قال فاعلم ان من اعظم ما يعين على هذا الخلق الجميل التفكر في الاثار السابقة المترتبة عليه فانما معرفة ثمرات الاشياء وحسن عواقبها من اكبر الدواعي الى فعلها والسعي اليها وان وان عظم الامر واعترظت الصعوبات فان المواراة اذا افضت الى ظدها هانت وحلت وكلما تصعبت النفس عليه ذكرها تلك الاثار وما تجتني بالصبر من الثمار فانها تلين وتنقاد طائعة منشرحة الصدر محتسبة راجية حصول تلك المطالب. الانسان الذي دائما يتذكر العواقب العظيمة لحسن الخلق فانه باذن الله عز وجل يرتفع يرتفع لانه انما يتعامل مع الله عز وجل هو الذي يتعامل مع الله سبحانه وتعالى فانه لا يلتفت الى الخلق. لا يلتفت الى الخلق ان اساؤوا اليه احسن اليهم ان ظلموه عدل اليه ان منعوه اعطاهم ان كذبوه صدقه اصدقه ان خانوه امنه. هذا وصف المؤمن. لماذا؟ لانه يتعامل مع الله عز وجل. ينظر الى عواقب الامور فهذا من اعظم الثمرات التي اذا تأمل فيها الانسان يكون باذن الله عز وجل سالكا طريق حسن الخلق. ولا سيما مع المجاهدة فانه يتدرب عليها مثل المشي. والاصل ان كل خلق حسن فان الانسان ان لم يكن قد جبل عليها فانه يمكن ان يكسبها ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم قال لاشد عبد القيس ان فيك خصلتين يحبهما الله ورسوله. الحلم والاناة وقال ومن يتصبر يصبره الله وقال الحلم بالتحلم فعلمنا انها خلقية في الانسان وان لم تكن فهي قابلة للكسب ما يأتي انسان يقول انا ما استطيع هذا الكلام في حد ذاته صالح للكسالى للمخذولين الذين رضوا بالدون فعرف ابليس كيف يثبتهم وكيف يثنيهم فجلسوا ورضوا وهذا امر يعني في نفسه مذموم. نعم