المقصود الشرعي في هذه الظاهرة على غيره والله اعلم الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته احسن الله اليكم يقول ما هو تعليقكم على ما نسمع به الان من تحديد موعد بدء الكسوف وموعد بدء الصلاة والدعوة الى تصوير هذه المواقف وما هو الموقف الشرعي منها بارك الله فيكم؟ الحمد لله رب العالمين وبعد لا جرم انه كلما خفي موعده وظهر فجأة على الناس كلما كان ادخل في تحقيق المقصود الشرعي من وجود هذه الظاهرة الكونية. فان ان الاشياء اذا وقعت فجأة احدثت في القلوب ما لا يحدثه ما وقع عن ترتيب وعلم مسبق ولذلك ففي الصحيحين من حديث ابي موسى الاشعري رضي الله عنه قال خسفت الشمس على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فخرج فزعا يجر رداءه يخشى ان تكون الساعة. وخوف القلوب وانزجار النفوس في مثل هذه الايات الكونية مطلوب شرعا. لقوله صلى الله عليه وسلم انها به الايات التي يرسلها الله لا تكون لحياتي احد لموت احد ولا لحياته. ولكن الله يرسلهما يخوف بهما عباده فالمطلوب العام والمقصود الاعظم من ظهور هاتين الايتين انما هو تخويف القلوب وزجرها وبعث محاسبة والمراجعة والتوبة في نفوس المقصرين والغافلين. ومن باب التذكير باليوم الاعظم الذي ينخسف فيه القمر وينكسف فيه ضوء الشمس. فمتى ما احدثت هذه الظاهرة الكونية في القلوب هذا المقصود الشرعي فان المسلمين حينئذ لا يزالون يحققون مقاصد الشرع في هذه الظاهرة. واما ان هذه الظاهرة والقلوب امنة وادعة مطمئنة. وكأنها ظاهرة كونية لا يترتب عليها مصالح شرعية ولا مقاصد مرعية فانها حينئذ فان هذا مما يبعث الخوف في قلوب العقلاء على على حال المسلمين في تعاملهم مع هذه الظاهرة وان من اعظم ما اوجب الامن من رؤية هذه الظاهرة هو العلم بها قبل حدوثها. فالذي ارى في هذه المسألة انها لا تعلن انها لا تعلن ولا ينبغي اعلانها حتى يتحقق المقصود الشرعي منها. الا ان وقوع الخسوف او الكسوف في وسائل الاعلام الان والاعلان عنها صار من الامور المعروفة في العصور المتأخرة وخاصة بعد ان جعلت الاتصال بسائر الاطراف العالمي من ها هنا وها هنا متيسرا وسهلا وصار العالم كالقرية صغيرة ففي ساعة واحدة تصلنا اخبار اخبار مشارق الارض ومغاربها. فالذي ارى الا يعلن الكسوف او الخسوف ما يحدث للناس فجأة ليتحقق مقصوده الشرع من خوف القلوب وانزجارها ورجوعها الى علام الغيوب عز وجل بالتوبة الصادقة النصوح المستجمعة لشروطها. ولكن اذا لم يكن ثمة بد من الاعلان لاننا لا نتحكم بفتاوانا في وسائل الاعلام وقد لا يطيعنا الاعلاميون في عدم الاعلان عن هذه الظاهرة. فلا اقل بعد ذلك ان ننتقل الى الى الامر البدني وهو ان نذكر الناس دائما ان يغلبوا النظرة الشرعية على النظرة الكونية في هذه الظاهرة. لان هذه الظاهرة لها تفسيران تفسير كوني وتفسير شرعي. اما التفسيرات الكونية فيعرفها علماء الفلك والهيئة. ففي حال انكساف سمسي يكون القمر متوسطا بين يكون القمر متوسطا بينها وبين الارض. وفي حال انخساف القمر تكون الارض متوسطة بين الشمس وبين القمر هذا تفسيرها الكوني ولكن ينبغي لنا ان لا تقف قلوبنا عند هذا التفسير الكوني. لان الوقوف عند هذه التفسيرات الكونية قد لا يبعث الخوف في القلوب من هذه الظاهرة الكونية. ونجعلها ظاهرة طبيعية لا اثر لها في التخويف ولا الزجر ولا التهديد. فينبغي ان نذكر الناس دائما معاشر العلماء وطلبة العلم وائمة والخطباء وفي الدروس والمواعظ والكلمات ان نذكر الناس بالمعنى الشرعي من هذه الظاهرة وان نوصي الناس ان يغلبوا في النظرة لهذه الظاهرة المعنى الشرعي منها. فان قلت وما المعنى الشرعي منها؟ نقول قد ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في قوله ان الشمس والقمر ايتان من ايات الله لا ينكسفان لموت احد ولا لحياته. ولكن الله يخوف بها عباده فاذا رأيتموهما فصلوا وادعوا حتى تنكشف. فاذا نصلي ونكثر من دعاء الله عز وجل وفي صحيح الامام مسلم من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها نحوه. ولكن قال فاذا رأيتم ذلك فادعوا الله وصلوا وكبروا وتصدقوا. فاذا الاكثار من التكبير والاكثار من الصدقة ايضا. وفي الصحيح من حديث ابي موسى الاشعري ان النبي صلى الله عليه وسلم قال فاذا رأيتم شيئا من ذلك فافزعوا الى ذكر الله ودعائه واستغفاره فاذا هذا لا يكون الا اذا غلبنا الجانب الشرعي. فنذكر الناس دائما بالجانب الشرعي عند رؤية شيء من هذه الظواهر الكونية ونقول لهم ان الله عز وجل انما ارسلها من باب التخويف والتهديد. والله عز وجل يطلب منا ان نصلي وان ندعو وان نكثر الاستغفار وان نكثر من الصدقة وعتق الرقاب. من باب استرضائه عز وجل حتى يرد لنا من خسف من نور من خشب من نور احد النيرين. فتذكير الناس بهذا قد يبعث تغليب الجانب الشرعي على الجانب الكوني وبناء على ذلك فما نراه في كثير من دول العالم الغربي. وللاسف انه انتقل الى العالم الاسلامي ايضا من الاستعداد بالمناظير والاستعداد بكاميرات التصوير ثم ينشغل الناس عن المعاني الشرعية من الصلاة والصدقة والذكر والاستغفار وعتق الرقاب بتصوير القمر او الشمس في حال انخسافهما او انكسافهما. وتتبع ذلك الصعود على قمم الجبال او الذهاب الى محطة محطات الرصد الفلكي فكل ذلك والله من ابعاد القلوب عن المعنى الحقيقي الشرعي الذي يريده الله عز وجل من هذه الظاهرة. فلا ينبغي للمسلمين ان ينساقوا وراء هذه الامور لان ذلك تغليبا للنظرة الكونية على النظرة الشرعية ونحن معاشر المسلمين يجب علينا ان نقدم