واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا. يعلمون الناس السحر وما انزل على ملكين بباب لهاروت وماروت وما يعلمان من احد حتى يقولا انما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من احد الا باذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الاخرة من خلاق وبدأت ما شروا به انفسهم لو كانوا يعلمون ولما تركوا دين الله اتبعوا بدلا عنهم ما تتقوله الشياطين كذبا على ملك نبي الله سليمان عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام اذ زعمت الشياطين انه ثبت ملكه بالسحر وما كفر سليمان بتعاطي السحر كما زعمت اليهود ولكن الشياطين كفروا حيث كانوا يعلمون الناس السحر ولما كان السحر كثيرا حينذاك انزل الله ملكين من السماء هما هاروت وماروت ليدافع عن سليمان ويبين الفرق بين السحر والمعجزة ودلالة النبوة تبرئة لسليمان وامتحانا للعباد وكان الملكان يحذران من السحر ويبين انهما امتحان وابتلاء للناس ولكن اليهود اخذوا عن الملكين تعلم السحر وتركوا نصيحة الملكين كما صنع اخوة يوسف لما تلقفوا من ابيهم تخوفه من الذئب ثم تحججوا به وقوله تعالى فيتعلمون اي فيأتون فيتعلمون ما يفرقون به بين المرء وزوجه وهو ان يؤخذ كل واحد منهما عن صاحبه ويبغض كل واحد منهما الى الاخر وما هم اي السحرة الذين يتعلمون السحر بضارين به اي بالسحر. من احد اي احدا الا باذن الله بارادته الا باذن الله بارادته كون ذلك. اي لا يظرون بالسحر الا من اراد الله ان ذلك الظال فكل شيء في هذا الكون بامر الله وان الاسباب مهما عظمت فلا تكون الا باذن مسببها ويتعلمون ما يضرهم اي في الاخرة والدنيا ولا ينفعهم في الدنيا ولا في الاخرة ولقد علموا يعني اليهود لمن اشتراهم من اختار السحر ما له في الاخرة من خلاق اي ليس له في الاخرة من نصيب في الجنة ثم ذم صنيعهم فقال ولبئت ما شروا به انفسهم اي بئس شيء باعوا به حظ انفسهم حيث اختاروا السحر ونبلوا كتاب الله لو كانوا يعلمون اي لو كانوا يعلمون حقيقة ما يصير اليه من يخسر الاخرة من العقاب