فيكون بصورة انسان فحسب ليس له قلب متفتح ولا عقل مفكر ولا اذن تسمع الحق ولا لسان ينطق بالصدق ولا عين تبصر نور الهدى فمن كان كذلك فقد تمت خسارته ثم بكم عمي فهم لا يرجعون مع تعداد اوصافهم فيما سبق وتمثيل حالهم ففي هذه الاية الكريمة نعتهم فهم صم لا يسمعون الهدى سماع استجابة فالله خذلهم لسوء اعمالهم ولما لم يسمعوا ادلة الله صاروا كمن كان اصم لا يسمع بكم اي خرس فهم لا ينطقون بالحق. والابكم هو الذي ولد اخرس عمي فهم لا يبصرون الحق ولا ينتفعون من ايات الله المقروءة ولا المنظورة فالله جعل عليها غشاوة جزاء وفاقا لانهم لم يجعلوا نعم الله في طاعة الله وهم لا يظفرون العبرة والهدى فهم عمي لا بصائر لهم ومن لا بصيرة له فمن لا بصر له فهم لا يرجعون فهم لا يرجعون عن الضلالة الى الهدى فلا يصيبون نجاة لانهم تركوا الهداية بعد ان عرفوها. وساروا في الغواية والفاء فيه فهم للتفريق فعدم رجوعهم الى الهدى متفرع عن تلك الافات ومسبب عن هذه العاهات وفي الاية الكريمة بيان ان المنافقين لم ينتفعوا باسماعهم ولا بابصارهم ولا بالسنتهم وهو الكفران والتغطية فهم قد غطوا نعم الله ولم يضعوها فيما خلقت له ومعلوم ان من حمد الله وضع نعم الله فيما خلقت له وفيه تنبيه لحامل القرآن وان يهتم بالاستماع الحسي والمعنوي وان يفهم مراد الايات فالمنافقون سمعوا سماع الحس ولم يسمعوا سماع المعنى الذي يحرك الوجدان في القلب وليحذر الانسان الذي حباه الله بالنعم ان يعطل ملكاته الفطرية