السلام عليكم من غريب افعال القرآن الكريم ادارأتم في قول الله تعالى عن بني اسرائيل واذ قتلتم نفسا فادارأتم فيها والله مخرج ما كنتم تكتمون. فما تصريفه وما معناه؟ لاحظوا معي قلت لكم سابقا ان ابنية الافعال عند الصرفيين كالانية الفارغة نضع فيها ما نشاء. من ابنية الفعل الماضي تفاعلت التاء ثابتة والالف ثابتة والفاء والعين واللام فارغة نضع فيها ما شئنا من المعاني من نازل سنقول تنازل من قاتلة سنقول تقاتل من دارك سنقول تداركا من جاد لا سنقول تجادل من ضاف نقول تضافرا وهكذا. اذا اردنا ان نبني تفاعل من الفعل دار بمعنى دفع سنقول تدارأ بزيادة التاء في اوله وهي مفتوحة وبزيادة الالف ثالثة بين الدال والراء فنقول تدارأ. ومن العرب من قالت تدارأ عند بناء تفاعلا من دار وهذا هو الاصل. ولكن من العرب من استثقل آآ تجاور التاء والدال بهما في المخرج والصفات فاراد ان يدغم التاء في الدال فابدل هذه التاء دالا فاصبحت الكلمة ده دار. وهذه المرحلة في خيال الصرفيين ولم يتفوه بها العربي. لذلك نقول اراد ان يدغم التاء في الدال فابدل التاء دالا فقال ددارا. هذه الدال المبدلة من التاء توحى وحتى ندغمها لابد من اسكانها. لذلك حذفنا هذه الحركة فاصبحت الدال ساكنة. لا نستطيع الان ان ان ننطق الكلمة لانها مبدوءة بساكن فاستجلبنا همزة الوصل وهي مكسورة لنستعين بها على النطق بالساكن. فاصبح عندي الان دال متحركة. وقبلها دال ساكنة. وهمزة اصل جاهزة لنستعين بها على النطق. فنقول الان اذا رأى بادغام الدال في قال ادا رأى فمن العرب من قال تدارأ وهذا هو الاصل ومن العرب من قال ادا رأى. العلماء قالوا سنسمي هذه اللغة لغة الاظهار لماذا الاظهار؟ لان التاء ظاهرة والداء ظاهرة وسنسمي هذه اللغة لغة الادغام لماذا الادغام؟ لان ادغمنا الدال في الدال فجئنا بدل مشددة. فقلنا ادا رأى خرج العلماء من استقراء كلام العرب بقاعدة صرفية. القاعدة تقول العرب اذا بنت تفاعل من الفعل للثلاثي المبدوء بالدال فلها لغتان. اللغة الاولى الاظهار وهي الاصل واللغة الثانية الادغام وهي الفرع من درأ العرب تقول تدارأ وادارأ من دابا را على سبيل المثال العرب تقول تدابر دابر من دحر تداحر واداحر من درسا تدارس واتدارسا من دفع تدافع ودافع من يدول تداول وتداول وقس على ذلك. اذا ادا رأى هي لغة الادغام من تدارأ تدارأ وادارأ هي تفاعل من الفعل درأ. هذا هو تصريف هذا الفعل القرآني فما معناه معناه من درأ يعني دفع اذا تدارأتم تدافعتم واذ قتلتم نفسا فادارأتم فيها اي فتدافعتم الاتهام فيها. كل فريق يدفع التهمة عن نفسه. طيب يأتي السؤال الان لماذا استعمل القرآن اذ دارأ ولم يستعمل تدارأ. يظهر لي ان التعبير القرآني فضل ادارأ على تدارأ لان هذا التشديد الذي في لفظه يتناسب مع شدة حرص كل فريق منهم على دفع التهمة عنه فكل حريص على هذا الدفع وهذا يبين شدة التدافع فشدة التدافع يناسبها هذا التشديد الذي في لفظ ادا رأى والله تعالى اعلم بمراده