الحمد لله صلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله مما سمعنا في صلاة الليل والنحل لهما من الصور المكية كلاهما تقرير التوحيد ولا سيما سورة هود قد افتتحت بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم من القرآن والتوحيد الف لام راء الا ذي حكيم خبير. الا تعبدوا الا الله. انني لكم منهم نذير وبشير هذا ما جاء به البشير النذير خاتم النبي صلى الله عليه وسلم الا تعبدوا الا الله انني لكم ممن وكذلك نوح عليه السلام واذا ارسلنا نوحا الى قومه اني لكم نذير مبين الا تعبدوا الا الله وهكذا هود عليه السلام نصايح وشعيب كلهم بهذه الدعوة اعبدوا الله ما لكم من اله غيره الرسل كله من اولهم الى اخرهم جاوب الدعوة الى التوحيد الذي هو اصل دين الاسلام ودين الاسلام هو دين الرسل كلهم دينهم الاسلام الذي اصله الاستسلام لله واحدة بعبادته وحده لا شريك له وطاعته وطاعة رسله ولكن اكثر الخلق معرضون عن ذلك كما اخبر الله عن هذه الامم انهم كذبوا رسلهم وسخروا منه واعرض عما جاءوا به ان كنت فينا مرجوا قالوا يا صالح قد كنت فينا مرجو قبل هذا اتنهانا ان نعبد ما يعبد اباؤنا واننا وانا لفي شك واننا لفي شك مما تدعون اليه مجيب واذا قريش وقال الكافرون على سائر كذاب اجعل الايات اله واحدا؟ ان هذا تعجبوا من من الدعوة الى التوحيد لانها تناقض ما ما هم عليه وما ورثوه عن ابائهم هذا هذي حال الامم ونوح بعد الدعوة الطويلة يقول الله بعد الف سنة وهو يدعو الا خمسين عاما وادعوهم ليلا ونهارا سرا وجهرا يقول الله عن حالهم وما امن معه الا قليل ويأتي الرسل ويؤمن به الا الا من اتباعه كما اخبر النبي عليه الصلاة والسلام هاي عرض الامم عليه يقول فرأيت النبي ومعه الرهب والنبي ومعه الرجل والرجلان. والنبي وليس معه احد والله تعالى هو الذي يمن بالهدى على من شاء فهو يظل من يشاء ويهدي من يشاء بحكمته البالغة له الحكمة البالغة رجاله للخوض فريقين وكل امتي يأتيها الرسول يصيرون فريقين مؤمن وكافر ثم ينتهي امر هذه الامم المكذبين ونجاة المؤمنين كما في سورة كما في سورة يهود فلما جاء امرنا لما جاء امرنا نجينا هودا والذين امنوا معه برحمة منا ونجيناه من عذاب الغيب وقال مثل ذلك في صالح بيوت وشعيب عليهم السلام عاقبة المؤمنين النجاة والفلاح والسعادة وختم سورة بذكر القيامة وان الناس يسيرون يسيرون الى فريقين منهم شقي وسعيد الشقي هم اولئك الامم التي كذبت رسول الله واشركت بالله والسعيد هم المؤمنون المتقون الذين اتبعوا الرسل واخلص الدين لله الشقي وسعيد فاما الذين سقوه في النار لهم فيها زفير وشهيق واما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات والارض الا ما شاء ربك عطاء غير مجدود وختمت السورة فيما بدأت به ولله غيب السماوات والارض نعبده فاعبده وتوكل عليه وما ربك بغافل عما تعملون واما سورة النحل فكذلك وتسمى سورة النعم سورة النحل تسمى سورة النعل. النعم وهي ايضا متظمنة لتطهير التوحيد من اولها ينزل الملائكة بالروح من امره على من يشاء من عباده ان انذروا ان انذروا انه لا اله الا انا وختمت بقصة بالخبر عن ابراهيم عليه السلام امام الحنفاء الذي امر الله نبيه باتباع ملته. ثم اوحينا اليك ان اتبع ملة ابراهيم حنيفا وما كان من المشركين وذم الله في هذه السورة على المشركين ارتكبوه من الشرك وما وما قالوه من من الاصرار والاعتراظ على الرسول صلى الله عليه وسلم واما ما فيها من النعم وقد بدأت بذكر النعم بذكر المراكب او والانعام خلقها لكم في يدكم ومنافع ومنها يأكلون ولكم فيها منافع فيها جمال الحين تريحونه وحين تسرحون وتحمل اثقالا الى قوله والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ثم انواع من النعم النعم السماوية ونعم ارضية اخرجه الله من الارض من الارزاق والثمار هو الذي انزل من السماء ماء لكم منه شراب ومنه شجر فيه سيمون ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والاعناب من كل الثمرات ان في ذلك لاية لقوم يتفكرون مطلوب من العباد ان يتفكروا فيما يرونه ويشاهدونه ويتمتعون به واما النعم السماوية ففي الشمس والقمر والليل والنهار والنجوم سخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات والنجوم مسخرات بامره وفي وسط السوق كذلك عرض لانواع من النعم كذلك فذكر الله نعمة الماء وانزال الماء وما ينشأ عن ذلك من انشاء الجنات والبساتين وخروج الثمار وما يتولد من من بهيمة الانعام من الالبان الماء واللبن ثم ذكر العسل واوحى ربك الى النحل ان اتخذي من الجبال بيوتا الى قوله يخرج من بطونها شراب مختلف الوانه وفيما بعدك الله ففي تلكم الايات لك الله المشارب من الماء واللبن الله كذلك الخمر قبل ان يحرم امتن به تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا وفي ايات جاءت بعد الله فيها المساكن والله جعل لكم من بيوتكم سكنا وجعل لكم من جنود الانعام بيوتا يستخفونها يوم ظأنكم ويوم اقامتكم والله جعل لكم ممن خلق ظلالا ومن الجبال اكنانا وكذلك الملابس اشار الى الله تعالى اليها في اول السورة واخرها وجعل لكم سرابيل تقيكم الحرب من انواع من ابواب الملابس كل هذه نعم والله هو المن بهذه النعم من المراتب والمطاعم والمشارب والملابس والمساكن كل ذلك تذكير بنعمه ان يشكروه ويعظموه بتوحيده واخلاص الدين له واتباع رسله الذين فعلوا ذلك هم الذين شكروه والذين خالفوا امر الله واشركوا بالله هم الكافرون به وبنعمه المقصود ان ان من من ابواب العلم النافع تدبر القرآن. فتدبر القرآن هو الباب الاعظم في العلم النافع في العلم الصحيح العلم النافع هو ما بعث الله به رسله اما ما سوى ذلك من علوم الدنيا التي يتسابق اليها اكثر الناس فتلك خير نافعة بل كثير منها يضر وما وما كان وما كان فيه نفع فهو نفع عاجل في العاجلة اما العلم الصحيح مع العمل به في الدنيا والاخرة لانه سبب السعادة وختمت السورة للتنويه بشأن المتقين اصبر وما صبرت الا بالله ولا تحزن عليه. ولا تكن في ضيق مما يمكرون. ان الله مع الذين اتقوا والذين انهم محسنون اخوتي ختمت السورة بمثل ما بدأت تنزل الملائكة بالروح من امره على من يشاء من عباده ان انذروا انه لا اله الا انا فاتقون وبدأت بالامر بالتقوى وختمت الترويب المتقين ووعدهم بمعية الله التي فيها الخير العظيم فمن كان الله معه افلح وانجح وسعد وامن من المخاوف ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون جعلني الله واياكم منهم بمنه و