بالاخرى انه ولي ذلك والقادر عليه. وصلى الله وسلم وبارك على عبد الله ورسوله وصفيه وخليل نبينا محمد وعلى اله واصحابه وعلى على اتباعه باحسان الى يوم الدين الكثير بالغرق في بلاد ليبيا سبع الاعاصير والامطار والفيضانات والمصائب التي تصيب المسلم على احوال ثلاثة الاحوال الاولى ان تكون المصائب والامراض والهموم عقوبة عقوبة على ظلم الانسان ومعاصيه كما قال الله تعالى وما ابصابكم من مصيبة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه والتابعين لهم باحسان الى يوم الدين. هذه تعزية للمصابين في بلاد المغرب من الزلزال والمصابين في بلاد ليبيا من الاعاصير والامطار والفيضانات الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه اما بعد فانما نزل في بلاد المغرب من الزلازل وما نزل في بلاد ليبيا من العصير والابطال والفيضانات من المصائب التي كتبها الله تعالى وقدرها. وله الحكمة سبحانه وتعالى فيما يخلقه ويقدره. فانه الحكيم العليم كما قال الله تعالى حكمة بالغة وقال ان ربك حكيم عليم. وقد وافت المنية العدد الكثير بسبب الزلزال والهدم في المغرب. ووافت المنية العدد فبما كسبت ايديكم ويعفو عن كثير قال تعالى ما اصابك من حسنة فمن الله وما اصابك من سيئة فبنفسك الحال الثانية ان تكون تكفيرا للسيئات. ان تكون تكفيرا للسيئات كما قال الله تعالى ما اصاب من مصيبة الا باذن الله ومن يؤمن بالله يهدي قلبه. قال علقمة والرجل تصيبه مصيبة. في علم انها من عند الله فيرضى ويسلم. يعني ان الصابر المصيبة موعود بهداية القلب وبذلك يحصل على على سعادة الدنيا والاخرة الحالة الثانية ان تكون رفعا لدرجاتك كما جاء الحديث ان المسلم ترفع له الدرجة لا يبلغها بعمل فيقدر الله عليه بعض المصائب فيبلغها هذه المنزلة وقول الله تعالى باذن الله يعني باذن الله كما اصاب المسلم الا باذن الله يعني باذن الله الكوني القدري قال تعالى ما اصاب مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأها فهذه المصائب كلها مقدرة وقال النبي صلى الله عليه وسلم ان عظم الجزاء من عظم البلاء وان الله تعالى اذا احب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط وعن انس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا اراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة في الدنيا واذا اراد بعبده الشر امسك عنه بذنبه حتى يوافى به يوم القيامة ونحن نعزي اخواننا المسلمين المصابين بالزلزال في المغرب واخواننا المسلمين المصابين في ليبيا بالاعاصير والامطار. ونسأل الله ان يجبر مصابهم وان يغفر لموتاهم وان يشفي مرضاهم وان يأجر احيائهم ويثيبهم وان يحسن العاقبة لهم ويلهمهم الصبر والسلوان. اما الاموات منهم فانه يرجى لمن مات من المسلمين في زلزال ان يكون شهيدا. وان يكون من اصحاب الهدم الذين عدهم النبي صلى الله عليه وسلم من الشهداء كما يرجى ايضا لمن مات من المسلمين في الامطار والاعاصير والفيضنة بالغرق ان يكون شهيدا من الذين عدهم النبي صلى الله عليه وسلم من الشهداء فان اعد الغرق من الشهداء واما الاحياء فان الواجب عليهم اولا الايمان بالله تعالى. والتسليم لقضاء الله وقدره وثانيا ان نقول كل واحد منهم انا لله وانا اليه راجعون. مع اعتقاد معناها من ان قائلها عبد لله يتصرف فيه كيف يشاء. بمقتضى علمه وحكمته وهو اليه راجع للبعث والجزاء. ثالثا ان نصبر على المصيبة فيحبس نفسه على الجزع والهلع ويحبس لسانه عن التشكي ويحبس جوارحه عما يغضب الله من لطم او شق او عدوان او غير ذلك. رابعا ان يحسن الظن بالله تعالى وان يعلم ان هذه المصيبة من الله وانها بقضاء الله وقدره وان الله له الحكمة البالغة في تقديرها وان الله عادل لا يجور خامسا الحذر من التسخط لقضاء الله وقدره وسادسا الحذر من الظنون السيئة بالله تعالى. مثل ان يظن ان ما وقع ليس بعلم الله وقدرته. او ان الله هذا يعلمه حتى يقع فان كلا من الامرين كفر وضلال وتكذيب للقدر الذي علمه الله وكتبه وقضاه وقدره. فالايمان بالقدر اصل من اصول الايمان. وقد قال الله او تعالى وكل شيء احسنه في امام مبين. ومن الظنون السيئة ان يظن ان ما وقع ليس لله فيه حكمة. فهذا تكذيب للقدر فاذا ظن ان الله لا يعلمه حتى يقع فهذا تكذيب للقدر وكفر وضلال. كذلك اذا ظن ان ما وقع ليس لله في حكمة فهذا ايضا كفر وضلال لانه تكذيب لقول الله تعالى وهو الحكيم العليم. ومن الظنون السيئة ان تهم الله في قضائه وقدره يظن او يعتقد ان الله غالب فيما قدره عليه او على غيره. وهذا كفر وضلال. لان الظالم عدو للمظلوم فيكون كافرا. ولا ينفعه حينئذ وصلاة ولا صوم ولا غيرهما ولانه مكذب لله في قوله وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين. وقوله وما ظلمهم الله ولكن انفسهم يظلمون. وقوله ان الله لا يظلم مثقال ذرة وقوله وما ربك بظلام للعبيد وقوله ولا يظلم ربك احدا وقول ربي في الحديث القدسي حديث ابي ذر رضي الله عنه يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظلموا المسلم ان يلجأ الى الله ويتضرع اليه في كشف ما نزل به وان يأجره في مصيبته وان يخلف له خيرا منها رزق الله الجميع العفو والعافية الدائمة في الدنيا والدنيا والاخرة وثبت الله الجميع على الهدى واحسن لنا العاقبة