ثم قال ايظا وتشريع حد الردة من حفظ الدين فانه لو جاز لكل من دخل في الاسلام ان يخرج منه متى ما شاء لهلك الدين ولذلك الاصل الذي يقف وراء حد الردة هو المحافظة على الدين. المحافظة على الدين واحترام الدين وتعظيم الدين وبعث الرغبة الكبيرة في قلب من تسول له نفسه وشيطانه ان يتراجع عن الدين ويرتد فان قلت ولماذا اليهود لا يفعلون ذلك والنصارى لا يفعلون ذلك؟ فان النصراني واليهودي اذا اراد ان يخرج خرج من غير قتل نقول لبطلان دينهم اما الدين الحق فانه ليس لكل احد دخل فيه طواعية واختيارا ان يخرج منه طواعية واختيارا لا فان قلت وكيف نفعل بقول الله عز وجل فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر نقول قيل من باب التهديد لا من باب حقيقة التخيير كقولك لولدك انا بينت لك الحق فان شئت فخذه وان شئت فدعه. هل يخيره او يهدده؟ يهدده فان قلت وكيف نفعل بقول الله عز وجل لا اكراه في الدين فنقول لا اكراه دخولا لا بقاء اما في دائرة البقاء فلا حق لك. يجب عليك فرض عين ان تبقى حتى تموت على الاسلام فان من سولت له نفسه ان يخرج فليس له عندنا الا ان يستتاب ثلاثا. فان تاب والا قتل. وعلى ذلك قول الله قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث من بدل دينه فاقتلوه من بدل دينه فاقتلوه. لماذا؟ من باب حفظ الدين. ومن باب اعانة النفس الفاترة الكسولة عن البقاء في الاسلام حتى تبقى. ولقد عجب النبي صلى الله عليه وسلم من قوم رآهم يسحبون الى الجنة بالسلاسل. فهو يريد ان يخرج من ولكن يعلم ان بخروجه القتل. فلذلك يبقى في الاسلام يبقى في الاسلام ويبقى في دائرة التشريع. ويبقى يعبد الله عز وجل فلربما يموت على شيء ولو كان عنده شيء من الكراهية الا ان كراهية لا توجب له النار الوجوب المطلق وانما تجعله في مصاف اصحاب الكبائر فهؤلاء قوم يسحبون الى الى النار سحبا بالسلاسل يسحبون الى الجنة عفوا بالسلاسل اصبت انت واخطأت انا. جزاك الله خيرا يا شيخ فاذا جميع ما ذكره الناظم من هذه الفروع انما يقف وراءه خدمة مقصود الدين. والله اعلم