واذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا الا ابليس ابى واستكبر وكان من الكافرين واذ قلنا الواو حرف عطف والجملة معطوفة على قوله واذ قال ربك للملائكة وجاء الخطاب معددا علينا نعمه ومذكرا الاء بمعنى اذكروا فعلي بكم اذ انعمت عليكم فخلقت لكم ما في الارض جميعا واذ قلت للملائكة اني جاعل في الارض خليفة فكرمت اباكم ادم بما اتيته من علمي وفضلي وكرامتي واذ اسجدت له ملائكتي فسجدوا ثم استثنى من جميعهم ابليس فدل باستثنائه اياه منهم على انه كان معهم وانه ممن قد امر بالسجود معهم وهذه كرامة عظيمة من الله لادم امتن الله بها على ذريته ونعمة الله على الاباء نعمة الله على الابناء ومعلوم ان بالشكر تحفظ النعم وتزداد واذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم سجود تعظيم وتسليم وتحية وكان ذلك انحناء يدل على التواضع ولم يكن وضع الوجه على الارض فكان سجود الملائكة لادم تكرمة لادم وطاعة لله لا عبادة لادم في هذا اظهار لفضل ادم وفضله بالعلم الذي علمه الله اياه فسجدوا الا ابليس ابى. اي امتنع فالاباء الامتناع عن الفعل انفة مع التمكن منه واستكبر الاستكبار التكبر والتعاظم والغرور بمعنى ان يرى الشخص في نفسه علوا على غيره وهو خلق مذموم وكان من الكافرين في سابق علم الله عز وجل. فربنا يعلم ما كان وما يكون وما لم يكن لو كان كيف يكون وليحذر المرء الكبر فان ابليس كان الكبر في قلبه فحمله على الاباء والكفر وليستذكر المرء نعم الله وهو ادعى لطاعته وليجد المرء في طلب العلم الذي هو سبب في تكرمة ابينا ادم ولنحذر ابليس وجنوده فهو عدونا وعدو ابينا ادم ولنحاربه بالطاعات والحذر من المحرمات فالذنوب جراحات غائرة تدخل سم ابليس