نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين قال تعالى ما اصابك من حسنة فمن الله. وما اصابك من سيئة فمن نفسك. في نصوص كثيرة تدل على هذا المعدة ويذكر الله عز وجل بنعمة اخرى عندما طلب عندما اصاب الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فان الله عز وجل بسورة البقرة يذكر شيئا من قصص بنيه من قصص اليهود ويبين كثيرا من احوالهم ويخاطبهم ليرجعوا الى الصواب يأخذوا بدين الله ويؤمنوا بنبيه ويعمل بكتابه وفي سورة ال عمران يخاطب الله في اوائل السورة النصارى في سورة النساء يخاطب الله عز وجل المنافقين ويذكر شيئا من احوالهم بسورة المائدة والانعام يخاطب الله عز وجل المشركين خصوصا في الالعاب فانظر كل سورة فانظر الى كل سورة كيف خاطبت اقواما بما فيهم وما يتعلق باحوالهم ليكون هذا من الطريق الذي يسلكه المؤمنون في مخاطبة الطوائف. ليبينوا لهم الحق ويوضحوا لهم الطريق صحيح الذي يوصل الى مرات رب العزة والجلال ذكر الله عز وجل من قصص بني اسرائيل قصة امر الله عز وجل لهم بدخول القرية فانهم بعد ان نجوا من الغرق وغرق عدوهم فرعون اتخذوا العجلة تعاقبهم الله عز وجل بان جعلهم يتيهون في الارض جعله في الصحراء فامرهم الله عز وجل بان يدخلوا قرية من القرى لتكون مستقرا لهم وليكون هذا من اسباب توفر رغد العيش لهم لان عدم رغد العيش هذه عقوبة دنيوية. يعاقب الله بها بعض عباده وقد يكون على جهة الابتلاء ولهذا قال الله عز وجل لهم ادخلوا هذه القرية وهذه القرية عند جماهير اهل العلم بيت المقدس بيت المقدس وقال لهم اذا دخلتموها فحينئذ سييسر الله لكم المآكل ولكن ادخلوها على صفتين صفة قولية وصفة فعلية اما الصفة الفعلية فان تدخلوها ساجدين لله الى السجود الحقيقي وقيل الركوع وبعضهم يقولون ذليلين واما الصفة القولية فقولوا حطة اي معناها ربنا تجاوز عن ذنوبنا او حط عنا ذنوبنا ومعاصينا ماذا سيترتب عليه؟ سيمكنون من دخول هذه القرية وسيغفر لهم ذنبهم ومن احسن بعد ذلك فان الله سيزيده من خيري الدنيا والاخرة فماذا كان الفعل منهم بدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم بدل ان يقولوا حطة قالوا حنطة زادوا حرف النون زادوا حرف النون هناك روايات من بني اسرائيل ذلك في هذا اللفظ لكن نسير على ظواهر ما في الاية خالفوا امر الله من طريق التأويل. قالوا نحن كنا حطة وزدنا حرص. وهو النون وبالتالي نحن امتدنا اهذا فيه دليل على ان التأويل في النصوص غير مقبول وانه يجب الالتزام بما ورد الامر به ولا يصح للناس ان يتأولوا بزيادات ونقوصات لانه يترتب على ذلك تغيير احكام الشريعة يأتيك بعض الناس اذا جاءه الامر زاد ونقص حتى يكون مقبولا عند الخلق وينسى انه بذلك قد اول امر الله وحمله على غير مراد الله بهذا تحريم تبديل الاقوال المنصوص عليها هناك استدل بعض العلماء بهذه الاية على ان كل ذكر وكل لفظ وارد في الشريعة لابد ان يلتزم ذلك اللفظ ولا يصح لنا ان نقوم بالتبديل فيه وهذا على انواع منها اذكار مشروعة بلفظها فلا يصح ان نزيد فيها مثال ذلك الاذان لا يصح نزيد فيه لو جاءنا شخص وقال الله اكبر كبيرا ولا يقبل منك هذا الاذان هو هذا لا زال وارد عن النبي صلى الله عليه وسلم بصيغة لا يصح لنا ان نقوم بتبديلها لو قال اشهد ان لا اله الا الله ربنا وخالقنا ورازقنا في الاذان لا نقبل منه هذا تبديل وقال اشهد ان سيدنا محمدا رسول الله. لا نقبل منه لان هذا تبديل وقد عاب الله على بني اسرائيل هذا التبديل عندما قال عنهم فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم وهناك مواطن ليس اللفظ مقصودا لنفسه يقع التردد فيه لو جاءنا شخص رواه لنا اية من القرآن وبدل فيها بالمعنى. يقبل وهكذا ينبغي للانسان في الفاظ الاذكار حتى في الفاظ الادعية يحصل بالانسان ان يلتزم بما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم وذلك لان النبي صلى الله عليه وسلم انما كان يختار الجوامع من الدعاء الالفاظ القليلة المشتملة على المعاني الكثيرة ولان النبي صلى الله عليه وسلم اعرف الناس بالالفاظ التي فيها مؤاخذات شرعية اذا التزمت بلفظه امنت من ان يكون في لفظك مخالفة للشرع وهكذا تكون قد اخذت بافضل الادعية واحسنها واقتديت بنبيك صلى الله عليه وسلم وقد ورد في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم لما علم بعض اصحاب ذكر النوم وقال له في الذكر وبنبيك الذي ارسلت امنت بكتابك الذي انزلت وبنبيك الذي ارسلت قال الصحابي فرددتها فقلت وبرسولك الذي ارسلت فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا وبنبيك الذي ارسلت ولذلك يحسن بالانسان ان يقتصر على الالفاظ الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم وقد وقع اختلاف في نقل الاحاديث بالمعنى فمن لم يكن عارفا بلغة العرب ولم يكن عارفا بتطابق المعنيين فلا يجوز له رواية الحديث بالمعنى لكن من كان عالما بلغة العرب وبتطابق اللفظين هل يجوز له ان يروي الخبر بالمعنى او لا يجوز وقع اختلاف بين العلماء رضوان الله عليهم في ذلك وابن العربي يقول يجوز هذا في عصر الصحابة ومنهم لانهم اهل اللغة وهم اعرف الناس بها ولا يجوز هذا فيمن سواهم. فالصحابة هم اهل الفصاحة والبلاغة والصحابة هم الذين اذا شاهدوا النبي صلى الله عليه وسلم وعرفوا سبب النزول فلهم ما ليس لغيرهم من المعاني ثم قال الله جل وعلا فانزلنا على الذين ظلموا رجزا من السماء بما كانوا يفسقون قل اي انزل الله عليهم عذابا. في هذا دلالة على ان العقوبات الدنيوية التي تنزل بالناس انما هي باسباب افعال الخلق والله اعدل من ان ينزل بعبد عقوبة لا يكون سببها فعله ولكن ليس معنى هذا ان من نزلت به العقوبة فهو اقل بمنزلته بل قد تنزل به العقوبة ويكون سببا من اسباب رفعة درجته عند الله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم عجبا لامر المؤمن ان امره كله له خير وليس ذلك الا للمؤمن ان اصابته ظراء صبر فكان خيرا له. فنزول العقوبة بشخص في الدنيا ليس معناه نقصان درجته عند الله لكن نجزم بان هذه العقوبة انما نزلت به بسبب فعله كما قال تعالى وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم كما قال تعالى ولما اصابتكم مصيبة قد اصبتم مثليها قلتم ان هذا قل هو من عندي انفسكم قوم موسى العطش فطلب موسى من الله عز وجل ان يسقيهم وتضرع الى ربه فجاه الوحي بان يضرب بعصاه الحجر فظرب الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا. كم قبائل بنوي؟ كم قبائل بني اسرائيل؟ اثنا عشر قبيلة لكل قبيلة عين ولذا قال قد علم كل اناس مشربهم هذي فيه نعمة من اجل ان لا يتنازع الناس وفي هذا دليل على مشروعية تقسيم المنافع العامة بما يرفع النزاع عن الناس سواء في الاراظي في الرعي في الزراعة في المساكن في اه الاسواق لانه اذا لم يتم التقسيم حدث النزاع بين الخلق وفي هذه الاية النهي عن استعمال نعم الله في معاصي الله واذا قال ولا تعثوا في الارض مفسدين كلوا واشربوا من رزق الله وفي هذه الايات طمع الانسان بما ليس في يده ولو كان ما في يده خيرا منه فان بني اسرائيل كان يأتيهم المن والسلوى من احسن الاطعمة واكملها في النظام الغذائي ومع ذلك قالوا لن نصبر على طعام واحد هذا الطعام الحلو وهذا الطير الشهي لم تقنعه وطلب انواع اخرى من انواع الرزق والمطاعم. وفي هذا دليل على ان الانسان يصيبه الملل حتى ولو كان ما عنده افضل ما هو موجود ولذلك نوع الله عز وجل المباحات من الاطعمة وجعل المحرم محصورا وفي هذه الايات امتنان الله عز وجل او طلب بني اسرائيل ان يكون لهم زراعة يتمكنون من اكل الحبوب والثمار قد ذكر الله عز وجل انواع الاطعمة التي طلبوها فرد عليهم موسى بان هذه الاطعمة التي تطلبونها اقل مما رزقكم الله من انواع الطعام. فقال اتستبدلون الذي هو ادنى بالذي هو خير الذي هو خير عندكم بمن نوى السلوى فكيف تطلبون ترك هذه الخيرات الذي يأتيكم بلا سعي ولا مشقة ولا زراعة وتطلبون ان يأتيكم ما هو اقل فبين لهم ان السبيل اهبطوا مصرا اي بلدا تسكنون فيه تتمكنون من الزراعة. فاتركوا البادية التي انتم فيها واذهبوا الى احد الامصار فانكم متى وصلتم اليها جعل الله لكم ما سألتم وفي هذه الايات ان من ترك اختيار الله له وترك تنفيذ امر الله ولم يرضى بما قدره الله عز وجل عليه انه يصيبه الذل تصيبه المسكنة وقد يكون هذا من اسباب غضب الله عز وجل عليه وفي هذا ان هذه الامور وهذه العقوبات الدنيوية والاخروية تكون بسبب من الفعل من افعال العبد التي يخالف بها امر الله ومن ذلك ان يكون ممن يكفر بايات الله وممن يتجرأ على الا حتى بالقتل ويكون من اهل العصيان والاعتداء بان يتجاوز حدود الله سبحانه وتعالى ثم ذكر الله عز وجل انواع الناس فقال ان الذين امنوا والذين هادوا والنصارى والصابرين فهذه اربعة اقسام المؤمنون من هذه الامة واليهود والنصارى. والصابئون. صابئون تطلق عادة معان كثيرة والمراد بها من بقي على او من لم من استجاب لفطرته لكن ليس عنده تعاليم نبي يسيرون على طريقته فهذه الاصناف الاربعة من امن منهم بالله واليوم الاخر وعمل صالحا العمل الصالح فيه جانبان الاول الاخلاص لله والثاني المتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فهؤلاء يكون لهم اجرهم عند ربهم اي يثابون الاجر العظيم ويدخلون الجنان. ولا خوف عليهم من المستقبل ولا يحزنون مما مضى اسأل الله جل وعلا ان يوفقنا واياكم لكل خير وان يجعلنا واياكم الهداة المهتدين هذا والله اعلم. صلى الله على