رأتيني معا والله تعالى اعلم بمراده السلام عليكم من غريب افعال القرآن الكريم يسمعون. في قول الله تعالى عن مردة الشياطين لا يستمعون الى الملأ الاعلى ويقذفون من كل جانب. فما تصريفه وما معناه؟ تأملوا معي. قلت لكم ان ابنية عالي في العربية كالانية الفارغة نضع فيها ما نشاء ومن ابنية الفعل الماضي تفعلا التاء ثابتة وتضعيف العين ثابت. اما الفاء والعين واللام فهي فارغة. نضع فيها ما نشاء من المعاني حسب حاجتنا فعلى سبيل المثال من باساما سنقول تبسم من را صاد سنقول ترصد من صاد قا سنقول تصدق منها رابا سنقول تهرب من ناعا ما سنقول تنعم وقيسوا على ذلك. فاذا بنينا اتفعل من ساء ماء عاء فسنضع السين في مقابل الفاء ونضع الميم في مقابل العين ونضع العين ان في مقابل اللام ثم نأتي بالتاء الزائدة ونظعف الميم التي تقابل العين فنقول تسمعا العرب قالت تسمعا ولكن بعض العرب استثقل تجاور التاء والسين لما بينهما من تقارب في المخرج فاراد ان يدغم التاء في السين وهذا يقتضي ابدال هذه التاء سيناء فاصبحت الكلمة على هذه الصورة غير المنطوقة وانما نذكرها للتعليم. انتقلت من تسمع الى تسمع. ابدلت هذه التاء دينا الهدف هو ادغام التاء في السين. اذا الهدف هو اضغام هذه السين في هذه السين. السين الاولى متحركة فلا بد من تهيئتها للادغام بحذف حركتها. اذا حذفت حركتها ستصبح ساكن نعم اذا الكلمة الان اصبحت مبدوءة بساكن فلا بد من استجلاب همزة الوصل للاستعانة بها على نطقي بالساكن. الان عندي هنا سين متحركة. وقبلها سين ساكنة. وهمزة الوصل جاهزة لتعيننا على النطق بالساكن لذلك ندغم الان فنقول السماعة. اذا العرب في بناء تفعل من لها مذهبان. المذهب الاول تسمع والمذهب الثاني سمع العلماء سموا هذه اللغة لغة الاظهار. لماذا؟ لان اظهرن التا واظهرن السين. وسموا هذه لغة لغة الادغام. لماذا؟ لان ادغمنا التاء في السين وهذا اقتضى مجموعة من التغييرات هي ابدال التائسين ثم اسكانها ثم استجلاب همزة الوصل ثم الادغام. وما فعلته العرب في آآ بناء تفعل من ساء ماء عاء فعلته في بناء تفعل من كل فعل ثلاثي يبدأ بالسين فعلى سبيل المثال من ساحر على لغة الاظهار نقول تسحرا وعلى لغة الادغام نقول السحرة من سبابا التي هي سبا الفعل المظعف نقول على لغة الاظهار تسبب وعلى لغة الادغام سبب من سخط نقول على لغة الاظهار تسخط وعلى لغة الادغام اذ سخط من سالا طا على لغة الاظهار تسلط وعلى لغة الادغام اذ سلط من سالا قا على لغة الاظهار تسلق وعلى لغة الادغام اذ سلق وقيسوا على ذلك. الان سنبني الفعل المضارع لانا نتحدث عن هذا الفعل القرآن وهو مضارع. سنبني الفعل المضارع من سمع ومن تسمع ومن اسمع. سنقول سمع يسمع تسمع يتسمع اذ سمع يسمع فاذا اسندنا هذا الفعل الى واو الجماعة اتينا بالنون لان ثبوت النون هو الحالة الاصلية بالفعل المضارع حين يكون من الامثلة الخمسة. اذا سنقول هنا يسمعون. هنا يتسمعون هنا يسمعون بالعودة الان الى الفعل القرآني نقول فيه قراءتان القراءة الاولى يسمعون يسمعون يسمع في قراءة يسمعون هو الفعل المضارع من سمع. والقراءة الثانية يسمعون يسمع في السماعون هو الفعل المضارع من الفعل السماعة. والسماعة اصله تسمع هو تفعل من السمع هذه هي الناحية الصرفية لهذا الفعل القرآني. اما من حيث المعنى فهي تعود الى السماء ولكن السؤال الان هل لهاتين القراءتين معا دلالة؟ هنا يسمعون خفيفة وهنا يسمعون الى يظهروا لي ان لهاتين القراءتين معا دلالة. فالمراد هو استغراق النفي نفي السماء عن مردة الشياطين. فهم لا يسمعون ولا يتسمعون. لذلك في هاتين القراءتين معا دلالة على استغراق هذا النفي لذلك لا سماع مهما بذلوا من جهد ما تكلفوا ومهما حرصوا لذلك لن يسمعوا ولن يسمعوا حتى من استطاع منهم ان يخطف الخطف فان الملائكة تتبعه شهابا ثاقبا. لذلك قال الله تعالى انهم عن سمعي لمعزولون. اذا هم معزولون عن السمع فناسب ان يكون في هذه الاية آآ هاتان القراءتان. القراءة الخفيفة والقراءة الثقيلة لا يسمعون ولا يستمعون. القراءة سنة متبعة وصلتنا بالرواية وهذه المعاني هي اجتهاد من المتدبر. لذلك هذا ما ظهر لي في هاتين