نقول ان المواطنة كلمة مشتقة من الواو والطاء والنون وطن وتوطين النفس معناه عند العرب تمهيدها وتوطن الشيء تمهده ووطنه على الامر اظمر فعله معه وواطأه ووافقه ورضي به والموطن كل مكان اقام به الانسان لامر والمجلس يسمى الموطن وجمعه مواطن كمجالس ومنه الحديث المشهور نهى ان يوطن الرجل في المكان بالمسجد كما يوطن البعير اي ان يألف مكانا معلوما مخصوصا به يصلى يصلي فيه كالبعير لا يأوي من عطن الا الى مبرك قد اوطنه واتخذه مناخا وان المواطنة مفاعلة الانسان حينما نأمره ببر الوالدين لان الوالدان لان الوالدين قد بذل امورا عظيمة حتى يكون من الولد بر في المقابل والمواطنة مفاعلة وجد من الارض التي انت عليها من اسرتك من مجتمعك من ولاة امرك وجد منهم شيء لك من تربية وتعليم وامن وسكن وفي مقابل ذلك ما هي الامور التي انت يجب ان تتفاعل معها لا ريب ان المواطنة الصالحة كما يقول بعض اهل العلم المواطنة هي معناه ان الانسان يتفاعل مع اهل المجتمع الذي هو يعيش معهم في المكان الذي هو استوطن فكلمة المواطنة استخدمها المعاصرون لمعنى جديد لا ريب ان هذا المعنى الجديد لابد ان يكون له جذور في المنحى اللغوي والا كان اعجميا وحينما نحن ننظر الى التعاريف الاصطلاحية للمواطنة نجد ان بينها بينها تباينا شاسعا وذلك بناء على تعريفات المعرفين وهنا ينبغي ان نلحظ ان التعريفات الاصطلاحية حينما تصدر من اناس ليس لهم خلفيات شرعية فانهم ربما يعرفونها بتعريفات من عندهم وحينما يعرف المواطنة اناس عندهم انتماءات شخصية او حزبية او فئوية فربما يعرفونها بناء على ما عندهم اما من يرى وجوب الاجتماع في الدين على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم من يرى وجوب السمع والطاعة ولولاة امر المسلمين اينما كانوا فلا ريب انهم سيعرفون هذه الكلمة بتعريف لا يخالف مراد الشرع ويكون مؤديا المعنى الذي من اجله قد عرف عليه لذلك ايها الاخوة احسن ما قيل في المواطنة بالتعريفات الموافقة للشرع ان معناها قيام الفرد بحقوق وطنه المشروعة في الاسلام هذا احسن ما قيل في المواطنة قيام الفرض بحقوق وطنه المشروعة في الاسلام. المواطنة فطرة لا يمكن التخلص منها قد جاء في نصوص الشرع نسبة الناس الى بلدانهم والى اراضيهم. قال الله جل وعلا في القرآن والى مدين اخاهم شعيبا فنسبهم الى مدين ونسب شعيبا اليهم في اخوة الارظ. وقال جل وعلا كذب اصحاب الحجر المرسلين فنسبهم الى موطنهم وبلدتهم. قال صلى الله عليه واله وسلم اتاكم اهل اليمن فنسبهم الى ارضهم ونحو ذلك من النصوص نصوص