الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهن الاستهزاء في كلام العرب اظهار المستهزئ بالمستهزئ به من القول والفعل ما يناسبه ويوافقه ظاهرا ثم يحاسبه عليه باطنه وكذلك الخداع والسخرية والمكر وربنا قد جعل لاهل النفاق احكاما في الدنيا بما اظهروا بالسنتهم من الاقرار بالله ورسوله وبما جاء به من عند الله وهذا هو الشيء المدخل لهم في عداد من يشمله اسم الاسلام مع انهم يستبطنون في انفسهم غير ذلك ومع ذلك فان الله اعد لهم في الاخرة اليم العذاب حتى الحقهم في ادنى الدرجات وهو بهذا مستهزئ بهم ساخر منهم قاطع لهم مافر بهم وهذا من تمام عدله فربنا جل جلاله يسخر بهم للنقمة منهم جزاء وفاقا اما قوله ويمدهم في طغيانهم اي يزيدهم على وجه الاملاء والترك لهم في عتوهم وتمردهم والطغيان مجاوزة الحد والبغي. اي ان الله يملي لهم ويزيدهم في ضلالهم وكفرهم حيارى يترددون والعمه في البصيرة كالعمى في البصر والعمه نفسه الضلال اي يترددون في كفرهم وضلالهم الذي غمرهم دنسه وعلاهم رجفه يترددون حيارى ضلالا لا يخرجون الى نور الايمان لان الله قد طبع على قلوبهم وختم عليها فاعمى ابصارهم عن الهدى واغشاها فلا يبصرون رشدا ولا يهتدون سبيلا في هذه الاية الكريمة بيان دفاع الله عن نبيه وعن المؤمنين اذ ان الله تولى عقوبة المستهزئين في الدنيا والاخرة