قالوا سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا انك انت العليم الحكيم في هذه الاية الكريمة اظهار الذل والافتقار من الملائكة الكرام للعلي القهار وتبرأ من العلم والحول والطول الا بمدد من الله وتعليم منه سبحانه وتعالى سبحانك يا اي نسبحك تسبيحا وننزهك تنزيها ونبرأ من ان نعلم شيئا غير ما علمتنا والتسبيح عبادة تتكرر مع المؤمن كثيرا وعن ابن عباس مفسر المعنى سبحان الله قال تنزيه نفسه عن السوء قال ثم قال عمر لعلي واصحابه عنده لا اله الا الله قد عرفناه فما سبحان الله فقال له علي كلمة احبها الله لنفسه وراضيها واحب ان تقام فسبحان الله قول يعظم الله به ويحاشى به عن السوء قال ابن كثير عند تفسير هذه الاية هذا تقديس وتنزيه من الملائكة لله تعالى ان يحيض احد بشيء من علمه الا بما شاء وان يعلموا شيئا الا ما علمهم الله تعالى وفي هذه الاية الكريمة تربية لطلاب العلم ان لا يتجرأوا على العلم فلا يقولوا بغير علم وان احدهم اذا سئل عن مسألة لا يعلمها فليقل لا ادري فالقول على الله فقير جدا ولا ان يلقى احدنا ربه جاهلا اهون من ان يلقاه متقولا عليه فمن فوائد الاية منع التكلم في الشيء الا بعد العلم به والفزع به الى الله عن القول به الا بعلم وهذا هو الحق الذي يلزم كل من عرف الله ورغب في رحمته وخاف عذابه انك انت العليم الحكيم اي انت العليم بما يكون في السماوات والارض الحكيم في امرك اذا حكمت ان تجعل في الارض خلائف يخلف بعضهم بعضا فربنا هو العليم الحكيم على وجه الحكمة التي تدرك الاشياء بحقائقها وهو الحكيم في تعليم من يشاء ومنع من يشاء له الحكمة في ذلك والعدل التام وفي هذه الاية بيان فضل العلم وانه هبة الله لمن وهبه اياه فجدوا في الطلب واحرصوا ان تكونوا احياء لعلمكم بعد وفاتكم وتضرعوا الى الله ثائريه ان يزيدكم علما