأعمال حسبَ (مكتبِ ضحايا العنفِ الحكوميّ) فَظَهرتْ معَ ثَورةِ تَحرِيرِ المرأةِ نَزعةُ النَّسَوِيَّةِ "Feminism" التِي انتَقلَتْ إلى مرحَلةِ التَّحدِّي للذُّكورِ، والنِّدِّيَّةِ والعِدَائِيَّةِ، وعندما تَحكمُ العضلاتُ فلا شكَّ أنَّ الرجالَ سيتفوَّقونَ؛ وكأنَّهُ انتِقامٌ للظُّلمِ التَّاريخِيِّ، وانْطلقَتِ الشِّعاراتُ النَّسَويَّةُ التِي مُلخَّصُها: أنَّ الرَّجلَ لا يُؤتَمنُ أَبَدًا، وأنَّ المرأةَ لا بُدَّ أنْ تَكُونَ نِدًّا لهُ، وتُنافسَهُ فِي كلِّ شَيءٍ، بالمناسبة، لعلَّكم أُصِبتم بالاشمئزازِ وأنتم تسمَعون هذا الشَّخصَ الَّذي يتكلَّم عن النِّساء كسلعةٍ جنسيَّة، جُزءٍ من أثاث المنزل، كـ(شيءٍ) "Thing" لذا ففي دراسةٍ في أمريكا على حالاتِ العنفِ بينَ الشُّركاءِ -أزواجًا أو عاشقينَ- وليس كإنسانةٍ "Human" والتي أدَّتْ إلى دخولِ غرفةِ الطوارئ كان (93%) من الحالاتِ من النساءِ مقابلَ (7%) من الرجال لكن ماذا إذا علِمتم أن التَّعامل مع المرأة كـ(شيءٍ) أو( سلعةٍ) أصبحَ هو الأصل في الغرب؟ فإنَّ أكثرَ مِن نصفِ النِّساءِ في بيئات العملِ يتعرَّضنَ للتَّحرُّش، بل وهذا العنفُ كثيرًا مّا يصلُ إلى حدِّ القتل! ونسبةٌ منهنَّ تتعرَّضُ له من مُديرِها، أو مَن له سُلطةٌ وظيفيَّةٌ عليها يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ﴾ [القرآن 9: 71] فقبلَ أيّامٍ خرجتْ مسيراتٌ في فرنسا للتَّنديدِ بالعنفِ الأسريِّ بعدَ مقتل (116) امرأةٍ -على الأقلِّ- في عامِ (2019) واقرأْ -بعدَ هذَا كلِّهِ- قولَ اللهِ تعالَى في (سورةِ النِّساءِ): ونشرتْ وكالةُ الأنباءِ الفرنسيَّةِ أنَّ امرأةً فرنسيَّةً تموتُ كلَّ (3) أيّامٍ على يدِ زوجِها، أو رفيقِها، أو شريكِ حياتِها في بحثٍ منشورٍ سُئِل عددٌ من الأمريكان عن الصِّفة التي يقدِّرونها أكثرَ شيءٍ في الرِّجالِ والنِّساءِ، فجاءت الأمانةُ والأخلاقُ على رأس القائمة بالنِّسبة للرِّجال، بينما في حالةِ النِّساءِ كانت الصِّفة الأهمّ الَّتي يُقدِّرُها الشَّعبُ الأمريكيُّ هي (Physical Attractivness) "الجاذبيَّةُ الجسميَّةُ" إذن تقديرُ المرأة مَرهونٌ بجاذبيَّتها الجسميَّة وهذا يقود إلى ظاهرة ٍمُهمَّة يسمُّونَها: (Sexual objectification of women) أيْ "التَّسليعُ الجنسيُّ للنِّساء" التَّعامل مع المرأة على أنَّها شيءٌ للاستعمال، سِلعةٌ جنسيَّةٌ، لا إنسانةٌ، تُقيَّمُ بإيمانها، وأخلاقها وأمانتها، ولا حتى بذكائِها ومهاراتِها هذا بحثٌ في الموضوع تمَّت الإحالةُ إليه مئات المرَّات [صورة] وهناك عشرات الأبحاث العلميَّة المنشورة عن هذا الموضوع، وأنَّ المرأَةَ يَجبُ أن لَا تُضَحِّيَ مِن أجلِ أيِّ شخصٍ، لا أحَدَ يَستحِقُّ تَضحِيتَكِ إلَّا نَفسَكِ وبَناتِ جِنسِكِ، يَجِبُ ألَّا يَكُونَ لأَحدٍ سُلطَةٌ عَليكِ وأن لَا تَحتَاجِي أَحدًا، فَلسْتِ بحَاجةٍ لا إلى زَوجٍ ولَا إلى أَخٍ ولا إلى أَبنَاءَ عن: (بالإنجليزية) (التَّسليع الجنسيّ للمرأة) قُدْرَتُكِ على الإنفَاقِ على نَفْسِكِ هيَ مَصدرُ احتِرَامِكِ لذَاتِكِ، فإذَا سَمَحتِ لأَحَدٍ أنْ يُنفِقَ عَليكِ فَقد فَقَدتِ كَرامَتكِ وأصبَحتِ مُستَعبَدةً، فَلا بُدَّ مِن أنْ تَستقِلِّي مَاليًّا هُنا، ظَهرَتْ بَعضُ الأَصواتِ العَاقِلةِ مُنادِيَةً أَنَّهُ إذَا أَصبَحَتْ قِيمَةُ المرأةِ تُقَاسُ بِإنتَاجِها المَادِّيِّ فمَنْ سَيَرعَى الأبناءَ؟ وإذَا أَصبَحَتِ العَلاقةُ مع الأزواجِ نِدِّيَّةً، فَمنْ سَيَقُودُ الأُسرةَ؟ ومنْ سَيَنفُذُ رَأيُهُ في النِّهايةِ؟ هذا كُلُّهُ يُهدِّدُ بِتَدميرِ كيِانِ الأُسرةِ - "أولادٌ! أُسرةٌ! فلْيَذهبُوا إلى الجَحِيمِ، أنتُم ترِيدونَ استعبَادَ المرأَةِ من جَديدٍ تحتَ هذهِ المُسمَّياتِ البرَّاقَةِ، ومنذ أيامٍ أيضًا نشرتْ وكالةُ الأنباءِ الفرنسيَّةِ خبرًا عن مسيراتٍ تعترضُ على إهانةِ المرأةِ بعنوانِ: "العنفُ ضدَّ النساء: اغتصابُ امرأةٍ كلَّ (7) دقائقٍ في فرنسا" قُلنا لَكم: لا أحدَ يَستَحِقُّ تَضحيَتِي إلا أَنا، وطُمُوحاتِي، وتَحريرُ بناتِ جِنسِي، لنْ أسمحَ لشيءٍ أن يَقِفَ عائقًا في طرِيقِ مَطالِبِيَ العَادِلةِ أنا مَظلومَةٌ، كَفَاكُم ظُلمًا!" - وبهذا تمَّ التَّنميطُ "Stereotyping" لكُلِّ الأصواتِ المُطالِبةِ بِحمَايةِ كَيانِ الأُسرةِ والمجتَمعِ، بأنَّها تُحارِبُ حُرِّيَّةَ المرأةِ وتُريدُ العَودةَ بهَا إلى الاستِعبادِ والظَّلامِ وقد تستغربُ إذا علمتَ أنَّ أكثرَ من نصفِ ضحايا الضَّربِ المبرِّحِ يحتَجنَ لمساعدةٍ طبيَّةٍ وتَمَّ تَغذِيةُ عُقدَةِ المَظلوميَّةِ لَدى المرأةِ لِتُبرِّرَ أيَّ تَصرُّفٍ مَهمَا كان بشكلٍ متكرِّرٍ، أكثرَ من (6) مرَّاتٍ حسبَ المواقعِ الحكوميَّةِ - "ظُلِمَتْ كثيرًا، مَاذا فِيها -حتَّى وإِنْ ظَلمَتْ قَليلًا- لِتَحصُلَ على حُرِّيَّتِها ومُساواتِها؟!" - يَظهرُ هذا في تَصريحَاتِ كَثيرٍ مِن قَائِدَات النَسَوِيَّات، مِثلَ الأَمرِيكيَّةِ هيلين سولينجر "Helen Solinger"، القَائِلةِ: أي تُضربُ وتُهانُ مِرارًا وتَكرارًا على يدِ زوجِها أو رفيقِها "لَقدْ رَوَّجَ علينا الرِّجَالُ فِكرَةَ الزَّواجِ، - حسنًا، لماذا لا تهربُ هذه المرأةُ؟! - تهربُ إلى أين؟ ونحْنُ الآنَ نَعلمُ أنَّ مُؤسَّسةَ الزَّواجِ هي التِي أَفشَلتنَا، وعلينا أنْ نَعملَ على تَدميرِها، - إلى بيتِ أبيها أو أخيها! - هل نسيتَ؟ هي لا تعرفُ أباها أصلًا! أو أنَّها تعرفُه لكنَّه ليسَ مسؤولًا عنها فهي حرَّةٌ، مُّستقلَّةٌ، إِنهَاءُ مُؤسَّسةِ الزَّواجِ شرطٌ أسَاسيٌّ لتَحريرِ المرأةِ؛ ولذَا فَعلينَا أنْ نُشجِّعَ النِّساءِ على تَركِ أَزواجِهنَّ لا أنْ يَعِشنَ مَعهم، يَجِبُ إعادةُ كِتابةِ التَّارِيخِ -كامِلًا- عَلى ضوءِ الظُّلمِ الذِي تَعرَّضَتْ لهُ المرأةُ" وهُناكَ الكثِيرُ منَ التَّصرِيحاتِ المُمَاثِلةِ للقِيَاداتِ النَّسوِيَّةِ هذهِ المرأةُ المَظلومةُ الثَّائرةُ -التِي كلُّ تَصرُّفاتِها مُبرَّرَةٌ- مُّتساويةٌ مَّعَ الرَّجلِ، لا تحتاجُ أحدًا، أثبتتْ نفسَها! مِمَّا تُقدِّمُه الدُّولُ الغَربيَّةُ لهذِهِ المرأةِ هوَ ظاهرةٌ أُخرَى اسمُهَا: وهذه الأبحاث بالمناسبة -إخواني- لا تتحدَّثُ عن تسليع المرأة كظاهرةٍ خبيثةٍ كانتْ غَنيمةً لتُجَّارِ القَضايَا منَ السَّاسةِ، وكِبارِ الرَّأْسماليِّينَ، ودُعاةِ الفَوضَى الأَخلاقِيَّةِ، "battered women's shelter" (مأوَى المرأةِ المضروبةِ ضربًا مبرِّحًا) لا إنسانيَّةٍ، يجب محاربتُها، مكانٌ تَأوِي فيهِ مُؤقَّتًا ريثَمَا تَتعافَى مِنَ الضّربِ وتبحثُ عَنْ طريقةٍ لكسبِ العيشِ هذِهِ المرأةُ المضروبةُ بشِدَّةٍ من رفيقِهَا تَودُّ أَن تَتخلَّصَ مِن أيِّ شيءٍ يُذكِّرُها بِهِ، ومِمَّا يُذكِّرُها بِه هذِهِ النُّطفةُ الَّتِي أُلقيَتْ بالحرامِ في رَحِمِها تَأتي هُنا التَّقنينَاتُ الَّتِي تُسهِّلُ الإجهاضَ، والإعلامُ الَّذي يُزيِّنُه، والقوانينُ التي تشرَعُهُ وأصحابِ الملفَّات الخاصَّةِ، وعامَّتِهِم منَ الرِّجالِ -بِالمُنَاسبةِ-، بل كظاهرةٍ تُدرَسُ عِلميًّا لتحليل آثارها النَّفسيَّة بحياديَّةٍ وإنَّما نَطرُق هذا الموضوعَ للمساهمة في رفعِ هذا الظُّلمِ، وإيقاف البؤسِ والشَّقاء تذكر هذه الأبحاث أنَّ عامَّة النِّساء أصبَحن يَرينَ أنفسَهنَّ كَسِلَعٍ جنسيَّةٍ للرِّجال، وأنَّ الإعلام يُكرِّسُ هذه النَّظرةَ، والمجتمعُ يُكرِّسُها، الدُّول الغربيَّة والمنظَّمات الدَّولِيَّة والأُمميَّة تَعرِضُ خدماتِها وحتَّى (بالإنجليزية) الألعاب المرئيَّة تُكرِّسُها، لمساعدةِ المرأة المسلمة على طريقتِهم الخاصَّة في أمِرِيكا وحدَها هناكَ حوالَيْ مليونِ حالةِ إجهاضٍ سَنوِيًّا والأفكارُ النَّسَوِيَّة أَلْقَت بظلالها بقوَّةٍ على مجتمعات المسلمين؛ لذلك فموضوع كلمة اليوم هو تحديدًا عَرضُ قصَّة المرأة الغربيَّة؛ وأنّ أجسادَ النِّساءِ تُعرَضُ للدِّعاية وكتصميمٍ، وما على الطَّالبة أن تعملَه لتتجنَّبَ هذا، فَركِبَ هؤُلاءِ مَوجَةَ النَّسوِيَّةِ وتحريرِ المرأةِ، كمَا فِي هذَا المَقالِ الذِي كَتَبَتهُ النَّسوِيَّةُ نانسي فرِيزر "Nancy Fraser" وإن حصلَ فعلى أيِّ رقمٍ تتَّصلُ، وهكذا والأمرُ -إخواني- يزدادُ سُوءًا والنِّسَبُ تتضاعفُ عالميًّا، لنرى هل هؤلاء الذين يَعرِضون خدماتهم حَلُّوا مشكلة المرأة لديهم بالفعل؟ وهُوَ مَا اعتَرفَتْ بهِ بعضُ النَّسوِيَّاتِ أَنفُسِهنَّ في نِهايَةِ المَطَافِ، في الجارديان "The Guardian" البريطانية بِعُنوانِ: هل حقَّقوا لها العدلَ؟ بل هل حقَّقوا لها الحريَّةَ والمساواةَ؟ هل هم يُريدون خيرًا للمرأة المسلمة بالفعل؟ "كيفَ تَحَوَّلتِ النَّسوِيَّةُ إلى خَادمَةٍ في يَدِ الرَّأسماليَّةِ؟ هذا الطريق الذي يريدون وضع قَدَمِ المرأةِ المسلمةِ والمجتمعات المسلمة عليه ما نهاياتُه؟ وكَيفَ تَستعِيدُ زِمَامَ أَمرِهَا مرَّةً ثَانيةً؟" لذلك -يا كرام ويا كريمات- دَعُونَا نعرِض القصَّة دونَ تقطيعٍ، دون أن أضطرّ لتذكيركم كلَّ حينٍ: وقَد أَقرَّتْ إِحدَى أشهرِ النَّاشِطَاتِ النسويَّات الأمريكيةُ جلوريا ستاينم "Gloria Steinem" في مُقابَلةٍ مَنشُورةٍ دُونَ تَحرُّجٍ "أودُّ التَّأكيد على أنَّ الظُّلم الحاصل في بلادنا لا يُمثِّلُ الإسلامَ، أنَّها تَلقَّتْ دَعمًا مَاليًّا مِن وَكالةِ الاستِخبَاراتِ المركزيَّة الأَمرِيكيَّةِ سي آي إيه "CIA" لدَعمِ نَشاطاتِهَا، لا تظنُّوا أنِّي ضدَّ عَمَلِ المرأة بكافَّة أشكالِه، انتقَدَها بَعضُ النَّسوِيَّاتِ أنَّها تَحرِفُ مَسارَ الحرَكةِ النَّسوِيَّةِ أرجو ألَّا تُسيؤُوا فَهمي بكذا وكذا..." فَخرجَتْ في هذهِ المُقابلةِ مُبرِّرَةً فِعلَها، دعونا من حالة الدِّفاع الَّتي يضعُنا عدوُّنا فيها دائمًا ستايْنم هَذهِ كَانتْ مِنَ المُؤسِّساتِ لمجَلَّةِ مِس مَغازِين "Ms. Magasine" ولْنَتَعاون -كمسلمين ومسلماتٍ، إخوةً وأخواتٍ- على تشخيص المشكلةِ وتمييز الحلِّ الحقيقيِّ من الحُلولِ الزَّائفة الَّتي لا تزيدُنا إلَّا بُؤسًا وشقاءً التِي تُصدِّرُ فِكرَةَ المرأةِ المُتحدِّيَةِ المُستقِلَّةِ المرأة الخارقة "Super Woman"، إذن، المرأةُ الغربيَّةُ وكَانتْ تُشرِفُ عَلى مَركزِ خَدمَاتِ الأَبحاثِ المُستقلَّةِ تَعالَوا نُرافقُها مَحطَّةً مَحطَّةً الفتاةُ المشرَّدةُ في الشَّارع أو في بيت أهلِها لكنَّها مُستقلَّة وتُريد أنْ تصرفَ على نفسِها، إندبندنت ريسيرش سيرفيسز "Independent Research Services"، لاحِظْ "الأبْحاثُ المُسْتقِلَّةُ" معَ أنَّهَا تَتلقَّى دَعمًا مِن جِهَاتٍ سِيَاسيَّةٍ! ما الذِي استفَادهُ السَّاسةُ وأصحابُ رُؤوسِ الأموالِ أو لم يَعُدْ معها ما يكفي لمتابعة الدِّراسة في الجامعة، ما الحلُّ؟! فِي أَمرِيكا، وأُوروبَّا مِن رُكُوبِ مَوجةِ النَّسوِيَّةِ وتَحريرِ المرأةِ؟ هناك ظاهرةٌ في بلاد الحريَّة نتورَّعُ عن ذكر اسمِها أوَّلًا،: عَملُ المرْأةِ لتُثبتَ نَفسَها وتُحقِّقَ استِقلَالَها يَعني تَحصيلَ ضَرائِبَ عنْ نِصفِ المُجتمعِ الذِي كَانَ يَعملُ فِي البُيُوتِ عَمَلًا لَا ضَرائِبَ عليهِ وستُشَكِّلُ عَمالَةً أَرخَصَ مِنَ الرِّجَالِ، ولَازَالَ التَّفريقُ في الأُجُورِ والتَّرقِيَاتِ قَائِمًا حَتَّى اليَومِ ثمَّ هَذهِ المَرأةُ التِي سَتخرُجُ لِلأَجوَاءِ المُختَلطَةِ أَصبَحَتْ تَصرِفُ مَالهَا على التَّجمِيليَّاتِ والمُبَاهاةِ والمُنافَساتِ المَادِّيَّةِ، وهَذا بِدَورهِ يَصُبُّ فِي صَالِحِ المَادِّيَّةِ الرَّأْسمَاليَّةِ ثَانيًا: سِياسةُ فَرِّق تَسُدْ، وتَعزِيزُ الفَردِيَّةِ والفِئَويَّةِ، بِحيثُ تَكونُ الدَّولَةُ -أو بالأَصَحِّ مَن يَرسُمُ سِيَاساتِهَا- هُمُ الحَكَمَ بَينَ الأَفرادِ في خِلَافَاتِهِم حتى في الأوساط العلميَّة التي يُفترَضُ اجتماعيًّا أنَّها راقيةٌ، فحسب دراسةٍ نُشرَت العامَ الماضي: نصفُ طالبات الطّبِّ في أمريكا يتعرَّضنَ للتَّحرُّش وفي عامنا هذا (2019) أكثرُ من نصف الطَّالبات في بريطانيا يتعرَّضنَ لاستفزازاتٍ جنسيَّة غيرِ مرغوبٍ بها لديهنَّ حسب دراسة نَشَرَتْ عنها (الجارديان البريطانية) وقالت أنَّها أكبرُ دراسةٍ في المجال للطلَّاب والطَّالبات تبيعُ فيها هذه الفتاةُ المحتاجَةُ للمال عِرْضَها لرجلٍ يَكبُرُها سنًّا -في سنِّ والدِها- هذا التَّحرُّش لا يحترمُ رُتبةً أكاديميَّةً ولا هيبةَ معلِّمٍ؛ فهناك تحرُّشٌ من الطَّلاب الجامعيين بالدّكتورات اللَّواتي يدرّسنَهم، فيستأجِرُها جِنسيًّا ويصطحبُها معه كجزءٍ من ديكوره، مُقابِلَ مبلغٍ من المال وتحرُّشٌ من الدَّكاترة بالطَّالبات، تصوَّر! أنْ تدخلَ الطالبةُ على الدُّكتور تُرِيدُ عِلْمًا فيتحرَّش بها تخرَّجَت الفتيات (الحُرَّات) من هذه الأجواء الجامعيَّة بعد أن تعرَّضنَ للتَّحرُّش، أو على الأقلِّ نصفُهنَّ للتَّحرُّش، وعليهنَّ الآن البحثُ عن عملٍ، فعملُ المرأة هو مصدرُ أمانِها الوحيد، فلا أحدَ مسؤولٌ عنها، كما أنَّه ليس للأبّ، ولا للأخّ، ولا للزَّوج أنْ يتدخَّلَ بها؛ فهم كذلك ليسوا مسؤولين عنها أيْ تعمل (بالإنجليزية): عملًا جزئيًا في البِغاء، وتبقى طالبةً في الجامعة هذه مقابلةٌ مع أحد المشترِين لِعِرض ستةٍ مِن الفتيات بمالِه، وانظروا قِيمةَ المرأةِ عندَه (بالإنجليزية): [- تومي كان يعمل إداريًّا في مجال تقنية المعلومات، نحن كثيرًا ما ننسى هذه الحقيقة في الحديث عن المرأة الغربيَّة، وفي دراسةٍ ضخمةٍ جدًّا في أمريكا كانت نسبةُ التّحرُّشِ بالنِّساءِ في مكانِ العملِ (58%)، ونِسَبٌ عاليةٌ من تحرُّشِ الأطباءِ بالطبيباتِ كذلك نتكلَّم عن حرِّيَّتِها، لكن ننسى أنَّ هذه الحرِّيَّة مصحوبةٌ أيضًا بالتَّخلِّي عن المسؤوليَّة عنها، وعن كِفاية حاجاتِها ورعايتها والإنفاق عليها، وقد تقاعدَ، ومعه ما يكفي لأن يَصرِف مبلغ (150) ألف دولارٍ سنويًا على أولئك الفتيات، لذا فلا بُدَّ للمرأة الحُرَّة أن تُثبِتَ نفسَها في عملِها؛ لئلا تُطرَدَ منه، فهو مصدر أمانها هو يقول أنَّ ذلك أرخص من الزَّواج، وأنَّه مبلغٌ ضئيلٌ مقارنةً بما يحصل عليه هو.. طيِّب ماذا إذا طُلِبَ منها أشياءُ لا تُناسِب طبيعتَها كأنثى؟ - حينما تدخل إلى غرفتك وبرفقتك امرأةٌ جميلةٌ وأنَّ هذا يُؤدِّي إلى العِناية المفرِطَة مِن بعض النِّساءِ بأشكالهنَّ، وإمضاء أوقاتٍ طويلةٍ أمامَ المِرآة مِمَّا يُضعِفُ التَّوَجُّهاتِ المُطَالِبةَ بِالحَدِّ مِن جَشَعِ وَتَسلُّطِ أصحَابِ رُؤوسِ الأموالِ في هَذا العَالَمِ وكذلكَ في أجواءِ التمِّريضِ المعروفِ عنها أنها مهنةٌ إنسانيَّة كما في هذه الدراسةِ الأمريكيَّةِ (الشعور بالإهانة)، وهجماتِ الرعبِ الـ(Panic Attacks)، الذِي يَمتَلِكُ (1%) منهُ أَكثرَ مِن نِصفِ ثَروَتِهِ -حَسبَ مَقالٍ في (الجَارديَانِ البرِيطَانيَّةِ)- ويُؤدِّي إلى أمراضٍ نفسيَّة لدى بعضهنَّ بالإصابَة بالِخزي من أجسادهنَّ (Body shame) وقَد بيَّنَ كتابُ ذا مايتي وورلتزر "The Mighty Wurlitzer" خِزيٌ لأنَّها تُعامَل كسِلعةٍ جنسيَّة وهي كارهةٌ لذلك، اتِّبَاعَ السَّاسَةِ لهذهِ الطَّرِيقةِ فِي اختِراقِ الفِئَاتِ -كَالنِّساءِ والسُّودِ- أو خِزيٌ لأنَّها ليست جذَّابةً في مجتمعٍ يُقيِّمُها على أساس الجاذبيَّة ثالثًا: النِّدِّيَّةُ بَينَ الأُمِّ والأَبِ وانشِغَالُهُمَا عنِ الأَبناءِ وتذكر الأبحاث أنَّ بعضَ النِّساء يتعرَّضنَ لأمراضٍ نفسيَّةٍ بسبب ذلك، ويُقارِنَّ أنفسَهنَّ بالمرأة الدِّعائِيَّة (النَّمطيَّّة) الـ "Typical"؛ وأَدركْتُ -أكثرَ فأكثرَ- ماذَا خَسِرَ العالمُ بانحطاطِ المسلمينَ! يَعنِي تَفتِيتَ الأُسرةِ وفُقدَانَها لِدَورِها المركزِيِّ في تَربيَةِ الأبناءِ على مَا يَعتَقدُهُ الوَالِدانِ، فيُجرين عمليَّات ٍتجميليَّةً (Plastic surgery) أو يستخدمنَ أدواتٍ تجميليَّةً وبالتَّالِي يُصبِحُ المُرَبِّي هُو المَدرَسةُ والدَّولَةُ، لتغيير لون الشَّعرِ، أو الجِلْد، أو العَينين لن تستطيعَ أن تعترِضَ؛ لأنها أقرَّت بمفهومِ المساواة المطلَقة مع الرِّجال في كلِّ شيءٍ لكم أن تتصوَّروا الآن هذه الفتاة (الحُرَّةَ) التي تُريدُ أن تُثبِتَ نفسَها، وعليها أنْ تعملَ في أيِّ شيءٍ يأتي بالمال، والَّتي يراها المجتمعُ سِلعةً جنسيَّةً، ويُقيِّمُها على أساس جاذبيَّتها الجسميَّة وقد تصِل لمرحلةِ المحافظةِ على عملِها -مصدرِ أمانِها الوحيدِ- باستخدامِ عِرضِها أيضًا لكم أن تتصوَّروا ما الَّذي ستتعرَّضُ له في الشَّارِع، في وسائل المواصلات، في الجامعة، وهذا مقالٌ نُشر في الـ(بي بي سي) "BBC" البريطانيَّة عام (2002) بعنوان: في بيئة العمل، بل وحتى إلكترونيًّا وهي في بيتها! أصدرت وكالة الاتحاد الأوروبِّيِّ للحقوق الأساسيَّة تقريرًا عامَ (2014) بعنوانٍ معبِّرٍ :violence against woman) (every day and every where ويُملِي المُتَحكِّمُونَ فِي سِياساتِها مَا شَاؤوا مِن التَّوَجُّهَاتِ عَلى هَذهِ القُلوبِ الصَّغِيرَةِ "العنفُ ضدَّ المرأة: كلَّ يومٍ وفي كلِّ مكان" وَقد شَاعَ في أَمرِيكَا مُصطلحُ "العَائلَةُ النَّووِيَّةُ تَمَّ تَذوِيبُهَا"، هذَا ونحنُ لَمْ نَتكلَّمْ عَنِ المرأةِ الشرقيَّةِ في المجتمعاتِ غيرِ المُسلمةِ، ويتناولُ التَّقرير كذلك الانتهاكات الجنسيَّة التي تتعرَّض لها الأنُثى في الطُّفولة، كالمرأةِ الصينيَّةِ واليابانيَّةِ...، تعالوا إلى وسائل المواصلات، والَّتي لا تقِلُّ قِصَّتُهَا سوءًا عَنْ أختِها الغربيَّةِ الأممُ المتحدة تَنشُر قبل سنتين خبرًا بعنوان: "الغالبيَّة ُالعُظمى من النِّساء يتعرَّضنَ لشكلٍ مِن أشكالِ التَّحرُّش وَقدِ استَفادَ السَّاسَةُ فِي ذَلكَ مِن مُعَاداةِ النَّسوِيَّةِ لِكِيَانِ الأُسرةِ، أو العنف الجنسيِّ في تنقُّلاتِهم اليوميَّة" لاحِظ: "الغالبيَّةُ العُظمى"! ويبدأ الخبر بأنَّ هذه الإساءات تفشَّت بشكلٍ وبائيٍّ عالميًّا تَقُولُ النَّسوِيَّةُ ماري بين "Mary Bane": وفي تقريرٍ تمَّ إعداده من عِدَّة جهاتٍ في فرنسا منها: (وَزارة الدَّولة لحقوق المرأة) (State Secretary for Women’s Rights) "حتَّى نُنْشِئ الأَبْناءَ بالتَّسَاوِي بينَ الجِنسَينِ عَلينَا أنْ نَأخُذَهم بَعيدًا عنِ العَوائِلِ، ونُرَبِّيَهُم تَربيَةً مُجتمعِيَّةً" يقول التَّقرير: أنَّ (100%) من النِّساء اللَّواتي يستخدمنَ وسائلَ النَّقل العامِّ في فرنسا تعرَّضنَ للتَّحرُّش أو الاعتداءِ الجنسيِّ ووكالة الأنباء الفرنسيَّة تُناقِشُ أنَّ هذه النِّسبةَ مبالغٌ فيها وَبالفِعلِ تَفَكَّكَتْ كَثيرٌ منَ الأُسرِ، ولك أن تتصوَّر أنَّ الحديث عمَّا إذا كانت النِّسبة (100%) أو أقلَّ! ووَصلَتْ نِسَبُ الأَولادِ المُشَرَّدِينَ فِي أَمرِيكَا أَرقامًا تَارِيخيَّةً! ماذا عن الفتاة في الجامعة؟ أذكرُ حين دخلتُ جامعةَ هيوستن الأمريكيَّة لإتمام الدُّكتوراه كيف وُزِّعَ علينا كُتَيِّبٌ فيه إحصائيَّات منها: أنَّ (1) مِن كلِّ (3) طالباتٍ تتعرَّضُ للتَّحرُّش، التي تشيرُ إلى أنَّ أكثرَ من (70%) من الممرِّضات يتعرَّضنَ للتَّحرُّشِ من المرضى وزملاءِ العملِ، بل بلغَت المسألةُ أنْ يَّطلبَ صاحبُ العملِ -الذكرُ- من المرأةِ الموظَّفةِ صراحةً أن تتبذَّلَ في لِباسِها لتُسوِّقَ بضاعتَه، حتى احتجَّت مجموعةٌ مِّن نَّادِلاتِ المطاعمِ يطالبْنَ بتدخُّلِ السُّلُطات الأمريكيَّةِ لتحريرهنَّ من سُلطةِ أصحابِ المطاعمِ الّذين يُطالبُونَهنَّ بالتبذُّل في اللِّباس، وكان الشعارُ المركزيُّ في المظاهرةِ: "أنا لستُ ضمنَ قائمة الطعامِ" كَمَا فِي تَقرِيرٍ نَشرَتهُ صَحِيفَةُ النيوزْوِيك "Newsweek" أيْ يُفترض أنَّ الزَّبونَ جاء ليتناولَ الطعامَ، لا ليشتريَني أنا! حَيثُ فِي عَامِ (2013) مثلًا عَانَى (2.5) مِليُونَ طِفلٍ منَ التَّشرُّدِ، هذا كلُّه -إخواني- ونحن لم نتكلَّمْ عن النِّساء اللواتي طبيعةُ عملهنَّ في الفاحشة، فحسبَ مجلةِ (إيكونوميست) "The Economist" بَعضُ هَؤلَاءِ الأطفالِ هَارِبُونَ مِن بيُوتِهمُ المُفكَّكَةِ، فإنه يقدَّرُ أنَّه في ألمانيا (400) ألف بغيٍّ يخدِمْنَ مليونَ رجلٍ يَّوميًّا حسنًا المرأةُ العاملةُ طُرِدَتْ من عملِها لسببٍ مِّن الأسباب، أو فَرَّت بأُنوثتِها من هذه الأجواءِ المسعورةِ جنسيًّا، - لا مشكلةً؛ سيرعاها زوجُها، أخوها، أبوها، القائمون عليها، المسؤولون عنها - مسؤوليَّة مَن؟! أنت نسيتَ أنَّها اعتمدتْ على نفسِها؟! الأَبُ مَشغُولٌ، والأُمُّ مَشغُولةٌ، أَو مُتخاصِمانِ مُتَصارِعانِ، وأثبتتْ نِدِّيَّتَها واستقلاليَّتَها، ورفضَتْ تدخُّلَ هؤلاءِ جميعًا فيها، بل وهم أصلًا تخلَّوا عنها - حسنًا، وما الحلُّ؟! - هناكَ ضمانٌ اجتماعيٌّ. - ماذا إذا لم يكفِ الضمان الاجتماعي؟ أو تأخَّرَ في إعطاء الراتب؟ وَالابنُ أوِ البِنتُ لَا أَحدَ يَهتمُّ بهِ، أَو تُسَاءُ مُعامَلتُهُ؛ فَيهرُبُ أوْ تَهرُبُ - يأتيكَ الجوابُ من مَّقالٍ نُّشِرَ في (BBC) البريطانيَّةِ قبلَ عامٍ بعنوان: وهُناكَ قِسمٌ مُخصَّصٌ مِن وِزَارةِ العَدلِ الأمرِيكيَّةِ لِظَاهِرَةِ الأولَادِ والبَناتِ الهَارِبِينَ "Children or Ran Away Youth" "نظامُ الضَّمانِ الاجتماعيِّ في بريطانيا اضْطرَّني للدَّعارة" ويبدأُ المقالُ بقوله: "يُجبَرُ بعضُ النِّساءِ في بريطانيا على العملِ في مجالِ الدَّعارةِ بسببِ غيابِ كفاءةِ نظامِ الضَّمانِ الاجتماعيِّ، تحدَّثتْ (BBC) إلى خمسِ مؤسساتٍ خيريَّةٍ في إنجلترا وعَلِمَتْ أنَّ عددًا مُّتزايدًا مِّن النِّساء اللَّواتي يعتمدْنَ على نِظامِ الضَّمانِ الاجتماعيِّ يُضطرَرْنَ لهذا" وعندما تعملُ المرأةُ في مجالِ إهدارِ كرامتِها فإنَّها تُشغِّلُ قِطاعًا آخرًا مِّن القِطاعاتِ التي يملِكُ حِيتانُ الرأسماليَّةِ حِصصًا مِّنها، قِطاعَ نوادي القِمار والنَّوادي الليليَّةِ! والملفتُ للنَّظَرِ أنَّ النِّسبةَ العظمى من النِّساءِ اللواتي يتعرَّضنَ للتَّحرُّشِ والاغتصابِ ولَمْ نتكلَّمْ عَنْ عدَمِ حصولِ المرأةِ على أجورٍ مُساويةٍ للرَّجلِ، ولا ترقِيَتِهَا في الوظائفِ مثلَ الرّجلِ في وسائل النَّقلِ، في الجَّامعةِ، في بيئةِ العملِ لا يشتكينَ للسُّلُطات! وهوَ موضوعٌ آخرُ طويلٌ... قد تظن أنَّ هذا يحصلُ لأنَّها تستمتعُ بذلك، "واحدةٌ مِن كلِّ أربعِ نساء -يعني في بريطانيا- تُمارِسُ الجنسَ في مكتبِ العملِ" (office sex) "It is okay" بالنِّسبةِ لها، أن تتعرَّضَ للتَّحرُّشِ أو الاغتصابِ وتعدُّ ذلكَ إطراءً على أنوثتِها! كان هذا عامَ (2002) لكنَّ الأمرَ يزدادُ سُوءًا، ليس صحيحًا، ففي آخر إحصائيَّات موقع (سيف لاين) "Safe line" البريطانيِّ بلِ النِّسبةُ العظمى منهنَّ يعانِينَ بعدَ هذا التَّحرُّشِ أو الاغتصابِ من الإهانةِ قَدْ يقولُ قائِلٌ: الَّذي يُعنى بمُساعدَة النِّساءِ المتعرِّضاتِ للتَّحرُّش والاكتئابِ، والشّعورِ بالخزيِ، واحتقار الذّاتِ، والرَّغْبةِ في الانتقامِ، بلْ وأمراضٍ عضويَّةٍ، وقد تتركُ دراستَها أو عملَها بسببِهِ، حسْبَ مكتبِ ضحايا الَّجرائمِ الأمريكيِّ إذن لماذا لا يشتكِين؟! لأسبابٍ كثيرةٍ؛ منها: الخوفُ من تأثيرِ الشَّكوى على وظيفتِها، ومنها الإحساسُ بالخجلِ والعارِ ممَّا حصلَ معها، ومنها عدمُ امتلاكِ الأدلَّةِ الكافيَّةِ المعتدي يعتدي عليها في زاويةٍ مُّظلمةٍ أو بعيدًا عن العيونِ فلا دليلَ ولا إثباتَ، فيفلتُ من العقوبة وبعضُهنَّ يخضعنَ للمعتدي لأنهنَّ يخفنَ من تحوُّلِ المسألةِ من تحرُّشٍ عابرٍ إلى عُنفٍ وَّإيذاءٍ جسديٍّ إذا رفضْنَ الخضوعَ لسُعارِه الجنسيِّ وتبقى المرأةُ تتجرّعُ الآثارَ المدمرةَ على نفسِها، "Devastating Toll" كما يعبِّرُ قسمُ ضحايا الجرائمِ الأمريكيُّ قد تقولُ: "اللومُ عليها هي التي تلبسُ وتتصرَّفُ بطريقةٍ تُغري الرجالَ بها" هذا ممّا يعدُّهُ قسمُ ضحايا العنفِ الحكوميِّ إحدى الخرافاتِ (Myths) عن اغتصابِ المرأة، فالكلُّ مُعرَّضٌ، كلُّ النِّساءِ مُعرَّضاتٌ هناكَ من تُساهمُ في إحداثِ حالةِ السُّعارِ الجنسيِّ، وهناكَ من النِّساءِ من تدفعُ الثمن هذه المرأةُ المُدمَّرةُ المحتاجَةُ إلى رعايةٍ نَّفسيَّةٍ، تذهبُ لتتعالجَ فتتعرَّضُ للتَّحرُّشِ على يدِ الطبيب، كما بدأت النِّساءُ يُظهرنَ في موجةِ (Me Too) الشعارُ الذي أطلقه النِّساءُ ليُشجِّعنَ بعضهنَّ على رفعِ الأصواتِ، بكشفِ ما يتعرَّضنَ له مِنِ اعتداءاتٍ جنسيَّةٍ بل وتنتشرُ ظاهرةُ التَّحرُّشِ والاستغلالِ الجنسيِّ للمريضاتِ على يدِ الأطبّاءِ النفسيِّينَ والمعالجينَ النفسيِّينَ، الذين يُفترَضُ أن يُّنقذوها من مُّعاناتِها! - إذن لماذا لا تشتكي المرأةُ لأعضاءِ مجالس النوَّاب الذين يُشاركونَ في سَنِّ القوانينِ، وإصدارِ العقوباتِ؟! - مجالس النوَّاب! حسبَ دراسةٍ نَّشرتْ عنها (CNN) العامَ الماضيَ فإنَّ التَّحرُّشَ بالنِّساء منتشرٌ أيضًا في مجالس النوَّاب الأوروبيَّة أين تذهبُ المرأةُ بعدَ هذا كلِّهِ؟! إلى أين تلتجئُ؟ بمن تحتمي؟! في بحثٍ مَّنشورٍ وُّجِدَ أنَّ الغالبيَّةَ العظمى مِن النِّساءِ في أمريكا تُعبِّرُ عن أنَّها تُعاني من ضغطٍ نَّفسيٍّ في المحافظةِ على الجّاذبيَّةِ لتَكسبَ التقديرَ السَّلَامُ عَليكُم ورَحمةُ اللهِ أم هل الهدفُ تبرئةُ الرجالِ في مجتمعاتنا من أيِّ ظلمٍ للمرأة؟ بل نحن نُدرِك تمامًا أن مجتمعاتنا مليئةٌ بأشكالِ الظلم للمرأة ولغيرِها، ويَتزايدُ فيها الشقاءُ للرجل وللمرأة، ﴿ يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (26) وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا (27)﴾ ﴿يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ ۚ وَخُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفًا(28)﴾ [القرآن 4: 26-28] اقرأْ وانظُرْ إلى حاجتِنَا إلى دينِ ربِّنَا لينعُمَ الرّجلُ والمرأةُ، بَلْ وإلى حاجةِ البشريَّةِ بعدَ ذلكَ، لنُنْقِذَهَا مِمَّا هيَ فيهِ منْ ضياعٍ، وانظرْ إلى الَّذينَ يريدونَ -بدلًا مِن ذلكَ- أنْ نَجترَّ وتَجترَّ مُجتمعاتُنا بُؤسَ المرأةِ الغربيَّةِ وَهُمْ موضوعُ حلقتِنَا القادمةِ -بإذنِ اللهِ- والسَّلامُ عليكُمْ ورحمةُ اللهِ