بلى من احسن وجهه لله وهو محسن فله اجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون بلى يدخلها فبلى رد عليهم وتكذيب لهم اي ليس كما تقولون وهي كلمة تذكر في الجواب لاثبات نفي سابق فهي مبطلة لقولهم من اسلم وجهه لله انقاد وخضع لامره واخلص له وبذل له وجهه في السجود وخص الوجه بالذكر لكونه اشرف ما يرى الانسان والعرب يخبر بالوجه عن جملة الشيء والاسلام والاستسلام لله عز وجل هو الانقياد لطاعته والقبول لامره وهو محسن مؤمن مصدق بالقرآن ومحسن في جميع اعماله بان يعملها اخلاصا لله صوابا على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم مراقبا ربه في جميع اعماله وتروكاته وخواطره وحقيقة الاحسان الاتيان بالعمل على الوجه اللائق وهو حسنه الوصف التابع لحسنه الذاتي وقد فسره النبي صلى الله عليه وسلم بقوله ان تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك فله اجره جواب من الشرطية اي فذلك المسلم المحسن ثوابه واجره على الله. لانقياده لله ظاهرا وباطنا فعلا وتركه اي ثوابه الذي وعد له على عمله وهو عبارة عن دخول الجنة. وهي دار النعيم. والحضور والسرور عند ربه فهذا الاجر والثواب عند ربه ومالك امره ومدبر شؤونه وموفقه ومبلغه الى لا يضيع ولا ينقص ولا يذهب فالعندية للتشريف والتكريم والحفظ والرعاية وبقاء العمل ودوام نفعه ولا خوف عليهم في الاخرة بالخلود في النار. بل يستريحون بالموت اما في الدنيا فالمؤمنون اشد خوفا من غيرهم من اجل خوفهم من العاقبة. فانهم يخافون من ان تصيبهم الشدائد والاهوال العظام قدامهم. فيتعبوا يعبدون الله بالخوف والرجاء. ويحزنون على ما فاتهم من الاعمال والطاعات المؤدي الى الفوز بانواع السعادات فان المؤمن كما لا يقنط من رحمة الله. لا يأمن من غضبه وعقابه ولا هم يحزنون على ما خلفوا في الدنيا واختم تفسير هذه الاية بما قاله الشيخ ابن عثيمين علينا وعليه رحمة الله قوله تعالى عند ربه اضاف العندي اليه لفائدتين الفائدة الاولى انه عظيم لان المضاف الى العظيم عظيم. ولهذا جاء في حديث ابي بكر الذي علمه الرسول صلى الله عليه اياه انه قال فاغفر لي مغفرة من عندك والفائدة الثانية ان هذا محفوظ غاية الحفظ ولن يضيع. لانك لا يمكن ان تجد احدا احفظ من الله اذا فلن يظيع هذا العمل لانه في امان غاية الامان واظاف الى وصفه واظافه الى وصف الربوبية ليبين كمال عناية الله بالعامل واثابته عليه فالربوبية هنا من الربوبية الخاصة