رد كثير من اهل الكتاب لو يردونكم من بعد ايمانكم كفارا حسدا من عند انفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بامره ان الله على كل شيء قدير ود كثير من اهل الكتاب اي تمنى كثير من اليهود وفيه اخبار المسلمين بحرص اليهود على فتنتهم وردهم عن الاسلام والتشكيك عليهم في دينهم لو يردونكم من بعد ايمانكم كفارا حسدا من عند انفسهم اي في حكمهم وتدينهم ومذهبهم اي هذا الحسد مذهب لهم. لم يؤمروا به ومعنى الحسد في اللغة القشر. ومنه اخذ الحسد. لانه يقشر القلب ولانه يقشر الجلد في مص الدم وذكر من عند انفسهم تأكيد. اذ الحسد لا يكون الا من قبل النفس والاية الكريمة حسدا من عند انفسهم تدل على ان اولئك اليهود يعتقدون صحة دين الاسلام اذ الانسان لا يحسد غيره على دين الا اذا عرف في نفسه صحته وانه طريق الفوز والفلاح من بعد ما تبين لهم الحق اي في التوراة ان قول محمد صلى الله عليه وسلم صدق ودينه حق فاعفوا واصفحوا اي عن مساوئ كلامهم وغل قلوبهم والعفو ترك المؤاخذة بالذنب والصفح ازالة اثره من النفس حتى يأتي الله بامره اي بالقتال وهو قتال بني قريظة. واجلاء بني النظير وفرض الجزية عليهم وفي الاية الكريمة دليل على جواز مهادنة الكفار اذا لم يكن بالمسلمين قوة فريضة ان لا تكون المهادنة مطلقة وان لا تزيد على عشر سنين ان الله على كل شيء قدير اي فالله هو القادر على ان يهلك من القوة ما تتضائل دونه جميع القوى ويثبتكم بما انتم عليه من الحق. فتغلبوا من يناوئكم ويظهر لكم العدوان اغترارا بكثرته واعلم ان حسد كثير من اهل الكتاب هذه الامة لما خصها الله تعالى من الايمان واتباع الرسول صلى الله عليه وسلم حتى تمنوا رجوعها الى الكفر كما كانت