الا انهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون في هذه الاية الكريمة تكذيب للمنافقين في دعواهم ورد عليهم فقد امروا بطاعة الله فلم يطيعوا ونهوا عن معصية الله فلم ينتهوا وزعموا انهم مصلحون فكذبهم الله عز وجل وهب انا عن حقيقة حالهم انهم مفسدون في الارض هذه الارض التي جعلها الله صالحة للاصلاح والصلاح وانهم متعدون حدود الله وانهم راكبون المعاصي يعبون بها عباء والا كلمة استفتاح وتنبيه والتنبيه لا يؤتى الا في الامر الغريب فربنا نبه المؤمنين واعلمهم نفاق المنافقين وافسادهم في الارض وجاء التأكيد الثاني لي هم فهذه الاية على وجازة كلماتها الا انها اشتملت اضربا من التأكيد منها الاستفتاح والتنبيه والتأكيد ان وبضمير الفصل هم وبالتعريف بالخبر والاستئناف المود المؤدي الى زيادة تمكن الحكم في ذهن السامع واتى بالدال على حقيقة الافساد وفي قوله ولكن لا يشعرون تنبيه للانسان الذي جبل على النسيان اذ ليس كل ما تزينه النفس يكون صوابا انما يهتدي المرء بالكتاب والسنة فالمنافقون كانوا يفعلون الفساد وهم لا يعلمون انهم يفسدون دنياهم واخراهم والشعور هو الاحساس الجسدي والنفسي والعقلي بخطأ ما يفعلون وفيه تنبيه على ان المنافقين قد تمكن منهم الشر حتى صاروا لا يشعرون انهم توغلوا فيه