السلام عليكم من غريب افعال القرآن الكريم اداركوا في قول الله تعالى عن اهل النار اجارني الله واياكم منه ها حتى اذا اداركوا فيها جميعا. قالت اخراهم لاولاهم ربنا هؤلاء اضلونا فاتهم عذابا ضعفا من النار وادارك في قول الله تعالى عن المشككين في الاخرة ومنكري البعث بل الدارك علمهم في الاخرة بل هم في شك منها بل هم منها عمون. فما تصريفه وما معناه؟ لاحظوا معي. قلت لكم ان ابنيتي كالافعال عند الصرفيين كالانية الفارغة. نضع فيها ما نشاء. من ابنية الفعل الماضي تفاعلا. التاء والالف ثابتة. اما الفاء والعين واللام فهي فارغة. ونضع فيها ما نشاء من المعاني حسب حاجتنا فعلى سبيل المثال من لا حاق نقول تلاحق نافا سا تنافسا قا فاز شارك تشارك لا عاب تلاعب وقس على ذلك. عند بناء تفاعلا من الفعل الثلاثي دا راء كا سنقول لاحظوا هذه التاء الزائدة وهي مفتوحة الدال التي تقابل الفاء مفتوحة ثم نزيد الالف الراء التي تقابل العين مفتوحة الكاف التي تقابل اللام مفتوحة تداركا. العرب قالت تداركا. والعلماء سموا هذه اللغة من لغات العرب لغة الاظهار. لماذا؟ لان اظهرنا فيها التاء واظهرنا فيها الدال من العرب من استثقل تجاور التاء والدال لما بينهما من تقارب شديد فاراد ان يدغم التاء في الدال. وهذا يقتضي ان نبدل هذه التاء دالا. لذلك ستصبح الكلمة على هذه صورة وهي غير منطوقة. وانما نذكرها للتعليم. دا دا ركاء. الهدف هو ادغام كاف الدال وهذه التاء ابدلناها دالا فلابد من اسكانها. لذلك سنحذف هذه الحركة وستصبح الكلمة بهذا مبدوءة بساكن. اذا لابد من الاستعانة بهمزة الوصل. لان همزة الوصل يستعان بها على النطق بالساكن في بداية الكلمة. لاحظوا معي عندي هنا دال متحركة. وقبلها دال ساكنة واستجلبنا همزة الوصل سندغم الان فنقول ادارك بتشديد الدال هذه اللغة الدارك سماها العلماء لغة الادغام وخلصوا الى استنتاج هذا الاستنتاج هو ان العرب اذا بنى التفاعل من الفعل الثلاثي المبدوء بدل فلها لغتان اللغة الاولى الاظهار واللغة الثانية الادغام فمن داراكا على لغة الاظهار نقول تداركا وعلى لغة الادغام نقول اداركا وهذا الذي فعلناه مع دارك نفعله عند بناء تفاعل من اي فعل ثلاثي مبدوء بدال فمن دا با راء على سبيل المثال على لغة الاظهار سنقول تدابر وعلى لغة الادغام ادابر من دا حارة على لغة الاظهار تداحر وعلى لغة الادغام اداحر من دار سا على لغة الاظهار تدارس وعلى لغة الادغام اذ دارس من دافع على لغة الاظهار تدافع وعلى لغة الادغام دعا من دال يدول سنقول على لغة الاظهار تداول وسنقول على لغة الادغام ادا ولا وقس على ذلك. اذا نقول الان ادارك في قول الله تعالى حتى اذا اداركوا فيها جميعا. وادارك في قول الله تعالى بل ادارك علمهم في الاخرة هي تفاعل على لغة الادغام لان العرب اذا بنت تفاعل من الفعل الثلاثي المبدوء بالدال فلها لغتان لغة الاظهار ولغة وهذا الفعل القرآني جاء على لغة الادغام عند بناء تفاعل من الفعل الثلاثي ترك. هذا هو التصريف فما المعنى؟ نقول معنى اداركوا تلاحقوا. فالمراد في قوله لله تعالى حتى اذا اداركوا فيها جميعا. اي حتى اذا تلاحقوا فيها جميعا حتى كلهم. اذا هي بمعنى تلاحقوا حتى استوفتهم جميعا اجارني الله واياكم منها وفي قول الله تعالى بل ادارك علمهم في الاخرة اي تلاحق علمهم حتى اكتمل. فهم في الدنيا كانوا يشككون هنا في البعث وفي الاخرة فلما بعثوا ورأوا مشاهد الاخرة باعينهم ووجدوا ما وعدهم الله الاحق صدموا بهذه الحقيقة الصادمة واكتمل علمهم. لذلك ناسب ان يعبر القرآن الكريم عن هذين الموقفين الشديدين العصيبين اجارني الله واياكم منهما بهذا الفعل الشديد حتى اذا ادهركوا في النار بل ادارك علمهم. فالمناسبة بين شدة هذا اللفظ وبين شدة والضيق والكرب الحاصل في هذين الموقفين في غاية الجلاء والوضوح هذا ما ظهر لي والله تعالى اعلم بمراده