وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين الحمد لله رب العالمين نحمده على نعمه ونشكره ونثني عليه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فيقول الله جل وعلا ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها. قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها. فتزكية النفس سبب لي للفلاح وتزكية النفس تحصل باسباب كثيرة ذكرنا شيئا منها في محاضراتنا الماظية وفي هذا اليوم ندلف الى سبب اخر من اسباب تزكية النفوس الا وهو الرحمة بعباد الله فان صفة الرحمة من اسباب ورودي من اسباب تزكية النفس. فان الرحمة تتضمن الرأفة والعطف والرقة والود ومحبة وصول الخير للاخرين هذه الرحمة من مقتضى الاخوة الايمانية التي يقول الله جل وعلا عنها انما المؤمنون اخوة وانما جعل الله المؤمنين اخوة ليتعاطفوا ويتراحموا وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى وقد عاب النبي صلى الله عليه وسلم على من لم يتصف بهذه الصفة فقال اواملك ان نزع الله من قلبك رحمة وقال صلى الله عليه وسلم من لا يرحم لا يرحم ولما دمعت عين النبي صلى الله عليه وسلم لما دمعت عين النبي صلى الله عليه وسلم لموت احد اسباطه قال سعد بن عبادة ما هذا يا رسول الله؟ فقال صلى الله عليه وسلم انما هي رحمة جعلها الله في قلوب عباده. وانما يرحم الله من عباده الرحماء وفي الحديث الاخر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تنزعوا الرحمة الا من شقي. وقال صلى الله عليه وسلم الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء وقال جل وعلا واصفا نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم بصفة الرحمة فبما رحمة من الله لنت لهم لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك. وقال تعالى واصفا هذا النبي الكريم بالمؤمنين رؤوف رحيم اي شديد الرأفة والرحمة بهم فهو ارحم بهم من والديهم كما وصف الله جل وعلا نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم بقوله ويؤمن للمؤمنين ورحمة للذين امنوا منكم قال جل وعلا لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم. وكان النبي صلى الله الله عليه وسلم يجلس الحسن واسامة على فخذيه ويقول اللهم ارحمهما فاني ارحمهما. وقد وصف الله جل وعلا اصحاب نبيه محمد صلى الله عليه وسلم فقال عنهم محمد رسول الله والذين معه اشداؤه على الكفار رحماء بينهم واوصى الله جل وعلا المؤمنين بالتواصي بالرحمة. فقال سبحانه وتواصوا بالمرحمة وفي الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس منا من لم يرحم صغيرنا وقد قال الله تعالى في وصف المؤمنين ثم كان من الذين امنوا وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة اي اوصوا فبعضهم بعضا برحمة الخلق مما يثمر اعطاء المحتاج وتعليم الجاهل والقيام بما ايحتاج اليه الاخرون من جميع الوجوه مع مساعدتهم لقضاء مصالحهم الدينية والدنيوية وان بل مرؤ للاخرين ما يحب لنفسه. وان يكره لهم ما يكره لنفسه. وهؤلاء هم الذين وفقهم الله لاقتحام رمي العقبة وفي الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان لله مئة رحمة انزل منها رحمة واحدة بين الجن والانس والوحوش والهوام. فبها يتعاطفون وبها يتراحمون وبها تعطف الوالدة وعلى ولدها والوحش على اولادها وادخر تسعا وتسعين رحمة لنفسه. يرحم بها عباده وفي لفظ البخاري جعل الله مئة جعل الله الرحمة مئة جزء فامسك عنده تسعة وتسعين لا جزءا وانزل في الارض جزءا واحدا فمن ذلك الجزء فمن ذلك الجزء يتراحم الخلق حتى ترفع الفرس حافرها عن ولدها خشية ان تصيبه جاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان النبي صلى الله عليه وسلم قال جاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال امر المؤمنين بالتراحم فيما بينهم قال مالك بن دينار ما ضرب عبد بعقوبة اعظم من قسوة قلب وما غضب وما غضب الله على قوم الا نزع الرحمة من قلوبهم من اسباب من الاسباب المؤدية الى رحمة الى رحمة الناس بعضهم ببعض ان يحب بعضهم بعضا. فمتى احب الناس بعضهم تراحموا وفيما بينهم قال الله جل وعلا ان الذين امنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا ده اي سيلقي بينهم المحبة في حب بعضهم بعضا فيتراحمون بذلك ويتعاطفون بما الله لبعضهم في قلوب بعض من المحبة واذا كان هناك علاقة خاصة بين انسان واخر فان هذا يستدعي محبة ورحمة اعظم من محبة الانسان لمن ليس بينه وبينه علاقة. ومن هنا فان الله جل وعلا قد رغب في وجود بين الاقارب كرحمة الوالد لولده والرحمة بين الزوجين. قال تعالى ومن اياته ان جعل لكم من انفسكم ثم ازواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة. ان في ذلك لايات لقوم يتفكرون وفي بعض الاحيان قد لا يرغب المرحوم وصول الرحمة له ويكرهها. ومع ذلك يستحب للعبد ان يرحم من كان كذلك ولو بايصال ما يكرهه مما ينفعه. مثال هذا قد يرحم العبد غير المسلمين. وان كان غير المسلمين لا يرغبون في الاسلام لكننا من رحمتنا بهم نرغب ان يصل اليهم الاسلام وان يدخلوا في دين الله ولو كانوا غير راغبين في ذلك وكذلك يأمر وهذا مثل امر الوالد لولده. بالتأدب والتعلم رحمة به. وقد يكون ولده كارها لذلك شاقا عليه. كما يلزم الطبيب المريض بتناول الدواء مع كراهته له وذلك ان الطبيب قد يرحم المريض ويأمل في شفاءه فيأمره بما لا ترغب به نفسه ولابقاء التراحم بين المؤمنين نهت الشريعة عن ان يؤذي المسلم اخوانه المسلمين. قال الا والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا واثما مبينا ان تعاليم الشريعة الاسلامية كلها رحمة للخلق اجمعين. قال تعالى وما ارسلناك الا رحمة للعالمين وفي الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انا لم نبعث طعانين ولا لعانين ولكن بعثنا رحمة للعالمين وورد انما انا رحمة مهداة انما انا رحمة مهداة. ومن هنا احسن النبي صلى الله عليه وسلم ما للخلق اجمعين ومن جملة ذلك الرحم الخلق بتعليمهم وارشادهم وبيان ما ينفعهم وما يضر ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم رحمة على الناس على كل احد بحسب بحسبه. حتى المكذبين به هو له هو لهم فيه. هو في حقهم رحمة. ولهذا لما قال ملك الجبال دعني اطبق عليهم الاخشبي الاخشبين. قال لعل الله ان يخرج من اصلابهم من يعبد الله وحده ومما يتعلق بهذا ويكون من اسباب تحصيل زكاء النفوس ان يتمنى المرء للاخرين الخير وما يصلح احوالهم فان الشريعة قد امرت المؤمنين بتمني الخير لجميع الخلق وخصوصا المؤمنين ويدخل في ذلك ان يتمنى المرء لغيره الهداية لدين الاسلام. والتمسك بشعائره والتزام احكامه. ويدخل في ذلك تمني اصول الجميع على منافع الدنيا وثمراتها. وخصوصا مع المؤمنين. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه. وفي لفظ لا يبلغ العبد حقيقة الايمان حتى يحب للناس ما يحب لنفسه وليس هذا خاصا بالمؤمنين. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم من احب منكم ان يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتدركه ومنيته وهو مؤمن بالله واليوم الاخر. وليأتي الى الناس الذي يحب ان يؤتى اليه فان قال قائل كيف يشمل هذا الكافرين؟ قيل ان الشريعة قد امرت بالاحسان اليهم بالافعال وقال تعالى ولا تزال تطلع على خائنة منهم الا قليلا منهم فاعف عنهم واصفع واصفح ان الله يحب المحسنين فمع علمنا بانهم قد يسيئون الينا الا اننا نتقرب الى الله برغبتنا في الاحسان اليهم وفي جعلهم لا يتمكنون من ايصال الضر والشر بالاخرين. وهذا معنى اعظم من مجرد تمني الخير وقد ورد في الحديث في كل رطبة في كل كبد رطبة اجر. والله تعالى يقول ان الله يأمر بالعدل والاحسان وهذا عام مع الجميع لكن ليعلم بان من محبة وصول الخير لهم ان نتمنى عدم تمكنهم من الصد عن دين الله ومن ذلك كأن نتمنى عدم قدرتهم على ايذاء الناس ومنهم المؤمنون. فان هذا خير لهم. اذ هو يقلل من سيئاتهم وبهذا يحصل الفرق بين المؤمنين وغيرهم. قال تعالى ما يود الذين كفروا من اهل الكتاب والمشركين ان نزل عليكم من خير من ربكم. والله يختص برحمته من يشاء. وقال سبحانه ود كثير من اهل الكتاب لو يردون فكن من بعد ايمانكم كفارا حسدا من عند انفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره ومما يقابل ذلك ان الشريعة حذرت من ان يتمنى الانسان الشر والظرر لغيره. او يتمنى زوال النعم التي هم فيها. مما يسمى الحسد فان الحسد تمني زوال النعم عن اهلها وجاء في سنن ابي داوود ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اياكم والحسد فان الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار حطب وقد عاب الله جل وعلا على الحاسدين. فقال سبحانه ان يحسدون الناس على ما اتاهم الله من فضله. فقد اتينا على ابراهيم الكتاب والحكمة واتينهم ملكا عظيما وفي الحديث الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ولا تنافسوا ولا تحاسدوا. وجاء في الصحيح ايضا ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما الفقر اخشى عليكم؟ ولكن اخشى عليكم ان تبسط الدنيا عليكم كما بسطت على من كان قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها فتهلككم كما اهلكتهم وقال تعالى ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن واسألوا الله من فضله ان الله كان بكل شيء علي ما ومن اعظم ما يدفع العبد به عن نفسه صفة الحسد ان يلتجئ الى الله بالدعاء والتضرع جاء ان يبعد عنه هذه الصفة وان يبعد عنه شر الحاسدين فان النبي صلى الله عليه وسلم قد استعاذ من الحسد وقال دب اليكم داو الامم قبلكم الحسد والبغض ظاء وينبغي بالانسان ايضا ان يتحذر ان يفعل الافعال التي تجنبه اثار حسد الاخرين فان الله تعالى قال ومن شر حاسد اذا حسد. وكان النبي صلى الله عليه وسلم اذا رقى مريظا او انسانا قال بسم الله ارقيك من كل شيء يؤذيك من شر كل نفس او عين حاسد الله يشفيك فان الحسد يفسد الدين ويضعف اليقين ويذهب المروءة ويتمكن المحسود من دفع ضرر الحاسد عنه بالتعوذ بالله من شره وبتقوى الله فان من اتقى الله حفظه وهو احفظ الله يحفظك ويكون بالاقبال على الله عملا واخلاصا فيجنبه شر الحاسدين ومن الطرق التي يدفع الانسان بها شر الحاسدين ان يتوكل على رب العالمين وان يعتمد عليه سبحانه في دفع شرهم فالله فمن توكل على الله فهو حسبه. ويكون من ومن طرق دفع حسد الحاسدين ان يصبر المرء على حسدهم وكيدهم وان يعرض عمن اذاه والا يشتغل قلبه بذكرهم و من طرق دفع الانسان الحسد واثاره عن نفسه ان يلازم التوبة الى الله من الذنوب التي قد يسلط دووا عليه بسببها. ومن طرق دفع حسد الحاسدين الصدقة والاحسان. وخصوصا الاحسان الى اسد لان ذلك يطفئ حسده قال معاوية رضي الله عنه ليس في خصال الشر اعدل من الحسد يقتل الحاسد قبل ان يصل الى المحسود وقال ابو الدرداء رضي الله عنه ما اكثر عبد ذكر الموت الا قل فرحه وقل حسده وقال الحسن يا ابن ادم لما تحسد اخاك فان كان الذي اعطاه فان كان الذي اعطاه لكرامته عليه فلم تحسد من اكرمه الله وان كان غير ذلك فلما تحسد من مصيره الى النار وقال بعضهم الحاسد مغتاظ على من لا ذنب له. بخيل بما لا يملكه. طالب لما لا يجده وقد امرت الشريعة بالصبر على حسد الحاسدين. ونهت الشريعة عن الغل وهو يظمار الشر للاخر قرين وكان من دعاء المؤمنين ربنا لا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم ومن اسباب تزكية النفوس ايضا ان يوجد بين المؤمنين محبة ايمانية يحب بعضهم بعض والمحبة الايمانية تكون ان يتقرب العبد الى ربه جل وعلا بمودة اخوانه يفرح بلقائهم ويستبشر برؤيتهم ويسر بوصول الخير اليهم ويتعاون معهم فيما يعود بالنفع والخير على الجميع. وفي صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان رجلا زار اخا له في قرية اخرى فارشد الله على مدرجته اي على طريقه ملكا. فلما اتى عليه قال اين تريد؟ قال اريد اخلي في هذه القرية قال هل لك من نعمة تردها عليه؟ قال لا غير اني احببته في الله. قال فاني رسول الله اليك بان الله قد حبك كما احببته الالفة التي تؤدي الى الاخوة الايمانية من اعظم القربات التي يتقرب بها المؤمن الى ربه. الاخوة ينطلق منها حسن العشرة الصحبة. جاء في مسند الامام احمد ان النبي صلى الله عليه وسلم قال المؤمن مألفة المؤمن مألفة ولا خير فيمن لا يألف ولا يلف وجايض في الحديث في صحيح مسلم في بيان عظم اجر المحبة في الله لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا. ولا تؤمنوا حتى تحابوا. اولا ادلكم على شيء اذا فعلتموه تحاببتم؟ افشوا السلام بينكم من اسباب ايجاد المحبة في قلوب المؤمنين ان يهدي بعضهم لبعض فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم تهادوا تحابوا جاء عند الطبراني مرفوعة ثلاث يصفين لك ود اخيك تسلم عليه اذا لقيته وتوسع له في المجلس وتدعوه باحب اسمائه اليه من اسباب ايراد المحبة لنفوس الناس ان يعلم العبد عظم الاجر المرتب على المحبة احبتي لله جاء في سنن ابي داوود افضل الاعمال الحب في الله والبغظ في الله. وفيه عن عمران النبي صلى الله عليه وسلم كما قال ان من عباد الله لاناس ما هم بانبياء ولا شهداء يغبطهم الانبياء والشهداء يوم القيامة بمكانتهم من الله جل وعلا قالوا من هم يا رسول الله؟ قالوا من هم يا رسول الله؟ قال هم قوم تحابوا في الله قوم تحابوا بروح الله على غير ارحام بينهم. ولا اموال يتعاطونها فوالله فوالله ان على وجوههم النور يوم القيامة ولا يخافون اذا خاف الناس ولا يحزنون اذا حزن الناس جاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال وجبت محبتي للمتحابين في والمتزاورين في والمتجالسين في والمتباذلين في قال ابن عباس رضي الله عنهما لم نرى مثل تقارب القلوب محبة المؤمنين بعضهم لبعض توجد حلاوة الايمان في القلب كما في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الايمان. ان يكون الله ورسوله احب به مما سواهما وان يحب المرء لا يحبه الا لله وان يكره ان يعود في الكفر كما يكره ان يقذف في النار محبة المؤمنين لبعضهم من اسباب كونهم من اسباب كونهم يستظلون يستظلون في يوم القيامة حين تدنو الشمس من الرؤوس ويلج العرق ببعض العباد كما في اه الحديث سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله. وذكر منهم رجلين تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه وجاء في الحديث الاخر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول الله عز وجل يوم القيامة اين المتحابون بجلالي يوم اظلهم في ظلي يوم لا ظل الا ظلي. وفي الترمذي بسند جيد قال الله والمتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء المحبة في الله يترتب عليها اجور عظيمة وثواب كبير والمحبة في الله هذه نعمة من الله عز وجل لبعض عباده فقد قال الله تعالى واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم داعا فالف بين قلوبكم فاصبحتم بنعمته اخوانا. وقال جل وعلا وان يريدوا ان يخدعوك فان حسبك الله هو الذي ايدك بنصره وبالمؤمنين. والف بين قلوبهم لو انفقت ما في الارض جميعا ما الفت بين قلوبهم. ولكن الله الف بين بينهم انه عزيز حكيم رغب الله جل وعلا في عدد من الاعمال التي تؤدي الى محبة المؤمنين بعضهم لبعض. ومن ذلك ان المرء اذا وجد تنازعا بين بعض لاخوانه فانه يستحب له استحبابا مؤكدا ان يصلح بينهم. قال تعالى لا خير في كثير منا لا خير في كثير منا فجواهم الا من امر بصدقة او معروف او اصلاح بين الناس. ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه اجرا عظيما الشيطان يحرص على ايقاع العداوة بين المؤمنين. لينفر بعضهم من بعض وليكونوا متعادين. يبغض بعضهم بعضا ولذلك حذر الله جل وعلا من هذا العدو ان يستجيبوا له فيكونوا من المتباغظين. قال تعالى انما يريد الشيطان ان يوقع بينكم والعداوة والبغضاء في الخمر والميسر. ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل انتم منتهون؟ وقال سبحانه وقل لعبادي اولو التي هي احسن ان الشيطان ينزغ بينهم ان الشيطان كان للانسان عدوا مبينا. يقول النبي صلى الله عليه وسلم محذرا من من التباغظ والتنافر وعدم المحبة لا تباغظوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله اخوانا لا يحل ان يهجر اخاه المسلم فوق ثلاث نعمة المحبة منة من الله جل وعلا وهبة منه سبحانه. ولذا يحسن بنا ان ندعو الله ان يصلح ذات بيننا وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم اصحابه ان يدعوا فيقول اللهم اصلح ذات بيننا والف بين قلوبنا المحبة الايمانية تزيد في تماسك المسلمين وتآلفهم واجتماعهم ووقوفهم مع بعض تجعل بعظهم يعين الاخر على الخير وبذلك تسلم قلوبهم وتطمئن نفوسهم وتزكى وتزكو هذه النفوس ويرضى عنه رب العزة ومن مقتضى المحبة الايمانية محبة وصول الخير للاخرين كما في الصحيح لا يحب لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه. ومن اسباب زوال المحبة الايمانية ترك الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فان بني اسرائيل اول ما وقع فيهم النقص ان الرجل كان يراه يرى اخاه على الزم فينهاه عنه فاذا كان من الغد لم يمنعه ما رأى ان يكون اكيله وشريبه وخليطه يعني على حال ارتكابه ذات تلك المعصية فضرب الله قلوب بعضهم ببعض. نسأل الله جل وعلا ان يجعلنا واياكم من المتحابين فيه كما نسأله سبحانه وتعالى الخير لجميع الخلق اجمعين هذا والله اعلم