احب ان انبه الى مسألة يا اخوان هي غاية في الاهمية وانه يتأكد على صاحب القرآن ان يقرأ كتاب الله عز وجل بتدبر ليحقق الغاية التي من اجلها انزل الله تعالى هذا الكتاب في قوله عز وجل كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته يتذكر اولو الالباب فان الكثير يقرأ القرآن بالفاظه دون ان ينظر في معانيه واذا كان القارئ لا يفقه المعنى فانه لا يمكن ان يتدبر واذا كان لا يتدبر فكيف اذا يتذكر قد بين الله سبحانه وتعالى في اربع ايات من كتابه العزيز الغاية التي من اجلها بعث محمدا صلى الله عليه وسلم وانزل عليه الكتاب فقال في احداها وهي دعوة ابينا ابراهيم عليه السلام ربنا وابعث فيهم رسولا منهم ما هي مهمته يتلو عليهم اياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم انك انت العزيز الحكيم وقال عز وجل في اية تأتي بعدها بقليل كما وصلنا فيكم رسولا منكم يتلو عليكم اياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون وتأملوا قول الله عز وجل ويعلمكم الكتاب والحكمة وقال لقد من الله على المؤمنين اذ بعث فيهم رسولا من انفسهم عليهم اياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين وقال هو الذي بعث في الاميين رسولا منهم يتلو عليهم اياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين فنحن مع هذا الكتاب العزيز اذا تلوناه وفقهناه وعقلناه فانه يهدي الى صراط مستقيم ومن اعرض عنه فانه في ضلال مبين كما قال عز وجل وان كانوا من قبل الا في ضلال مبين فنحن دون القرآن في ضلال ومع القرآن في اعظم سبب للهداية الى الصراط المستقيم لكن هذا يتطلب منا يا اخواني ان نفقه ونعقل ما نقرأ وهذا لا يكون الا بفهم المعنى قال تعالى لو انزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الامثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون ولعل من الله عز وجل تفيد التعليل اي لاجل ان يتفكروا في كتاب الله عز وجل وكيف يتفكر الانسان وهو لا يفهم ما يقرأ قال وتلك الامثال نضربها للناس وما يعقلها الا العالمون يقول عمرو بن مرة احد السلف انه اذا مرت بي اية من كتاب الله لا اعقلها حزنت لان الله تعالى يقول وما يعقلها الا العالمون ويتأكد على صاحب القرآن ونسأل الله ان يجعلنا واياكم جميعا من اهل القرآن فان لله تعالى اهلا هم اهل القرآن اهل الله وخاصته يتأكد عليه ان يعقل ما يقرأ ويفهم ما يقرأ لكي يتدبر ولكي يناجي الله عز وجل بهذا القرآن فان قارئ القرآن مناج لله عز وجل هو الكتاب الذي من قام يقرأه كأنما خاطب الرحمن بالكلم