دخولي دخول الجنة دخول الجنة. قال تعالى ومن يأتيه مؤمنا قد عمل الصالحات فاولئك لهم الدرجات العلى جنات عدن تجري من تحتها الانهار. خالدين فيها وذلك جزاء من تزكى. وذلك جزاء الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين اما بعد فاسأل الله جل وعلا ان يوفق جميع المسلمين في مشارق الارض ومغاربها لما يحب ويرضى وبعد نتحدث في عدد من الحلقات عن تزكية النفس ما المراد به وما هي وسائله وما هي الاثار المترتبة عليه في الدنيا والاخرة تزكية النفس يراد بها تطهير النفس وابعاد كل خلق غير فاضل مع الاتصاف بالصفات التي تقرب العبد الى الله وتجعله ينال رضا ربه جل وعلا تزكية النفس مبدأها من الله جل وعلا كما قال سبحانه كما قال سبحانه وتعالى ولو شئنا لاتينا كل نفس هداها والمستفيد من تزكية النفس ابتداء وهو الانسان الذي زكى نفسه كما قال جل وعلا ومن تزكى فانما يتزكى لنفسه والى الله المصير ذكر الله جل وعلا ان النفوس تتصف بصفات من تلك الصفات ان النفس قد تكون مطمئنة مستقرة هادئة اذا جاءها شيء من الطاعات فانها تقدم عليه ولا تتردد فيه كما قال جل وعلا في كتابه العزيز يا ايتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي وقد تكون النفس لوامة تلوم صاحبها على ما يقدم عليه من الطاعات والمعاصي فان الله تعالى قد اقسم بها فقال سبحانه ولا فلا اقسم بالنفس اللوامة كذلك قد تكون النفس حاسة لصاحبها امرة له بالاقدام على المعاصي والسوء كما قال تعالى وما ابرئ نفسي ان النفس لامارة بالسوء الا ما رحم ربي وقد اختلف اهل العلم في هذه الصفات الثلاث هل تكون لنفس واحدة او تكون لانفس متعددة بمعنى هل يمكن ان يكون الانسان عنده نفس مطمئنة في وقت وعنده نسم لوامة في وقت اخر وعنده نفس امرة بالسوء في وقت ثالث او ان النفس اذا اتصفت بصفة فانها تستمر عليها ولا تختلف عما تتصف به والصواب من اقوال اهل العلم ان النفس تتصف بهذه الصفات الثلاث فيمكن ان تكون هناك نفس واحدة مرة مطمئنة ومرة امارة بالسوء مرة تكون لوامة لصاحبها على ما يقدم عليه ويدل على هذا اختلاف احوال الناس فاننا نجد العبد الواحد تختلف حاله ما بين وقت واخر فنجده مثلا في اول امره يستمر على شيء من المعاصي والذنوب فتتغير حاله وتنقلب وتتبدل الى ان تكون نفسا راغبة في الخير مقدمة على انواع الطاعات ذلك فان النفس قد فان النفس الواحدة قد تتصف بهذه الصفات الثلاث لطائفة من اهل العلم الذين يقولون بان النفس تكون مطمئنة او امارة بالسوء او لوامة بحسب ما اه يموت الانسان عليه. والصواب هو القول الاول وقد قال تعالى اومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس. فمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها فجعل الاول ميتا في اول حاله ثم بعد ذلك جعل له نور يتمكن من المشي عليه والاستظاءة بذلك النور ان مراعاة تزكية النفوس يترتب عليه ثمرات كبيرة في الدنيا والاخرة فان الله جل وعلا قد اخبر ان رضاه يكون لمن زكى نفسه وقد اخبر جل وعلا ان الجنة تكون لاولئك الذين زكوا انفسهم فعندنا الان نتكلم عن الآثار المترتبة على تزكية النفس اول هذه الاثار الحصول على رضا رب العزة والجلال فان من زكى نفسه فانه يكون بذلك قد حصل على رضا رب العالمين فان الله جل وعلا قد اخبر ان النفس المطمئنة ترجع الى ربها راضية مرضية راضية في نفسها قانعة بما اتاها الله مرضية ان الله جل وعلا قد رضي عنها الامر الثاني من الاثار المترتبة على تزكية النفوس الفلاح فان من زكى نفسه حصل على اعلى درجات الفلاح والنجاح. كما قال تعالى ونفس وما سواها. فالهمها فجورها وتقواها قد افلح من زكاها. وقد من دساها. فمن زكى نفسه وطهرها بانواع الطاعات فانه يكون بذلك من المفلحين الامر الثالث من نتائج تزكية النفس ومن تزكى فاخبر ان الجنة جزاء لمن؟ زكى نفسه ويقول جل وعلا قد افلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى والفلاح مما يدخل فيه دخول الجنة كذلك من اثار تزكية النفوس طمأنينة النفس واستقرارها وعدم ورود الاضطراب عليها فان النفس متى كانت متصفة بصفة التزكية فان الله جل وعلا يجعلها مطمئنة هنية تتصف راحة البال كذلك من الاثار الطيبة المترتبة على تزكية النفوس ان العبد بتزكية نفسه يكون بذلك قد احبه الناس. فان من اتصف بالصفات الحسنة الطيبة التي اه تكون النفس بها زكية فان الله جل وعلا يجعل الناس يحبونه. كما قال تعالى ان الذين امنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا وكما جاء في الحديث ان الله اذا احب عبدا نادى جبريل اني احب فلانا فاحبه في نادي في اهل السماء ان الله يحب فلانا فاحبوه ثم يوضع له القبول في الارض ويترتب على ذلك ان الانسان اذا دعا الى الله وكان محبوبا عند خلق الله فان هذا يجعل الناس ولولا دعوته يعملون بما يأمرهم به من الخير ويحثهم عليه من انواع الطاعات لا شك ان تزكية النفوس تبتدأ اولا من الله جل وعلا. فهو سبحانه هو الذي يوفق العباد لتزكية نفوسهم. كما قال تعالى ولو شئنا لاتينا كل نفس هداها. وكما قال تعالى وما سواها فالهمها فجورها وتقواها و آآ النصوص الدالة على ارتباط القلوب بالله عز وجل كثيرة جدا. يقول النبي صلى الله عليه وسلم القلوب بين اصبعين من اصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء. كما ورد ذلك في الحديث الصحيح قال جل وعلا واما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فان الجنة هي المأوى فيه اثبات ان تزكية النفس تحصل بسبب من العبد. تحصل بالعبد فحينئذ كيف نجمع بين النصوص هل تزكية النفوس تحصل من الله عز وجل كما قال تعالى ولو شئنا لاتينا كل نفس هداها وكما قال جل وعلا وكما قال جل وعلا بل الله يزكي من يشاء ولا يظلمون فتيلا ونحو ذلك من النصوص او نقول لان العبد هو الذي تحصل التزكية من قبله كما قالت جل وعلا قد افلح من زكاها. وكما قال سبحانه ومن تزكى فانما يتزكى لنفسه فنقول هناك امران مؤثران سبب يحصل من العبد وفعل يحصل من العبد وهناك توفيق من الله جل وعلا فلا بد من الاثنين حتى تحصل تزكية للنفوس كما قال جل وعلا في المشيئة وما تشاؤون الا ان يشاء الله. فاثبت مشيئة للعبد واثبت مشيئة للخالق جل وعلا وبين ان مشيئة العبد مرتبطة بمشيئة الله عز وجل هكذا في التزكية هناك افعال تزكو بها النفوس هي من افعال بني ادم لكن لا يوفق لها الا رب العزة جلال وهو جل وعلا الموفق لها وهو الذي جعلها تنفع الانسان اذا تكرر هذا فينبغي بنا ان نحرص على معرفة الاسباب التي تحصل بها زكاة النفوس وتزكية النفس. ما هي الامور المؤدية الى ان تكون النفس زكية طاهرة لعلنا ان شاء الله في حلقات آآ درسنا ان نتباحث في هذه الاسباب. لكن نشير الى نماذج منها من ذلك ان يكون المرء حريصا على دفع الزكاة التي هي صدقة يدفعها الانسان كونوا سببا من اسباب قبول الله له وتزكية الله لنفسه. كما قال تعالى خذ من اموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها من الاسباب التي اه تحصل بها تزكية النفوس ان يكون الانسان مطيعا الاوامر الشرعية في الكتاب والسنة. حريصا على الاقتداء بالهدي النبوي الكريم. كما قال جل وعلا كما ارسلنا فيكم رسولا منكم يتلو عليكم اياتنا ويزكيكم وكما قال سبحانه لقد من الله على المؤمنين لقد من الله على المؤمنين اذ بعث فيهم رسولا من انفسهم يتلو عليهم اياته ويزكيهم اي يطهرهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين. وكما قال سبحانه هو الذي بعث في الاميين رسولا منهم يتلو عليهم اياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة. وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين كذلك من اسباب تزكية الانسان لنفسه ان يكون غاظا لبصره فلا ينظر الى ما حرم الله وان يكون حافظا لفرجه كما قال تعالى قل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك ازكى لهم كذلك من اسباب تزكية النفوس الاستئذان عند الدخول الى بيوت الاخرين. واذا قيل للانسان فانه يرجع ولا ولا يكون ذلك غاظا من نفسه. كما قال جل وعلا واذا قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو ازكى لكم كذلك من اسباب حصول التزكية ان يكون المرء حريصا على اداء ما يتقرب به الى الله جل وعلا من الاعمال الصالحة من اسباب التزكية ايضا الحرص على صيانة الاسرة المسلمة بحيث تكون قائمة على اكمل الوجوه ويكون هناك تفاهم بين الزوجين وحرص منهما على الاستمرار في الحياة الزوجية. قال تعالى واذا طلقتم النساء فبلغن اجلهن فلا تعضلوهن ان ينكحن ازواجهن اذا تراضوا بينهم بالمعروف ثم قال تعالى ذلكم ازكى لكم واطهر هناك امور تؤدي الى آآ عكس التزكية فتكون مؤثرة في اجتناب او تكون في ابتعاد التزكية عن الانسان من تلك الامور طاعة النفس فيما تهواه فان الهوى قد يكون من اسباب ابتعاد التزكية عن الانسان. قال تعالى واما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فان الجنة هي المأوى وقال سبحانه يتبعون الا الظن ومات هو الانفس هذا هو الذي اه سماه الله نسيانا من الانسان لنفسه فقال سبحانه ولا تكونوا كالذين نسوا الله فانساهم انفسهم من الامور التي تكون من اسباب تزكية الانسان لنفسه ان يعلم الانسان ان الله جل وعلا مطلع عليه عالم بخفايا نفسه ولذلك قال عن العبد الصالح عيسى عليه السلام نبي الله تعلم ما في نفسي ولا اعلم ما في نفسك انك علام الغيوب وقال تعالى ولقد خلقنا الانسان ونعلم ما توسوس به نفسه وقال تعالى ربكم اعلم بما في نفوسكم وقال سبحانه واعلموا ان الله يعلم ما في انفسكم فاحذروه وكذلك من الاسباب التي تجعل الانسان يكون من اهل تزكية النفوس ان يعلم الانسان بخفايا نفسه وبصفاتها فيتمكن من من معالجته بما يتناسب مع حالها. قال تعالى بل الانسان على نفسه بصيرة ايضا من الاسباب التي تجعل الانسان يزكي نفسه معرفة ان العواقب السيئة انما نتجت من كون الانسان لا يزكي نفسه كما قال تعالى وما اصابك من سيئة فمن نفسك وقال جل وعلا وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم كذلك من الامور التي ينبغي بنا ان نحرص عليها من اجل ان نحصل بها تزكية النفوس اختيار الرفقة الصالحة التي يتعلم الانسان منهم ويكون من اسباب حظه على الاقدام على الطاعة والاعمال الصالحة التي تزكو بها نفسه. ولذلك قال تعالى واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ومن الامور التي ينبغي بنا ان نلتفت اليها من اجل تزكية النفوس ان نبتعد عن الاسباب المؤدية الى خبث النفس وعدم صلاحها وان كان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تقولوا خبثت نفسي ولكن قولوا نقصت لكن ينبغي بنا ان نبتعد عن الاسباب المؤدية الى عدم زكاة النفس وتطهيرها وتزكيتها نعم فمن ذلك مثلا القول الباطل الذي يقول به الانسان ويكون سببا من اسباب جعله يتبنى آآ كلاما خاطئا مخالف بل للشرع فانه حينئذ يكون قد جلب على نفسه سببا من الاسباب التي تبعد عنه تزكية النفس ومن ذلك ايضا كتمان العلم فان المرء اذا كتم العلم الشرعي الذي يتقرب به الى ربه جل وعلا فانه حينئذ يكون من اسباب ابتعاد هذه تزكية النفس كما قال جل وعلا ان الذين يكتمون ما انزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا اولئك ما ياكلون في بطونهم الا النار ولا يكلمهم الله يوم القيامة. ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم فعندما يكتم الانسان ما يعرفه من علوم الشريعة ويقدم عليه النظر في الامور الدنيوية التي قد تكون سببا من اسباب بكتمانه للعلم فان هذا يؤدي الى عدم طهارة نفسه وعدم تزكيتها ومن انواع ذلك يتم الشهادات التي يعلمها الانسان. سواء كان شهادة في تبليغ الدين او شهادة لحق من حقوق الناس. فان لا يؤدي الى عدم تزكية النفس. كما قال تعالى ان الذين يشترون بعهد الله وايمانهم ثمنا قليلا اولئك لا خلاق لهم في الاخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر اليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم فالمقصود اننا ينبغي بنا ان نهتم بهذا الموضوع موضوع تزكية النفس لان له اثارا عظيمة في الدنيا والاخرة وفي لقائنا هذا اه اخذنا عددا من الامور اولها تعريف تزكية النفس تتبين لنا المراد بالتزكية وتبين لنا المراد بالنفس ثم اخذنا ثانيا الاسباب ثم اخذنا ثانيا الاثار المترتبة على تزكية النفس ماذا نستفيد من تزكيتنا لنفوسنا؟ وما ندا نحصل من الخير؟ وما هي الاثار طيبة في الدنيا والاخرة المترتبة على تزكية النفس من رضا رب العالمين ودخول الجنة واستقرار النفس وسكينتها وعدم اضطراب النفوس ونحو ذلك ثم اخذنا نماذج من اه ثم اخذنا انواع النفس الانسانية وبينا ان النفس الواحدة قد تتصف بالصفات الثلاث الطمأنينة اللوامة وكذلك الامارة بالسوء بل ان الانسان في اللحظة الواحدة قد تكون نفسه مطمئنة لخير لكنها لوامة لخير اخر امارة بسوء آآ ثالث فلا يمتنع ان تكون النفس البشرية الواحدة متصفة بالصفات الثلاث ثم اخذنا نماذج من الاسباب المؤدية الى تزكية النفس سواء ما يتعلق باختيار الصحبة الصالحة او التسليم للكتاب والسنة او نشر العلم وبث في الامة او عدم كتمان الشهادات التي شهدها الانسان او بدفع الزكاة او وبأداء الصلوات او بنحو ذلك من الأعمال الصالحة هكذا ايضا درسنا فيما سبق آآ تزكية النفس هل تحصل بسبب من العبد؟ او تحصل بتوفيق من الله؟ قلنا ان الصواب ان تزكية النفس تحصل بالامرين مع وبذلك نكون قد انتهينا من درسنا في هذا اليوم المتعلق بالتأصيل موضوع تزكية النفس ادت باذن الله عز وجل عن بعض هذه الاسباب المؤدية الى تزكية النفس في لقاء اخر. اسأل الله جل وعلا ان يوفقنا واياكم بخيري الدنيا والاخرة وان يجعلنا واياكم من الهداة المهتدين هذا والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين