مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما اضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون هذا هو المثل الاول في القرآن الكريم وتضرب الانفال لتقريب المعاني وليسهل ادراك المعلومة للناس فالناس تتفاوت عقولهم والقرآن مخاطب به الجميع والمقصود بضرب الامثال انها تؤثر في القلوب ما لا يؤثره وصف الشيء نفسه والغرض من المثل تشبيه الخفي بالجلي والغائب بالشاهد وظرب هذا المثل قد جاء بعد الايضاح في بيان حالهم تتميما للفائدة وتوبيخا لهم وتقبيحا لفعلهم والاية الكريمة مثل ضربه الله لمن اتاه الله نصيبا من الهدى فاضاعه ولم يتوصل به الى نعيم الاخرة الباقية فبقي متحسرا الى الابد فهم اضاعوا ما نطقوا به من الحق بسبب كفرهم الباطل واظهار كفرهم حينما لقوا شياطينهم اذا فهم كمثل من او قد نارا ليستضيئ بها فلما سطع نورها وظن انه ينتفع بضوئها خملت فذهب ما فيها من اشراق وبقي ما فيها من احراق فبقي اصحابها في ظلمات لا يبصرون شيئا ولا يهتدون سبيلا