او كان محروقا رمادا او كان مقطعا ترابا اينما كان يعلمها الله عز وجل ويعيد. ولهذا قال انا الينا ايابهم. ثم قوله ان ثم ان علينا حسابهم فيه دلالة ان في بالاية الكريمة التي سمعناها في خطبة الجمعة وهي قوله تعالى ان الينا او في صلاة الجمعة في سورة الغاشية في قوله تعالى ان الينا ايابهم. ثم ان علينا حسابهم. هذه الاية الكريمة فيها ذكر المرجع. وان مرجع العباد الى الله تبارك وتعالى. وان الله سبحانه وتعالى هو الذي يبعثه ويحشره بعدما صاروا ذرات ورمادا وترابا وهواء يحشرهم الله تبارك وتعالى ويعيدهم كما كانوا. والمشركون قد استبعدوا هذا المعاد لزعمهم ان الذرات قد انتشرت وانتثرت وتناثرت فكيف تعاد؟ فقال الله عز وجل قد علمنا ما تنقص الارض منهم وعندنا كتاب حفظ. فالذرات ابن ادم اينما ذهبت. اينما تناثرت يعلمها الله عز وجل. اكان في بطون الحساب على الله وتقديم الجار والمجرور ثمان علينا ولم يقل ثمان حسابهم علينا وانما قال ثم ان علينا حسابهم. فكما ان المعاد من خصائص الربوبية فان المحاسبة من خصائص الربوبية فلا معيد للخلائق الا الله ولا باعث للمخلوقات الا الله ولا محاسب للمخلوقات الا الله يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم. ثمان علينا حسابهم. والمسلم الذي يكون على الطاعة يحمد الله عز وجل ان الحساب على الله وليس على احد من العباد فان العباد مهما كانت رحمتهم فهي رحمة انية ورحمة مؤقتة ورحمة ليست رحمة ارحم الراحمين سبحانه وتعالى. فالله هو ارحم الراحمين. وهو الرحمن الرحيم. وهو اكرم الاكرمين جل في علاه فاذا كان الحساب عليه فابشروا بالخير. ولهذا كان مالك ابن دينار رحمه الله اذا قيل له من تحب ان يحاسبك يوم القيامة؟ امك ام الله رب العالمين؟ فيقول الله كن عالمي ثم يقول لان الله ارحم بي من امي. الله ارحم بنا من امهاتنا وهذا الامر وان كان قد ورد في النص لا الله اشد من هذه الام لعباده لله ارحم من هذه الام بولدها على عباده. لكن هو مشاهد واقعيا اننا نرى ان العباد يسألون الله المرة والمرتين والثلاث والاربع والخمس والالف. والله سبحانه وتعالى لا لا يمنع عنهم ويعطيهم ويسألونه مما يضر ويلحون ويلحون ويلحون ولا يعطيهم بخلاف الام الام لو سألتها من الرحمة اللي عندها مرة مرتين ثلاث اربع خمس يقول لك بعدين وياك خلاص لو الحيت عليها فيما يضرك مرة مرتين ثلاثة يقول روح خذ انت وكيفك. خلاص فمهما يكن رحمة الام رحمة مقدرة. رحمة لا لا يمكن ان تقارن برحمة ارحم الراحمين. فاذا سمع الانسان الاية ثمان علينا حسابهم يحمد الله ان الحساب على الله. هذا من جهة شمولية رحمته. ومن جهة يتذكر سعة مغفرة الله سعة كرم الله وجوده. وايضا يتذكر ستر الله تعالى فان الانسان ربما يستحي ان يكشف على حاله في بعض ذنوبه ومآثمه حتى امه لكن اذا علم ان الستير سبحانه وتعالى العزيز هو الذي يحاسبه وانه ويغفر له فانه يستر عليه. فيحمد الله ان الحساب على الله. والا لاصبحت الخلائق في فضيحة كما ان الذين يجاهرون بالمعاصي ليسوا معافين. فيظهرهم الله ويكشفهم يوم لا ينفع مال ولا بنون. الا من اتى الله بقلب سليم هذا ما احببت تذكير نفسي واياكم في هذه الاية ثم نبدأ الان بالاسئلة