قولوا امنا بالله وما انزل الينا وما انزل الى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط واسحاق ويعقوب والاسباط وما اوتي موسى وعيسى وما اوتي نبيون من ربهم لا نفرق بين احد منهم ونحن له مسلمون. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال الله تعالى ملقنا عبادة قولوا امنا بالله وما انزل الينا وما انزل الى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب وما اوتي موسى وعيسى وما اوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين احد منهم ونحن له مسلمون قال الشافعي وفرض الله على اللسان القول والتعبير عن القلب بما عقد واقر به فقال في ذلك قولوا امنا بالله وقال وقولوا للناس حسنا فذلك ما فرض الله على اللسان من القول والتعبير عن القلب وهو عمله والفرض عليه من الايمان وقول الشافعي قد نقله البيهقي في منار الشافعي وقولوا خطاب للمؤمنين وهو ايضا خطاب للكافرين لان المؤمنين مطالبون بالتبليغ واقامة الحجة على كل احد اي وقولوا لتكونوا على الحق والا فانتم على الباطل امنا بالله اي صدقنا بوجوده متصفا بصفة الكمال منزها عن النقائص واعتقدنا انه هو الاله الحقيقي المستحق ان يعبد والايمان بالله يتضمن اربعة امور الايمان بوجوده والايمان بانفراده بالربوبية والالوهية والاسماء والصفات وما انزل الينا من القرآن وسائر الوحي على محمد صلى الله عليه وسلم وقدم ما انزل الينا لان سيدنا محمد افضل رسل والقرآن افضل الكتب وهو الكتاب المهيمن ولانهما سبب الايمان بغيرهما من الرسل والانبياء والكتب وما انزل الى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط وما اوتي موسى وعيسى وما اوتي النبيون من ربهم فيه الايمان بجميع الكتب المنزلة على جميع الانبياء والايمان بالانبياء عموما وخصوصا ما نص عليه في هذه الاية لشرفهم ولاتيانهم بالشرائع الكبار فالواجب في الايمان بالانبياء والكتب ان يؤمن بهم على وجه العموم والشمول ثم ما عرف منهم بالتفصيل وجب الايمان به مفصلا والاسباط هم حفدة يعقوب من ابنائه الاثني عشر وهم بمنزلة القبائل العربية من ذرية اسماعيل وفي الاسباط انبياء كثيرون كداوود وسليمان ويحيى وزكريا وايضا فيهم المؤمنون الذين تعبدوا بصحف ابراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام من ربهم اشارة الى انه من كمال ربوبيته لعباده ان ينزل عليهم الكتب ويرسل اليهم الرسل فلا تقتضي ربوبيته تركهم سدى ولا هملا هو ان ارسال الوحي من اعظم النعم على البشرية لا نفرق اي لا نؤمن بالبعض دون البعض وهذا برهان لان كل من اتى بالمعجزة بشروطها فهو نبي فالكفر ببعضهم والايمان ببعضهم تناقض فقوله لا نفرق بين احد منهم اي بل نؤمن بهم كلهم هذه خاصية المسلمين التي انفردوا بها عن كل من يدعي انه على دين اما مناسبة الاية فقد قال البقاعي ولما قيل ذلك توجهت النفس الى ما به يوصل الى ملة ابراهيم. طبعا هذا رأيي سيأتينا رأي اخر مع الفوائد وقال زكريا الانصاري ان قلت لم قال هنا قولوا والينا وفي ال عمران قل وعلينا قلت لان الى للانتهاء وهو لا يختص بجهة والكتب منتهية الى المؤمنين بعد نزولها على الانبياء والخطاب هنا للمؤمنين لقوله قولوا امنا بالله وعلى للاستعلاء وهو مختص بالانبياء وافضلهم نبينا وهو المخاطب تم بقوله قل امنا بالله فكان الانسب هنا وثم ما ذكر وكرر وما انزل لاختلاف المنزل الينا والمنزل على ابراهيم وما عطف عليه وزكريا الانصاري قال هذا لان بين سورة البقرة وال عمران تكاملا من فوائد الاية اولا عطية الدين هي العطية الحقيقية المتصلة بالسعادة الدنيوية والاخروية ثانيا ان الانبياء مبلغون عن الله ووسائط بين الله وبين خلقه في تبليغ دينه ليس لهم من الامر شيء ثالثا وجوب الاخلاص لله عز وجل لقوله تعالى ملقنا عباده ونحن له مسلم رابعا ان الاسلام لابد ان يكون بالقلب واللسان والجوارح لاطلاقه في قوله تعالى مسلم فيستسلم قلب المرء لله تبارك وتعالى محبة وتعظيما واجلالا ويستسلم لسانه لما امره الله سبحانه وتعالى ان يقول وتستسلم جوارحه لما امره الله تعالى ان يفعل خامسا ينبغي للمؤمن ان يشعر انه هو واخوانه المسلمون كنفس واحدة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك بين اصابعه ويؤخذ هنا من قوله ونحن له مسلمون سادسا الكفر برسول كفر بكل الرسل فقد كفر اليهود بعيسى وكفر النصارى بمحمد صلى الله عليه وسلم فاصبحوا بذلك كافرين وامن المسلمون بكل الرسل فاصبحوا بذلك مؤمنين سابعا امر الله المؤمنين ان يؤمنوا به ويصدقوا بكتبه كلها وبرسله ثامنا حوت سورة البقرة تقرير العقيدة وتلقين العقيدة تاسعا الاشارة الى رباط الاخوة بيننا وبين المؤمنين المتقدمين عاشرا اننا امرنا ان نؤمن بالتوراة والانجيل والكتب المتقدمة مع اننا لا نعمل بما فيها وهي لا توجد من غير تحريف. قال القرافي امره تعالى امره تعالى بان نؤمن بما انزل على اهل الكتاب صحيح ولكن اين ذلك المنزل والله ان وجوده اعز من عنقاء المغرب حادي عشر على المؤمن ان لا يداهم بل يصدع بعقيدة التوحيد اذ معنى الاية اعلنوا ايمانكم بالواحد الاحد المنزه عن الشريك والولد تاني عشر الاسلام لا يفرق بين نبي ونبي لانه رسالة الانبياء والمرسلين جميعا ثالث عشر سياق الاية يلزم ان نقول لليهود والنصارى الذين قالوا كونوا هودا او نصارى تهتدوا امنا بالله اي صدقنا هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته