او كصيد من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق يجعلون اصابعهم في اذانهم من الصواعق حذر الموت والله محيط بالكافرين هذا هو المثل الثاني الذي يصور حال المنافقين في حيرتهم وقلقهم وشدة الامر عليهم وعذابهم النفسي وجاء التصوير بليلة ظلماء مخيفة خطيرة على قوم في صحراء معتمة يهطل فيها مطر غزير مع البرق وهو نور شديد يخطف الابصار ويملأ الجو صوت مخيف مهيب وهذا الصوت مرعب يكاد يمزق الاذان في هذا الجو المخيف ظل المسافر الطريق وازداد قلقه اذ لا ملجأ له ولا ملاذ لا يستطيع ان يحتمي من المطر ولا من البرد ولا من الرعد ولا من الصواعق ولا يرى الطريق لشدة الظلام ووجه التشبيه ان المنافقين كالمسافرين وكل وقت يمضي فهو جزء من مراحل الطريق وكل وقت يمضي جزء من مراحل هذه الحياة وهم يعيشون بين المؤمنين المتزايدين كالمطر الغفير لكن المنافقين لم يتخذوا ملجأ امنا يقيهم شر العقاب الالهي والايات تنزل تخيف المنافقين ان يكشف سرهم ويرفع سترهم وينزل بهم العذاب وفي هذه الاية اضرب من البيان فاو بمعنى الواو العاطفة. اي هو مثل ثان وهي ايضا للتخيير ليفيد التسوية بالتشبيه فلنا ان نشبههم بهؤلاء او هؤلاء كصيد التشبيه تشبيه تمثيلي وهو تشبيه وجه الشبه منتزع من متعدد واصل الكلام كلوي طيب وهذا من الايجاز من السماء نحن نعلم ان جميع المطر والوابل والصيد كله من السماء ولكن ذكر السماء هنا اشارة الى شمول المطر يؤخذ من الالف واللام التي تفيد الاستغراق بمعنى ان المطر من جميع جهات السماء وهذا من الاطناب المفيد فيه ظلمات جمعها لانها ظلمة الليل وظلمة السحاب وظلمة المطر وظلمة السماء وجاء التشبيه بسبب اشاعة الفزع في قلوبهم فهم يحفظون كل صيحة عليهم وقد جمع الظلمات اما الرعد والبرق فلم يجمعا فقد جاء باصل الكلمة وهي مصدر والعرب لا تجمع المصادر والقرآن نزل على سنن العرب نزل بارقى بيان واروع اسلوب يجعلون اصابعهم في اذانهم من شدة خوفهم يجعلون اصابعهم في اذانهم وانما هم يضعون اناملهم في هذا في هذا تصوير شدة خوفهم وكبير قلقهم حذر الموت اشارة الى قضائهم فماذا تعني وضع الانامل من دفع الموت والمنافقون اصحاب غباء حينما استبدلوا الاخرة بالدنيا واثروا الفان على الباقي والله محيط بالكافرين وهذا من الاظهار في موطن الاظمار وفيه اشارة الى ان الكفر سبب ضلالهم مع بيان احاطة علم الله وقدرة الله بالجميع