قل نهبطوا منها جميعا. فاما يأتينكم اني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون اهبطوا منها جميعا فاما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون قلنا اهبطوا منها جميعا كرر الامر بالهبوط للتأكيد ولتأكيد امر العداوة ولبيان شؤم المعصية فالمعصية تزيل النعمة عن صاحبها فالمخاطبون ادم وحواء وابليس وكان الاثبات من الجنة الى الارض وعبر بالجميع لتنبيه ذرياتهما وليكون الخطاب شاملا للجميع ثم اخبر بمستقر من اتبع الهدى في الاخرة وسلامته في الدنيا فقال فاما يأتينكم مني هدى اي فان يأتكم مني شريعة ورسول وبيان ودعوة فمن تبع هداي اي قبل امري واتبع ما امره به وداومه تصديقا باخباره وامتثالا لاحكامه وقد كرر امر الهدى ولم يضمر لاظهار شأنه وفخامته خصوصا مع اظافته الى الله تعالى فلا خوف عليهم فيما يستقبل من امر الاخرة ولا حزن على ما مضى والخطاب لادم وحواء وذريتهما وذرية ابليس اعلمهم الله تعالى انه يبتليهم بالطاعة ويجازيهم بالجنة عليها ويعاقبهم بالنار على تركها وفي هذه الاية اخبار الثقلين بما جرى على ابويهما من شؤم المعصية ومخالفة الامر وان من جاءه الهدى على لسان رسول بلغه اياه واتبعه فقد فاز بالنجاة وبعد عنه الحزن والخوف يوم الحساب والجزاء والعرض على الملك الديان يوم يقوم الناس برب العالمين