يقول الله جل وعلا ولو يعجل الله منها شرك واستعجالهم بالخير لقد رضي اليهم اجلهم لقضى اليهم في هذه الاية يبين جل وعلا بعد عفو وحلمه بانه جل وعلا لا يستجيب للناس. مما يدعون به. على انفسهم او على اهليهم مما لا يوسون رسولهم ولكنهم يدعون عليهم بذلك اما لجهل او غضب او استهزاء او او تعجيز والله جل وعلا لا يستجيب لمن سأله ذلك. ولو استجاب لعجل اليهم اجلهم. تعجل اليهم على وبنائهم ولكنه جل وعلا لم يرد ذلك لحكمة حتى لو كان الدعاء على النفس او المال من ولعل الله جل وعلا ان يهديه او ان يخرج من ذريته من يعبد الله وحده كفار قريش على انفسهم. حينما قال النصر ابن الحارث لما سمع القرآن ودعوة النبي صلى الله عليه وسلم الناس الى توحيد الله. وعبادته وحده. ونبذ العبادة ما سواه استنكر ذلك ودعا على نفسه وقومه اذا خص الله جل وعلا عنهم. في انهم قالوا الله ثم ان كان هذا هو الحق من عندك فامطر علينا حجارة من السماء او ائتنا بها فهم قالوا اللهم فإن كان هذا هو الحق فأمطر علينا حجارة من السماء. عجل لنا العذاب. والله جل وعلا هذا هو الحق. ولكن ما حملهم على هذا القول الا الجهل العظيم. ولو عقلوا وعرفوا لقالوا اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك فاهدنا اليك اوفقنا للاخذ به. وان كان على ذلك فاصرفه عنا واصرفنا عنه. لكن انهم جهلوا ودعوا على انفسهم فلم يستجب الله جل وعلا لهم وقد روي انه دخل على معاوية رضي الله عنه رجل من اهل اليمن فقال له فقال معاوية له ما اجهل قومك! حينما قالوا اللهم باعد بين او ما احمقهم وقال ما اجهل من قوم الا قومك حينما قالوا اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك فامطر علينا حجارة من السماء او ائتناب عذاب اليم وكفار قريش من تعنتهم وكراهيتهم للحق وردهم ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم. قالوا هذه المقالة فلم يؤاخذهم الله جل وعلا ولم يعاجلهم بالعقوبة مع دعوتهم على انفسهم بذلك روي عن ابن عباس رضي الله عنه انه قال في هذه الاية هو قول الرجل فيمن غضب يدعو على يا اهلي او ولده. اللهم اهلكه اللهم انعنه او نحو ذلك الله جل وعلا عفو كريم. لا يستجيب لعبده اذا سأل ما لا يحب ويستجيب جل وعلا اذا دعا عبده في الخير ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير. من الانسان اذا جعل ربه بخير استعجل وحرص على ذلك وطلب سرعة الاجابة او اذا دعا على نفسه بالشر فلا يستجيب الله له ولو استجاب له ماذا يحصل اليهم اجلهم. لحلفوا وماتوا. ولكن الله جل وعلا لم يفعل ذلك من لم يستجب وهذا عفو وكرم وسعة حلم لانه لا يعجل لعبده ما طلب مما يكره العبد خضوعه. ومن طبيعة الانسان العجب كما قال الله جل وعلا خلق الانسان عن هدى وقال جل وعلا ويدعو الانسان بالشر ويدعو الانسان بالشر دعاءه بالخير وكان الانسان عجولا وهو يدعو بالخير ويستعجل به رغبة فيه. وليس من طبع الانسان ان لان الانسان لا يحب لنفسه الشر ولا لاهله ولا لولده ولا لماله ولكن يحمله على ذلك شيئا من الامور او شيء من الامور التي ذكرتها اما الجهل او الاستهزاء او التعزيز او الغضب والحزن والعياذ بالله. فهو في هذه الاحوال قد حال من هذه الاحوال على ان يدعو على نفسه بالشر. فلو دعا على نفسه والله جل وعلا يمهله ولا يعجل له ما دعا. ولو يعجل الله استعجالهم بالخير والتعجيل هو الاتيان بالشيخ قبل وقته او قبله والاستعجال يقال استعجله بمعنى طلب السرعة في هذا الامر. لقضي اليهم اي لانتهى اجلهم وماتوا. وبالقراءة ما قضى اليهم اجلهم. يعني لقضى الله اليهم اجلهم. يعني اتى به فنذر الذين لا يعدون لقاءنا في طغيانهم يعمهون. يعني لا يستجيب ولا يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير ولكنه يذر الذين لا يرجون لقاءه نذر بمعنى نترك ونذر نذر الذين لا يرجون يعني لا يؤمنون لقاءنا او لا يخافون لقاءنا كما مر في الاية قبل هذا فندعو الذين لا يردون لقاءنا في طغيانهم. الطغيان هو الخروج ومجاوزة الحد والعدوان. سبحان الله بمعنى تجاوز الحج بالعدوان والظلم فنظروا الذين لا يرجون لقاءنا في طغيانهم يعمهون. والعمى التردد مع الحلف بمعنى انه متردد. يمشي على غير بصيرة. على غير اتجاه يسير ها هنا قليلا ثم يرجع ويسير بالعطش قليلا وهكذا. يعني فهو يسير على غيري بصيرة. فنذر الذين لا يرجون لقاءنا في طغيانهم. يعني يترددون وهذه الآية فيها دلالة واضحة على عفو الله وكرمه. وانه لا يعجل بالعقوبة. وهل هذه حينما يدعون على انفسهم كدعوة كفار قريش الذي ذكر الله جل وعلا عنهم ام هي في حق المؤمنين والمسلمين حينما ندعو المرء في حالة غضب على نفسه او على ماله او على ولده او لا يريد رحمهم الله روي عن ابن عباس رضي الله عنه انها من مر يدعو على نفسه او على لا يحب ان يستجاب له وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه وابو هريرة رضي الله عنه لا تدعوا على انفسكم لا تدعوا على اولادكم لا تدعوا على لا توافقوا من الله ساعة يستجيب فيها ما يستجيب لكم. فلا يجوز ان يدعو على نفسه بما يكره او يدعو على ما له او يدعو على ولده ان يقول اللهم اهلكه اللهم اجعل به اللهم احصنه ونحو ذلك وانما يدعو له بالصلاح والهداية ومخرجهم يا واحد مخرجهما من اللسان الكلمة الطيبة مع الكلمة الخبيثة مخرجهما سوا وشتان ما نتيجة الدعوة الطيبة والكلمة الطيبة حسنة للمتكلم. وتنفع من ارسل بخلاف الكلمة السيئة فانها تضر المتكلمة وتضر من وجهت اليه العاقل اذا اراد ان يخاطب من غضب عليه بشيء يدعو له بالصلاح والهداية ونحو ذلك من الكلمات الطيبة التي يتمنى ويود ان يستجاب له فيها اعوذ بالله من الشيطان الرجيم فنذر الذين لا ينظرون لقضاءنا في طغيانهم يعمون قال العباد ابن كثير رحمه الله تعالى يخبر تعالى عن حزبه ولطفه بعباده انه لا يستجيب اذا دعوا على انفسهم او اموالهم او اولادهم بالشر في حال ضجرهم وغضبهم وانهم يعلم منهم عدم القصد الى ارادة ذلك. فلهذا لا يستجيب لهم. والحالة هذه لطفا ورحمة كما يستجيب لهم اذا دعوا لانفسهم او لاموالهم او لاولادهم بالخير والبركة والنماء. ولهذا قال ولو تعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير لقضي اليهم اجلهم. ما طلبوه من مثل ما يستجيب لهم اذا دعوا اذا دعوا بالخير. والله جل وعلا يستجيب لهم دعوا بالخير ولا يستجيب لهم اذا دعوا بالشر. ولهذا قال ولو يعجل الله للناس واستعجالهم بالخير لقضي اليهم اجلهم. الاية اين مستجاب لهم كل ما دعوه به كلما دعوت به في ذلك لأهلكهم ولكن لا ينبغي ولكن لا ينبغي الإكثار من ذلك كما جاء في الحديث الذي رواه الحاكم وابو بكر البسار في مسنده حدثنا محمد ابن معمر حدثنا يعقوب ابن محمد حدثنا خاتم ابن اسماعيل حدثنا يعقوب ابن مجاهد ابو جزرة عن عبادة ابن الوليد حدثنا جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تدعوا على انفسكم لا تدعوا على اولادكم لا تدعوا على اموالكم لا توافقوا من الله ساعة فيها اجابة فيستجيب لكم. ورواه ابو داوود من حديث حاتم اسماعيل وقال البزار وتفرد به عبادة ابن الوليد ابن عبادة ابن الصامت الانصاري. لم يشاركه احد فيه. وهذا به تعالى ويدعو الانسان بالشر دعاءه بالخير في الاية وقال مجاهد في تفسير هذه الاية ولو يعجل الله للناس الشر واستعجاله للخير. الاية هو قول الانسان لولده او ماله اذا غضب اللهم لا تبارك فيه والعن. فلو يعجل لهم الاستجابة في ذلك كله. كما يستجاب لهم في الخير والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين