انا ارسلناك بالحق بشيرا ونذيرا عن اصحاب الجحيم انا ارسلناك بالحق بشيرا ونذيرا ولا تسأل عن اصحاب الجحيم انا ارسلناك بالحق بالقرآن والاسلام والاحسان والصدق اي مع الحق بشيرا اي يبشرا للمؤمنين واهل الطاعة بالجنة والثواب العظيم والفوز في الدارين ونذيرا مخوفا ومحذرا بالكافرين اي منذرا ومخوفا لاعداء واهل المعصية بالعذاب الاليم فاء ونذيرا اي ومنذرا للكافرين بالخيبة في الحياتين ولا تسأل عن اصحاب الجحيم اي لست بمسؤول عنهم اي لا تكون مؤاخذا بكفرة من كفر بعد البشرى والانذار فالدعوة الى الله واقامة الحجة على العباد شرط وكما سيأتي في سورة الانعام الاية التاسعة فما بعدها والجحيم اسم للنار الشديدة الالتهاب كما نقله ابن سيده عن الاصمعي بمعنى سميت بذلك لعظيم تأججها فهي النار المستحكمة المتنضية والعرب تقول جهمت النار فاجحموا بمعنى اشتد وقودها وفي هذه الاية تسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتسرية عنه لانه كان يغتم ويضيق صدره باصرارهم وتصميمهم على الكفر حرصا عليهم وفي الاية الكريمة قدم البشارة على النذارة لان القاعدة في محاولة الامور الصعبة ان يبدأ ففيها بالتلطف والتيسير ليكون ادعى للقبول وهذه الاية فيها تحديد لوظيفة النبي صلى الله عليه وسلم ومهمته وانه معلم لا مسيطر ومبين للحق لا مكره عليه فالاية كقوله تعالى وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر انا اعتدنا للظالمين نارا احاط بهم سرادقها. وان يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا