ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتم الحق وانتم تعلمون ولا تلبس الحق بالباطل وتكتم الحق وانتم تعلمون ولا تلبس الحق بالباطل هذا نهي لليهود والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب اي لا تقنطوا الحق الذي انزلت عليكم من صفة محمد صلى الله عليه وسلم بالباطن الذي تكتبونه بايديكم من تغيير صفته وتبديل نعته وكان فيهم منافقون اظهروا الايمان وابطلوا الكفر فكانوا يقولون محمد مبعوث لكن رسالته الى العرب خاصة وهم بذلك يلبسون الحق بالباطل اذ ان الله بعثه الى الخلق كافة واللبس هو الخوض والتعني وفي هذا نهي عن كل من سلط على الناس دينهم او دلت عليهم او حرف الدين وتفتن الحق اي ولا تفكوا من حقه فهو جزم عطف على النهي ومعلوم ان في التلبيس كتمانا للحق وفي النهي عن لبس الحق بالباطل امر بظده وهو اداء النصيحة لعباد الله وانتم تعلمون اي وانتم تعلمون انه نبي مرسل قد انزل عليكم في كتابكم فجحدتم نبوته مع العلم به واذا كانوا نهوا عن كتم علمه وصفته فانه يجب بث علوم معجزته الخالدة وهو القرآن الكريم وبث شمائله وخصائصه ودلائل نبوته وربنا جل جلاله يقول ام لم يعرفوا رسولهم فهم له منكرون ومن لبس اليهود الحق بالباطل كتابتهم في التوراة ما ليس منها ومن كتمانهم الحق قولهم لا نجد في الثورات صفة محمد صلى الله عليه وسلم والعالم بالحق يجب عليه اظهاره ويحرم عليه كتمانه وهذه الاية الكريمة تبين المراد من انزال الكتب وهو تمييز الحق واظهاره ليهتدي المهتدون ويهلك الضالون وتقوم الحجة على الخلائق اجمعين فان الله فصل اياته وبين كتابه لتستبين سبل الهداية وطرق الغواية فيهلك من هلك عن بينة ويحيا من احياه الله بنور العلم والايمان والعالم المتمسك بالسنة الذي يبث الوحيين من خلفاء الرسول صلى الله عليه وسلم ومن هداة الامم ومن منع العلم ولبس الحق بالباطل فهو من دعاة جهنم وخلفاء ابليس