ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا امة لك وارنا مناسكنا وتب علينا انك انت التواب الرحيم ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا امة مسلمة لك وارنا مناسكنا وتب علينا انك انت التواب الرحيم اي واذكروا اذ قالا ربنا واجعلنا مسلمين لك اي ثابتين عن الاسلام لله وزدنا منه بمعنى اجعلنا مستسلمين لامرك قاضي عيني لطاعتك لا نشرك معك في الطاعة احدا ولا في العبادة غيرك ولم يهملا ذريتهم من الدعاء فقال ومن ذريتنا امة مسلمة لك وخص الذرية بالدعاء للشفقة والحنو عليهم وابتداء الدعاء لربنا هو دعاء الانبياء ذكر الذهبي في سير اعلام النبلاء الجزء الثامن صحيفة تسعة وسبعين عن مالك فقد كان يقول يعجبني دعاء الانبياء ربنا ربنا وارنا مناسكنا المناسك جمع منسك وهو الموضع الذي ينسك لله فيه ويتقرب اليه فيه بما يرضيه من عمل صالح او قربة الى الله اما بذبح ذبيحة له واما بصلاة او طواف او سعي وغير ذلك من الاعمال الصالحة ولذلك قيل لمشاعر الحج مناسك لانها امارات وعلامات يعتادها الناس ويترددون اليها واصل المنسك في كلام العرب الموضع الذي يعتاده المرء ويألفه وكذلك قيل لمناسك الحج مناسك لانها تعتاد ويتردد اليها بالحج والعمرة وبالقربات الى الله والنسك عبادة الله. والناسك عابد ربه واطلاق المناسك شاع في الحج لما فيه من الكلفا والبعد عن العادة وتب علينا اي وفقنا للتوبة واقبلها منا والتوبة اوبة من مكروه الى محبوب فتوبة العبد الى ربه اوبته مما يكرهه الله منه بالندم والاقلاع والعزم على ترك وتوبة الرب على عبده عوده عليه بالعفو له عن جرمه والصفح له عن عقوبة ذنبه مغفرة له منه وتفضلا عليه وانما قال ذلك لانه ليس احد من خلق الله الا وله من العمل فيما بينهم وبين ربه ما يجب عليه من الانابة والتوبة وقد خص به الحال التي كان عليها من رفع قواعد البيت لان ذلك كان احرى الاماكن ان يستجيب الله فيها دعاءهم ولاجل ان يكون ذلك سنة يقتدى بها بعدهما من فوائد الاية اولا ابراهيم ممن امرنا ممن امرنا الله ان نقتدي بهم وهو لما سأل القبول سأل الزيادة عليه بقوله ربنا وهو من دعاء الانبياء المقربين باسقاط اداة البعد ثانيا المؤمن مطالب باظهار الظراعة والذل والافتقار للعلي القهار وقد تكرر الدعاء هنا بربنا اظهارا للظراعة الى الله تعالى وافتقارا الى ما عنده من الخزائن ثالثا يجب على كل مسلم ان يتفقه في دين الله وان يؤدي العبادة على بصيرة ومعرفة ومن حج او اعتمر فعليه ان يكون بصيرا بالاحكام غير مقلد لغيره فقولهما وارنا مناسكنا سؤال لارشادهم كيفية الحج الذي امر به من قبل امرا مجملا رابعا اذا اراد العبد ان يستجاب له فليدعوا الله بما يناسبه من اسمائه وصفاته كما في ختم هذه الاية الكريمة انك انت التواب الرحيم اي انت العائد على عبادك بالفضل وانت المتفضل عليهم بالعفو والغفران وانت الرحيم بهم. المنقذ من تشاء منهم برحمتك من الهلكة المنجي من تريد نجاته منهم برأفتك من سخطك خامسا في دعاء الخليل دعاء لاسماعيل والذرية فالولد ثمرة الفؤاد لانه نتيجة الاب كالثمرة للشجرة والذرية امتداد للشجرة والثمرة والذرية الصالحة امتداد للعمل الصالح سادسا ان الدعوة المستجابة تستجاب ولكنها تتحقق في او انها الذي يقدره الله بحكمته غير ان الناس يستعجلون ولذا على الداعي ان يدعو وهو موقن بالاجابة مع حسن الظن بالله واعتماد القلب على الله سبحانه وتعالى سابعا ذرية الانسان من تفرعوا منه ثامنا الانسان مهما كان على عمل صالح فانه بحاجة الى تثبيت والا هلك ولذا نحن نبتهل الى الله في الاوقات الخمسة اهدنا الصراط المستقيم تاسعا في هذا الدعاء العظيم تأكيد لاهمية الاخلاص لقوله مسلمين لك وهي تدل على اخلاص الاسلام لله عز وجل عاشرا الذرية صلاحها له شأن كبير بالنسبة للانسان هذي عشر الاصل في العبادات التوقيف لقولهما وارنا مناسكنا اي فقهنا فلا نتعبد الله الا بما شرعه الله هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته