فالحمد لله رب العالمين جملة خبرية اريد بها الانشاء اي قولوا الحمد لله رب العالمين فهذه الجملة العظيمة وصد بها الثناء على الله بمضمونها على انه تعالى مالك لجميع الحمد من الخلق ومستحق لان يحمدوه وجميع الحمد مختص به والله علم على المعبود بحق وهو الله سبحانه وتعالى صاحب الذات العليم ورب العالمين اي مالك جميع الخلق من الانس والجن والملائكة والدواب وغيرهم وكل منها يطلق عليه عالم يقال عالم الانس وعالم الجن الى غير ذلك من العوالم التي نعلمها والتي لا نعلمها ويقال لكل عالم بعالم لانه علامة على موجبه والرب اسم من اسماء الله تعالى ويشمل معناه اولا الخلق ثانيا الملك. ثالثا التدبير فربنا هو خالق الخلق وهو ما لك الخلق وهو الذي يدبر امورهم ولا يقال الرب لا يقال في غير الله تعالى الا بالاضافة اما فضل الحمد لله رب العالمين فقد روى مسلم في صحيحه باسناده عن ابي مالك الاشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الطهور شطر الايمان والحمد لله تملأ الميزان وسبحان الله والحمد لله تملآن او تملأ ما بين السماوات والارض الحديث فالحمد لله رب العالمين اي رب السماوات السبع والاراضين ومن فيهن وما بينهن حيث بين الله تعالى ذلك عندما ذكر مناظرة فرعون لموسى فقال تعالى قال فرعون وما رب العالمين قال رب السماوات والارض وما بينهما فالثناء على الله بصفاته التي كلها اوصاف كمال وجلال وعظمة وبنعمه الظاهرة والباطنة الدينية والدنيوية وهو المستحق وحده وهو سبحانه المنشئ للخلق القائم بامورهم المربي لجميع خلقه بنعمه ولاولياءه بالايمان والعمل الصالح