والقتل والسجن على منعهم مساجد الله ان يذكر فيها اسمهم وسعيهم في خرابها ولهم على معصيتهم وكفرهم بربهم وسعيهم في الارض فسادا عذاب جهنم وهو العذاب العظيم ومن اضلوا ممن منع مساجد الله ان فيها اسمه وسعى في خرابها اولئك ما كان لهم ان يدخلوها الا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الاخرة عذاب عظيم قال الشنقيطي علينا وعليه رحمة الله في كتابه النفيس اضواء البيان قال بعض العلماء نزلت في صد المشركين النبي صلى الله عليه وسلم عن البيت الحرام في عمرة الحديبية عام ست وعلى هذا القول فالخراب معنوي وهو خراب المساجد لمنع العبادة فيها وهذا القول يبينهم ويشهد له قوله تعالى هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام الاية ومن اظلم اي لا احد اظلم ممن يمنع مساجد الله اي يمنع من يأتي اليها للصلاة والتلاوة والذكر وتعليمه قال ابو حيان واضيفت المساجد لله على سبيل التشريف كما قال تعالى وان المساجد لله وخص بلفظ المسجد وان كان الذي يوقع فيه افعالا كثيرة من القيام ركوع والقعود والعكوف وكل هذا متعبد به ولم يقل مقام ولا مركع ولا مقعد ولا معكر لان السجود اعظم الهيئات الدالة على الخضوع والخشوع والطواعية التامة اولئك ما كان لهم ان يدخلوها الا خائفين اولئك اي الذين يمنعون العبادة عن المساجد يكدون عن سبيل الله ما كان لهم ان يدخلوها الا خائفين وهذا خبر بمعنى الامر اي اخيكوهم بالجهاد فلا يدخلها احد من الظلمة امنة قال القرافي اي لا يدخلوها في حالة من الاحوال الا في حالة الخوف وهو استثناء متصل من الاحوال من غير منطوق به قال ابن سعدي واذا كان لا اظلم ممن منع مساجد الله ان فيها اسمه فلا اعظم ايمانا ممن سعى في عمارة المساجد بالعمارة الحسية والمعنوية كما قال تعالى انما يعمر انما يعمر مساجد الله من امن بالله واليوم الاخر لهم في الدنيا خزي يعني القتل للحربي والجزية للذمي قال الطبري علينا وعليه رحمة الله لهم في الدنيا الذلة والهوان