وقلنا يا ادم اسكن انت وزوجك الجنة وكلامك انها رغدا حيث شئتما. وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الله ظالمين ثم قال الله تعالى اخبارا عما اكرم به ادم وهو اكرام لنا بعد ان امر الملائكة بالسجود له فسجدوا الا ابليس انه اباحه الجنة يسكن منها حيث يشاء ويأكل منها ما شاء رغدا هنيئا واسعا طيبا فقال وقلنا يا ادم اسكن انت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين وقلنا هذا الخطاب خطاب الاكابر والعظماء فاخبر ربنا عن نفسه بصيغة التعظيم فهو من ملك الملوك يا ادم اسكن انت وزوجك الجنة اتخذاها مأوى ومنزلا وجعلاها محل السكون فالسكنى من السكون لانها نوع من اللبس والاستقرار وكلا منها رغدا. اي واسعا والظمير في منها عائد الى الجنة والمعنى على حرف مضاف اي من مطاعمها من ثمارها وغيرها ودل الامر بالاباحة على سبيل التوسعة فالرغد الواسع من العيش الهنيء الذي لا يعني صاحبه يقال ارغد فلان اذا اصاب واسعا من العيش حيث شئتما ما شئتما اذا شئتما لا حساب عليكما ولا تقربا هذه الشجرة لا تحوم حولها بالاكل منها وقد نهى عن قربانها لانه بالقربان يوصل الى التناول. فربنا قطع الخطوة الاولى الى المعصية فالانسان اذا خطأ خطوة تبعتها خطوات والمعاصي باب مغلق ويهك لا تفتح فانك ان تفتحه تلج فالنهي عن القرب سد للذريعة وقطع للوسيلة ولهذا جاء به عوضا عن الاكل والشجر في كلام العرب كل ما قام على ساق ومنه قوله جل ثناؤه والنجم والشجر يسجدان يعني بالنجم ما نجم من الارض من نبت وبالشجر ما استقل على ثار فتكون فتصيرا من الظالمين العاصين الذين وضعوا امر الله عز وجل غير موضعه ومن الظالمين الذين ظلموا انفسهم بالمعصية ومن الظالمين الذين اعتدوا على النهي الله جل ثناؤه اخبر عباده ان ادم وزوجه اكلا من الشجر من الشجرة التي نهاهما عن الاكل منها فاتيا الخطيئة التي نهاهما عن اتيانها باكلهما ما اكلا منه بعد ان بين الله جل ثناؤه لهما عين الشجرة التي نهاهما عن الاكل منها واشار لهما اليها بقوله ولا تقربا هذه الشجرة ولن يضع الله جل ثناؤه لعباده المخاطبين بالقرآن دلالة على اي اشجار الجنة كان نهي ادم ان يقربها فالله جل ثناؤه نهى ادم وزوجه عن اكل شجرة بعينها من اشجار الجنة دون ساعدي اشجارها فخالف اذا ما نهاهم الله عنه فاكلا منها كما وصفهما الله جل ثناؤه فاكل منها ولا علم عندنا اي شجرة كانت على التعين لان الله لم يضح لعباده دليلا على ذلك في القرآن. ولا في السنة الصحيحة