ما غاب عنهم من حساب وجزاء وقصاص وجنة ونار وغير ذلك مما جاء في الوحيين فقوله الذين يؤمنون بالغيب عام يتناول كل من امن بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم والذين يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من قبلك وبالاخرة هم يوقنون اي يصدقونك بما جئت به من الله من الوحي المتلو والحديث القدسي والحديث النبوي وما جاء به من قبلك من الانبياء والمرسلين لا يفرقون بينهم ولا يجحدون بما جاءوهم به من ربهم والايمان هو التطبيق الجازم المقترن بابعان النفس وقبولها وسلامة العمل اخلاصا لله ومتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم والغيب سواء كان قبل ذلك مؤمنا بموسى وعيسى عليهما السلام او ما كان مؤمنا بهما فهذا يشمل الجميع يشمل المؤمنين ويشمل اهل الكتاب وبالاخرة هم يوقنون اي يؤمنون بالبعث والقيامة والجنة والنار والحساب والميزان واليقين هو العلم بالشيء وان الله تعالى مدحهم على كونهم متيقنين بالاخرة ومعلوم انه لا يمدح المرء بان يتيقن وجود الاخرة فقط بالله يستحق المدح الا اذا تيقن وجود الاخرة مع ما فيها من الحساب والجزاء والقصاص وادخال المؤمنين الجنة والكافرين النار وعمل بما تيقن به فالايمان يدفع للعمل فالبعث والنشور في كل يوم وليلة يموت المرء ويحيا في النوم والاستيقاظ لذا نقول عند الاستيقاظ الحمد لله الذي احيانا بعد ما اماتنا واليه النشور ومن يعرف النشأة الاولى يعرف النشأة الاخرة لذا اكد القرآن كثيرا على تأريخ وجود الانسان وكيف خلق ليتفكر بالاخرة ويعمل لما بعد الموت فمن تفكر في خلقه جره الى الايمان بخالقه وبالاخرة هم يوقنون وانما سميت الاخرة بانها بعد الدنيا ولتأخرها عن الدار الاولى كما سميت الدنيا دنيا لدنوها من الخلق الاول فالاخرة لتأخرها عن الخلق وخص يوم الاخرة بالذكر بان الايمان به من اعظم البواعث على فعل الطاعات واجتناب المحرمات ومحاسبة النفس لذا نحن نذكره في سورة الفاتحة في كل يوم في الصلوات والراكعات وبالاخرة هم يوقنون واليقين هو التصديق الجازم ويعرف اليقين باثاره في الاعمال فمن ادمن على المعاصي لا يمكن ان يكون ايمانه قائما على اليقين بان من ايقن بالاخرة عمل لها هم يوقلون ان يستيقظون انها كائنة من الايقان وهو العلم الحاصل وهو طمأنينة القلب على حقيقة الشيء